موريس شوفالييه Maurice Chevalier ممثل ومغن فرنسي. اسمه الحقيقي، موريس إدوار سان ليون.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موريس شوفالييه Maurice Chevalier ممثل ومغن فرنسي. اسمه الحقيقي، موريس إدوار سان ليون.

    شوفالييه (موريس ـ)
    (1888 ـ 1972)

    موريس شوفالييه Maurice Chevalierممثل ومغن فرنسي. اسمه الحقيقي، موريس إدوار سان ليون. ولد في حي شعبي في شمالي باريس، لأب دهان. عاش مع إخوته طفولة فقيرة، خاصة عندما ترك أبوه ثم أخوه الأكبر منزل العائلة، ولم يكن موريس قد بلغ عشر سنوات من عمره، فاضطر إلى ترك المدرسة كي يعمل، فزاول مهناً عدة، لكن شغفه الأساسي في ذلك الوقت كان السيرك، واستمر بمزاولة الألعاب البهلوانية، إلى أن تعرض لحادث أجبره على تركها والبحث عن وسيلة أخرى لتقديم العروض. في ذلك العصر كانت عروض المغنين الهزليين تلاقي رواجاً، ولهذا قدّم شوفالييه عروضاً هزلية في المقاهي والحانات وفي الصالات الصغيرة التي تستقبل هذا النوع من الفنانين، مع أن قانون العروض كان شديد القساوة، والعقود نادرة، والأجر ضئيلاً.
    وفي عام 1900، عندما بلغ من العمر 12 سنة، بدأ يعرف كيف يمتع الجمهور الذي كان غالباً صعب الإرضاء، وذلك بتقليد (درانيم) النجم الكبير في ذلك الوقت، وبمساعدة وكيل للأعمال الفنية حصل على تجربة أداء أمام الجمهور في ملهى توريل، وعلى الرغم من صعوبة التمرين، غير أن الشاب قام به بنجاح. وتدريجياً انتقل من العروض الصغيرة الشعبية إلى عروض أكثر أناقة، واعتمد البذلة والقبعة اللتين صارتا علامتين مميزتين له. ولتعدد إمكانات شوفالييه، وإصراره على النجاح في المهنة التي اختارها، فقد تعلم رقص الكلاكيت، ومارس لعبة الملاكمة.
    في عام 1905 وفي أثناء مروره في مرسيليا، حصد نجاحاً كبيراً، مما برر عودته المظفرة إلى باريس. وفي عام 1908 بدأ بالتمثيل في بعض الأفلام القصيرة الصامتة. وفي عام 1909 حصل على الدور الأول في عرض في ملهى الفولي برجير الذي يعد المعهد الباريسي الحقيقي لفن المسرح الغنائي، وفي ذلك الوقت صار شوفالييه شريك المغنية المشهورة فريل، ولكن هذه الأخيرة كانت منهكة من الكحول والمخدرات، فانفصلا عام 1911. كان موريس شوفالييه فاتناً يغوي النساء، فقد غدا عشيق واحدة من أكبر نجوم الغناء في سنوات ما قبل الحرب في فرنسا وهي ميستانغيت، عندما كان في الثالثة والعشرين من العمر وهي في السادسة والثلاثين، وهي ذات شخصية مفرطة الحيوية، تملك جميع أسرار المسرح الغنائي الباريسي، وقد علّمت الفنان الشاب الكثير من أسرار المهنة.
    في عام 1913 التحق شوفالييه بخدمة العلم. وفي السنة التالية اندلعت الحرب العالمية الأولى، وقد جرح في الأسابيع الأولى للحرب ووقع أسيراً، وبقي سنتين في معسكر ألتين غرابو في ألمانيا، وثم حرر في عام 1916 بفضل علاقات ميستانغيت العديدة، ليعود بعد ذلك إلى المسرح.
