الستار المطلي The Painted Veil
هذا الفيلم ، الصادر عام 2006 ، مقتبسٌ من رواية صدرت عام 1925 بذات العنوان للكاتب الإنجليزي " وليم سومرست موم " ( 1874 ــ 1965 ) . و هو ثالث اقتباس سينمائي للرواية ، بعد الفيلم الأول الذي صدر عام 1934 و الثاني الصادر عام 1957 .
الفيلم الأول من إخراج الپولندي " ريچارد بوليسلاڤسكي " ( 1889 ــ 1937 ) الذي أسند أدوار البطولة الى السويدية الأمريكية " گريتا گاربو " ( 1905 ــ 1990 ) و الإنجليزي " هربرت مارشال " ( 1890 ــ 1966 ) و الى الإيرلندي الأمريكي " جورج برنت " ( 1904 ــ 1979) .
فيما صدرت النسخة السينمائية الثانية عام 1957 بعنوان ( الخطيئة السابعةThe Seventh Sin ) ، بتوقيع المخرج الإنجليزي " رونالد نيام " ( 1911 ــ 2010 ) و قد أدى دور البطولة فيه : الإنجليزي " بـِل ترا ڤرز " ( 1922 ــ 1994 ) و الأمريكية " ألينور پاركر " ( 1922 ــ 2013 ) و الإنجليزي " جورج ساندرز " ( 1906 ــ 1972) .
أما مخرج النسخة الجديدة ــ 2006 ــ الأمريكي " جون كوران " فقد أبقى على عنوان الرواية الأصلي ، كما كانت قد صدرت عام 1925 ، حيث اضطلع الكاتب الأمريكي " رون نايسوانير " بكتابة السيناريو بتصرف ، بمساهمة بطل الفيلم " أدوارد نورتون " ، و بنكهة أكثر عصرية من نسختي عامي 1934 و 1957 . و " نورتون " هو الذي رشح " نائومي واتس " لبطولة الفيلم ، فأسند المخرج اليها الدور إعتماداً على أدائها المقنع في أفلام مثل ( طريق مولهولاند ) ، عام 2001 ، و ( گرامز 21 ) ، 2003 ، و ( نحن لا نعيش هنا بعد الآن ) ، 2004 ، الذي هو من إخراج " جون كوران " نفسه .
و بما أن الأحداث تدور في الصين في ظل آثار فترة الإنتفاضة الصينية مطلع القرن العشرين ضد سلالة " چينگ " التي حكمت نحو ثلاثمئة عام و ضد إمتيازات المبشرين المسيحيين في الصين ، فقد شهد سيناريو الفيلم بعض العراقيل من قبل الجهة الصينية المساهمة في الإنتاج بسبب التركيز على هذين الموضوعين ، بل و تم تغيير موقع التصوير في الصين أيضاً ، و إن كان هذا التغيير في صالح الفيلم في النهاية ، من حيث جمالية الأماكن ، و كان بطل الفيلم و المساهم في كتابة السيناريو " أدوارد نورتون " متفهماً لضرورة هذه التقلبات خارج إطار الفيلم و الظروف المحيطة بإنتاجه و نمو أحداثه ، خصوصاً و أنه كان قد درس تاريخ الصين في جامعة ( ييل) .
يبدأ الفيلم من مشهد ريفي في الصين ، عام 1925 ، و يظهر في المشهد عالِمُ البكتيريا الإنجليزي " والتر فاين " الذي جاء للعمل في مركز أبحاث الأمراض المُعدية في شنغهاي ( لعب دوره الممثل الأمريكي " ادوارد نورتون " ) و معه زوجته " كيتي جارستين " ، و هي من الوسط الإجتماعي المخملي اللندني ( لعبت دورها الأسترالية الأمريكية " نائومي واتس " ) . و قد ظهرا في هذا المشهد كما لو كانا على خشبة المسرح و ليسا على أرض خضراء منبسطة في رحاب الطبيعة ، و حتى حركتهما بدت كحركة مسرحية باردة على الرغم من أنهما يقفان في فضاء الطبيعة الشاسع المفتوح . ولكن سرعان ما يعود بنا السيناريو الى الوراء قبل عامين في لندن ، لنقف على الأجواء التي تعرّف الزوجان خلالها على بعضهما . و سنعرف أن والد " كيتي " هو الذي دعى العالِم " والتر فاين " الى الحفل الذي التقيا فيه ليتم التعارف بينهما .. فينتهي إلى الزواج . هذا الزواج رضيت به " كيتي " للتخلص من إلحاح أمها في البحث عن زوج لإبنتها ، و هي تعترف بذلك . و إلا فإن إهتماماتها المنصبة على الحفلات و حياة اللهو لـَـمختلفة ٌعن إهتمامات زوجها المنكب على بحوثه في مجال البكتيريا . و إمتداداً لهذا التباين فإنه يصدمها في شنغهاي بضعف شخصيته من الناحية الجنسية ، من حيث البرود و التردد و الخجل ، حد أنه لا يعرف المداعبة ، و لا يندس معها في الفراش قبل أن ينفـّـذ إصراره على إطفاء الضوء ، ، و هي تراكمات قد تبدو بسيطة ، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لـ " كيتي " التي ستجد نفسها مندفعة الى خيانته مع " چارلز تاونسند " نائب القنصل البريطاني المتزوج الذي بدا أكثر رجولة و حيوية منه ( لعب دوره الممثل الأمريكي " ليڤ شرايبر" ) .
