الشِّنْقِيْطِيّ (محمد الأمين ـ)
(1325 ـ 1393هـ/1907 ـ 1974م)
الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجَكْنِيّ الشِّنْقِيْطِيّ، يرجع نسبه إلى الأمير جاكن جد الجَكْنِيّين من قبيلة حِمْيَر اليمنية.
ولد في «تنبه»، وهي عين ماء من أعمال مديرية (كيفة) من قطر (شِنْقِيط) الاسم القديم لدولة موريتانيا، و(شنقيط) الآن قرية من أعمال مديرية (أطار) في شمالي غربي موريتانيا.
نشأ يتيماً في بيت أخواله، وأمه ابنة عم أبيه، وترك له أبوه ثروة جيدة.
حفظ القرآن في العاشرة من عمره على خاله عبد الله بن محمد المختار ابن إبراهيم بن أحمد نوح، ثم تعلم رسم المصحف العثماني على ابن خاله سيدي محمد بن أحمد بن محمد المختار، وقرأ عليه التجويد في مقرأ نافع برواية ورش وقالون، فأخذ بذلك سنداً متصلاً إلى النبيr وعمره (16) عاماً، ودرس في أثناء ذلك بعض المختصرات في فقه مالك، كرجز الشيخ ابن عاشر، ثم أخذ عن زوجة خاله الآجرّومية، ونَظْم الغزوات في (500) بيت لأحمد البدوي الشنقيطي وشرحه لابن أخت المؤلف، ونَظْم عمود نسب عدنان بآلاف الأبيات وهو للمؤلف والشارح المذكورين، ثم درس «المختصر» الذي وضعه الفقيه المالكي خليل بن إسحاق الجندي إلى قسم العبادات من المختصر، ونصف ألفية ابن مالك على الشيخ محمد بن صالح، وأخذ عن الجكنيين أمثال: محمد بن صالح بن أحمد الأفرم، وأحمد الأفرم بن محمد المختار وأحمد بن عمر محمد النعمة بن زيدان وأحمد بن مود وأحمد بن فال بن آدة.
اشتغل بالتدريس والفتيا والقضاء حتى ذاع صيته في بلده، وفي سنة 1367هـ خرج منها في رحلة إلى الحج على الجِمال ثم السيارة، فدرّس في أثناء ذلك في عدد من القرى والمدن مثل (كيفة وحلة أهل الطالب جدة وتامشكط والعيون وتنبدقة والنعمة وفاوة ونيامي عاصمة النيجر والجنينة غربي السودان وأم درمان)، ووصل إلى المملكة العربية السعودية فحج، ثم بدأ التدريس في المسجد النبوي، فأنهى فيه ـ فيما بعد ـ تفسير القرآن مرتين وشرع في الثالثة، وكان أسلوبه ذا منحى علمي تربوي، يتناوب فيه الإسهاب والتوسط والاقتضاب مع الاستعانة بالقراءات المتواترة، ثم تابع التدريس في المعاهد العلمية الآتية: (كلية الشريعة واللغة بالرياض، والجامعة الإسلامية ودار العلوم، بالمدينة المنورة، والمعهد العلمي ومعهد القضاء العالي بالرياض، وفي بيته)، فدرّس فيها التفسير والأصول والمناظرة وآداب البحث.
وفي عام 1391هـ صار عضواً مؤسساً في هيئة كبار العلماء، ثم رأس إحدى دوراتها.
كان الشنقيطي علامة حافظاً مفتياً متبحراً، وفقيهاً مالكياً وأصولياً ومفسراً وكان زاهداً متورعاً مخلصاً متواضعاً، ابتعد عن المال والمنصب، فمات ولم يخلف سوى بيته الصغير الذي يسكنه، ودفن بمقبرة (المعلاة) بـ (ريع الحجون) بمكة، وقد أعـقب ابنة وابنين هما عبد الله ومحمد المختار.
ومن تلامذته: عبد العزيز بن باز وحماد الأنصاري وصالح بن محمد اللحيدان ومحمد بن صالح العثيمين وعبد الله بن غديان وعبد المحسن العباد وعطية محمد سالم وبكر بن عبد الله أبو زيد وعبد العزيز القاري وابناه، عبد الله ومحمد المختار، وغيرهم.
ترك نحو (15) مؤلفاً ما زال بعضها مخطوطاً، أنبهها تفسيره: «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن» وصل فيه إلى سورة المجادلة، و«رحلة الحج إلى بيت الله الحرام» وهما مطبوعان.
