روسو (هنري) Rousseau (Henri-) معماري ورسام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • روسو (هنري) Rousseau (Henri-) معماري ورسام

    روسو (هنري)

    Rousseau (Henri-) - Rousseau (Henri-)

    روسو (هنري ـ)
    (1844 ـ1910)

    هنري روسو Henri Rousseau dit le Douanier الملقب بالجمركي، معماري ورسام وكاتب فرنسي، ولد في (لافال) شمال غربي فرنسا، لأسرة فقيرة، كان أبوه يبيع الأواني المعدنية (سمكري)، التحق بالجيش موسيقياً وهو في سن الثامنة عشرة، ثم سرح منه عام 1866 ليعمل لدى أحد المحامين، دخل بعد ذلك في خدمة الجمارك، ثم عاد مرة أخرى إلى الجيش عام 1870. عمل مفتشاً للجمارك على حدود العاصمة الفرنسية (باريس)، حتى بلغ الأربعين من عمره فتقاعد وتفرغ للرسم الذي كان يمارسه في أوقات الفراغ في أثناء عمله في الجيش والجمارك، وعلّم نفسه بنفسه. وقد أفاد من الطبيعة، ومن استشارة الأستاذين جيروم وكليمان.
    بدأ عرض لوحاته في صالة عرض الفنانين المستقلين واستمر في ذلك حتى وفاته، امتهن الرسم عام 1885، كان يملك خيال الطفل وإيمانه ورؤيته البدائية، لم تدون حياته كما يجب وظلت أقرب إلى الأسطورة في غموضها، وكلما ذُكر روسو اقترن بذلك الموظف البسيط في الجمارك الفرنسيّة، مما جعل اسمه لصيقاً بـ«الجمركي».
    وفي عام 1908 أقام الفنان بيكاسو حفلة غداء كبيرة دعا إليها روسو مما مكنه من التعرف إلى الشخصيات الفنيّة والسياسيّة المدعوة، وعزف للحضور مقطوعات من تأليفه على البيانو.
    بدأ روسو الرسم بإخلاص كبير في سن الأربعين، حين تقاعد عن العمل، لكن عمله في الرسم والتصويركان بطيئاً، وكان يبذل جهوداً كبيرة لإنجاز لوحته، ودرّس الرسم للأطفال الذين يقطنون بجوار سكنه، كما ألف مقطوعات موسيقية، وكتب المسرحيات، لكن رسمه كان الأهم والأبرز في إبداعاته.
    هنري روسو: «صورته الشخصية» هنري روسو: «لاعبو كرة القدم»
    في البداية، قلد روسو لوحات كبار الفنانين الموجودة في متحف (اللوفر)، وفي عام 1886 عرض لوحاته لأول مرة في صالون المرفوضين الذي احتضن أعمال الفنانين الذين رُفضت أعمالُهم في المعرض الرسمي، وقد سمي هذا المعرض آنذاك بـ(معرض المستقلين) الذي لا تخضع الأعمال الفنية المعروضة فيه لأي نوع من التقويم.
    لم تحقق لوحات روسو أي نوع من الدخل الكافي لسدّ كفاف يومه، لكنه كان دائم الافتخار بأنه (فنان) وكانت لديه ثقة كبيرة بفنه وبنفسه.
    تمتع روسو بخاصيّة الإدراك الدقيق لما يحيط به من أشياء، لكنه في أثناء الرسم كان يُعيد صوغ هذه الأشياء الواقعية بطريقته الخاصة المتماهية بالحلم، فقد لجأ إلى الرسم للدفاع عن نفسه كونه غير منتمٍ إلى جيله، وهذا ما دفعه للهرب إلى عالم الخيال الذي شكل به ومن خلاله، حلمه العذب الجميل والحنون. لذلك من الصعوبة دراسة أعماله وفق القواعد والأسس التقليديّة في الفن.
    هنري روسو: «عربة بيير جونيه»
    جمع روسو في فنه بين عقلانية عصر النهضة ونزعة ذاتية محضة، لها فرادتها ونكهتها الخاصة، واستمد غالبية عناصر لوحاته من الطبيعة، وبشيء من البساطة، لكنه قدمها عبر صيغة لونية جديدة، فيها الكثير من الإشراق والوضوح، وهي سمة نتاج غالبية الفنانين البدائيين، و روسو يختلف عنهم بأنه درس الطبيعة، وكان يمهد لأعماله بدراسات ورسوم عديدة، ويؤكد على التفاصيل، وغالباً ما كان يقاوم سطوة الصدفة على نتاجه.
    يمكن تصنيف فن روسو بالواقعية الشعبيّة المنتمية إلى المستقبل والقائمة على نوع من السذاجة الفنيّة التي لا تخلو من السخرية، ولعل هذا ما جعل منه أسطورة متماهية بالرومانتيكية السحريّة المدهشة، حيث اجتمعت فيها الرؤيا الحالمة والصدق والبراءة والغموض الخارق.
    أنجز روسو العديد من الأعمال أبرزها: صورته الشخصية، الحرب، الغجري النائم، عربة بيير جونييه، الأدغال، ساحرة الأدغال، بيير لوتيه، لاعبو كرة القدم، جزيرة سان لوس، العرس، منظر جسد، أبولونير وملهمته وغيرها.
    وهذه الأعمال موزعة على عدد من المتاحف في العالم منها: اللوفر بباريس، و بوشكين في روسيا، و بال بسويسرا، ومتروبوليتان في نيويورك، وغوغنهايم، وزيورخ.
    توفي روسو وحيداً عام 1910 فاشترى أصدقاؤه الفنانون قطعة أرض لدفنه، وقد كتب الشاعر الفرنسي بودلير[ر] قصيدة مشهورة بهذه المناسبة حُفرت فيما بعد على قبره.
    محمود شاهين
يعمل...
X