صدمة " كيتي " الثانية تمثلت في إصرار زوجها على التطوع و الإنتقال الى إحدى القرى النائية في الصين لمعالجة سكانها من وباء الكوليرا ، ما يعني حرمانها من آخر ما تبقى لها من حياة المدينة في شنغهاي التي لا تقارَن أصلاً بما هي عليه من حياة باذخة في لندن . و إذ ترفض الإنتقال الى تلك القرية فإنه يهددها بالطلاق ، كونها تمارس ( الزنى ) ــ حسب تعبيره ــ مع " چارلز تاونسند " ، و يطلب منها أن تتزوجه بعد أن يطلق زوجته " دورثي " ، و إذ يرفض العشيق ذلك فإنها تجد نفسها بلا حيلة في صحراء جفاء زوجها و عشيقها معاً ، ما يضطرها الى أن تتبع زوجها ، مستسلمة لمصير لم تحسب حسابه ، فبدا زواجها منه كما لو كان عقاباً قدَرياً من دون ذنب . فتبدأ رحلة التعب و العذاب و اللامعنى في بيئة صينية جميلة ، بيئة جميلة في عين مُشاهد الفيلم ولكنها داكنة ، كئيبة ، بائسة ، في عين " كيتي " ، رحلة شاقة تستغرق إسبوعين وصولاً الى القرية الموبوءة التي تحصد الكوليرا أعداداً كبيرة من سكانها يومياً ، في ظل غياب الرعاية الصحية ، مصحوباً بالحراك الشعبي الصاخب و الإنتفاضة و التمرد و التصدع السياسي في عموم الصين .
في القرية الموبوءة بالكوليرا ، حيث يعيش الزوجان في كوخ معزول ، تتسم علاقتهما اليومية بقلة التحادث ، أو بصمتٍ عام يلف تلك العلاقة التي باتت علاقة شخصين يعيشان في مكان واحد ، وليسا زوجين . و لقد نجح " إدوارد نورتون " في تجسيد شخصية الكائن الذي لا يتقن خلق الألفة مع الآخر ، و الذي لم يترك فكرة السعادة خلفه فحسب بل تعمد حرمان زوجته منها ، رغم سعيه الغبي لإنقاذٍ غير مُجدٍ لحياة مئات الآخرين من الكوليرا ، و لم يستطع إنقاذ نفسه منه ، ما يعني أن المرء إن لم يستطع إنارة عتمته الداخلية فإنه لن يستطيع إنارة حياة الآخرين.
الخيانة الزوجية في رواية " سومرست موم " ، و بالتالي في هذا الفيلم ، ليست غريزية ، بل مدفوعة ، ولكن كان من الممكن تحاشيها ، لأن الزوجة " كيتي " لم تكن تمتلك الدافع اليها إلا بعد الزواج الخائب من زوجٍ ( بكتيري ) ، و هو الزواج الذي لم تكن لتسعى إليه إلا تخلصاً من إلحاح والدتها.
بغض النظر عن التعاطف مع الطرح في الرواية ، التي باتت ضمن التصنيف الكلاسيكي اليوم ، و المعالجة السينمائية ، فإن ثمة ما قد يبرر للزوجة سلوكها الذي لم تكن لتفكر ــ سابقاً ــ في الإنحدار إليه . فأحياناً ، نجد أنفسنا في مواجهة السؤال حول تعريف ( الخيانة الزوجية ) .