    في عام 1917 صار شوفالييه النجم في صالة جديدة هي كازينو باريس، وكان جمهوره مؤلفاً من الجنود الإنكليز والأمريكيين، وعندما اكتشف الجاز والإيقاعات الأمريكية الزنجية، بدأ شوفالييه التفكير بأمريكا البعيدة.
    استمر في العمل مع ميستانغيت، ولكنه بقي دائماً قابعاً في ظلها، ومن أسباب انفصاله عنها في بداية العشرينيات رغبته في أن يغدو نجماً مستقلاً بذاته، وحده، أمام الجمهور.
    ساعدت الفنانة الأمريكية الشابة إلسي جانيس شوفالييه على الوصول إلى المسارح اللندنية، إذ إنه تعلم الإنكليزية في أثناء أسره، مما أكسبه ميزة مهمة عن باقي الفنانين الفرنسيين، وحتى عن نجمة كبيرة مثل ميستانغيت. وقد نجح، مع أن عروضه كانت باللغة الفرنسية.
    في سنوات ما بعد الحرب، قدم شوفالييه أغاني لاقت شهرة واسعة مثل «في الحياة يجب عدم الاكتراث» عام 1921، و«فالانتين» عام 1924، ومثّل بعض الأفلام، وقدم أوبريت (ديدي). وقد حاول عرض (ديدي) في برودواي بنيويورك في صيف 1922، ولكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك، فعاد إلى باريس خائباً، وفي عام 1924 حاول الانتحار، وفي السنة نفسها تعرف الراقصة إيفون فاليه، التي دعمته في محنته، وتزوجا عام 1927.
    ذهب شوفالييه إلى هوليوود في عام 1928، وقد أعجب الأمريكيون بالممثل والمغني الفرنسي، فحقق النجاح منذ وصوله، ووقع عقداً مع ستوديوهات بارامونت، ومثّل عشرة أفلام بين عامين 1929 و1933، وتميزت تلك المرحلة بعمله مع مخرج الكوميديا إرنست لوبيتش، وفي عام 1929 حققا معاً فيلم «استعراض الحب»، وفي عام 1934 حققا أوبريت «الأرملة الطروب»، الذي يعد من أشهر أفلامه.
    في عام 1935 عاد شوفالييه إلى باريس، وقدم العديد من العروض، وقام بجولات فنية لاقت إقبالاً كبيراً. في 1937 قدم استعراضاً ناجحاً بعنوان «باريس فرحة» في كازينو باريس، وفي عام 1938 «الحب في باريس»، وفي هذه الفترة أيضاً قدم بعضاً من أشهر أغانيه مثل «بروسبير» في 1935، «تفاحتي» في 1936، وغيرها.
    وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتلال الألمان لفرنسا، تابع شوفالييه عمله فقدّم العديد من الحفلات في منطقة «كان» وبعض القرى. وفي عام 1941 عاد شوفالييه إلى باريس ليقدّم استعراضاً جديداً في كازنيو باريس «أهلاً باريس» الذي حقق نجاحاً كبيراً، كذلك قدّم بعض الأغنيات مثل «رائحة باريس جميلة» و«أغنية البناء». وفي عام 1942 عاد إلى كازينو باريس لتقديم عرضه الجديد «من أجلك يا باريس».
    وفي عام 1945 قدم حفلات في باريس المحررة حديثاً، وكانت الصحافة الأنكلوسكسونية متشددة تجاهه، ورفضت لندن إعطاءه تأشيرة دخول لسنوات عدة، بحجة أنه أظهر تعاوناً مع الألمان النازيين، في كانون الثاني 1945عاد إلى باريس.
    في عام 1946 بدأ كتابة مذكراته «طريقي وأغانيّ» التي صارت بعد عدة سنوات عشرة أجزاء، وكان له ميل للكتابة والمراسلات والرسم، وغدا تدريجياً جامع تحف ماهر. وفي عام 1946 مثّل دور رجل مدلل ومرفَّه أصابته الشيخوخة في فيلم «الصمت من ذهب» للمخرج رينيه كلير. وفي عام 1947 عاد إلى الولايات المتحدة، وقدم حفلات عدة. وبعد جولات دامت أكثر من ستة أشهر، عاد إلى فرنسا في أيار 1948.
