واسطة الشعر ٣_a , كتاب دراسة الصورة الفنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واسطة الشعر ٣_a , كتاب دراسة الصورة الفنية

    ​​​​​​أما كيف كان يتم ذلك فأمر بسيط يمكن تصوره في ذلك المثال الشهير اللغات ، وأقصد به كلمة ( روح ) فهذه الكلمة تعني عدة دلالات هي : الروح والروح والريح . ولكن كان لها في القديم معناها الفرد المتميز بنفسه الذي يضم هذه المعاني كلها في وحدة أو جذر واحد ، وقد لا نستطيع أن نحدد الفترة التي انفصلت فيها دلالات الكلمة انفصالاً لا نقول نهائياً بل مميزاً وكل الذي نستطيع أن نقوله إنه مع تقدم الفكر الإنساني اللغوي والحضاري انقسم المعنى الكلي ، وأصبح لكل كلمة مدلول خاص بها وإن لم ينفصل هذا المدلول انفصالاً تاماً . مدلول شقيقه في الفصيلة نفسها (٥) .

    وفي الحق أن الحديث عن طبيعة اللغة الشعرية يدفع دائماً إلى حديثين متلازمين أولهما الحديث عن لغة الإنسان البدئي أو نشأة اللغة وأصلها على العموم ، وهو الحديث الذي ذكرنا بعضه ، وثانيهما الحديث عن لغة الطفل ، وإن بيان ( طبيعة إحداهما ( ليلقي بالضوء على طبيعة غيرها . صحيح أن معظم اللغويين لا يرضون بذلك ، في حين يغالي علماء النفس في الاتجاه ذاته ، بيد أن الحقيقة التي تتفاعل في تكوينها عناصر متعددة لا يمكن الإقتراب منها إلا من خلال هذه العناصر ، ومما لاشك أن علم النفس أمدنا بمعلومات جديدة عن طبيعة لغة الطفل وذهنه ، وقدم لنا علم الأنتروبولوجيا النفسي والإجتماعي معلومات أخرى عن طبيعة فيه الرجل البدئي .

    وقد وضحت كلتا الدراستين طبيعة اللغة الشعرية ، فالبدئي كان دائماً في موقف الإنفعال ، موقف إلغاء المسافة بين الذات والموضوع ودمجهما معاً في وحدة ، وكان ذهنه متصلاً اتصالاً وثيقاً بالموضوعات الخارجية ومرتبطاً بها ، الطبيعة المنطلقة المنتشرة بانفساح واسع عنده عليه الآن (٦) ، وهو أمامها في مي وضع الدهشة والتقديس والعبادة والإنبهار يحاول دائماً أن يتصل بها أو يدركها باحساساته أو بغريزته الداخلية، ويتصورها بأشكال مجسدة مشخصة تقمصية ، أما خياله الذي كان عنده وسيلة للمعرفة فقد كان يجمع بين العالمين الطبيعي ومافوق الطبيعي في وحدة واحدة ، بل إنه لم يكن يعرف مثل هذين العالمين ، فقد كان . واحداً يتمثله عن طريق محسوس ويستحضره بخياله ، الإله عنده في الطبيعة وليس فوقها ، والمجهول هو المنظور وليس خلفه (۱) ولغته الجذرية التي أشرنا إليها كانت تشمل وحدات كل وحدة منها هي تعبير استعاري أو مجازي يستعمله لا ليفهم الأشياء فحسب بل ليعيشها أيضاً وينفعل بها .

    وربما يحتاج منا هذا الموقف إلى مثال يقربه فلنفترض أن حريقاً شاملاً وكبيراً شب في إحدى القرى ، وأتى على بيادرها ، ثم انسحب إلى بيوتها ، وبدأ أهل القرية يهرعون زرافات ووحدانا إلى الحريق المروع ، وعندما يقتربون وهم في حالة الذعر الشديد ينفعلون بالمشهد أي انفعال ويطلقونها صيحات تصف ألسنة النار فيقولون إن النار ( تلتهم ) القرية ، وهاهو ( زئيرها ) الشديد يملأ الأسماع . . . وهم في ذلك يتكلمون تلقائياً وانفعالياً بصورة ( حرفية ) لا ( مجازية ) ، إن المجاز لديهم حقيقة ، فهم يدركون أن النيران تلتهم حقاً ، بل إنهم يسمعون . وهم لا يظنون أن ثمة وحشاً مفترساً وإنما هم يرون هذا الوحش يعمل عمله ، يلتهم ويزأر .

    ولقد كان الإنسان البدئي في موقفه من الطبيعة وفي استعمال لغته في مثل هذه الحالة من الإنفعال والتعبير الصوري فكل شي جديد ملؤه النضارة والحياة والشكل المجسد الذي يفعل فعله ، ولكي يعبر عن وقع هذا الشيء الحسي الجديد في نفسه كان يلجأ إلى الصورة التي تكاد تكون تعبيراً ( حرفياً ) لديه ينبثق من طبيعة ذهنه الإنفعالي المشخص . . الشمس إلهة عظيمة ، والقمر شاب أو أمير عاشق ، والأرض أم رؤوم وهكذا .

