هشام الشمعة(Al-Sham’a (Hisham موسيقي سوري ولد في دمشق وتوفي فيها،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هشام الشمعة(Al-Sham’a (Hisham موسيقي سوري ولد في دمشق وتوفي فيها،

    الشمعة (هشام ـ)
    (1923 ـ 2001)

    هشام الشمعة موسيقي سوري ولد في دمشق وتوفي فيها، في أسرة وطنية اتسمت بالثقافة والفن، فأتاح له هذا أن يختار هوايته بنفسه، فأولى عنايته لآلة العود التي استحوذت على مشاعره. جمعته صفوف المدرسة بأصدقاء يهوون مثله الموسيقى منهم الراحلون: محمد كامل القدسي وخالد مردم بك وعصام الشمعة وعدنان الركابي ونجدت طلعت وعدنان راضي ويحيى النحاس وغيرهم ممن ما زالوا أحياء يرزقون، فأسسوا معهد أصدقاء الفنون عام 1940، وقد أتيح لهذا المعهد أن يترك أثراً كبيراً في حياة دمشق الموسيقية.
    لم يكتف هشام الشمعة بالعزف على آلة العود، وتأليف المقطوعات الموسيقية والتلحين لمطرب المعهد عدنان راضي الشهير بالمتكتم، بل انصرف إلى تعلم العزف على آلات موسيقية أخرى، فأتقن العزف على الكمان الجهير/ فيولونسيل ـ Violoncelle. كما أنه ولأسباب غير معروفة، انسحب من المعهد ليؤسس نادي «دار الألحان». استعانت به وزارة الدعاية والشباب التي أنشئت في عهد الرئيس تاج الدين الحسني ليعلم العزف على آلة الكمان الجهير، ولكن هذه الوزارة لم تعمر طويلاً بعد وفاة رئيس الجمهورية إذ ألغيت فاستغني عنه وعن جميع المدرسين.
    في عام 1943 اتصل الشمعة بالموسيقار الروسي المقيم في دمشق ويدعى البارون «إراست بللينغ» قائد فلهارمونية بطرسبرغ وتلميذ كورساكوف وأخذ عنه علوم الموسيقى الغربية. كما استفاد من عازف الكمان التركي «شوقي بك أفزا» الذي استوطن دمشق بعد خروج العثمانيين منها، وأخذ عنه كل ما يعرف في الموسيقى الشرقية.
    بعد الجلاء عمل الشمعة في فرقة الإذاعة السورية عازفاً على العديد من الآلات الموسيقية التي يتقن بعضها، مثل الجمبش والكيتار والبانجو والماندولين والعود. وفي أثناء عمله ألف (فرقة المعزوفات الحديثة) من خيرة العازفين ولكنها لم تعش أكثر من عامين.
    كان هشام الشمعة يحمل فكراً موسيقياً متطوراً. فعندما شاع استعمال «الكيتار هاوايين» قدمه للمستمعين بطريقة مختلفة اعتمد فيها الشكل الثنائي الذي يضم كيتار هاوايين وآخر اسبانيول. كذلك قدم ثنائياً آخر لآلتي العود والكمان الأجهر ـ كونترباصcontrebasse، وثنائياً ثالثاً لآلتي العود والأكورديون، وكل هذه الأعمال التي صافحت مستمعي الأربعينيات كانت نقاطاً في حقل تجاربه، ولم تكن الأعمال التي قدمها في تلك التجارب الثنائية من تأليفه، وإنما أعمال مشهورة حولها مع الموسيقي اللبناني عبد الغني شعبان من تدوينات البيانو إلى تلك الآلات.
    في عام 1948 أوفدته وزارة المعارف ـ التربية ـ إلى القاهرة في بعثة دراسية مدتها خمس سنوات، فتخصص في العزف على الكمان والعلوم الموسيقية وعمل في أثناء دراسته في مجموعة الكمان الأول في فرقة القاهرة السمفونية بقيادة المايسترو والمؤلف الراحل أحمد عبيد. وعمل بعد عودته في عام 1953 مدرساً في المعهد الموسيقي الشرقي التابع لوزارة المعارف ـ التربية، ثم كلف بإدارته في نهاية العام نفسه.
    أمضى هشام الشمعة خمسة وثلاثين عاماً في تدريس المواد الموسيقية النظرية والعملية في دور المعلمين والشعبة الموسيقية فيها ومعهد إعداد المدرسين والمعهد الموسيقي التابع لوزارة الثقافة، واختير إبان الوحدة ليمثل الإقليم الشمالي في جلسات المجلس الأعلى للإذاعة في القاهرة، وعضواً دائماً في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون في سورية.
    أعماله
    وضع هشام الشمعة كتباً مدرسية للمرحلة الابتدائية ودور المعلمين العامة، والشعب الموسيقية فيها، وهي ما تزال من الكتب الرائدة في الوطن العربي. وأسهم بقلمه في كتابة مقالات موسيقية في مختلف المجلات السورية واللبنانية والمصرية، وقدم في الإذاعة السورية برامج التحليل الموسيقي في البرنامج الثاني عام 1963.
    مؤلفاته
    وضع هشام الشمعة عدداً من المقطوعات الموسيقية في الصيغ التراثية وغير التراثية منها: غفران من مقام فرحفزا، ولونغا نهاوند، والشادروان، ورقصة مصرية، وسماعي هزام، وصور شرقية، ورقصة يونانية، وعدداً من المقطوعات ذات الإيقاعات الغربية الراقصة.
    ولحن لعدد من المطربين والمطربات فغنى له المطرب عصام على إيقاعات الرومبا والتانغو قصيدتين من شعر كمال فوزي هما «كانت لنا أيام ويا مطلبي» وأغنية من نظم أسعد سابا بعنوان «بكرا»، وغنى له «عزيز شيحا» أغنيتين من نظم أسعد السبعلي «شلال نور وياالله يا الله»، ولحن للمطرب عدنان راضي، عدداً لا يستهان به من القصائد والأغاني، أشهرها «النظرة الحائرة» شعر كمال فوزي، وللمطربة أحلام أغنية «عصفورة» من نظم أسعد السبعلي، وإلى جانب الألحان العاطفية وضع كثيراً من الأغاني الوطنية القومية من مثل «ابعثوا التاريخ» شعر محمود السيد شعبان، ونشيد الأسود للمطرب الراحل رفيق شكري، ونشيد«يوم الجندية» لكروان، وهما من نظم محمد الحناوي.
    اعتزل هشام الشمعة العمل الموسيقي العلني في عام 1949 مكتفياً بالتدريس وفي إشباع هوايته الموسيقية بالاستماع والاطلاع والتأليف والترجمة وصياغة الألحان. وتعد مكتبته الموسيقية من المكتبات الشخصية الغنية والنادرة. ومنذ ثمانينيات القرن العشرين اعتزل الناس والحياة الاجتماعية إلى أن وافته المنية وووري الثرى بصمت بعيداً عن المراسم التقليدية المتبعة عند الوفاة.
    صميم الشريف

يعمل...
X