    في عام 1949 وقّع شوفالييه على نداء ستوكهولم، وهي عريضة موجهة ضد التسلح النووي، فعدَّ شخصاً غير مرغوب به في الولايات المتحدة الأمريكية، وتنقل بعدها بين كندا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وأوربا. لقد ابتدع مبدأ (رجل الاستعراض الواحد)، وأظهر في الستين مرحاً وبشاشة وموهبة في العروض التي قدّمها أمام جمهور من جنسيات وثقافات مختلفة.
    في عام 1954 سُمح لشوفالييه بالدخول إلى الأراضي الأمريكية، فبدأ منذ عام 1955 جولة جديدة لاقت نجاحاً متوسطاً، كما مثل في بعض الأفلام. وفي عام 1957، وهو في أمريكا، علم بوفاة ميستانغيت وتأثر بخبر وفاتها تأثراً كبيراً، ومرَّ بفترة اكتئاب. غير أنه في ذلك العام عمل مع المخرج بيللي وايلدر في فيلم (أريان) الذي كان من بطولة غاري كوبر وأودري هيبورن، وحقق نجاحاً كبيراً، وكان نقلة كبيرة في حياته المهنية التي عرفت انطلاقة ثانية. والفيلم الذي أوصله إلى قمة المجد والشهرة العالمية هو الفيلم الاستعراضي الغنائي (جيجي) للمخرج فينسنت مانيللي عام 1957. وفي حفل الأوسكار[ر] عام 1958 حصل الفيلم على تسع جوائز؛ واحدة منها لموريس شوفالييه لإسهاماته في أكثر من نصف قرن في عالم الاستعراض.
    كان شوفالييه مدعواً باستمرار سواء في أوربا أو في أمريكا إلى حفلات العروض الأولى للأعمال الفنية، أو إلى المناسبات المهمة التي كانت تحضرها الشخصيات المميزة وأحياناً رؤساء الدول.
    صور شوفالييه بين عامي 1960 و1963 ثمانية أفلام، وفي عام 1965 أنجز عرضاً جديداً (شوفالييه في الـ 77)، وقدّمه للجمهور الأمريكي، وقدّم بعض الحفلات في بلدان أخرى مثل: جنوب إفريقيا في عام 1967، وفي نهاية عام 1967 بدأ (جولة الثمانين عاماً) في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة وكندا وأوربا.
    وفي الأول من تشرين الأول من عام 1968 صعد شوفالييه على خشبة مسرح الشانزيليزيه لتقديم وداعه الرسمي، على الرغم مما يعانيه من تعب، غير أن دعم الجمهور له ساعده على تقديم حفلات غنائية مدة ثلاثة أسابيع كانت مؤثرة ولا تنسى. وفي 21 تشرين الأول غادر المسرح نهائياً.
    في عام 1970 قبل بغناء أغنية الشارة في فيلم الكرتون الشهير لوالت ديزني «القطط الارستقراطية» كما صدر له الجزء الأخير الضخم من سيرته الذاتية «الطفل ذو الشعر الأبيض». بعد فترة قام برحلة أخيرة إلى أمريكا، وفي الخريف اعتكف نهائياً في منزله مع صديقته الأخيرة أوديت ميزلييه حتى وفاته.
    كان شوفالييه أكبر سفير للثقافة الفرنسية عبر العالم، فهو بفضل إرادته الواسعة وحبه للاستعراض والغناء وصل إلى قمة الشهرة، وإن تفرد أسلوبه وصوته المميز جعلا منه إرثاً ثقافياً كبيراً ومهماً.
    محمود عبد الواحد

يعمل...
X