عندما تلد الأم توأمين، لا يتطابق المولودان دائمًا، حتى أنهما قد يختلفان في الجنس أيضًا، وهو ما يُعرف بالتوائم الشقيقة (غير المتشابهة)، التي تمثل لغزًا تطوريًا منذ زمن. ينشأ التوأمان المتطابقان من بويضة واحدة مُلقّحة، تنقسم بالصدفة إلى قسمين، في حين ينشأ التوأمان الشقيقان عندما تُطلَق بويضتان ويُلقح كلتاهما.
لكن ما سبب حدوث ذلك؟ هذا هو اللغز!
استخدم بحث منشور حديثًا محاكاةً حاسوبية لمحاولة شرح سبب انطلاق بويضتين وفقًا للانتقاء الطبيعي، رغم مخاطر ولادة التوائم على الأمهات، وانخفاض فرص نجاة التوائم.
لماذا التوائم ؟
منذ ألف مايكل بالمر كتابه المهم سنة 1970 -الذي يمثل نقطة تحول، إذ يتحدث عن بيولوجيا التوائم عند البشر- يتساءل علماء الأحياء: هل الانتقاء الطبيعي يفضل الإباضة المزدوجة، أم أنها تشبه التوائم المتطابقة في كونها نتجت عرَضيًا؟
يبدو هذا غير محتمل للوهلة الأولى، لما كان انقسام الجنين الذي يُنتج توائم متطابقة ليس وراثيًا، ولا يختلف حدوث التوائم المتطابقة مع الجوانب الأخرى لعلم الأحياء البشري، إذ يبدو الأمر عرَضيًا تمامًا.
لكن على النقيض، يتأثر حدوث التوائم الشقيقة (غير المتطابقة) بسن الأم، ويمكن توريثه. هنا لا يبدو الأمر عرَضيًا.
مساوئ التوائم
يبدو أنه ليس لولادة التوائم فائدة كبيرة، خاصةً عند السكان الذين لا يحصلون على رعاية طبية، فالتوائم أكثر عرضةً للوفاة في مرحلة الطفولة من المواليد المنفردة، كذلك فإن أمهات التوائم أكثر عرضةً لخطر الوفاة في أثناء الولادة.
إن جسم المرأة -في الإنسان، كما في القردة العليا- مصمم غالبًا لولادة طفل واحد في كل مرة، لكن إذا كانت ولادة التوائم مكلفة إلى هذا الحد، فلماذا لم يمحُها التطور؟
من المفارقة أن أمهات التوائم في المناطق مرتفعة الخصوبة تكون ذريتهن إجمالًا أكثر من سواهن من الأمهات، ما يشير إلى أنه قد يكون لوجود التوائم فائدة تطورية، على الأقل للأمهات.
لكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا التوأمة نادرة جدًا؟
نمذجة الأمهات:
للإجابة عن هذه الأسئلة، صمم الباحثون نماذج رياضية، غُذّيت ببيانات واقعية حول بقاء الأم والطفل على قيد الحياة.
مكنت هذه النمذجة الباحثين من التحكم في أمور كان من غير الممكن التحكم فيها بوسائل أخرى، مثل التحكم في كون المرأة تطلق بويضة أم اثنتين.
وتضمنت النماذج استراتيجيات مختلفة، إذ تضمنت أعمار مختلفة للنساء اللائي يطلقن بويضة واحدة أو اثنتين.
بذلك أصبح من الممكن مقارنة عدد الأطفال الباقين على قيد الحياة للنساء ذوات الأنماط المختلفة من الإباضة.
في حالة الأمهات اللائي تبدلت الإباضة لديهن من مفردة إلى مزدوجة في منتصف العشرينيات من أعمارهن، بقي معظم الأطفال على قيد الحياة، مقارنةً بأطفال الأمهات اللائي أطلقن بويضة واحدة أو بويضتين دائمًا.
يشير هذا إلى أن الانتقاء الطبيعي يفضل التحول غير المقصود من الإباضة المفردة إلى المزدوجة مع التقدم في العمر.
استراتيجية لإطالة أمد الخصوبة:
سبب التبدل هو أن بقاء الجنين على قيد الحياة (أي أن تؤدي بيضة واحدة ملقحة إلى ولادة طفل حي) تنخفض مع تقدم المرأة في العمر.
وعلى هذا، يزيد التحول إلى إطلاق بويضتين من فرصة أن إحداهما على الأقل ستؤدي إلى ولادة ناجحة.
لكن هل تُعَد ولادة التوائم أثرًا جانبيًا لتلك الاستراتيجية لرفع الخصوبة لدى النساء الأكبر عمرًا؟
تطلبت الإجابة عن هذا السؤال تنفيذ نموذج آخر، بإزالة أحد التوأمين قبل الولادة عند النساء مزدوجات الإباضة.
في هذه الحالة، كان عدد الأطفال الذين بقوا على قيد الحياة أكبر عند النساء ذوات الإباضة المزدوجة طوال حياتهن، لكنهم لم ينجبن توائم مطلقًا، مقارنةً بالنساء اللائي أنجبن توائم بعد أن تبدلت الإباضة لديهن من فردية إلى مزدوجة.
