الشريف التلمساني Al-Sharif al-Tilimsaniباحث من أعلام المالكية،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشريف التلمساني Al-Sharif al-Tilimsaniباحث من أعلام المالكية،

    الشريف التلمساني
    (710 ـ 771هـ/1310 ـ 1370م)

    أبو عبد الله محمد بن أحمد الشهير بالشريف التلمساني. باحث من أعلام المالكية، يعود بنسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب. نشأ بتلمسان مكباً على طلب العلم، وكان خاله عبد الكريم يصطحبه إلى مجالس العلماء.
    تجول الشريف في أنحاء المغرب الإسلامي طالباً للعلم. أخذ عن أبي زيد بن يعقوب، عبد الله المجاصي، التميمي، ابن عبد السلام، السطي، الآبلي وغيرهم. ثم عاد إلى تلمسان.
    كان السلطان أبوسعيد عثمان يحبه، وأوصاه على ولده، وأودع له مالاً عند أحد التلمسانيين. ولما تملك السلطان أبو عنان المريني تلمسان سنة 753هـ/1352م كان الشريف ممن استخلصهم لمجلسه العلمي في فاس. وفي الوقت الذي تبرّم فيه الشريف من الاغتراب، علم السلطان بأمر الوديعة، فانتزعها وسخط عليه واعتقله. وأطلقه بداية سنة 756هـ، وأعاده إلى مجلسه إلى أن توفي أبو عنان نهاية سنة 759هـ. ولما ملك أبو حمو الزياني تلمسان من يد بني مرين، استدعى الشريف، وأصهر له في ابنته، وبنى له المدرسة الشهيرة باسمه سنة 763هـ/1362م, وبقي يدرّس فيها حتى وفاته.
    كان يهتم بطلابه ويحاول زرع الثقة بنفوسهم، ويسميهم بأسمائهم لرفع منزلتهم، وكان يترك الطالب وما تميل إليه نفسه من أنواع العلم. فكثر طلابه ومنهم الشاطبي وابن زمرك وإبراهيم الثغري وأبو عبد الله القيسي وابن خلدون وابن عباد وابن السكاك وإبراهيم المصمودي.
    أجمع أهل التراجم والطبقات على إمامة الشريف للمالكية، وانه آخر الأئمة المجتهدين. وكان حافظاً للغة والشعر والأمثال وأخبار الناس ومذاهبهم وأيام العرب وإشارات الصوفية. فسّر القرآن خمساً وعشرين سنة بحضرة الملوك والعلماء والطلبة، مع إمامته في الحديث وفقهه وأنواع فنونه، وأصول الدين والعلوم العقلية، فملأ المغرب علوماً ومعارف.
    وصفوه بأنه كان كاملاً في علمه وأخلاقه، حليماً، لا يغضب، صادقاً، متواضعاً، منصفاً، عادلاً، كريماً، جميل العشرة، بسّاماً، متوسطاً في أموره، رفيع الملبس بلا تصنع، مشفقاً على الناس ورحيماً بهم، ثقة، حسن اللقاء، محبّباً (أي من يراه أحبّه وإن لم يعرفه).
    قال له ابن عرفة: «غايتك في العلم لا تدرك». وقال ابن عبد السلام: «ما أظن أن في المغرب مثل هذا». وقال الآبلي: «هوأوفر من قرأ عليّ عقلاً وأكثرهم تحصيلاً». وقال السراج: «إنه بلغ رتبة الاجتهاد». وقال ابن خلدون عنه: «الإمام، العالم، فارس المعقول والمنقول، أعلم من في عصره. حتى السلطان أبو عنان قال: «إني لأرى العلم يخرج من منابت شعره».
    انقطع الشريف في مدرسته إلى البحث والتعليم والإرشاد. وحكى ولده أبو محمد عبد الله عنه، أنه بقي ما يزيد على ستة أشهر لم ير فيها أهله وولده اشتغالاً بالدرس والبحث، مع أنه مقيم بينهم.
    له كتاب في القضاء والقدر، وفتاوى ورسائل وأجوبة في مسائل مختلفة. وكتاب «مفتاح الوصول في علم الأصول» وهو من أجود المصنفات في علم أصول الفقه، وهوتطبيق المسائل الفقهية على الأصول والأدلة الكلية، مع ذكر الأدلة على إثبات المسائل، معنياً بأدلة المالكية التي خلت منها أكثر المصنفات. وقد نهج به منهجاً تربوياً حكيماً، وعرض مسائله عرضاً علمياً، حيث يذكر المسألة ثم يقرن بها ما ابتنى عليها من الفروع عند الفقهاء من علماء الأمصار بأسلوب سهل وتحقيق سليم.
    مرض الشريف ثمانية عشر يوماً ثم توفي في تلمسان. وحضر دفنه السلطان أبوحمو الثاني، الذي ولى ابنه مدرسة والده ورتب له جميع مرتباته. وقال الشيخ ابن عرفة عندما سمع بوفاته: «لقد ماتت بموته العلوم العقلية».
    غطاس نعمة


يعمل...
X