واسطة الشعر ٢_a , كتاب دراسة الصورة الفنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واسطة الشعر ٢_a , كتاب دراسة الصورة الفنية

    كبيراً إن لم يكن بالقدر الذي يفوق فبالقدر الذي تلعبه الدلالات المفردة ذاتها ، ونحن لا نعني أن ظلال الدلالات هامة لأنها تزودنا بألوان من الحواشي وضروب الأهداب الممتدة ، أي بدلالات خارجة عن المعنى الأصلي ، ولكننا نعني أن الشاعر لا يلجأ إلى دلالات محددة على الإطلاق مثلما يفعل العالم في نثره ، والناظم في نظمه ، إن العلم من شأنه أن يثبت أي يجمدها في حدود دلالاتها الخاصة ، والعالم يستخدمها أدوات جاهزة ذات قيمة محددة في الإستعمال وخارج الإستعمال ، أما الشاعر فيميل على النقيض من ذلك إلى تفتيتها وتركيبها من جديد فهو يصنع لغته الخاصة به ، ويبنيها أثناء سيره في العمل وفي لحظات الإبداع ، وكثيراً ما تعدل الكلمات أو الوسائط في هذه الحالة دلالات بعضها بعضاً ، وتنشر الأفياء والظلال ، أي أنها تنتهك حرمة حدود معانيها المعجمية لتصل إلى وضع قد تحمل فيه المعنى ونقيضه ، ولقد قلنا إن دلالات الكلمات في النثر تقتصر على معانيها الخارجية الشفافة المتوافقة المحددة ، أما لغة الشعر فلا يمكن أن تكون مفردة الدلالات ولو قصد الشاعر إلى ذلك ورمى إليه فان دلالات ألفاظه تتداخل ، وإشعاعاتها تتجاوز حدودها العادية ، وتكتسب من بعضها بعضاً إشعاعات جديدة مكونة معاً معاني جديدة ماكانت لتكون لو لم تجتمع على هذا النسق ، أو ينتظمها هذا البناء الخاص (۱) .

    وإذا أردنا أن تبلور خصائص واسطة الشعر السابقة لقلنا إنها واسطة تتصف بصفتين تضم إحداهما الأخرى : الأولى هي الإيقاع ، والثانية الصورة ، وارتباط هاتين الصفتين أو القيمتين بالإنفعال أمر لانحتاج إلى تأكيده ، فالانفعال اهتزاز ، والإهتزاز سمة الإيقاع ، والإنفعال ظل دلالة وابحاء لا يمكن ايصالهما بالتعبير المباشر وإنما بالصورة أنا ذلك إلى تأكيد تاريخي يشد أزر حجتنا ، وإذن فلنغادر جميع الفترات الإتباعية والرومانسية والحالية التي اقترب الشعر خلالها تارة من الرسم والمكان وأخرى من الموسيقا والزمان فهذه كلها قیم كبير إلى روح العصر ، ولا يمكن أن تعد حجة بالغة ولنصل في تفتيشنا وتلمسنا لطبيعة واسطة الشعر إلى فترة تعلو على جميع الفترات ، إنها فترة النشأة ، كيف نشأ الشعر ، بل كيف نشأت اللغة على العموم مادام الشعر واللغة والصورة حلقات متداخلة تقتضي الإجابة عن إحداهما الإجابة عن أخراهما ؟ ؟ . نشأت اللغة أول ما نشأت من العلاقة بين الكلمات - الأسماء - والأشياء - المسميات ، وتفسير هذه العلاقة وكيف تمت أمر مختلف فيه ، ونجد في ذلك عدة اتجاهات : فهناك الإتجاه السلفي الذي يفسرها في ضوء قوة عليا علمت الإنسان أسماء المسميات (۱) ، وهناك الإتجاهات الأنثروبولوجية والنفسية واللغوية التي تحصر عادة في أربع نظریات (۲) :

    ١_ نظرية المحاكاة أو نظرية ال Bow Wow»

    ٢ _ نظرية التعبير الجماعية أو نظرية ال : « Yo, He, Ho

    ٣ _ النظرية التلقائية الغريزية أو نظرية ال: « Ding Bong »

