شَرُّوكين
شَرُّوكين Sharrukin (في الأكّدية sarru-kin ويعني «الملك الشرعي»، صرغون/سرجون في العهد القديم)، اسم لملك أكّدي هو شَرُّوكين الأكّدي (2334ـ2279ق.م) ولملكين آشوريين: شَرُّوكين الأول (نحو عام 1850 ق.م)، وشَرُّوكين الثاني[ر.الآشوريون] (721ـ 705 ق.م).
شَرُّوكين الأكّدي
ملك أكّد، ومؤسس الامبراطورية الأكّدية[ر]، التي تعد أقدم وأول مملكة كبيرة عرفها التاريخ، امتدت أطرافها من بلاد الرافدين إلى سورية والأناضول وبلاد عيلام[ر] والأطراف الشمالية للجزيرة العربية، يعود إليه فضل إظهار الشعب الأكّدي أول مرة على مسرح التاريخ، وجَعلِ الأكّدية اللغة السائدة في بلاد الرافدين لنحو 2000 عام تلت عصره، لذلك حيكت عن بطولاته وفتوحاته عدة أساطير على مدى ألفي سنة من تاريخ بلاد الرافدين القديم.
تعود أهم المصادر عن حياة شَرُّوكين الأكّدي وأعماله إلى العصر البابلي القديم، وقد وردت في ألواح مكتوبة، إما باللغة الأكّدية أو ثنائية اللغة أكّدية ـ سومرية. ويعتقد أن شَرُّوكين هو اللقب الذي ناله بعد سيطرته على الحكم، أما اسمه الأصلي فغير معروف. وقد حيكت عن أصله وولادته أسطورة عثر على نسخ منها تعود إلى العصر الآشوري الحديث (750ق.م) والعصر البابلي الحديث (600ق.م) ولكنها مستنسخة من ألواح أقدم، وتروي هذه الأسطورة أن أباه، واسمه لا ـ إيبو، كان مجهول الأصل، وكان عمه يعيش في الجبال، وكانت أمه كاهنة، فعندما ولدته سراً في مدينة ازوبيرانوAzupiranu، وضعته في سلة من القصب وختمت غطاءها بالقار ورمت به في نهر الفرات، فالتقطه البستاني أقي Aqqi الذي أخذه ورباه، وعلمه مهنة البستنة، وأحبته الإلهة عشتار. وتُحدثنا رواية أخرى أنه عمل في خدمة الإله زابابا، إله الحرب في كيش (تل الأحيمر)، ثم أصبح ساقياً لدى أور ـ زاباباUrzababa ملك كيش، وتمكن من اغتصاب السلطة منه ليصبح ملكاً عليها، ويبدأ من هناك أعماله التوسعية.
بعد وصوله إلى حكم كيش بدأ شَرُّوكين يوجه أنظاره إلى بلاد سومر، فكان لابد له أن يواجه لوغال ـ زاغيزي Lugal-zagesi ملك مدينة أوروك (الوركاء اليوم) الذي كان قد وحد دويلات المدن السومرية تحت سيادته منطلقاً من مدينة أومّا. تمكن شَرُّوكين من هزيمته وأسره، وقام بوضعه في قفص، وأعدمه أمام معبد الإله إنليل في مدينة نيبور، وبعد 34 معركة تم له إخضاع مدن أور وأوما ولاغاش وبقية المدن السومرية، ووصل إلى ساحل الخليج العربي حيث غسل سلاحه، واتخذ بعد ذلك عاصمة جديدة لدولته الناشئة وسمّاها أكّد (Akkad)، لتكون مقراً لحكمه، وذلك عام 2330ق.م تقريباً. وأقام هناك قصراً ومعبداً لزابابا إله الحرب، في كيش، ولعشتار التي ساعدته في الوصول إلى حكم البلاد. وقد بقيت هذه المدينة مركزاً للعالم القديم نحو قرن من الزمان، وكانت في ذلك الوقت المدينة الأكثر ثراء وأهمية في العالم. ومن هذه المدينة أخذ الأكّديون والامبراطورية الأكّدية واللغة الأكّدية أسماءهم، ولم يحدد مكانها بدقة إلى اليوم، ويُظن أنها تقع في المنطقة بين كيش، وبابل ومدينة سيبار.