و علينا أن نتذكر أن الروائي " سومرست موم " هو طبيب أصلاً و قد عايش الفقراء و عمل على علاجهم ، قبل أن يتحول أثناء الحرب العالمية الأولى الى ضابط إستخبارات و جاسوس ، و قد اتسمت حياته بكثرة الترحال و السفر الى عدة بلدان ، و منها الصين التي كانت تحت النفوذ البريطاني منذ مطلع القرن السادس عشر ، و الذي بدأ مع تجارة الأفيون عبر شركة الهند الشرقية التجارية البريطانية ، حيث بدأت في ذلك الوقت ما سُمّيت بـ ( حرب الإفيون ) ، إذ يبدو أن " سومرست موم " قد أسقط تجربته الشخصيه على روايته هذه التي تحولت الى السينما ثلاث مرات ، و منها هذا الفيلم ، مثلما كان قد أسقط تجربته الإستخباراتية على روايته الأخرى ( كنتُ جاسوساً ) . و لقد حرص القائمون على فيلم ( الستار المطلي ) أن يجعلوه على أقرب مسافة من الرواية ، ما يفسر إعادة صياغة السيناريو أكثر من مرة حتى الإستقرار على شكله النهائي الذي ظهر فيه .
و الواقع إن الثيمة الأساسية لهذا العمل لا تتمثل في الخيانة الزوجية ، ذلك أن هذه الخيانة لتمثل ثلمة طبيعية في حياة زوجية غير متكافئة أصلاً من حيث طبيعة هذه الحياة و طبيعة التوجهات بين طرفيها ، إنما الموضوع الأساس ، كما عبّر عنه الممثل " إدوارد نورتون" ، هو ( تجاوز الأشخاص ما هو الأسوأ في أنفسهم و اكتشاف كيفية النظر إلى بعضهم البعض بصدق ، والتسامح مع بعضهم البعض بخصوص إخفاقاتهم ) ، و يقول " نورتون " عن الرواية : ( لقد تأثرت بشدة عندما قرأتها .. لأنني رأيت فيها إخفاقاتي ) .
هذا الفيلم ، الصادر عام 2006 ، مقتبسٌ من رواية صدرت عام 1925 بذات العنوان للكاتب الإنجليزي " وليم سومرست موم " ( 1874 ــ 1965 ) . و هو ثالث اقتباس سينمائي للرواية ، بعد الفيلم الأول الذي صدر عام 1934 و الثاني الصادر عام 1957 .
الفيلم الأول من إخراج الپولندي " ريچارد بوليسلاڤسكي " ( 1889 ــ 1937 ) الذي أسند أدوار البطولة الى السويدية الأمريكية " گريتا گاربو " ( 1905 ــ 1990 ) و الإنجليزي " هربرت مارشال " ( 1890 ــ 1966 ) و الى الإيرلندي الأمريكي " جورج برنت " ( 1904 ــ 1979) .
فيما صدرت النسخة السينمائية الثانية عام 1957 بعنوان ( الخطيئة السابعةThe Seventh Sin ) ، بتوقيع المخرج الإنجليزي " رونالد نيام " ( 1911 ــ 2010 ) و قد أدى دور البطولة فيه : الإنجليزي " بـِل ترا ڤرز " ( 1922 ــ 1994 ) و الأمريكية " ألينور پاركر " ( 1922 ــ 2013 ) و الإنجليزي " جورج ساندرز " ( 1906 ــ 1972) .
أما مخرج النسخة الجديدة ــ 2006 ــ الأمريكي " جون كوران " فقد أبقى على عنوان الرواية الأصلي ، كما كانت قد صدرت عام 1925 ، حيث اضطلع الكاتب الأمريكي " رون نايسوانير " بكتابة السيناريو بتصرف ، بمساهمة بطل الفيلم " أدوارد نورتون " ، و بنكهة أكثر عصرية من نسختي عامي 1934 و 1957 . و " نورتون " هو الذي رشح " نائومي واتس " لبطولة الفيلم ، فأسند المخرج اليها الدور إعتماداً على أدائها المقنع في أفلام مثل ( طريق مولهولاند ) ، عام 2001 ، و ( گرامز 21 ) ، 2003 ، و ( نحن لا نعيش هنا بعد الآن ) ، 2004 ، الذي هو من إخراج " جون كوران " نفسه .
