إلياس حبيب فرحاتFarhat (Ilyas Habib) شاعر وأديب مهجري، ولد في قرية «كفرشيما» بلبنان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلياس حبيب فرحاتFarhat (Ilyas Habib) شاعر وأديب مهجري، ولد في قرية «كفرشيما» بلبنان

    فرحات (إلياس حبيب -)
    (1893-1976م)
    إلياس حبيب فرحات شاعر وأديب مهجري، ولد في قرية «كفرشيما» بلبنان، وتعلم في مدرسة القرية، ثم انتقل إلى مدرسة الشويفات، وما لَبث أن غادرها إلى مدرسة أخرى في «وادي الشحرور»، ثم ترك المدرسة وهو في العاشرة من عمره ليدخل معترك الحياة فكان أول عمل مارسه صناعة الكراسي وتقشيشها، ثم عمل منضداً لحروف الطباعة في مطابع بعض الصحف والمجلات. وفي هذه السن المبكرة بدا ميله إلى قول الزجل، وتعرف آنذاك بعض الزجالين المشهورين فنازلهم في «المعنى» و«القرادي» ترفده في ذلك سرعة بديهته وقوة ذاكرته، ثم أخذ يباري كبار «القوالين» في الأفراح والأعياد والمآتم.
    ولما ضاقت سبل العيش بفرحات في وطنه، عزم على الهجرة إلى البرازيل؛ ليجمع بعض المال ويعود إلى لبنان، فلحق بأخويه وديع وأسعد عام 1910م، وهناك لقي من شظف العيش ومرارة الصراع في سبيل الرزق شيئاً كثيراً، صوره في قصيدته «حياة مشقات» فقد ربى الخنازير والدجاج والحملان ونضد الحروف وجرب بيع المأكولات العربية، وتجوّل بصناديق المساطر، وجبى الاشتراكات الصحفية، ثم توثقت صلته ببعض الصحفيين، فاشترك مع الأديب المهجري توفيق ضعون في إنشاء مجلة «الجديد» وتابع في أثناء ذلك قول الزجل، لكنه عكف كذلك على مطالعة الشعر وحفظه، وقرأ القرآن و«البيان والتبيين» للجاحظ؛ فتكونت عنده السليقة الشعرية التي غذتها فطرته وموهبته، فانقلب بعد حين من زجال ممتاز إلى شاعر مجيد من دون أن يعرف شيئاً من قواعد العربية.
    نشر أول قصيدة له في جريدة «أبو الهول» التي كانت تصدر في البرازيل والتي عمل مراسلاًَ لها فيما بعد. تزوج عام 1921 وخلف ثلاثة أولاد؛ بنت (ليلى) وولدين (خالد وعصام).
    عرف فرحات بالذكاء الحاد وسرعة البديهة وقوة الذاكرة، وامتاز بالكرم والصدق والصراحة والثبات على المبدأ، إلى جانب الأنفة والإباء، قيل إنه باع مرة بعض حملانه ليسافر بثمنها إلى الأرجنتين للمساهمة في احتفال وطني، كما امتاز بالعناد والتمرد والتحدي، فعاند الحياة بالسعي وراء الرزق لكنه لم يوفق، وعاند اللغة والشعر حتى ملك ناصيتهما.
    وصدر لفرحات في (سان باولو - البرازيل) عن مطبعة مجلة «الشرق» أكثر آثاره ونشر بعضها في دمشق والقاهرة وهي: «رباعيات فرحات» وتشتمل على مقطوعات منوعة الأوزان والقوافي، تتألف كل واحدة منها من أربعة أبيات في معانٍ شتى، و«ديوان فرحات» يشتمل على عدد كبير من القصائد الوجدانية ووصف الطبيعة والموضوعات الاجتماعية والوطنية والقومية وقصائد قليلة في المديح والرثاء، و«أحلام الراعي» يتألف من ست مطولات نظمت بين عامي 1933 و1934م أجرى فيها حواراً بين قطيع من الغنم وحارسها الكلب ضمنها شجباً للظلم الاجتماعي على لسان نعجته الثائرة، ونقداً لاذعاً للحكام وأرباب الدين، و«فواكه رجعية» ديوان صغير يتضمن قصائده الغزلية، و«مطلع الشتاء» ديوان صغير يشتمل على قصائد مؤرخة قالها في مناسبات قومية، وألقى بعضها في حفلات تكريمية أو في رثاء بعض أصدقائه، و«ذكرياتي بين صباح الحياة ومسائها» وهو كتاب نثري كبير حكى فيه الشاعر بروح تميل إلى الدعابة والمرح نبذاً من حياته وبعض أزجاله والنوادر التي وقعت له.
    يُعد فرحات شاعراً مهجرياً خالصاً، إذ لم ينظم الشعر الفصيح إلا في البرازيل، وهذه مزية ينفرد بها عن سائر شعراء المهجر. ويشف شعره كله عن حياته ومشاعره الذاتية، وعن مجتمعه وعصره فقد نقد المجتمع وبث الحكم في قصائده، وعالج القضايا الوطنية والقومية وخاصة قضية فلسطين، وكان عصري التفكير عصري الأسلوب عصري المعاني.
    عزيزة مريدن
    التعديل الأخير تم بواسطة Ali Abbass; الساعة 03-25-2022, 02:19 PM.
يعمل...
X