ڤيتوريني (إليو -)
(1908-1966)
إليو ڤيتوريني Elio Vittorini كاتب قصصي إيطالي، ولد في سِرَقوسَه Siracusa شرقي صقلية Sicilia وتوفي في ميلانو Milano. كان يتطلع في طفولته إلى العالم الخارجي الذي تفصله عنه سكة حديد كان والده موظفاً فيها، وكان يصطحبه في تنقلاته في أرجاء صقلية. تلقى تعليمه الأساسي وتابع دون اهتمام دراسة المحاسبة وحاول الهروب مراراً إلى أن استطاع الفرار نهائياً من صقلية عام 1924؛ إذ قلَّه القطار بعيداً باتجاه الشمال وتحديداً إلى البندقية Venezia حيث عمل محاسباً في ورشة بناء. انتقل عام 1930 إلى فلورنسا Firenze وعَمِلَ مصححاً للمطبوعات في صحيفة الأمة Nazione. وبدأ يكتب قصصاً قصيرة ومقالات في بعض الصحف والمجلات، منها «سولاريا» Solaria، وانتقد في إحدى المقالات تأثر الأدب الإيطالي بالطابع الريفي.
عاش ڤيتوريني بمعزل عن الناس وسط مجتمع تُقاس اعتباراته بالشهادات العلمية، ففكّر في الترجمة في أول عمل فكري يزاوله. وكان قد تلقى مبادئ اللغة الإنكليزية على يد عامل في مطبعة، وبما أن ثقته بنفسه كانت كبيرة، فقد أكبّ على الكتابة، وأصدر كتابه الأول «البرجوازية الصغيرة» Piccola Borghesia عام 1931 متضمناً مجموعة حكايات. كما كتب بين عامي 1933 و1934 رواية «القَرَنْفُلة الحمراء» Garofano rosso التي منعتها الرقابة الفاشية فلم تنشر حتى عام 1948، وقد رأى ڤيتوريني فيها نهاية للرواية التقليدية وبداية للرواية الحديثة التي تستشفّ الحقيقة بلغة إبداعية وإيقاع موسيقي مع نبرة استفزازية، وتقدم شخصياتها شباباً لا يعرفون الحياء، مشغوفين ووقحين معاً، ساذجين وخائبين، يحاولون الهروب من واقعهم إلى آخر خيالي مليء بالمغامرات أو إلى عالم الفسق والمجون.
عند اندلاع الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1936 انضمَّ ڤيتوريني، الذي كان يكتب «إيريكا وإخوتها» Erica e I suoi fratelli، إلى الجمهوريين الإسبان مناهضاً الفاشية. ونشر في حلقات بين عامي 1938 و1939 روايته «محادثة في صقلية» Conversazione in Sicilia التي صدرت كاملة عام 1941، وحاول أن يقول فيها إن أثر الكلمة في النفس كبير يشبه أثر الموسيقى. وكانت هذه الفترة بداية لالتزام اجتماعي أدى إلى كتابة أول رواية له من روايات المقاومة «رجال وغير رجال» Uomini e no عام (1945) والتي تحكي مأساة رجل عاجز عن فهم الحقيقة. وأسس مجلة الثقافة المعاصرة «بوليتيكنيكو» (متعددة الفنون والعلوم) Il Politecnico لسان التيار الشيوعي التي توقفت عن الصدور عام 1947 عندما نادى ڤيتوريني بحرية الثقافة على الصعيد السياسي. وأصبح مديراً لدار نشر «الوحدة» Unità في ميلانو عام 1945 ورئيساً لقسم الآداب الأجنبية في إحدى دور النشر الكبيرة.
كتب ڤيتوريني أيضاً «يوميات علنية» Diario in Pubblico عام (1957)، وهي مجموعة كتابات نقدية. وأسس عام 1959 مجلة «الماكيت» Il Menabò وأدارها مشاركة مع الأديب إيتالو كالـڤينو Italo Calvino، وأصدر منشوراً انتقد فيه الحرب والتعذيب في الجزائر. كان يرى في الأدب الأمريكي أدباً مُحرَراً من تأثيرات القرون السابقة وكان معجباً بأدبائه الذين يختلفون، في رأيه، عن الأوربيين في تكوينهم الثقافي الذاتي. وقد جمع مختارات أدبية وترجمات لبعضهم وأسماها «أميريكانا» Americana.
تطرق ڤيتوريني في موضوعاته إلى عالم الغموض والإبهام و«الهرمسية» Ermetismo وركّز على عزل الفرد وعدم تواصله وانعدام الحوار مع الآخرين. كان يولي أهمية للموضوعات الحية ولقول الحقيقة لا للجماليات، فمهد بذلك للتيار الواقعي الجديد Neorealismo.