    وما قلناه عن البدئي نقوله عن الطفل : موقفه وذهنه وطبيعة لغته ، إن الطفل دائماً في حالة متصلة بالمحيط الذي يرى فيه كل يوم أشياء جديدة نضرة تبهره وتسره ، بيد أنه لا يراها عامة مجردة وإنما يراها مجسدة مشخصة في علاقات كلية عضوية ذات نسق (۱) ، فهو حين عن ( الحصان ) لا يتحدث عنه دون أن يشير إلى هزه ذيله لأن فصل حركة الذيل عن الحيوان عملية تجريدية لم يبلغ بعد مرحلتها ، ويبدو أنه من نوع ( الإنسان ) The Man وليس من نوع « إنسان ) A Man هذا النوع الذي يتميز به اليافع لأنه الإنسان الذي يتلقى الحياة ككل شامل يفتح فيها ذراعيه للمخلوقات ، ويستقبلها بكلتيهما ، فالكلاب والقطط « أشقاؤه » ، والغيوم « أعمامه » . . أما اليافع فعنده الأشقاء » أصدقاء و ( الأعمام » كائنات لا يصل إليها (٢) .

    ولقد دلت البحوث النفسية العديدة التي أجريت حول رسوم الأطفال (۱) ، أو حول طبائع صورهم الذهنية وأخيلتهم (۲) على أنهم يخلطون في النطاق الأول بين المكان والزمان ، أو نقول إن التشكيلين المكاني والزماني يتداخلان تداخلاً يصحبه بعض الإضطراب ، في حين تميل معظم الصور الذهنية في النطاق الثاني إلى أن تكون تشخيصية مجسدة ، وسواء أكانت ثابتة أم حركية فانها تحكي ذاتها في صور بلاغية ، وتزعم الباحثة كونراد (۳) Konrad أن الطفل لا يدرك لغة المجاز ومن ثم نحتاج تعبيراته إلى قوة تجريد الصفات المتشابهة ليقيم علاقات بينها وتضرب مثالاً ذكره ماکس دسوار Max Desoir في كتاب صدر له عام ١٩٠٦ حيث قال : . . . إن صياح طفل زنجي شاهد الثلج المتساقط لأول مرة أنظر إلى الفراشات كيف تلعب معاً « فتزعم أن هذا القول خطأ وليس إستعارة . وفي زعمنا أن رأيها الخطأ لأنها تفكر في طبيعة لغة الطفل تفكيراً تجريدياً ، فالطفل عندما يتوسل بالاستعارة لا يفتش عن وجه شبه يقيمه بين علاقتين أو مركبين ، إنه يتكلم بطبيعته التلقائية التي طبيعة ترابطية تعبر عن أحاسيسها بالصورة كما كانت طبيعة البدئي والصورة هنا وهناك لاتقوم على تجريد الصفات المتشابهة وإنما تعبير ( حرفي ) يقيم علاقة بين مركبين ، أو يصهر مركبين بطريقة حدسية لا تنحل إلى التشابه . وقد أشار « همبل في كتابه بحث في أصل الإستعارة صدر في باريس عام ١٩٥٣ إلى أن أرفع أنواع الإستعارة وأقربها إلى روح الشعر لا يصدر عن الشعراء فحسب ، إن طفلاً يصيح « « إنها تنسج بابرة التريكو مشيراً إلى حشرة تمسح قرني استشعارها يكون قد استعمل غريزته الشعرية في إدراك العلاقة ، (۱) .
    والذي نريد أن نخلص إليه هو أن ذهن البدئي كذهن الطفل وذهن الشاعر واحد ، وموقف الثلاثة كذلك ولغتهم واحدة (۲) ، إنه الذهن المتصل الارتباطي والموقف الذي تندمج فيه الذات بالموضوع أو تلغى فيه الحواجز بينهما ، وعن طريق هذا الموقف والذهن يدرك كل منهم بوضعه الخاص العلاقات الجنينية الكامنة في الأشياء ، ويسعى إلى إقامتها بواسطة الصورة ، فالطفل الذي يرى في الثلج فراشات تلعب ، عندما يشاهد الطل على الأعشاب الأعشاب تبكي كالانسان الشاعر الذي يرى في الفكر طائراً يحلق بأجنحة من السعادة المنسكبة ، أو الذي يرى عيون النرجس تخضل بالعبرات . . . فهذه كلها


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.42_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	80.1 كيلوبايت 
الهوية:	134689 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.42 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	79.8 كيلوبايت 
الهوية:	134690 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.43_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	73.7 كيلوبايت 
الهوية:	134691 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.43 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	77.1 كيلوبايت 
الهوية:	134692 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.43 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	81.1 كيلوبايت 
الهوية:	134693

  • #2

    As for how this was done, it is a simple matter that can be imagined in that famous example of languages, and by it I mean the word (spirit), because this word means several connotations: spirit, spirit, and wind. But in the old days it had its meaning as the individual who is distinguished by himself, who includes all these meanings in one unit or one root, and we may not be able to determine the period in which the semantics of the word were separated. The overall meaning, and each word has its own meaning, even if this meaning is not completely separated. Significant of his brother in the same species (5).