    ٤ _ النظرية المادية التطورية أو نظرية ال: << Pooh pooh >>

    والنظرية الأولى تذهب إلى أن اللغة نشأت تقليداً للأصوات الطبيعية والحيوانية التي سمعها الإنسان الأول ، فاتخذ صوت عواء الذئب ومواء الهر وزئير الأسد وحفيف الشجر وزفير النار وخرير الماء وأعلاماً لها ، وبهذا تكونت له مجموعة كبيرة من الكلمات تعد من أقدم الكلمات الكلمات في اللغة الإنسانية ، وهي التي يعبر صوتها عن مدلولها « Onomatopoeia » ، ثم تطورت بعد ذلك . وقد أصبحت هذه النظرية اليوم من الماضي ، وقضت مع نظرية المحاكاة لأنها تقف بالفكر الإنساني - كما يقولون عند حدود حظائر الحيوانات ، فضلاً أن اللغة في وضعها الراهن لاتكاد تشتمل إلا على قدر ضئيل جداً تلك الكلمات الواضحة الصلة بين اللفظ والمدلول .

    والنظرية الأخيرة المادية التطورية لا تشرح بوضوح طبيعة النشأة ذلك أن الربط بين الأصوات وبين تقلصات أعضاء النطق أو انبساطها للتعبير بالشهقات والتأوهات عن الإنفعالات ، ثم تفسير هذا الربط تفسيراً فسيولوجياً لايؤدي بالضرورة إلى نشأة الكلام الذي يصدر عن عن المرء بصورة إرادية ، فهذه مجرد أصوات سلبية تنطلق من الإنسان حين يعجز عن الكلام ، علاوة على أنها أصوات عرفية تختلف باختلاف والشعوب .


    وتبقى النظريتان الثانية والثالثة اللتان تذهبان إلى أن النطق الإنساني نشأ في صورة جماعية ، أي صدر عن مجموعة من الناس أنناء قيامهم من جهة بعمل شاق مضن تعاونوا على أدائه من جهة ، وأن هناك صلة وثقى بين ما ينطق به المرء من أصوات وبين مايدور في خلده. أفكار أخرى ، فالأصوات الجماعية التي تصدر أثناء العمل لا تلبث أن ترتبط بالعمل نفسه ، وتصبح بمثابة علم له لأن كل أثر يتأثر به المرء يستلزم النطق ببعض الأصوات ، وإذا كانت هذه قدرة أو قوة اختص بها الإنسان منذ بدء الخليقة وسرها لايزال غامضاً علينا فان العبارات التي خلفها تعد بدءاً طبيعياً للكلام . خارجي وفي ظني أنا نستطيع أن نضم هاتين النظريتين إلى بعضهما بعضاً فنقول : إن اللغة نشأت أول مانشأت من حاجة الإنسان البدئي فرداً ومع غيره - للتعبير عن موقفه الإنفعالي تجاه الطبيعة ، والذين يتحدثون عن ( توصيل » اتصفت به اللغة أول ما اتصفت ، وعن نفع فيها لحاجة الإنسان إلى نقل أفكاره فان ذلك كله مرحلة لاحقة متأخرة نشأت مع نشأة المجتمع البدائي مهما كان لونه (۳) ، أما وأن الإنسان كان يعيش وسط مظاهر الطبيعة الخارقة فانه كان مضطراً ليعبر عن إحساساته ومشاعره ، أو يعبر عن أثر وقع الظواهر الخارجية ( الموضوعات ) في ) ذاته ) ، وكان يتعبر بكلمات جذرية « Radical » ، يحمل كل جذر منها العديد من الدلالات ، وتتحدد الدلالة المقصودة وتتخصص عن طريق النسق الذي استعملت فيه ، وبصورة أخرى كان الإنسان البدئي يدرك الموضوعات في جذور متشعبة ينتظمها كل عضوي من جهة ، وتنحل إلى معانيها المفردة في نطاق النسق من جهة أخرى، ولم يكن هذان
    النطاقان بمنفصلين عن بعضهما بعضاً بل كانا متداخلين ، فالإنسان في الأول يعبر بصوت واحد عن موقفه تجاه الحيوان ( الجنس والنوع معاً ، وبصوت واحد عن النبات ) الجنس والنوع معاً وهكذا . . . بل إن الصوت الواحد كان يحمل دلالته ونقيض دلالته مثل كلمة ( اشترى ) التي تحمل معناها ومعنى باع في الوقت نفسه ، ولكن كيف كان المتلقي يفهم الدلالة المقصودة المفردة من استعمال الصوت العام ؟ هاهنا ننتقل للاجابة إلى النطاق الثاني ( النسق ) ، أو الكل العضوي الذي تتخصص فيه الكلمة ولا يفهم منها سواها ، وقد ألقى علم نفس الغشطالت (۱) أضواء ساطعة على مشكلة النسق هذه حين لاحظ أن تصور الموضوع خارج النسق تصور متأخر لأنه تصور تجريدي والبدئي كالطفل في ذلك كلاهما لا يستطيع التجريد ولا التعميم ، أي لا يستطيع أن الموضوعات خارج النسق ، ونسق الطفل كنسق البدئي بالنسبة له ولغيره يحمل خصوصية مفردة متمايزة (٤) ، ولكي ندرك ذلك علينا أن ننتقل باحساساتنا ، ونعبر العصور الطوال ، ونعيش تلك الفترة البكر حيث كان الإنسان لا يملك سوى العدد المحدود الضئيل من ا الأشياء الصلبة ، ولم يكن في الواقع يحتاج إلى معجم ضخم يغطي به إحتياجاته . ولا إلى ثراء لغوي يتوسل به ليحكي إحساساته فكل ذلك في الأفق الضيق المحدود كان غير ضروري ، وكان أقصى أمانيه أن يعبر فحسب عما يشعر به ، وكانت الكلمات المحدودة التي يديرها في استعماله تكفيه ربما أكثر من كفاية لغتنا لنا في الوقت الحاضر (۱) .



