تويت
حلب و"الفارابي"
1 - قال "ابن النديم" في (الفهرست) إن اسمه هو "أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان". ينسب "الفارابي" إلى بلدة فاراب ، وهي في تركستان الشرقية ( حاليا جمهورية كازاخستان ) ولذلك كانت لغته الأم التركية.
، وقد ذكر "ابن خلكان" أن الفارابي توفي سنة 339هـ _ 95o م عن ثمانين عاماً، وبذا يمكننا أن نستنتج تاريخ مولده بأنه كان حوالي سنة 259هـ. ، 874 م . وهذا الاستنتاج ضروري في هذا المجال، إذ أن "المعلم الثاني" لم يترجم لنفسه كما صنع بعض مفكري الإسلام، وكذا لم يفعل ذلك أحد من تلاميذه.
2 - وقد نشأ "الفارابي" على ثقافة لغوية دينية، وتعلم اللغة التركية والعربية التي كانت اللغة الأولى في العالم . كما كان له إلمام جيد باللغتين الفارسية واليونانية . وكان دخول المعلم الثاني مدينة بغداد حوالي سنة 310هـ، وكانت عاصمة الدنيا علما وثقافة ، و قضى المعلم الثاني فترة طويلة في بغداد، ينهل من العلم ويقابل العلماء .كما أنه زار مصر في تلك المرحلة.
3 - ثم توجّه إلى حلب التي ذاع صيتها ببلاط سيف الدولة ، وعاش في كنف "سيف الدولة بن حمدان"معززا مكرما ، والتقى في بلاطه بعلماء الإسلام من كل جنسٍ وثقافة : لغويين وأدباء وفلاسفة وشعراء وعلماء واطباء سواهم .
4 - وقد حاول سيف الدولة مرتين ضم دمشق إلى مملكته الحمدانية ، وكانت دمشق حينها تحت حكم الإخشيد في مصر الذين لم يمكّنوا سيف الدولة من الاحتفاظ بدمشق،
وفي المحاولة الثانية لضم دمشق اصطحب سيف الدولة معلمه الفارابي، وهناك كانت وفاته ودفنه في مقبرة الباب الصغير خارج الاسوار .
وذلك سنة 339هـ، وكرّمه "سيف الدولة بن حمدان" بأن صلّى على جثمانه مع بعض خواصّه، ودفن بظاهر دمشق .
*****
5 - مؤلفاته:
أشهر الكتب التي صنّفها "الفارابي" هي:
- آراء أهل المدينة الفاضلة
- كتاب الموسيقى الكبير
- إحصاء العلوم:
1. علم اللسان
2. علم المنطق
3. علم التعاليم
4. العلم الطبيعي
5. العلم الإلهي
6. العلم المدني
7. علم الفقه
8. علم الكلام
*****
6 - منهجه الفكري:
أخذ "المعلم الثاني" عن غيره، ولكنه وضع فلسفته في الإطار الذي يتلاءم وظروف البيئة التي عاش فيها، فقد أخذ عن "أرسطو" و"أفلاطون" و"أفلوطين"، ولكنه مزج كل ذلك وصبغه بصبغة إسلامية واضحة.
وقد تلاءمت نزعة التوفيق مع الفكر الإسلامي، والتوفيق عند "الفارابي" يدور حول نقطتين أساسيتين:
- أولهما، هي تنقيح (المشّائية)، وصبغها بصبغة أفلاطونية بحيث تكون أقرب إلى تعاليم الإسلام. وذلك كما فعل "الفارابي" في نظرية العقول العشرة ونظرية العقل.
- وثانيهما، هي تفسير الحقائق الدينية تفسيراً عقلياً.
7 - الله إذن هو الوجود التام، فهو وجود بغير علة، مبرّأ من جميع أنحاء النقص، له بذاته الكمال الأسمى، قائم بذاته، وهو بالفعل من جميع جهاته منذ الأزل، دائم الوجود بجوهره وذاته، فجوهره كاف في بقائه ودوام وجوده، ووجوده خلو من كل مادة، فهو عقلٌ محض وخيرٌ محض ومعقولٌ محض وعاقلٌ محض. وليس له بالتالي صورة، إذ هذه لا تكون إلا في مادة.