خير الله الشريف
(1325 ـ 1393هـ/1907 ـ 1974م)
الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجَكْنِيّ الشِّنْقِيْطِيّ، يرجع نسبه إلى الأمير جاكن جد الجَكْنِيّين من قبيلة حِمْيَر اليمنية.
ولد في «تنبه»، وهي عين ماء من أعمال مديرية (كيفة) من قطر (شِنْقِيط) الاسم القديم لدولة موريتانيا، و(شنقيط) الآن قرية من أعمال مديرية (أطار) في شمالي غربي موريتانيا.
نشأ يتيماً في بيت أخواله، وأمه ابنة عم أبيه، وترك له أبوه ثروة جيدة.
حفظ القرآن في العاشرة من عمره على خاله عبد الله بن محمد المختار ابن إبراهيم بن أحمد نوح، ثم تعلم رسم المصحف العثماني على ابن خاله سيدي محمد بن أحمد بن محمد المختار، وقرأ عليه التجويد في مقرأ نافع برواية ورش وقالون، فأخذ بذلك سنداً متصلاً إلى النبيr وعمره (16) عاماً، ودرس في أثناء ذلك بعض المختصرات في فقه مالك، كرجز الشيخ ابن عاشر، ثم أخذ عن زوجة خاله الآجرّومية، ونَظْم الغزوات في (500) بيت لأحمد البدوي الشنقيطي وشرحه لابن أخت المؤلف، ونَظْم عمود نسب عدنان بآلاف الأبيات وهو للمؤلف والشارح المذكورين، ثم درس «المختصر» الذي وضعه الفقيه المالكي خليل بن إسحاق الجندي إلى قسم العبادات من المختصر، ونصف ألفية ابن مالك على الشيخ محمد بن صالح، وأخذ عن الجكنيين أمثال: محمد بن صالح بن أحمد الأفرم، وأحمد الأفرم بن محمد المختار وأحمد بن عمر محمد النعمة بن زيدان وأحمد بن مود وأحمد بن فال بن آدة.
اشتغل بالتدريس والفتيا والقضاء حتى ذاع صيته في بلده، وفي سنة 1367هـ خرج منها في رحلة إلى الحج على الجِمال ثم السيارة، فدرّس في أثناء ذلك في عدد من القرى والمدن مثل (كيفة وحلة أهل الطالب جدة وتامشكط والعيون وتنبدقة والنعمة وفاوة ونيامي عاصمة النيجر والجنينة غربي السودان وأم درمان)، ووصل إلى المملكة العربية السعودية فحج، ثم بدأ التدريس في المسجد النبوي، فأنهى فيه ـ فيما بعد ـ تفسير القرآن مرتين وشرع في الثالثة، وكان أسلوبه ذا منحى علمي تربوي، يتناوب فيه الإسهاب والتوسط والاقتضاب مع الاستعانة بالقراءات المتواترة، ثم تابع التدريس في المعاهد العلمية الآتية: (كلية الشريعة واللغة بالرياض، والجامعة الإسلامية ودار العلوم، بالمدينة المنورة، والمعهد العلمي ومعهد القضاء العالي بالرياض، وفي بيته)، فدرّس فيها التفسير والأصول والمناظرة وآداب البحث.
وفي عام 1391هـ صار عضواً مؤسساً في هيئة كبار العلماء، ثم رأس إحدى دوراتها.
كان الشنقيطي علامة حافظاً مفتياً متبحراً، وفقيهاً مالكياً وأصولياً ومفسراً وكان زاهداً متورعاً مخلصاً متواضعاً، ابتعد عن المال والمنصب، فمات ولم يخلف سوى بيته الصغير الذي يسكنه، ودفن بمقبرة (المعلاة) بـ (ريع الحجون) بمكة، وقد أعـقب ابنة وابنين هما عبد الله ومحمد المختار.
ومن تلامذته: عبد العزيز بن باز وحماد الأنصاري وصالح بن محمد اللحيدان ومحمد بن صالح العثيمين وعبد الله بن غديان وعبد المحسن العباد وعطية محمد سالم وبكر بن عبد الله أبو زيد وعبد العزيز القاري وابناه، عبد الله ومحمد المختار، وغيرهم.
ترك نحو (15) مؤلفاً ما زال بعضها مخطوطاً، أنبهها تفسيره: «أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن» وصل فيه إلى سورة المجادلة، و«رحلة الحج إلى بيت الله الحرام» وهما مطبوعان.
خير الله الشريف