"ربا الجمال".. جمعت بين الوقار الكلثومي والأنوثة الأسمهانيّة!
زهير النعمة
شدّت انتباه الجميع بقوة وجمال صوتها وأدائها المتميز بأعلى الطبقات. تألقت وأطربت الجميع في إعادة أغاني السيدة "أم كلثوم" بطريقتها المميزة، رفضت الغناء الهابط وتصوير الفيديو الكليب معتبرة ذلك محاولة يائسة لتجميل ما هو ليس بجميل. توقف مشروعها الفني مبكراً ولم يكتمل. رحلت مبكراً نتيجة الضغوط النفسية الخاصة التي تعرضت لها، تاركة خلفها إرثاً وتسجيلات غنائية مميزة، شهد الجميع بقيمتها وأهميتها الكبيرة على ساحة الغناء المحلي والعربي.
بداياتٌ فنية مثيرة
ولدت "زوفينا خجادور قره بتيان" في مدينة "حلب" عام ١٩٦٦ من أب حلبيّ ذي أصول أرمنية وأمٍّ لبنانية.
تبدّل اسمها إلى "ربا الجمال"، وانتقلت مع أسرتها وهي طفلة للعيش في "الأردن" وهناك أكملت "ربا" تعليمها في دير الراهبات والغناء الأوبرالي والتراتيل، وتعلمت العزف على آلة البيانو على يد أستاذ موسيقا روسيّ.
1- المطربة الراحلة ربا الجمال
بداية مشوارها الفني كانت في عام ١٩٧٥ حيث اعتمدت مطربة في إذاعتي "دمشق" و"بيروت" واشتهرت بحسن وجمال أداء أغاني قمم الطرب العربي الكبار أمثال "أم كلثوم" و"سعاد محمد" و"ليلى مراد" و"أسمهان"، ويقال أن والديها لم يوافقا في بداية مشوارها على سيرها في الطريق الموسيقي، وقاما بإرسالها إلى "فرنسا" لدارسة طب الأطفال، ولكن شغفها وتعلقها بحب الغناء جعلها تجمع الفن والدراسة معاً.
وفي "باريس" وخلال دراستها الطبية تعرفت على مدير الأوبرا الذي أعجب بصوتها وطلب منها المشاركة بمهرجان (ماريا كالاس)، حيث حازت في المهرجان المركز الأول بمشاركة ٣٠ صوتاً من مختلف دول أوروبا، وحصلت على لقب أعلى صوت نسائي في العالم، وكذلك لقب سيدة الأناقة والرشاقة والرقي.
2- الدكتور الباحث محمد البابافي "القاهرة" و"تونس"
3- الناقد الموسيقي الدكتور أيمن سيد وهبة
سافرت المطربة الراحلة "ربا الجمال" في عام ١٩٩٥ إلى "القاهرة" للمشاركة في المهرجان الموسيقي الرابع وتألقت فوق مسرح الأوبرا في أغاني السيدة "أم كلثوم" مثل "افرح يا قلبي" و"ح قابله بكره" و"الأطلال" و"سيرة الحب" و"عودت عيني".
وأتيحت لها الفرصة هناك لمشاركة الفنان الراحل "وديع الصافي" بالغناء على شكل "دويتو" لفقرة غنائية طويلة، وتابعت مشاركتها الخارجية الموفقة والناجحة في مهرجان "قرطاج" بـ"تونس" عام ١٩٩٨ وعلى نفس المنوال أطربت الجمهور والحاضرين بأغاني السيدة "أم كلثوم" ما جعلها محط أنظار الصحفيين والملحنين العرب، حيث غنت هناك "عودت عيني على رؤياك" و"غداً ألقاك" و"أنساك" و"ألف ليلة وليلة" و"دارت الأيام".
4- الراحلة ربا الجمال
ألبومات جديدة
في عام ٢٠٠٥ عملت على تسجيل ألبوم غنائي جديد مؤلف من أربع أغانٍ من كلمات وألحان السوري "ماجد زين الدين" حيث تم الاتفاق مع هئية الإذاعة والتلفزيون على أن تحيي الحفلَ في فندق "إيبلا الشام" واختار لها الملحن "زين العابدين" الافتتاح بأغنية "أم كلثوم" "حبيبي يسعد أوقاته" بغية تحسن مزاجها قبل البدء بالتسجيلات الجديدة، وغنت بعدها ثلاث أغنيات من ألبومها الجديد، ومع بدء التسجيل للأغنية الرابعة ظهرت عليها علامات التوتر من أداء الفرقة الموسيقية المرافقة لها، وتوقفت في منتصف الأغنية وكانت بمنتهى العصبية وقالت: "كل ما بدّي سلطن بتطير السلطنة"، وصفّق لها الجمهور طويلاً، لكن أثناء نزولها من على خشبة المسرح تعرقلت بفستانها، وتمت مساعدتها للنهوض من الجمهور. لتتعرض بعدها لجلطة دماغية. كانت سبباً في انهيار وتدهور صحتها ووفاتها في عام ٢٠٠٥.
