البورتريه .. فن تخليد الملامح من القديم إلى المعاصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البورتريه .. فن تخليد الملامح من القديم إلى المعاصر


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣٠٧١٨_١٥٤٣٢٨.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	50.5 كيلوبايت 
الهوية:	134934 ريم الكمالي
    رحلة إبداعية منذ أول بورتريه عرفه الإنسان، كما هو مسجل وموثق حتى هذه اللحظة، لـ «ثيميستوكليس» أبرز العسكريين اليونانيين، وتعد أول لوحة في التاريخ، وصولاً إلى بورتريهات اليوم، حيث الصور التي تؤخذ من عدسة الهاتف اللاقطة والذكية، والتي يلتقطها الناس لأنفسهم كل لحظة ومناسبة، لنفسر أهمية البورتريه في تاريخنا الإنساني؟ وكيف كانت تُصنع؟ وهل كان مثل اليوم، حيث يتم التلاعب بالفوتوشوب في ملامح الوجه، لظهورٍ أجمل، ومثالية أعلى، لأغلب فئات الناس.
    على امتداد تاريخ البورتريه ونشأته، فالأصل المعروف له من الناحية التاريخية، هو التوثيق بلا شك، أما من الناحية الفنية، فقد أخذت الملامح تأخذ مناحي مختلفة، لتسود التعبيرات الداخلية للوجه والهوية، وقد استفادت التحقيقات الجنائية من ذلك، لتنفيذ العدالة أثناء رسم الوجه، بعد وصف شخص غامض ارتكب جريمة، كما نجد أنه لا غنى عنه في الفن، كما في العلم والطب والأدب، لتبرز أهمية معرفة الصفات الجسدية الخارجية بالدخول إلى الصفات الجوهرية، وذلك من خلال التعابير البائنة رسماً أو نحتاً أو تصويراً... فيظهر مزاج الشخص وخُلُقه، وبالتالي، مرجعيته السلوكية، خاصة من خلال الرأس والوجه.
    وثمة تخصصات جامعية تعنى بالنظر إلى الجسد المرسوم أو الصورة، ولعل رسم أو نحت الوجه فناً، اعتبره المبدعون على مر العصور تكويناً جديداً للإنسان، فأبدعوا صوراً ذاتية لشخصيات خيالية، أخذت طريقها بأن أصبحت سيرة تُفسر حولها الذات بشتى الطرق، ولعل علم النفس الذي اعتنى حديثاً بهذا الجانب من خلال البورتريه، هو امتداد لما كان لدى قدماء العرب، وفي علمٍ يدعى الفراسة، والهدف ذاته، أي ما تعكسه مشاعر الصورة.
    أما من الناحية الزمنية، فقد أخذ الإبداع منذ عصر النهضة إلى اليوم طريقاً خاصاً في تصوير البورتريه لشخص غير حقيقي، وتخرج الصورة، كما نقول اليوم، فنية وبخصائصها الكاملة، منذ الموناليزا، وذات القرط اللؤلؤي، إلى اكتشاف مفاجئ لبورتريهات قديمة وملونة في عام 2003 م، لوجوه من الفيوم المصري، والتي تعود إلى عصر الحكم الروماني، وإخراج حوالي 900 وجه مرسوم، أغلبها تحمل تساؤلات غامضة تحتاج تفسيراً، ليأخذ الباحثون طريقهم نحو تحليلات جديدة لتلك الوجوه، ومعرفة هؤلاء ومكانتهم في المجتمع.
    أيضاً التطرق لتاريخ النقود المعدنية، وبورتريهات الوجوه من جانب وجانبين، إلى أعمال تنفذ كعمل فني، تعبر عن الذات والمُلكية، ويحمل العالم الكثير من الأسماء التي عبّرت عن البورتريه، ومن تلك الأسماء في الإمارات، الفنانة التشكيلية سلمى المري، التي أنجزت بورتريهات كاملة لشخصيات أسطورية وتاريخية، تنتمي إلى أرض الإمارات، ما زالت تعيش في وجدان الناس.. بالإضافة إلى الفنانة نجوم الغانم، التي قدمت في معرض استثنائي، مئات الوجوه التي تعبّر عن الأنا بأشكالها المتسعة، فلا وجه يشبه الآخر، فضلاً عن الفنانة بدور البدور، ونحتها بورتريه لإماراتية تلبس ذهباً على رأسها وصدرها.
    يبقى اليوم فن العدسة، مع استمرار تحليل جوانب اللقطة التفسيرية من خلال نظرة وبسمة، ولعلنا نعي سبب رفض البعض التصوير أثناء التعب أو المرض، كيلا يظهر الجانب الأضعف منه في عدسةٍ صورتها عاكسة لما في الداخل، ويستمر تاريخ البورتريه، سواء في فن العدسة اللاقطة أو الرسم أو فن النحت، وتبقى صورة البورتريه بشكلها المادي والنفسي والروحي حاضرة بقوة.
يعمل...
X