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.38 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	75.8 كيلوبايت 
الهوية:	134676 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.39_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	79.3 كيلوبايت 
الهوية:	134677 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.40_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	71.3 كيلوبايت 
الهوية:	134678 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.40 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	81.7 كيلوبايت 
الهوية:	134679 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 07-15-2023 13.41_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	79.8 كيلوبايت 
الهوية:	134680

  • #2

    Great, if not to the extent that exceeds, then to the extent played by the individual connotations themselves, and we do not mean that the shades of connotations are important because they provide us with colors of footnotes and kinds of extended fringes, i.e. with connotations outside the original meaning, but we mean that the poet does not resort to specific connotations at all as he does The scholar in his prose, and the organizer in his systems, that science would establish i.e. freeze it within the limits of its own indications, and the scholar uses it as ready-made tools with a definite value in use and outside of use, but the poet tends, on the contrary, to break it down and reassemble it again, as he makes his own language of his own He builds them during his work and in moments of creativity, and words or arguments in this case often modify each other's connotations, spreading shadows and shadows, that is, they violate the sanctity of the limits of their lexical meanings to reach a situation in which they may carry the meaning and its opposite, and we have said that the connotations of words in prose It is limited to its external, transparent, compatible, specific meanings. As for the language of poetry, it cannot be singular in terms of semantics, even if the poet intends to do so and refers to it. This pattern, or is regulated by this particular structure (1).

    And if we wanted to crystallize the characteristics of the previous medium of poetry, we would say that it is a medium that is characterized by two characteristics, one of which includes the other: the first is rhythm, and the second is image, and the connection of these two characteristics or values ​​with emotion is a matter that we do not need to confirm, because emotion is vibration, and vibration is the characteristic of rhythm, and emotion is a shadow of indication and revelation that cannot be communicated by expression Direct, but in the image, I do this to a historical confirmation that strengthens our argument, and therefore let us leave all the contemporary, romantic, and current periods during which poetry approached, at times, drawing and place, and at other times, music and time. The means of poetry to a period that transcends all periods, it is the period of inception, how did poetry arise, but how did language arise in general, as long as poetry, language and image are intertwined circles that require answering one of them to answer the other? ? . Language originated from the first thing that arose from the relationship between words - names - and things - names, and the interpretation of this relationship and how it took place is something different in it, and we find in that several directions: there is the Salafist trend that interprets it in the light of a higher power that taught man the names of names (1), and there are directions anthropological, psychological and linguistic, which are usually limited to four theories (2):