حنان المالكي
(1908-1966)
إليو ڤيتوريني Elio Vittorini كاتب قصصي إيطالي، ولد في سِرَقوسَه Siracusa شرقي صقلية Sicilia وتوفي في ميلانو Milano. كان يتطلع في طفولته إلى العالم الخارجي الذي تفصله عنه سكة حديد كان والده موظفاً فيها، وكان يصطحبه في تنقلاته في أرجاء صقلية. تلقى تعليمه الأساسي وتابع دون اهتمام دراسة المحاسبة وحاول الهروب مراراً إلى أن استطاع الفرار نهائياً من صقلية عام 1924؛ إذ قلَّه القطار بعيداً باتجاه الشمال وتحديداً إلى البندقية Venezia حيث عمل محاسباً في ورشة بناء. انتقل عام 1930 إلى فلورنسا Firenze وعَمِلَ مصححاً للمطبوعات في صحيفة الأمة Nazione. وبدأ يكتب قصصاً قصيرة ومقالات في بعض الصحف والمجلات، منها «سولاريا» Solaria، وانتقد في إحدى المقالات تأثر الأدب الإيطالي بالطابع الريفي.
عاش ڤيتوريني بمعزل عن الناس وسط مجتمع تُقاس اعتباراته بالشهادات العلمية، ففكّر في الترجمة في أول عمل فكري يزاوله. وكان قد تلقى مبادئ اللغة الإنكليزية على يد عامل في مطبعة، وبما أن ثقته بنفسه كانت كبيرة، فقد أكبّ على الكتابة، وأصدر كتابه الأول «البرجوازية الصغيرة» Piccola Borghesia عام 1931 متضمناً مجموعة حكايات. كما كتب بين عامي 1933 و1934 رواية «القَرَنْفُلة الحمراء» Garofano rosso التي منعتها الرقابة الفاشية فلم تنشر حتى عام 1948، وقد رأى ڤيتوريني فيها نهاية للرواية التقليدية وبداية للرواية الحديثة التي تستشفّ الحقيقة بلغة إبداعية وإيقاع موسيقي مع نبرة استفزازية، وتقدم شخصياتها شباباً لا يعرفون الحياء، مشغوفين ووقحين معاً، ساذجين وخائبين، يحاولون الهروب من واقعهم إلى آخر خيالي مليء بالمغامرات أو إلى عالم الفسق والمجون.
عند اندلاع الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1936 انضمَّ ڤيتوريني، الذي كان يكتب «إيريكا وإخوتها» Erica e I suoi fratelli، إلى الجمهوريين الإسبان مناهضاً الفاشية. ونشر في حلقات بين عامي 1938 و1939 روايته «محادثة في صقلية» Conversazione in Sicilia التي صدرت كاملة عام 1941، وحاول أن يقول فيها إن أثر الكلمة في النفس كبير يشبه أثر الموسيقى. وكانت هذه الفترة بداية لالتزام اجتماعي أدى إلى كتابة أول رواية له من روايات المقاومة «رجال وغير رجال» Uomini e no عام (1945) والتي تحكي مأساة رجل عاجز عن فهم الحقيقة. وأسس مجلة الثقافة المعاصرة «بوليتيكنيكو» (متعددة الفنون والعلوم) Il Politecnico لسان التيار الشيوعي التي توقفت عن الصدور عام 1947 عندما نادى ڤيتوريني بحرية الثقافة على الصعيد السياسي. وأصبح مديراً لدار نشر «الوحدة» Unità في ميلانو عام 1945 ورئيساً لقسم الآداب الأجنبية في إحدى دور النشر الكبيرة.
كتب ڤيتوريني أيضاً «يوميات علنية» Diario in Pubblico عام (1957)، وهي مجموعة كتابات نقدية. وأسس عام 1959 مجلة «الماكيت» Il Menabò وأدارها مشاركة مع الأديب إيتالو كالـڤينو Italo Calvino، وأصدر منشوراً انتقد فيه الحرب والتعذيب في الجزائر. كان يرى في الأدب الأمريكي أدباً مُحرَراً من تأثيرات القرون السابقة وكان معجباً بأدبائه الذين يختلفون، في رأيه، عن الأوربيين في تكوينهم الثقافي الذاتي. وقد جمع مختارات أدبية وترجمات لبعضهم وأسماها «أميريكانا» Americana.
تطرق ڤيتوريني في موضوعاته إلى عالم الغموض والإبهام و«الهرمسية» Ermetismo وركّز على عزل الفرد وعدم تواصله وانعدام الحوار مع الآخرين. كان يولي أهمية للموضوعات الحية ولقول الحقيقة لا للجماليات، فمهد بذلك للتيار الواقعي الجديد Neorealismo.
حنان المالكي