اتخذ شَرُّوكين الألقاب: «ملك أكّد وملك كيش وملك البلاد..» وذلك تمهيداً لبدء حملاته التوسعية على حساب الممالك المجاورة. لا يعرف بدقة تسلسل حروبه وفتوحاته فيُذكر في أحد النصوص أنه بعد أن احتل جزيرة دلمون (البحرين)، توجه إلى الشمال والغرب حيث احتل سوبارتو (آشور)، وقاد عدة حملات على بلاد أمورو (سورية ولبنان وجبال الأمانوس)، وقد اجتاز نهر الفرات وسار حتى مدينة توتول (تل البيعة عند مصب البليخ في الفرات)، حيث صلّى إلى الإله داجان الذي أعطاه السلطة على البلاد العليا (شمالي سورية) ماري ويرموتي (ساحل المتوسط) حتى جبال السرو (لبنان أو الأمانوس) وجبال الفضة (طوروس)، واصطدم بمملكة إبلا (تل مرديخ)[ر] جنوب حلب.
وضع الأكّديون أيديهم، نتيجة لفتوحاتهم الواسعة، على طرق التجارة الرئيسة وموارد البلاد المفتوحة، وخاصة الأخشاب والمعادن الثمينة، واتسعت علاقات بلاد الرافدين التجارية لتشمل كل مناطق العالم القديم المعروف في ذلك الوقت، فطبقاً لنص من العصر البابلي القديم، كانت السفن من ملّوخا (وادي السند) وماجان (عمان) ودلمون (البحرين) ترسو في ميناء أكَّد.
حكم شروّكين طبقاً لقائمة الملوك السومريين 56 عاماً، وتوفي وهو طاعن في السن، وكان عليه في نهاية عصره مواجهة الثورة في سومر وإيران وإخمادها، ولكن الامبراطورية ظلت متماسكة في عصر خلفائه حتى سقطت نتيجة الغزو الجوتي نحو عام 2159ق.م.
من أسباب نجاح شروكين في سياسته، تعيينه لأفراد أسرته في المراكز المهمة، فقد أصبحت ابنته إنخدوأنّا كاهنةً لإله القمر نانّا في أور ولإله السماء آنو في أوروك، وهذه الوظيفة هي من المراكز الدينية المهمة في سومر، وتعد إنخدوأنّا أول شخصية معروفة بالاسم نظمت الشعر بالسومرية، لتقديس إلهة الحب إنانّا وآلهة بلاد الرافدين الأخرى. وقد بقيت عادة ملوك بلاد الرافدين تسمية بناتهم كاهنات لإله القمر حتى عصر نابونيد، ومن أسباب نجاح سياسة شروكين أيضاً إقامته لإدارة مركزية قوية، إضافة إلى وجود جيش قوي.
من أهم القطع الفنية من عصر شَرُّوكين نصب النصر، وهو نصب تذكاري عثر على قطع منه في سوسة عاصمة عيلام، وعليه يظهر اسم الملك شروكين وصورته واقفاً على رأس محاربيه مستظلاً بمظلة ويضرب الأسرى داخل الشبكة، وتجري تلك الأحداث أمام الإلهة عشتار المتربعة على عرش.
شروكين الأول
ملك آشوري عاش في العصر الآشوري القديم. ورد اسمه في قوائم أسماء الملوك الآشوريين، ولكن ما هو معروف عن أعماله قليل جداً. شهد عصره ازدهار المستوطنة التجارية الآشورية كانيش (كولتبة) في كبادوكية، وإلى هذه المرحلة تعود النصوص الآشورية التي عثر عليها هناك. فبعض النصوص تحمل ختم شروكين الأول، وهذا يدل على وصول سيطرة الآشوريين[ر] في عصره إلى تلك المناطق وحرصهم على تأمين الطرق التجارية هناك.