من أجمل ما قدمت الراحلة خلال مسيرتها أغنيتها الشهيرة "صعبها بتصعب وهونها بتهون" من ألحان الراحل سهيل عرفة.
شهادات فنية
الناقد الفني "أحمد بوبس" وصف صوت الراحلة ربا الجمال بـ"النوتة الموسيقية المتكاملة إلى حدّ العذوبة مع اتساع المساحة والقدرة على غناء أصعب الأدوار والأداء المتميز الذي شكل استثناء في عصر الغناء الهابط. لها ٢٦ تسجيلاً لأغنيات خاصة في إذاعة "دمشق" وعدد كبير من تسجيلات السيدة "أم كلثوم" ويحسب لها رفضها للغناء التجاري. بالمختصر هي مشروع فني لم يكتمل وشهرتها فاقت حدود بلدها ولديها القدرة على الارتجال مع الحفاظ على الدقة والانسجام".
الباحث الموسيقي الدكتور "أيمن سيد وهبة" قال عن المطربة الراحلة: "ربا الجمال" امتلكت صوتاً أوبرالياً/من طبقة السوبرانو، كما جمعت بين الوقار الكلثومي والأنوثة الأسمهانية، وتُعدّ من أجمل الأصوات التي ظهرت في أواخر القرن العشرين، وشغلت الساحة الفنية في الوطن العربي وحتى في مسارح أوروبا.. وأعادت لنا ذكرياتنا مع مطربي الزمن الجميل، لم تكن نرجسية ولا مزاجية ولكنها حساسة جداً.. اهتمامها الأول كان ينصب على فنها ولم تكن تهتم بالأمور المادية قدر اهتمامها بأن تصل بالمستمع إلى حالة من النشوة والطرب، وهذا ما أثر على نفسيتها، عاشت حياة عزيزة النفس وماتت فقيرة معدمة لاتملك غير قبر تبرعت به أحدى الجمعيات الخيرية.. لروحها الرحمة والسلام.. فترة عطاء قصيرة ولكنها غنية جداً.. ولو قدر لها الحياة لفترة أطول لكانت معجزة القرن الحادي والعشرين".
فيما أشاد الدكتور الناقد الموسيقي "محمد البابا" بقدرة وجمال وعذوبة صوت الراحلة "ربا" ومقدرتها ونجاحها بغناء قصائد السيدة "أم كلثوم" حيث لديها مساحة صوتية كبيرة تساعدها على أداء أصعب الأدوار وأجملها وأعذبها، ويحسب لها رفضها غناء الفن الهابط مقابل المال.. تعرضت للظلم والتجاهل الإعلامي ولم تأخذ حقها بالشكل المنصف.
زهير النعمة
شدّت انتباه الجميع بقوة وجمال صوتها وأدائها المتميز بأعلى الطبقات. تألقت وأطربت الجميع في إعادة أغاني السيدة "أم كلثوم" بطريقتها المميزة، رفضت الغناء الهابط وتصوير الفيديو الكليب معتبرة ذلك محاولة يائسة لتجميل ما هو ليس بجميل. توقف مشروعها الفني مبكراً ولم يكتمل. رحلت مبكراً نتيجة الضغوط النفسية الخاصة التي تعرضت لها، تاركة خلفها إرثاً وتسجيلات غنائية مميزة، شهد الجميع بقيمتها وأهميتها الكبيرة على ساحة الغناء المحلي والعربي.
بداياتٌ فنية مثيرة
ولدت "زوفينا خجادور قره بتيان" في مدينة "حلب" عام ١٩٦٦ من أب حلبيّ ذي أصول أرمنية وأمٍّ لبنانية.
تبدّل اسمها إلى "ربا الجمال"، وانتقلت مع أسرتها وهي طفلة للعيش في "الأردن" وهناك أكملت "ربا" تعليمها في دير الراهبات والغناء الأوبرالي والتراتيل، وتعلمت العزف على آلة البيانو على يد أستاذ موسيقا روسيّ.
1- المطربة الراحلة ربا الجمال
بداية مشوارها الفني كانت في عام ١٩٧٥ حيث اعتمدت مطربة في إذاعتي "دمشق" و"بيروت" واشتهرت بحسن وجمال أداء أغاني قمم الطرب العربي الكبار أمثال "أم كلثوم" و"سعاد محمد" و"ليلى مراد" و"أسمهان"، ويقال أن والديها لم يوافقا في بداية مشوارها على سيرها في الطريق الموسيقي، وقاما بإرسالها إلى "فرنسا" لدارسة طب الأطفال، ولكن شغفها وتعلقها بحب الغناء جعلها تجمع الفن والدراسة معاً.
وفي "باريس" وخلال دراستها الطبية تعرفت على مدير الأوبرا الذي أعجب بصوتها وطلب منها المشاركة بمهرجان (ماريا كالاس)، حيث حازت في المهرجان المركز الأول بمشاركة ٣٠ صوتاً من مختلف دول أوروبا، وحصلت على لقب أعلى صوت نسائي في العالم، وكذلك لقب سيدة الأناقة والرشاقة والرقي.