8 - وللفارابي دعاء شهير يقول فيه:
(اللهم إني أسألك، يا واجب الوجود، ويا علة العلل، يا قديماً لم يزل، أن تعصمني من الزلل، وأن تجعل لي من الأمل ما ترضاه لي من عمل..
اللهم امنحني ما اجتمع من المناقب، وارزقني في أموري حسن العواقب، نجح مقاصدي والمطالب يا إله المشارق والمغارب، رب الجَوار الكنّس السبع التي انبجست عن الكون انبجاس الأبهر، هن الفواعل عن مشيئته التي عمت فضائلها جميع الجواهر).
*****
9 - المدينة الفاضلة:
يتحدث الفارابي في كتابه عمّن يكون له أن يصبح رئيس المدينة، إذ لا يمكن أن تصير هذه الحال إلا لمن اجتمعت فيه بالطبع اثنتا عشرة خصلة قد فُطر عليها:
١. أحدها أن يكون تام الأعضاء، قواها مؤاتية أعضاءها على الأعمال التي شأنها أن تكون بها، ومتى هم عضو ما من أعضائه بعمل يكون به أتى عليه بسهولة.
٢. ثم أن يكون بالطبع جيد الفهم والتصوّر لكل ما يقال له، فيلقاه بفهمه على ما يقصده القائل، وعلى حسب الأمر نفسه.
٣. ثم أن يكون جيد الحفظ لما يفهمه، ولما يراه، ولما يسمعه، ولما يدركه، وفي الجملة لا يكاد ينساه.
٤. ثم أن يكون جيد الفطنة، ذكياً، إذا رأى الشيء بأدنى دليل، فطن له على الجهة التي دلّ عليها الدليل.
٥. ثم أن يكون حسن العبارة، يؤاتيه لسانه على إبانة كل ما يضمره إبانة تامة.
٦ . ثم أن يكون محبّاً للتعليم والاستفادة، منقاداً له، سهل القبول، لا يؤلمه تعب التعليم، ولا يؤذيه الكدّ الذي يناله منه.
٧. ثم أن يكون غير شرِهٍ على المأكول والمشروب والمنكوح، متجنّباً بالطبع للعب، مبغضاً للكذب وأهله.
٨. ثم أن يكون كبير النفس محبّاً للكرامة، تكبر نفسه بالطبع عن كل ما يشين من الأمور، وتسمو نفسه بالطبع إلى الأرفع منها.
٩. ثم أن يكون الدرهم والدينار وسائر أعراض الدنيا هينة عنده.
١٠. ثم أن يكون بالطبع محباً للعدل وأهله، ومبغضاً للجور والظلم وأهلهما، يعطى النصف من أهله ومن غيره، ويحثّ عليه، ويؤتي من حلّ به الجور، مؤاتياً لكل ما يراه حسناً وجميلاً.
١١. ثم أن يكون عدلاً غير صعب القياد، ولا جموحاً ولا لجوجاً إذا دعي إلى العدل، بل صعب القياد إذا دعى إلى الجور وإلى القبيح.
١٢. ثم أن يكون قوىّ العزيمة على الشيء الذي يرى أنه ينبغي أن يفعل، جسوراً عليه، مقداماً، غير خائف، ولا ضعيف النفس.
واجتماع هذه كلها في إنسانٍ واحد عسر، فلذلك لا يوجد من فُطر على هذه الفطرة إلا الواحد بعد الواحد، والأقل من الناس.
10 - ملامح المدينة الفاضلة:
١. ضرورة الاجتماع
٢. المجتمعات الكاملة
٣. المجتمعات الناقصة
٤. ضرورة التعاون
٥. مراتب الرياسة والخدمة
*****
11 - كتاب الموسيقى الكبير:
وكان غرض "الفارابي" في هذا الكتاب القيّم أن يشتمل على:
١. معنى صناعة الموسيقى
٢. اسطقسات هذه الصناعة
٣. الآلات المشهورة
٤. على تركيب الألحان.