و بما أن الأحداث تدور في الصين في ظل آثار فترة الإنتفاضة الصينية مطلع القرن العشرين ضد سلالة " چينگ " التي حكمت نحو ثلاثمئة عام و ضد إمتيازات المبشرين المسيحيين في الصين ، فقد شهد سيناريو الفيلم بعض العراقيل من قبل الجهة الصينية المساهمة في الإنتاج بسبب التركيز على هذين الموضوعين ، بل و تم تغيير موقع التصوير في الصين أيضاً ، و إن كان هذا التغيير في صالح الفيلم في النهاية ، من حيث جمالية الأماكن ، و كان بطل الفيلم و المساهم في كتابة السيناريو " أدوارد نورتون " متفهماً لضرورة هذه التقلبات خارج إطار الفيلم و الظروف المحيطة بإنتاجه و نمو أحداثه ، خصوصاً و أنه كان قد درس تاريخ الصين في جامعة ( ييل) .
يبدأ الفيلم من مشهد ريفي في الصين ، عام 1925 ، و يظهر في المشهد عالِمُ البكتيريا الإنجليزي " والتر فاين " الذي جاء للعمل في مركز أبحاث الأمراض المُعدية في شنغهاي ( لعب دوره الممثل الأمريكي " ادوارد نورتون " ) و معه زوجته " كيتي جارستين " ، و هي من الوسط الإجتماعي المخملي اللندني ( لعبت دورها الأسترالية الأمريكية " نائومي واتس " ) . و قد ظهرا في هذا المشهد كما لو كانا على خشبة المسرح و ليسا على أرض خضراء منبسطة في رحاب الطبيعة ، و حتى حركتهما بدت كحركة مسرحية باردة على الرغم من أنهما يقفان في فضاء الطبيعة الشاسع المفتوح . ولكن سرعان ما يعود بنا السيناريو الى الوراء قبل عامين في لندن ، لنقف على الأجواء التي تعرّف الزوجان خلالها على بعضهما . و سنعرف أن والد " كيتي " هو الذي دعى العالِم " والتر فاين " الى الحفل الذي التقيا فيه ليتم التعارف بينهما .. فينتهي إلى الزواج . هذا الزواج رضيت به " كيتي " للتخلص من إلحاح أمها في البحث عن زوج لإبنتها ، و هي تعترف بذلك . و إلا فإن إهتماماتها المنصبة على الحفلات و حياة اللهو لـَـمختلفة ٌعن إهتمامات زوجها المنكب على بحوثه في مجال البكتيريا . و إمتداداً لهذا التباين فإنه يصدمها في شنغهاي بضعف شخصيته من الناحية الجنسية ، من حيث البرود و التردد و الخجل ، حد أنه لا يعرف المداعبة ، و لا يندس معها في الفراش قبل أن ينفـّـذ إصراره على إطفاء الضوء ، ، و هي تراكمات قد تبدو بسيطة ، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لـ " كيتي " التي ستجد نفسها مندفعة الى خيانته مع " چارلز تاونسند " نائب القنصل البريطاني المتزوج الذي بدا أكثر رجولة و حيوية منه ( لعب دوره الممثل الأمريكي " ليڤ شرايبر" ) .
صدمة " كيتي " الثانية تمثلت في إصرار زوجها على التطوع و الإنتقال الى إحدى القرى النائية في الصين لمعالجة سكانها من وباء الكوليرا ، ما يعني حرمانها من آخر ما تبقى لها من حياة المدينة في شنغهاي التي لا تقارَن أصلاً بما هي عليه من حياة باذخة في لندن . و إذ ترفض الإنتقال الى تلك القرية فإنه يهددها بالطلاق ، كونها تمارس ( الزنى ) ــ حسب تعبيره ــ مع " چارلز تاونسند " ، و يطلب منها أن تتزوجه بعد أن يطلق زوجته " دورثي " ، و إذ يرفض العشيق ذلك فإنها تجد نفسها بلا حيلة في صحراء جفاء زوجها و عشيقها معاً ، ما يضطرها الى أن تتبع زوجها ، مستسلمة لمصير لم تحسب حسابه ، فبدا زواجها منه كما لو كان عقاباً قدَرياً من دون ذنب . فتبدأ رحلة التعب و العذاب و اللامعنى في بيئة صينية جميلة ، بيئة جميلة في عين مُشاهد الفيلم ولكنها داكنة ، كئيبة ، بائسة ، في عين " كيتي " ، رحلة شاقة تستغرق إسبوعين وصولاً الى القرية الموبوءة التي تحصد الكوليرا أعداداً كبيرة من سكانها يومياً ، في ظل غياب الرعاية الصحية ، مصحوباً بالحراك الشعبي الصاخب و الإنتفاضة و التمرد و التصدع السياسي في عموم الصين .
