رومانوف (اسره) Romanov أسرة حكمت روسيا نحو ثلاثة قرون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رومانوف (اسره) Romanov أسرة حكمت روسيا نحو ثلاثة قرون

    رومانوف (اسره)

    Romanov - Romanov

    رومانوف ( أسرة ـ)
    (1613 ـ 1917م)

    رومانوف Romanov أسرة حكمت روسيا نحو ثلاثة قرون . أصل العائلة من ليتوانيا، هاجرت إلى روسيا واستقرت فيها، في القرن السادس عشر الميلادي، ودعيت بهذا الاسم نسبة إلى أحد أفرادها رومان.
    أصبحت العائلة مالكة لكثير من الأراضي، ثم حصلت على مكانة رفيعة بعدما تزوج القيصر ايفان الرابع (الرهيب) ابنة رومان أنستاسيا رومانوف سنة 1547م، وأصبح ابن أخيها فيدور أحد قادة الكنيسة، والذي سيكون ابنه ميخائيل أول قيصر من هذه الأسرة.
    ميخائيل رومانوف (1598ـ1645) أول قيصر من أسرة رومانوف
    مرت روسيا بفترة اضطراب بين عامي (1598ـ1613م)، بسبب تدخل الأجانب، وخاصة البولنديين، في الشؤون الروسية، فتفجر الشعور القومي بقيادة الجزّار مينين والأمير بوزهارسكي، وشكلوا جيشاً وطنياً، استطاع طرد البولنديين من موسكو بداية عام 1613م. بعدها انتخب المجلس الوطني ميخائيل رومانوف قيصراً تحت اسم ميخائيل الثالث (1613ـ1645م)، واهتم القيصر الجديد بإعادة الأمن والاستقرار للبلد، وطرد الأجانب المتدخلين في الشؤون الداخلية، وخاصة السويديين والبولنديين من روسيا.
    توالى على الحكم من أسرة رومانوف خمسة عشر قيصراً كان أشهرهم:
    بطرس الأول (1696ـ1725م): وقد كان معجباً بالغرب، فطاف في أوربا، وأدخل الأزياء الغربية إلى روسيا، وأجبر النبلاء على اتخاذ كثير من العادات الغربية، وعمل على تحسين قوة روسيا الحربية براً وبحراً، وزاد من نفوذ القيصر، وأعاد تنظيم المقاطعات، فقسم البلاد إلى (12) مقاطعة.
    كاثرين الثانية (الكبرى) (1762ـ1796): استمر بعهدها تأثير الغرب. وبعد أن ثار الفلاحون بقيادة ايميليان بوغاتشف القوقازي في عامي 1773 و 1774، عملت على تحسين أوضاعهم و تقليل استغلال ملاك الأراضي لهم.
    ألكسندر الأول (1801ـ1825): في عهده هاجم نابليون الأراضي الروسية وزحف على موسكو في أيلول 1812م، ليمنع روسيا من التجارة مع انكلترا (العدو الأول لفرنسا) بعد أن نشطت العلاقات بينهما، وليوقف توسع روسيا جنوباً (باتجاه المياه الدافئة). لكن الجيش الفرنسي خرج من المدينة بعد 35 يوماً نتيجة لحريق موسكو المقصود، وتعرض لهجمات روسية أثناء انسحابه، ولم يبق من جيش نابليون البالغ 600 ألف جندي سوى 100 ألف.
    نيقولا الأول (1825ـ 1855): الذي استهلّ حكمه بالقضاء على ثورة الديسمبريين سنة 1825م، عندما اجتمع نحو3000 جندي وضابط في ميدان مجلس الشيوخ في سان بطرسبرغ وأطلقوا بعض الطلقات، فردت الحكومة بنيران المدافع. بعد ذلك شدد القيصر قبضته على الصحافة والتعليم، وشكل إدارة الشرطة السرية، واشتهر بلقب شرطي أوربا، لأنه قمع الثورات في بولندا والمجر، وأعلن نفسه حامياً للكنيسة الأرثوذكسية، وأثار حربين ضد الدولة العثمانية.
    الكسندر الثاني (1855ـ 1881): الذي حرر الفلاحين المستعبدين ووزع عليهم الأراضي، وعمل على بناء السكك الحديدية وادخال نظام البنوك وتطوير التعليم وتقليل السيطرة على الصحافة وإصلاح القضاء. ومع ذلك تعرض سنة 1866م لمحاولة اغتيال، فأوقف معظم اصلاحاته، ثم تعرض لمحاولات عدة، كان آخرها سنة 1881التي أسفرت عن مقتله في العاصمة.