عماد سمير
شَرُّوكين Sharrukin (في الأكّدية sarru-kin ويعني «الملك الشرعي»، صرغون/سرجون في العهد القديم)، اسم لملك أكّدي هو شَرُّوكين الأكّدي (2334ـ2279ق.م) ولملكين آشوريين: شَرُّوكين الأول (نحو عام 1850 ق.م)، وشَرُّوكين الثاني[ر.الآشوريون] (721ـ 705 ق.م).
شَرُّوكين الأكّدي
ملك أكّد، ومؤسس الامبراطورية الأكّدية[ر]، التي تعد أقدم وأول مملكة كبيرة عرفها التاريخ، امتدت أطرافها من بلاد الرافدين إلى سورية والأناضول وبلاد عيلام[ر] والأطراف الشمالية للجزيرة العربية، يعود إليه فضل إظهار الشعب الأكّدي أول مرة على مسرح التاريخ، وجَعلِ الأكّدية اللغة السائدة في بلاد الرافدين لنحو 2000 عام تلت عصره، لذلك حيكت عن بطولاته وفتوحاته عدة أساطير على مدى ألفي سنة من تاريخ بلاد الرافدين القديم.
تعود أهم المصادر عن حياة شَرُّوكين الأكّدي وأعماله إلى العصر البابلي القديم، وقد وردت في ألواح مكتوبة، إما باللغة الأكّدية أو ثنائية اللغة أكّدية ـ سومرية. ويعتقد أن شَرُّوكين هو اللقب الذي ناله بعد سيطرته على الحكم، أما اسمه الأصلي فغير معروف. وقد حيكت عن أصله وولادته أسطورة عثر على نسخ منها تعود إلى العصر الآشوري الحديث (750ق.م) والعصر البابلي الحديث (600ق.م) ولكنها مستنسخة من ألواح أقدم، وتروي هذه الأسطورة أن أباه، واسمه لا ـ إيبو، كان مجهول الأصل، وكان عمه يعيش في الجبال، وكانت أمه كاهنة، فعندما ولدته سراً في مدينة ازوبيرانوAzupiranu، وضعته في سلة من القصب وختمت غطاءها بالقار ورمت به في نهر الفرات، فالتقطه البستاني أقي Aqqi الذي أخذه ورباه، وعلمه مهنة البستنة، وأحبته الإلهة عشتار. وتُحدثنا رواية أخرى أنه عمل في خدمة الإله زابابا، إله الحرب في كيش (تل الأحيمر)، ثم أصبح ساقياً لدى أور ـ زاباباUrzababa ملك كيش، وتمكن من اغتصاب السلطة منه ليصبح ملكاً عليها، ويبدأ من هناك أعماله التوسعية.
بعد وصوله إلى حكم كيش بدأ شَرُّوكين يوجه أنظاره إلى بلاد سومر، فكان لابد له أن يواجه لوغال ـ زاغيزي Lugal-zagesi ملك مدينة أوروك (الوركاء اليوم) الذي كان قد وحد دويلات المدن السومرية تحت سيادته منطلقاً من مدينة أومّا. تمكن شَرُّوكين من هزيمته وأسره، وقام بوضعه في قفص، وأعدمه أمام معبد الإله إنليل في مدينة نيبور، وبعد 34 معركة تم له إخضاع مدن أور وأوما ولاغاش وبقية المدن السومرية، ووصل إلى ساحل الخليج العربي حيث غسل سلاحه، واتخذ بعد ذلك عاصمة جديدة لدولته الناشئة وسمّاها أكّد (Akkad)، لتكون مقراً لحكمه، وذلك عام 2330ق.م تقريباً. وأقام هناك قصراً ومعبداً لزابابا إله الحرب، في كيش، ولعشتار التي ساعدته في الوصول إلى حكم البلاد. وقد بقيت هذه المدينة مركزاً للعالم القديم نحو قرن من الزمان، وكانت في ذلك الوقت المدينة الأكثر ثراء وأهمية في العالم. ومن هذه المدينة أخذ الأكّديون والامبراطورية الأكّدية واللغة الأكّدية أسماءهم، ولم يحدد مكانها بدقة إلى اليوم، ويُظن أنها تقع في المنطقة بين كيش، وبابل ومدينة سيبار.
