فاطمة بنت الحسن
(… - بعد 866هـ/… - بعد 1461م)
أمّ بدرة، فاطمة بنت الحسن، حفيدة الإمام الزيديّ، الناصر لدين الله، صلاح الدين، محمد بن علي بن محمد، لم يُعرف لأبيها (ت 802هـ) من العقب سواها، ملكة يمانية ذات همّةٍ وهيبةٍ وقوّةٍ وشدّةِ بأس، كانت تُشبَّه بـ«بلقيس»؛ وفي ذلك يقول بعضهم:
بلقيس هذا العصر يا مَنْ عَلَتْ
قدراً على بلقيس في عصرها
بها تهاب الأُسْد في غابها
وهْي كما العذراء في خِدْرها
ملكت ممالك أهلها من المدائن والحصون من صنعاء وذمار وصَعْدة ونجران.
تزوّجت ابن عمّها الأمير محمّد بن علي بن صلاح الدين، فأولدها بدرة بنت محمد، ثم توفّي عنها سنة 840هـ، فحازت صنعاء وجهاتها عقب وفاته، وقام بأوامرها الفتى قاسم بن عبد الله بن سنقر، وكان حازماً لبيباً، فأقام للإمامة والنّظر في أحوال الخاصّة والعامّة، السيد صلاح الدين بن علي بن محمد ابن أبي القاسم، الذي بنى على فاطمة عقب ابن عمّها، وكان يلقّب بالمهدي لدين الله، وكان مبرِّزاً في علوم الاجتهاد.
سارت إلى صعدة مع زوجها بعد أنِ احتالت في فكاكه من دار الاعتقال بصنعاء، وكان قد اعتقل لمّا عارض قاسمَ بنَ عبد الله سنقر الذي اشتدّ إقبال النّاس عليه، وعظم تصرّفه في الأعمال. وفي سنة 846هـ أُعيد زوجها إلى سجنه مرّة أخرى فبقي فيه حتى توفّي عنها سنة 849هـ، فاحتفظت فاطمة بما في يدها من القلاع والحصون حتى انتزعها منها الناصر ابن محمد سنة 860هـ - لمّا نهض إلى صعدة للأخذ بثأر الشيخ حسن بن محمد بن علي بن مداعس الصَّعْدي، الذي أمرت فاطمة خدمها بقتله خارج باب سويدان - وقبض عليها وعلى وزرائها، وقيّدهم وسار بهم إلى صنعاء، وجعل الناصر مقرّ اعتقال فاطمة دار زوجها بصنعاء. وفي سنة 866هـ حاول بعض العسكر أذيّتها وإحراق مقرّ إقامتها، فمنعهم الإمام محمد بن الناصر، وحال بينهم وبين الدخول إلى مقصورتها، ثم بالغ في حفظها وصونها فنقلها إلى دار بقصر صنعاء، فمكثت فيه حتّى توفّيت عن نحو مئة سنة، ودفنت بصنعاء؛ فرثاها شعراء كُثُر، منهم القائل:
يا باغيَ الصَّفوة قمْ فانعَها
واحكِ الذي قد كان مِنْ أمرها
ولستَ بالمُعْربِ عن وصفها
لو كنتَ كالخنساء في شعرها
معروفها، المعروف، عمّ الورى
فكلّهم يُطْنِبُ في شكرها
وكلّ داعٍ نال من جُودها
وكلّ قاصٍ نال من بِرِّها
مقبل التّامّ عامر الأحمديّ
(… - بعد 866هـ/… - بعد 1461م)
أمّ بدرة، فاطمة بنت الحسن، حفيدة الإمام الزيديّ، الناصر لدين الله، صلاح الدين، محمد بن علي بن محمد، لم يُعرف لأبيها (ت 802هـ) من العقب سواها، ملكة يمانية ذات همّةٍ وهيبةٍ وقوّةٍ وشدّةِ بأس، كانت تُشبَّه بـ«بلقيس»؛ وفي ذلك يقول بعضهم:
بلقيس هذا العصر يا مَنْ عَلَتْ
قدراً على بلقيس في عصرها
بها تهاب الأُسْد في غابها
وهْي كما العذراء في خِدْرها
ملكت ممالك أهلها من المدائن والحصون من صنعاء وذمار وصَعْدة ونجران.
تزوّجت ابن عمّها الأمير محمّد بن علي بن صلاح الدين، فأولدها بدرة بنت محمد، ثم توفّي عنها سنة 840هـ، فحازت صنعاء وجهاتها عقب وفاته، وقام بأوامرها الفتى قاسم بن عبد الله بن سنقر، وكان حازماً لبيباً، فأقام للإمامة والنّظر في أحوال الخاصّة والعامّة، السيد صلاح الدين بن علي بن محمد ابن أبي القاسم، الذي بنى على فاطمة عقب ابن عمّها، وكان يلقّب بالمهدي لدين الله، وكان مبرِّزاً في علوم الاجتهاد.
سارت إلى صعدة مع زوجها بعد أنِ احتالت في فكاكه من دار الاعتقال بصنعاء، وكان قد اعتقل لمّا عارض قاسمَ بنَ عبد الله سنقر الذي اشتدّ إقبال النّاس عليه، وعظم تصرّفه في الأعمال. وفي سنة 846هـ أُعيد زوجها إلى سجنه مرّة أخرى فبقي فيه حتى توفّي عنها سنة 849هـ، فاحتفظت فاطمة بما في يدها من القلاع والحصون حتى انتزعها منها الناصر ابن محمد سنة 860هـ - لمّا نهض إلى صعدة للأخذ بثأر الشيخ حسن بن محمد بن علي بن مداعس الصَّعْدي، الذي أمرت فاطمة خدمها بقتله خارج باب سويدان - وقبض عليها وعلى وزرائها، وقيّدهم وسار بهم إلى صنعاء، وجعل الناصر مقرّ اعتقال فاطمة دار زوجها بصنعاء. وفي سنة 866هـ حاول بعض العسكر أذيّتها وإحراق مقرّ إقامتها، فمنعهم الإمام محمد بن الناصر، وحال بينهم وبين الدخول إلى مقصورتها، ثم بالغ في حفظها وصونها فنقلها إلى دار بقصر صنعاء، فمكثت فيه حتّى توفّيت عن نحو مئة سنة، ودفنت بصنعاء؛ فرثاها شعراء كُثُر، منهم القائل:
يا باغيَ الصَّفوة قمْ فانعَها
واحكِ الذي قد كان مِنْ أمرها
ولستَ بالمُعْربِ عن وصفها
لو كنتَ كالخنساء في شعرها
معروفها، المعروف، عمّ الورى
فكلّهم يُطْنِبُ في شكرها
وكلّ داعٍ نال من جُودها
وكلّ قاصٍ نال من بِرِّها
مقبل التّامّ عامر الأحمديّ