    آخر حكام أسرة رومانوف، القيصر نيقولا الثاني مع زوجته وأبنائه
    نيقولا الثاني (1894 ـ 1917): آخر القياصرة، وعندما تولى الحكم كانت أوضاع العمال والفلاحين سيئة والفوضى تعم البلاد، مما دفعهم لتشكيل منظمات سياسية، منها: الدستوريون الأحرار، ويطالبون بحكم برلماني. والثوريون الاجتماعيون، ويرغبون بتحسين أحوال العمال والفلاحين. والماركسيون، ويروّجون لثورة عمالية، وشكلوا حزب العمال الديمقراطي الاشتراكي سنة 1898م، ثم انقسم إلى بلاشفة (أكثرية) ومناشفة (أقلية)، وكانوا يقومون باضرابات سلمية، لكنها تقابل بالعنف. ففي سنة 1905م سار آلاف العمال نحو القصر الشتوي بالعاصمة يطالبون بإصلاحات، فأطلق جنوده الرصاص وقتلوا وجرحوا الكثير، مع ذلك نالت الحركة تأييداً وزادت قوة، وشكلت مجلس نواب العمال (سوڤييت).
    غيَر القيصر قانون الانتخاب، وجعل اختيار أعضاء الدوما (البرلمان)بطريقة أقل ديمقراطية، بعد أن حلّ كلاً من مجلسي الدوما، اللذين عقدا في سنة 1906م و 1907م. ثم عقد مجلس الدوما الثالث (1907ـ 1912م)، والرابع (1912 ـ 1917م).
    في الأول من آب سنة 1914 أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا، التي لم تستطع أن تؤمن احتياجات جنودها،وعانى الجيش الروسي كثيراً من النقص في الطعام والوقود والسكن. وبحلول سنة 1916م، كان معظم الروس المتعلمين يعارضون سياسة القيصر، الذي فصل عدداً كبيراً من الأكفاء من وظائف الحكومة العليا، واستبدل بهم أشخاصاً ضعافاً، فاتّهم بأنه يعمل ضد المجهود الحربي.
    وفي آذار1917م ثار سكان روسيا (كان الشهر شباط في التقويم الروسي القديم، الذي استبدل في عام 1918م ) وصاحب ذلك أعمال شغب عنيفة واضطرابات بسبب النقص في الخبز والفحم الحجري وخاصة في العاصمة، فأمر القيصر الدوما بحل نفسه، لكن البرلمان تجاهل الأمر وعين حكومة مؤقتة، وفقد القيصر كل تأييد، فنزل عن العرش في 15 آذار، ثم سجن مع جميع أفراد عائلته، وقتلوا جميعاً فيما بعد، ولوحق أفراد أسرة رومانوف، حيث قتل معظمهم، وهرب بعضهم إلى الخارج.
    في قرون ثلاثة حققت أسرة رومانوف الكثير لروسيا. ففي عهد بطرس الكبير توسعت روسيا نحو بحر البلطيق بعد انتصارها على السويد في الحرب الكبرى الشمالية 1703م، وأُسِّست سانت بطرسبرغ على البلطيق، ونقلت العاصمة إليها 1712م، وأدخلت المصانع والمدارس المهنية الغربية إلى روسيا. وفي عهد كاثرين الثانية ارتفع شأن روسيا، لتصبح من دول العالم الكبرى، ففي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، اقتسمت كل من روسيا والنمسا وبروسيا بولندا، وفازت روسيا بأراضي بيلاروسيا وليتوانيا وأوكرانيا. وفي حروبها مع الدولة العثمانية استولت على شبه جزيرة القرم، وفي عهد ألكسندر الأول توسعت روسيا على حساب السويد والسلطنة العثمانية، ودحرت جيش نابليون. وفي عهد نيقولا الأول ضمت كثيراً من الأراضي حول البحر الأسود بعد حربها مع العثمانيين( 1828 ـ 1829م)، وفازت بالحق في أن تمر سفنها التجارية عبر المضائق الرابطة بين الأسود والمتوسط (أي أنها حققت حلمها التاريخي بالوصول إلى المياه الدافئة)، لكنها خسرت هذه الامتيازات بحربها الثانية (1853م)، بسبب تدخل فرنسا وبريطانيا لمصلحة الدولة العثمانية، إذ ألزمتا روسيا التوقيع على معاهدة باريس سنة 1856م، والتي بموجبها خسرت بعض الأراضي ومُنع وجودها العسكري في البحر الأسود.
    غطاس نعمة
يعمل...
X