    1_ Simulation Theory or The Bow Wow Theory »

    2 _ Collective expression theory or the theory of: « Yo, He, Ho

    3- The Automatic Instinctive Theory or The Theory: “Ding Bong”

    4 _ The theory of evolutionary materialism or the theory of: << Pooh pooh >>

    The first theory goes that the language arose in imitation of the natural and animal sounds that the first man heard, so he took the sound of the wolf’s howling, the cat’s meow, the lion’s roar, the rustling of trees, the exhalation of fire, and the murmur of water as its flags. Thus, he formed a large group of words that are among the oldest words in the human language, which are whose voice expresses its meaning «Onomatopoeia», and then developed after that. Today, this theory has become a thing of the past, and it is ruled with the theory of imitation because it stands with human thought - as they say at the borders of animal pens, in addition to that the language in its current state contains only a very small amount of those words that clearly relate between the expression and the signified.

    The last theory, evolutionary materialism, does not clearly explain the nature of creation, because the connection between sounds and the contractions of the organs of articulation or their relaxation to express gasps and sighs for emotions, then interpreting this connection in a physiological way does not necessarily lead to the emergence of speech that comes from a person voluntarily, for these are just negative sounds that are emitted Of a person when he is unable to speak, in addition to that they are customary sounds that differ according to different peoples.


    The second and third theories remain, which hold that human speech originated in a collective form, i.e. it emanated from a group of people while they were doing arduous work on the one hand, and that there is a close link between the sounds a person utters and what goes on in his mind. Other ideas. The collective voices that are emitted during work soon become associated with the work itself, and become a kind of knowledge for it, because every impact that a person is affected by requires the utterance of some voices. Behind her is a natural start to speech. External, and in my opinion, we can join these two theories to each other, so we say: Language first arose out of the need of the primitive man, individually and with others, to express his emotional attitude towards nature, and those who talk about “connection” that characterized language in the first place, and of benefit in it Because of man’s need to convey his ideas, all of this is a later, late stage that arose with the emergence of primitive society, whatever its color (3). As for man living among the manifestations of supernatural nature, he was forced to express his feelings and feelings, or to express the effect of the impact of external phenomena (themes). In (itself), and he used to express himself with radical words, each root of which carries many connotations, and the intended connotation is determined and specialized by the pattern in which it was used. Their singular meanings are in the scope of the system on the other hand, these two were not
    The two domains are separate from each other, but were overlapping.

    In the first place, man expresses with one voice his attitude towards animals (the genus and species together, and with one voice about plants), the genus and species together, and so on. . . Rather, the single sound carried its connotation and the opposite of its connotation, such as the word (bought), which carried its meaning and the meaning of sold at the same time, but how did the recipient understand the single intended connotation of using the general sound? Here we move to the answer to the second scope (the system), or the organic whole in which the word is specialized and only it is understood from it. Gestalt psychology (1) shed bright lights on this problem of the system when it noticed that the perception of the subject outside the system is a late perception because it is an abstract and primitive conception like a child In that, both of them can neither abstract nor generalize, that is, they cannot consider the subjects outside the system, and the child’s system as the primary system for him and for others carries a unique and distinct specificity (4), and in order to realize that we have to move with our feelings, cross the long ages, and live that pristine period where it was A person possesses only a limited number of solid things, and he did not, in fact, need a huge dictionary to cover his needs. Not to the linguistic richness that he begged to tell his feelings, all of that in the narrow and limited horizon was unnecessary, and his utmost desire was to express only what he felt, and the limited words that he managed to use were sufficient for him, perhaps more than the sufficiency of our language for us at the present time (1).

    تعليق

    يعمل...
    X