ويقول في لفظ الموسيقى أن معناه الألحان، واسم اللحن قد يقع على جماعة نغم مختلفة رتبت ترتيباً محدوداً. وقد يقع أيضاً على جماعة نغم ألفت تأليفاً محدوداً، وقرنت بها الحروف التي تركب منها الألفاظ الدالة المنظومة على مجرى العادة في الدلالة بها على المعاني. وقد يقع أيضاً على معان أخر غير هذه، ليس تحتاج إليها فيما نحن بسبيله.
وهذه هي الأصوات الإنسانية التي تستعمل في الدلالة على المعاني المعقولة، وبها تقع المخاطبات.
*****
12 - هذه التساؤلات الفكرية والفلسفية تم تطويرها وصقلها فيما بعد على يد فلاسفة من أبرزهم ابن سينا وابن رشد وابن طفيل وسواهم .
ولي هنا ملاحظة سريعة هي ما نراه من دعوات إقليمية أو محلية أو شعوبية، تزعم أن العلماء المسلمين اكثرهم من أصول أعجمية وليسوا عربا ، وهذا ادعاء يسقط أمام منهجية البحث العلمي التاريخي الموثق ، وأصحاب هذه الأصوات يقولون مثلا :
الفارابي عالم كازاخستاني
ابن سينا عالم أفغاني أو فارسي أو أوزبكي
والصواب في هذا المقام هو ان نطلق على هؤلاء العلماء تسمية " عالم مسلم " في إشارة لزمانه خلال العصور الإسلامية المتلاحقة، وهذا ما اعتمده البحث العلمي المعاصر ، حتى لدى المستشرقين.
ولي عودة الى العالم المسلم ابن سينا بشكل مفصل ، لأنه اوضح نموذج للعلماء المسلمين، وهم جميعا كانت لغة مؤلفاتهم هي اللغة العربية سيدة لغات العالم في تلك العصور .
محمود قوجة
1 - قال "ابن النديم" في (الفهرست) إن اسمه هو "أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان". ينسب "الفارابي" إلى بلدة فاراب ، وهي في تركستان الشرقية ( حاليا جمهورية كازاخستان ) ولذلك كانت لغته الأم التركية.
، وقد ذكر "ابن خلكان" أن الفارابي توفي سنة 339هـ _ 95o م عن ثمانين عاماً، وبذا يمكننا أن نستنتج تاريخ مولده بأنه كان حوالي سنة 259هـ. ، 874 م . وهذا الاستنتاج ضروري في هذا المجال، إذ أن "المعلم الثاني" لم يترجم لنفسه كما صنع بعض مفكري الإسلام، وكذا لم يفعل ذلك أحد من تلاميذه.
2 - وقد نشأ "الفارابي" على ثقافة لغوية دينية، وتعلم اللغة التركية والعربية التي كانت اللغة الأولى في العالم . كما كان له إلمام جيد باللغتين الفارسية واليونانية . وكان دخول المعلم الثاني مدينة بغداد حوالي سنة 310هـ، وكانت عاصمة الدنيا علما وثقافة ، و قضى المعلم الثاني فترة طويلة في بغداد، ينهل من العلم ويقابل العلماء .كما أنه زار مصر في تلك المرحلة.
3 - ثم توجّه إلى حلب التي ذاع صيتها ببلاط سيف الدولة ، وعاش في كنف "سيف الدولة بن حمدان"معززا مكرما ، والتقى في بلاطه بعلماء الإسلام من كل جنسٍ وثقافة : لغويين وأدباء وفلاسفة وشعراء وعلماء واطباء سواهم .
4 - وقد حاول سيف الدولة مرتين ضم دمشق إلى مملكته الحمدانية ، وكانت دمشق حينها تحت حكم الإخشيد في مصر الذين لم يمكّنوا سيف الدولة من الاحتفاظ بدمشق،
وفي المحاولة الثانية لضم دمشق اصطحب سيف الدولة معلمه الفارابي، وهناك كانت وفاته ودفنه في مقبرة الباب الصغير خارج الاسوار .