يشير هذا إلى أنه من الأفضل دائمًا حدوث إباضة مزدوجة دون أن ينتج عنها توائم، ومن ثم فإن التوائم الشقيقة (غير المتطابقة) تُعَد أثرًا جانبيًا عرَضيًا لاستراتيجية الإباضة المزدوجة.
لكن ما سبب حدوث ذلك؟ هذا هو اللغز!
استخدم بحث منشور حديثًا محاكاةً حاسوبية لمحاولة شرح سبب انطلاق بويضتين وفقًا للانتقاء الطبيعي، رغم مخاطر ولادة التوائم على الأمهات، وانخفاض فرص نجاة التوائم.
لماذا التوائم ؟
منذ ألف مايكل بالمر كتابه المهم سنة 1970 -الذي يمثل نقطة تحول، إذ يتحدث عن بيولوجيا التوائم عند البشر- يتساءل علماء الأحياء: هل الانتقاء الطبيعي يفضل الإباضة المزدوجة، أم أنها تشبه التوائم المتطابقة في كونها نتجت عرَضيًا؟
يبدو هذا غير محتمل للوهلة الأولى، لما كان انقسام الجنين الذي يُنتج توائم متطابقة ليس وراثيًا، ولا يختلف حدوث التوائم المتطابقة مع الجوانب الأخرى لعلم الأحياء البشري، إذ يبدو الأمر عرَضيًا تمامًا.
لكن على النقيض، يتأثر حدوث التوائم الشقيقة (غير المتطابقة) بسن الأم، ويمكن توريثه. هنا لا يبدو الأمر عرَضيًا.
مساوئ التوائم
يبدو أنه ليس لولادة التوائم فائدة كبيرة، خاصةً عند السكان الذين لا يحصلون على رعاية طبية، فالتوائم أكثر عرضةً للوفاة في مرحلة الطفولة من المواليد المنفردة، كذلك فإن أمهات التوائم أكثر عرضةً لخطر الوفاة في أثناء الولادة.
إن جسم المرأة -في الإنسان، كما في القردة العليا- مصمم غالبًا لولادة طفل واحد في كل مرة، لكن إذا كانت ولادة التوائم مكلفة إلى هذا الحد، فلماذا لم يمحُها التطور؟
من المفارقة أن أمهات التوائم في المناطق مرتفعة الخصوبة تكون ذريتهن إجمالًا أكثر من سواهن من الأمهات، ما يشير إلى أنه قد يكون لوجود التوائم فائدة تطورية، على الأقل للأمهات.
لكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا التوأمة نادرة جدًا؟
نمذجة الأمهات:
للإجابة عن هذه الأسئلة، صمم الباحثون نماذج رياضية، غُذّيت ببيانات واقعية حول بقاء الأم والطفل على قيد الحياة.
مكنت هذه النمذجة الباحثين من التحكم في أمور كان من غير الممكن التحكم فيها بوسائل أخرى، مثل التحكم في كون المرأة تطلق بويضة أم اثنتين.
وتضمنت النماذج استراتيجيات مختلفة، إذ تضمنت أعمار مختلفة للنساء اللائي يطلقن بويضة واحدة أو اثنتين.
بذلك أصبح من الممكن مقارنة عدد الأطفال الباقين على قيد الحياة للنساء ذوات الأنماط المختلفة من الإباضة.
في حالة الأمهات اللائي تبدلت الإباضة لديهن من مفردة إلى مزدوجة في منتصف العشرينيات من أعمارهن، بقي معظم الأطفال على قيد الحياة، مقارنةً بأطفال الأمهات اللائي أطلقن بويضة واحدة أو بويضتين دائمًا.
يشير هذا إلى أن الانتقاء الطبيعي يفضل التحول غير المقصود من الإباضة المفردة إلى المزدوجة مع التقدم في العمر.
استراتيجية لإطالة أمد الخصوبة:
سبب التبدل هو أن بقاء الجنين على قيد الحياة (أي أن تؤدي بيضة واحدة ملقحة إلى ولادة طفل حي) تنخفض مع تقدم المرأة في العمر.
وعلى هذا، يزيد التحول إلى إطلاق بويضتين من فرصة أن إحداهما على الأقل ستؤدي إلى ولادة ناجحة.
لكن هل تُعَد ولادة التوائم أثرًا جانبيًا لتلك الاستراتيجية لرفع الخصوبة لدى النساء الأكبر عمرًا؟
تطلبت الإجابة عن هذا السؤال تنفيذ نموذج آخر، بإزالة أحد التوأمين قبل الولادة عند النساء مزدوجات الإباضة.
في هذه الحالة، كان عدد الأطفال الذين بقوا على قيد الحياة أكبر عند النساء ذوات الإباضة المزدوجة طوال حياتهن، لكنهم لم ينجبن توائم مطلقًا، مقارنةً بالنساء اللائي أنجبن توائم بعد أن تبدلت الإباضة لديهن من فردية إلى مزدوجة.
يشير هذا إلى أنه من الأفضل دائمًا حدوث إباضة مزدوجة دون أن ينتج عنها توائم، ومن ثم فإن التوائم الشقيقة (غير المتطابقة) تُعَد أثرًا جانبيًا عرَضيًا لاستراتيجية الإباضة المزدوجة.