اتخذ شَرُّوكين الألقاب: «ملك أكّد وملك كيش وملك البلاد..» وذلك تمهيداً لبدء حملاته التوسعية على حساب الممالك المجاورة. لا يعرف بدقة تسلسل حروبه وفتوحاته فيُذكر في أحد النصوص أنه بعد أن احتل جزيرة دلمون (البحرين)، توجه إلى الشمال والغرب حيث احتل سوبارتو (آشور)، وقاد عدة حملات على بلاد أمورو (سورية ولبنان وجبال الأمانوس)، وقد اجتاز نهر الفرات وسار حتى مدينة توتول (تل البيعة عند مصب البليخ في الفرات)، حيث صلّى إلى الإله داجان الذي أعطاه السلطة على البلاد العليا (شمالي سورية) ماري ويرموتي (ساحل المتوسط) حتى جبال السرو (لبنان أو الأمانوس) وجبال الفضة (طوروس)، واصطدم بمملكة إبلا (تل مرديخ)[ر] جنوب حلب.
وضع الأكّديون أيديهم، نتيجة لفتوحاتهم الواسعة، على طرق التجارة الرئيسة وموارد البلاد المفتوحة، وخاصة الأخشاب والمعادن الثمينة، واتسعت علاقات بلاد الرافدين التجارية لتشمل كل مناطق العالم القديم المعروف في ذلك الوقت، فطبقاً لنص من العصر البابلي القديم، كانت السفن من ملّوخا (وادي السند) وماجان (عمان) ودلمون (البحرين) ترسو في ميناء أكَّد.
حكم شروّكين طبقاً لقائمة الملوك السومريين 56 عاماً، وتوفي وهو طاعن في السن، وكان عليه في نهاية عصره مواجهة الثورة في سومر وإيران وإخمادها، ولكن الامبراطورية ظلت متماسكة في عصر خلفائه حتى سقطت نتيجة الغزو الجوتي نحو عام 2159ق.م.
من أسباب نجاح شروكين في سياسته، تعيينه لأفراد أسرته في المراكز المهمة، فقد أصبحت ابنته إنخدوأنّا كاهنةً لإله القمر نانّا في أور ولإله السماء آنو في أوروك، وهذه الوظيفة هي من المراكز الدينية المهمة في سومر، وتعد إنخدوأنّا أول شخصية معروفة بالاسم نظمت الشعر بالسومرية، لتقديس إلهة الحب إنانّا وآلهة بلاد الرافدين الأخرى. وقد بقيت عادة ملوك بلاد الرافدين تسمية بناتهم كاهنات لإله القمر حتى عصر نابونيد، ومن أسباب نجاح سياسة شروكين أيضاً إقامته لإدارة مركزية قوية، إضافة إلى وجود جيش قوي.
من أهم القطع الفنية من عصر شَرُّوكين نصب النصر، وهو نصب تذكاري عثر على قطع منه في سوسة عاصمة عيلام، وعليه يظهر اسم الملك شروكين وصورته واقفاً على رأس محاربيه مستظلاً بمظلة ويضرب الأسرى داخل الشبكة، وتجري تلك الأحداث أمام الإلهة عشتار المتربعة على عرش.
شروكين الأول
ملك آشوري عاش في العصر الآشوري القديم. ورد اسمه في قوائم أسماء الملوك الآشوريين، ولكن ما هو معروف عن أعماله قليل جداً. شهد عصره ازدهار المستوطنة التجارية الآشورية كانيش (كولتبة) في كبادوكية، وإلى هذه المرحلة تعود النصوص الآشورية التي عثر عليها هناك. فبعض النصوص تحمل ختم شروكين الأول، وهذا يدل على وصول سيطرة الآشوريين[ر] في عصره إلى تلك المناطق وحرصهم على تأمين الطرق التجارية هناك.
عماد سمير