وذلك سنة 339هـ، وكرّمه "سيف الدولة بن حمدان" بأن صلّى على جثمانه مع بعض خواصّه، ودفن بظاهر دمشق .
*****
5 - مؤلفاته:
أشهر الكتب التي صنّفها "الفارابي" هي:
- آراء أهل المدينة الفاضلة
- كتاب الموسيقى الكبير
- إحصاء العلوم:
1. علم اللسان
2. علم المنطق
3. علم التعاليم
4. العلم الطبيعي
5. العلم الإلهي
6. العلم المدني
7. علم الفقه
8. علم الكلام
*****
6 - منهجه الفكري:
أخذ "المعلم الثاني" عن غيره، ولكنه وضع فلسفته في الإطار الذي يتلاءم وظروف البيئة التي عاش فيها، فقد أخذ عن "أرسطو" و"أفلاطون" و"أفلوطين"، ولكنه مزج كل ذلك وصبغه بصبغة إسلامية واضحة.
وقد تلاءمت نزعة التوفيق مع الفكر الإسلامي، والتوفيق عند "الفارابي" يدور حول نقطتين أساسيتين:
- أولهما، هي تنقيح (المشّائية)، وصبغها بصبغة أفلاطونية بحيث تكون أقرب إلى تعاليم الإسلام. وذلك كما فعل "الفارابي" في نظرية العقول العشرة ونظرية العقل.
- وثانيهما، هي تفسير الحقائق الدينية تفسيراً عقلياً.
7 - الله إذن هو الوجود التام، فهو وجود بغير علة، مبرّأ من جميع أنحاء النقص، له بذاته الكمال الأسمى، قائم بذاته، وهو بالفعل من جميع جهاته منذ الأزل، دائم الوجود بجوهره وذاته، فجوهره كاف في بقائه ودوام وجوده، ووجوده خلو من كل مادة، فهو عقلٌ محض وخيرٌ محض ومعقولٌ محض وعاقلٌ محض. وليس له بالتالي صورة، إذ هذه لا تكون إلا في مادة.
8 - وللفارابي دعاء شهير يقول فيه:
(اللهم إني أسألك، يا واجب الوجود، ويا علة العلل، يا قديماً لم يزل، أن تعصمني من الزلل، وأن تجعل لي من الأمل ما ترضاه لي من عمل..
اللهم امنحني ما اجتمع من المناقب، وارزقني في أموري حسن العواقب، نجح مقاصدي والمطالب يا إله المشارق والمغارب، رب الجَوار الكنّس السبع التي انبجست عن الكون انبجاس الأبهر، هن الفواعل عن مشيئته التي عمت فضائلها جميع الجواهر).
*****
9 - المدينة الفاضلة:
يتحدث الفارابي في كتابه عمّن يكون له أن يصبح رئيس المدينة، إذ لا يمكن أن تصير هذه الحال إلا لمن اجتمعت فيه بالطبع اثنتا عشرة خصلة قد فُطر عليها:
١. أحدها أن يكون تام الأعضاء، قواها مؤاتية أعضاءها على الأعمال التي شأنها أن تكون بها، ومتى هم عضو ما من أعضائه بعمل يكون به أتى عليه بسهولة.
٢. ثم أن يكون بالطبع جيد الفهم والتصوّر لكل ما يقال له، فيلقاه بفهمه على ما يقصده القائل، وعلى حسب الأمر نفسه.
٣. ثم أن يكون جيد الحفظ لما يفهمه، ولما يراه، ولما يسمعه، ولما يدركه، وفي الجملة لا يكاد ينساه.
٤. ثم أن يكون جيد الفطنة، ذكياً، إذا رأى الشيء بأدنى دليل، فطن له على الجهة التي دلّ عليها الدليل.
٥. ثم أن يكون حسن العبارة، يؤاتيه لسانه على إبانة كل ما يضمره إبانة تامة.
