تويت
ا منى سعد
على هامش الحلقة النقاشية "ما هي السعادة؟
شكراً لهذا الموضوع الجميل الرقيق الذي أثار أفكارً وبوحاً من وجهة نظري الشخصية السعادة هي إحساس بالطمأنينة والبهجة والفرحة والقدرة على إشباع الفضول لعيش الحياة، ومعرفة الناس، وإنشاء علاقات صحيةمعهم ومع الطبيعة كزراعة النباتات (أو حيوات). كما أنها القناعة بأننا ارضينا ذواتنا (مصحوباً بمعرفة اننا لسنا كاملين واننا سنظل نتعلم ونفهم). وهذه المشاعر لا تأتينا جملة انما تختلف حسب مراحل عمرنا وحسب نضجنا وإداركنا بذاتنا والآخر ومصاعب الحياة. فحين كنت صغيرة أتفق مع روحية أننى كنت سعيدة للغاية عندما كان والدي ينزهوننا في الحدائق أو الذهاب للأوبرا. وكانت السعادةوالفرحة كبرى بمن أحببته وتزوجته ونحن لا نملك مليماً المعنى الحرفي وسافرنا لتأسيس أنفسنا. ولكن السعادة في العلاقات الإنسانية تحتاج تطويع للذات وهى كالوردة تذبل إن لم تهتم بها يوميا وأن عجز الزوجان عن التكيف بسبب اختلاف الطباع الجوهري إلى جانب اختلاف المراد من الحياة بعد ما وصلنا إلى منتصف العمر. يمر الواحد منا بفترات من الشقاء تنسيه السعادة وتجعله يبحث عن الطمأنينة والأمان والقدرة على الإنجاز وأن نثبت لأنفسنا أننا لن نعيش مهزومين، وان لنا فائدة في الحياة. هذا ما تحولت إليه في نهاية الثلاثينيات من عمري، فلم تكن هناك سعادة بقدر من كان هناك تحدي رضيت عنه وما زلت. وإذا كان الفرد منا ممن اهتم بالشأن العام كحالي بسبب حال أسرتي فلا يمكن أن نتخيل أننا سعداء بما يحدث (في مصر وسوريا وفلسطين وغيرها من بلاد تموت من الجوع كاليمن واو من نقص المياه) ولا يمكن أن نكون بنفس الفرح والاستعداد للاكتشاف الطفولي للمستقبل "الوردي" . إنما يكفينا شرف المحاولة والسعي نقوم به بمشقة وليس سعادة في حقيقة الأمر لكن بثقة بأنفسنا في الوقت نفسه وهذا أحد أوجه الطمأنينة للوجود الذاتي.
على هامش الحلقة النقاشية "ما هي السعادة؟
شكراً لهذا الموضوع الجميل الرقيق الذي أثار أفكارً وبوحاً من وجهة نظري الشخصية السعادة هي إحساس بالطمأنينة والبهجة والفرحة والقدرة على إشباع الفضول لعيش الحياة، ومعرفة الناس، وإنشاء علاقات صحيةمعهم ومع الطبيعة كزراعة النباتات (أو حيوات). كما أنها القناعة بأننا ارضينا ذواتنا (مصحوباً بمعرفة اننا لسنا كاملين واننا سنظل نتعلم ونفهم). وهذه المشاعر لا تأتينا جملة انما تختلف حسب مراحل عمرنا وحسب نضجنا وإداركنا بذاتنا والآخر ومصاعب الحياة. فحين كنت صغيرة أتفق مع روحية أننى كنت سعيدة للغاية عندما كان والدي ينزهوننا في الحدائق أو الذهاب للأوبرا. وكانت السعادةوالفرحة كبرى بمن أحببته وتزوجته ونحن لا نملك مليماً المعنى الحرفي وسافرنا لتأسيس أنفسنا. ولكن السعادة في العلاقات الإنسانية تحتاج تطويع للذات وهى كالوردة تذبل إن لم تهتم بها يوميا وأن عجز الزوجان عن التكيف بسبب اختلاف الطباع الجوهري إلى جانب اختلاف المراد من الحياة بعد ما وصلنا إلى منتصف العمر. يمر الواحد منا بفترات من الشقاء تنسيه السعادة وتجعله يبحث عن الطمأنينة والأمان والقدرة على الإنجاز وأن نثبت لأنفسنا أننا لن نعيش مهزومين، وان لنا فائدة في الحياة. هذا ما تحولت إليه في نهاية الثلاثينيات من عمري، فلم تكن هناك سعادة بقدر من كان هناك تحدي رضيت عنه وما زلت. وإذا كان الفرد منا ممن اهتم بالشأن العام كحالي بسبب حال أسرتي فلا يمكن أن نتخيل أننا سعداء بما يحدث (في مصر وسوريا وفلسطين وغيرها من بلاد تموت من الجوع كاليمن واو من نقص المياه) ولا يمكن أن نكون بنفس الفرح والاستعداد للاكتشاف الطفولي للمستقبل "الوردي" . إنما يكفينا شرف المحاولة والسعي نقوم به بمشقة وليس سعادة في حقيقة الأمر لكن بثقة بأنفسنا في الوقت نفسه وهذا أحد أوجه الطمأنينة للوجود الذاتي.