2- الدكتور الباحث محمد البابافي "القاهرة" و"تونس"
3- الناقد الموسيقي الدكتور أيمن سيد وهبة
سافرت المطربة الراحلة "ربا الجمال" في عام ١٩٩٥ إلى "القاهرة" للمشاركة في المهرجان الموسيقي الرابع وتألقت فوق مسرح الأوبرا في أغاني السيدة "أم كلثوم" مثل "افرح يا قلبي" و"ح قابله بكره" و"الأطلال" و"سيرة الحب" و"عودت عيني".
وأتيحت لها الفرصة هناك لمشاركة الفنان الراحل "وديع الصافي" بالغناء على شكل "دويتو" لفقرة غنائية طويلة، وتابعت مشاركتها الخارجية الموفقة والناجحة في مهرجان "قرطاج" بـ"تونس" عام ١٩٩٨ وعلى نفس المنوال أطربت الجمهور والحاضرين بأغاني السيدة "أم كلثوم" ما جعلها محط أنظار الصحفيين والملحنين العرب، حيث غنت هناك "عودت عيني على رؤياك" و"غداً ألقاك" و"أنساك" و"ألف ليلة وليلة" و"دارت الأيام".
4- الراحلة ربا الجمال
ألبومات جديدة
في عام ٢٠٠٥ عملت على تسجيل ألبوم غنائي جديد مؤلف من أربع أغانٍ من كلمات وألحان السوري "ماجد زين الدين" حيث تم الاتفاق مع هئية الإذاعة والتلفزيون على أن تحيي الحفلَ في فندق "إيبلا الشام" واختار لها الملحن "زين العابدين" الافتتاح بأغنية "أم كلثوم" "حبيبي يسعد أوقاته" بغية تحسن مزاجها قبل البدء بالتسجيلات الجديدة، وغنت بعدها ثلاث أغنيات من ألبومها الجديد، ومع بدء التسجيل للأغنية الرابعة ظهرت عليها علامات التوتر من أداء الفرقة الموسيقية المرافقة لها، وتوقفت في منتصف الأغنية وكانت بمنتهى العصبية وقالت: "كل ما بدّي سلطن بتطير السلطنة"، وصفّق لها الجمهور طويلاً، لكن أثناء نزولها من على خشبة المسرح تعرقلت بفستانها، وتمت مساعدتها للنهوض من الجمهور. لتتعرض بعدها لجلطة دماغية. كانت سبباً في انهيار وتدهور صحتها ووفاتها في عام ٢٠٠٥.
من أجمل ما قدمت الراحلة خلال مسيرتها أغنيتها الشهيرة "صعبها بتصعب وهونها بتهون" من ألحان الراحل سهيل عرفة.
شهادات فنية
الناقد الفني "أحمد بوبس" وصف صوت الراحلة ربا الجمال بـ"النوتة الموسيقية المتكاملة إلى حدّ العذوبة مع اتساع المساحة والقدرة على غناء أصعب الأدوار والأداء المتميز الذي شكل استثناء في عصر الغناء الهابط. لها ٢٦ تسجيلاً لأغنيات خاصة في إذاعة "دمشق" وعدد كبير من تسجيلات السيدة "أم كلثوم" ويحسب لها رفضها للغناء التجاري. بالمختصر هي مشروع فني لم يكتمل وشهرتها فاقت حدود بلدها ولديها القدرة على الارتجال مع الحفاظ على الدقة والانسجام".
الباحث الموسيقي الدكتور "أيمن سيد وهبة" قال عن المطربة الراحلة: "ربا الجمال" امتلكت صوتاً أوبرالياً/من طبقة السوبرانو، كما جمعت بين الوقار الكلثومي والأنوثة الأسمهانية، وتُعدّ من أجمل الأصوات التي ظهرت في أواخر القرن العشرين، وشغلت الساحة الفنية في الوطن العربي وحتى في مسارح أوروبا.. وأعادت لنا ذكرياتنا مع مطربي الزمن الجميل، لم تكن نرجسية ولا مزاجية ولكنها حساسة جداً.. اهتمامها الأول كان ينصب على فنها ولم تكن تهتم بالأمور المادية قدر اهتمامها بأن تصل بالمستمع إلى حالة من النشوة والطرب، وهذا ما أثر على نفسيتها، عاشت حياة عزيزة النفس وماتت فقيرة معدمة لاتملك غير قبر تبرعت به أحدى الجمعيات الخيرية.. لروحها الرحمة والسلام.. فترة عطاء قصيرة ولكنها غنية جداً.. ولو قدر لها الحياة لفترة أطول لكانت معجزة القرن الحادي والعشرين".
فيما أشاد الدكتور الناقد الموسيقي "محمد البابا" بقدرة وجمال وعذوبة صوت الراحلة "ربا" ومقدرتها ونجاحها بغناء قصائد السيدة "أم كلثوم" حيث لديها مساحة صوتية كبيرة تساعدها على أداء أصعب الأدوار وأجملها وأعذبها، ويحسب لها رفضها غناء الفن الهابط مقابل المال.. تعرضت للظلم والتجاهل الإعلامي ولم تأخذ حقها بالشكل المنصف.