٦ . ثم أن يكون محبّاً للتعليم والاستفادة، منقاداً له، سهل القبول، لا يؤلمه تعب التعليم، ولا يؤذيه الكدّ الذي يناله منه.
٧. ثم أن يكون غير شرِهٍ على المأكول والمشروب والمنكوح، متجنّباً بالطبع للعب، مبغضاً للكذب وأهله.
٨. ثم أن يكون كبير النفس محبّاً للكرامة، تكبر نفسه بالطبع عن كل ما يشين من الأمور، وتسمو نفسه بالطبع إلى الأرفع منها.
٩. ثم أن يكون الدرهم والدينار وسائر أعراض الدنيا هينة عنده.
١٠. ثم أن يكون بالطبع محباً للعدل وأهله، ومبغضاً للجور والظلم وأهلهما، يعطى النصف من أهله ومن غيره، ويحثّ عليه، ويؤتي من حلّ به الجور، مؤاتياً لكل ما يراه حسناً وجميلاً.
١١. ثم أن يكون عدلاً غير صعب القياد، ولا جموحاً ولا لجوجاً إذا دعي إلى العدل، بل صعب القياد إذا دعى إلى الجور وإلى القبيح.
١٢. ثم أن يكون قوىّ العزيمة على الشيء الذي يرى أنه ينبغي أن يفعل، جسوراً عليه، مقداماً، غير خائف، ولا ضعيف النفس.
واجتماع هذه كلها في إنسانٍ واحد عسر، فلذلك لا يوجد من فُطر على هذه الفطرة إلا الواحد بعد الواحد، والأقل من الناس.
10 - ملامح المدينة الفاضلة:
١. ضرورة الاجتماع
٢. المجتمعات الكاملة
٣. المجتمعات الناقصة
٤. ضرورة التعاون
٥. مراتب الرياسة والخدمة
*****
11 - كتاب الموسيقى الكبير:
وكان غرض "الفارابي" في هذا الكتاب القيّم أن يشتمل على:
١. معنى صناعة الموسيقى
٢. اسطقسات هذه الصناعة
٣. الآلات المشهورة
٤. على تركيب الألحان.
ويقول في لفظ الموسيقى أن معناه الألحان، واسم اللحن قد يقع على جماعة نغم مختلفة رتبت ترتيباً محدوداً. وقد يقع أيضاً على جماعة نغم ألفت تأليفاً محدوداً، وقرنت بها الحروف التي تركب منها الألفاظ الدالة المنظومة على مجرى العادة في الدلالة بها على المعاني. وقد يقع أيضاً على معان أخر غير هذه، ليس تحتاج إليها فيما نحن بسبيله.
وهذه هي الأصوات الإنسانية التي تستعمل في الدلالة على المعاني المعقولة، وبها تقع المخاطبات.
*****
12 - هذه التساؤلات الفكرية والفلسفية تم تطويرها وصقلها فيما بعد على يد فلاسفة من أبرزهم ابن سينا وابن رشد وابن طفيل وسواهم .
ولي هنا ملاحظة سريعة هي ما نراه من دعوات إقليمية أو محلية أو شعوبية، تزعم أن العلماء المسلمين اكثرهم من أصول أعجمية وليسوا عربا ، وهذا ادعاء يسقط أمام منهجية البحث العلمي التاريخي الموثق ، وأصحاب هذه الأصوات يقولون مثلا :
الفارابي عالم كازاخستاني
ابن سينا عالم أفغاني أو فارسي أو أوزبكي
والصواب في هذا المقام هو ان نطلق على هؤلاء العلماء تسمية " عالم مسلم " في إشارة لزمانه خلال العصور الإسلامية المتلاحقة، وهذا ما اعتمده البحث العلمي المعاصر ، حتى لدى المستشرقين.
ولي عودة الى العالم المسلم ابن سينا بشكل مفصل ، لأنه اوضح نموذج للعلماء المسلمين، وهم جميعا كانت لغة مؤلفاتهم هي اللغة العربية سيدة لغات العالم في تلك العصور .
محمود قوجة