    In truth, the talk about the nature of poetic language always leads to two related hadiths, the first of which is the talk about the language of primitive man or the origin of language and its origin in general, and it is the hadith that we mentioned some of, and the second of them is the talk about the language of the child, and the statement (the nature of one of them) sheds light on the nature of the other. It is true that most linguists do not accept this, while psychologists exaggerate in the same direction. However, the fact that multiple elements interact in its formation can only be approached through these elements. Undoubtedly, psychology has provided us with new information about the nature of the child’s language and mind. Psychological and social anthropology gave us other information about the nature of the primitive man.

    Both studies have clarified the nature of the poetic language, for the primordial was always in the position of emotion, the position of canceling the distance between the subject and the subject and merging them together into a unity, and his mind was closely connected to the external subjects and linked to them. In May, he put amazement, sanctification, worship, and amazement, always trying to relate to it or realize it with his feelings or with his inner instinct, and imagine it in embodied forms embodied, as for his imagination, which had a means of knowledge, it was combining the natural and supernatural worlds in one unit, but he did not know such These two worlds, it has been. God is in nature and not above it, and the unknown is the visible and not behind it (1) and its radical language that we referred to included units, each unit of which is a metaphorical or figurative expression that he uses not only to understand things, but also to live them and get excited about them.

    Perhaps this situation needs an example from us, let us suppose that a comprehensive and large fire broke out in one of the villages, destroyed its threshing floors, then withdrew to its homes, and the people of the village began to rush in droves and alone to the terrible fire, and when they approached, while they were in a state of extreme panic, they got excited at the scene, i.e., they shouted. The tongues describe the fire, and they say that the fire (devours) the village, and here it is (its roar) that fills the ears. . . In that, they speak automatically and emotionally in a (literal) way, not (figuratively). The metaphor is real to them. They realize that the flames really devour them, but rather they hear. They do not think that there is a predatory beast, but rather they see this beast doing its work, devouring and roaring.

    The primitive man, in his attitude towards nature and in the use of his language, was in such a state of emotion and formal expression, so everything new is filled with freshness, life, and the embodied form that does its work. Literally) he has emanating from the nature of his diagnosed emotional mind. . The sun is a great goddess, the moon is a young man or a prince in love, the earth is a merciful mother, and so on.

    And what we said about the primordial, we say about the child: his attitude, his mind, and the nature of his language, that the child is always in a state connected to the environment in which he sees every day new, fresh things that fascinate and delight him, but he does not see them as general and abstract, but rather he sees them embodied and personified in holistic, organic relationships with a pattern (1). When he talks about the (horse), he does not talk about it without referring to its tail wagging, because separating the movement of the tail from the animal is an abstract process that has not yet reached its stage, and it seems that it is of the type of (the man) and not of the type of “a man” that is the type that is distinguished In it, the young person, because he is the human being who receives life as a comprehensive whole, opens his arms to the creatures, and receives them with both of them. Dogs and cats are his “brothers,” and clouds are his “uncles.” . As for the young person, he has siblings »friends« and (uncles » beings he cannot reach (2).

    Numerous psychological research conducted on children’s drawings (1), or on the nature of their mental images and fantasies (2), has indicated that they confuse space and time in the first domain, or we say that the spatial and temporal formations overlap in an overlap accompanied by some disturbance, while most of the images tend to In the second scope, the mentality in the second scope is to be embodied and diagnostic, and whether it is fixed or kinetic, it tells itself in rhetorical images, and the researcher Konrad (3) Konrad claims that the child does not understand the language of metaphor, and then his expressions need the power of abstracting similar characteristics in order to establish relationships between them and give an example that he mentioned. Max Desoir in a book published in 1906, where he said: . . The shrieking of a Negro child saw the falling snow for the first time. Look at the butterflies how they play together. You claim that this saying is wrong and not a metaphor. In our claim, her opinion is wrong because she thinks about the nature of the language of the child in abstract thinking. When the child uses metaphor, he does not search for a similarity that establishes him between two relationships or two compounds. Similar adjectives, but rather an expression (literal) that establishes a relationship between two compounds, or fuses two compounds in an intuitive way that does not degenerate into similarity. In his book “A Research on the Origin of Metaphor” published in Paris in 1953, Hempel indicated that the highest types of metaphor and closest to the spirit of poetry are not only issued by poets. In realizing the relationship, (1).
    What we want to conclude is that the mind of the primitive is like the mind of the child and the mind of the poet is one, and the attitude of the three is likewise and their language is one (2), it is the connected, relational mind and the attitude in which the subject merges with the object or in which the barriers between them are abolished, and through this attitude and the mind each of them realizes his own situation Embryonic relationships latent in things, and he seeks to establish them through the image, for the child who sees butterflies playing in the snow, when he watches the dew on the grass, the grass weeps like a human poet who sees in thought a bird soaring with wings of spilled happiness, or who sees the eyes of daffodils filled with lessons. . . These are all

    تعليق

    يعمل...
    X