في القرية الموبوءة بالكوليرا ، حيث يعيش الزوجان في كوخ معزول ، تتسم علاقتهما اليومية بقلة التحادث ، أو بصمتٍ عام يلف تلك العلاقة التي باتت علاقة شخصين يعيشان في مكان واحد ، وليسا زوجين . و لقد نجح " إدوارد نورتون " في تجسيد شخصية الكائن الذي لا يتقن خلق الألفة مع الآخر ، و الذي لم يترك فكرة السعادة خلفه فحسب بل تعمد حرمان زوجته منها ، رغم سعيه الغبي لإنقاذٍ غير مُجدٍ لحياة مئات الآخرين من الكوليرا ، و لم يستطع إنقاذ نفسه منه ، ما يعني أن المرء إن لم يستطع إنارة عتمته الداخلية فإنه لن يستطيع إنارة حياة الآخرين.
الخيانة الزوجية في رواية " سومرست موم " ، و بالتالي في هذا الفيلم ، ليست غريزية ، بل مدفوعة ، ولكن كان من الممكن تحاشيها ، لأن الزوجة " كيتي " لم تكن تمتلك الدافع اليها إلا بعد الزواج الخائب من زوجٍ ( بكتيري ) ، و هو الزواج الذي لم تكن لتسعى إليه إلا تخلصاً من إلحاح والدتها.
بغض النظر عن التعاطف مع الطرح في الرواية ، التي باتت ضمن التصنيف الكلاسيكي اليوم ، و المعالجة السينمائية ، فإن ثمة ما قد يبرر للزوجة سلوكها الذي لم تكن لتفكر ــ سابقاً ــ في الإنحدار إليه . فأحياناً ، نجد أنفسنا في مواجهة السؤال حول تعريف ( الخيانة الزوجية ) .
و علينا أن نتذكر أن الروائي " سومرست موم " هو طبيب أصلاً و قد عايش الفقراء و عمل على علاجهم ، قبل أن يتحول أثناء الحرب العالمية الأولى الى ضابط إستخبارات و جاسوس ، و قد اتسمت حياته بكثرة الترحال و السفر الى عدة بلدان ، و منها الصين التي كانت تحت النفوذ البريطاني منذ مطلع القرن السادس عشر ، و الذي بدأ مع تجارة الأفيون عبر شركة الهند الشرقية التجارية البريطانية ، حيث بدأت في ذلك الوقت ما سُمّيت بـ ( حرب الإفيون ) ، إذ يبدو أن " سومرست موم " قد أسقط تجربته الشخصيه على روايته هذه التي تحولت الى السينما ثلاث مرات ، و منها هذا الفيلم ، مثلما كان قد أسقط تجربته الإستخباراتية على روايته الأخرى ( كنتُ جاسوساً ) . و لقد حرص القائمون على فيلم ( الستار المطلي ) أن يجعلوه على أقرب مسافة من الرواية ، ما يفسر إعادة صياغة السيناريو أكثر من مرة حتى الإستقرار على شكله النهائي الذي ظهر فيه .
و الواقع إن الثيمة الأساسية لهذا العمل لا تتمثل في الخيانة الزوجية ، ذلك أن هذه الخيانة لتمثل ثلمة طبيعية في حياة زوجية غير متكافئة أصلاً من حيث طبيعة هذه الحياة و طبيعة التوجهات بين طرفيها ، إنما الموضوع الأساس ، كما عبّر عنه الممثل " إدوارد نورتون" ، هو ( تجاوز الأشخاص ما هو الأسوأ في أنفسهم و اكتشاف كيفية النظر إلى بعضهم البعض بصدق ، والتسامح مع بعضهم البعض بخصوص إخفاقاتهم ) ، و يقول " نورتون " عن الرواية : ( لقد تأثرت بشدة عندما قرأتها .. لأنني رأيت فيها إخفاقاتي ) .