بيت النَّص
ما يحدث في الليل
ــــــــــــــــــــــــ
فتحت قلبي على مصراعيه
فاستقبل النسيم
والرصاص..
وانتثر على الأسفلت
صريعا
..
لم يسألوا
قلبُ من هذا؟!
ألقوا عليه حصى نظراتهم المتلصصة
كأطفال متنمرين رأوا مجذوبا
يهذي
..
تشبثت جيدا..
لم أفلت رباطة جأشي
وثباتي الانفعالي
واحتميت
بالتحفظ والوحدة
وعندما أرخيت قبضتي قليلا
هويت
..
كملك مهزوم.. مطارد
ركضت
كعُقاب جريح
قصف جناحَه صيادٌ لئيم
بلا قلب
..
لم يدعُني الليلُ
فلماذا سهرت
لم يُعد لي
خمس كؤوس قهوة
فلماذا الآن
أنتحب
..
"بانت سعاد"..
صاحبَتها عيون الوشاة
أما أنا
فلم أحتمل
أن تطلع الشمس
إلا عليّ
..
"وما تمسَّكُ بالوصل الذي زعمتْ"..
ولم أشأ
غير أنني
لم أنتبه
حين رأيت الرماح تقترب
من خاصرتي
..
هل المجاز لعنتُنا الأبدية!
نعيد صياغة المشاهد
لتبدو
أقل قسوة؟
..
تمنحنا اللغة
متسعا رحبا
نطارد مخاوفنا
نجري وراء الدنيا..
حتى إذا أمسكنا بها
أو كدنا
خانتنا
وهربت
..
كيف يمكن أن أروض
كل هذا الصخب؟!
كيف أعلق قلبي
-بيدي-
على طرف شالها البُنيّ
وأنسى
..
أنهكتني الألوان..
راودتني -بكل حيلة- عن نفسي
جربَت
غوايتي
صارت طفلة بعيون خضراء
امرأة ترتدي نشوتها الزرقاء
عجوزا تحمل رمادا أسود
بين راحتيها
..
يقولون إنني
أمتلك ابتسامة صافية
أوزعها
على البشر
والأشجار
وإشارات المرور
فلماذا عندما أردت البكاء
ابتعدوا
وتركوني وحيدا
مع الليل
يعبث بمهجتي
ويهتك السر؟!
.
محمد تركي
مصر