الفن .... رُؤى تقليديَّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفن .... رُؤى تقليديَّة


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	IMG_٢٠٢٣٠٧١٥_٠٩٠٢٣٢.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	60.3 كيلوبايت 
الهوية:	134082
    سارة عمري
    نستطيع القول عن الإنسان إنَّه حيوانٌ فنَّان: يَرسِم ويَعزِف أو يَكتُب من غير أن يكتفي بلغته المنطوقة أو واقعه المُضْجر وحده، فهو ذاتٌ تُفكِّر وتشعر وتخلق عالَمًا ثانٍ يقوم على الأوَّل، لكنَّه أكثر فرادة وميتافيزيقيَّة. حيث يمثِّل الفنّ هذا العالَم فهو الموجود الذي نصنعه ويصنعنا والعاجزون عن تعريفه أحيانًا لأنَّه كلّ شيءٍ من دون أن يكون شيئًا.
    ما الفن إذن؟ لماذا نفعلُ الفَنّ؟ هذا إذا اتفقنا أنَّ الفَنّ فعلٌ وانفعالٌ، وأنَّ الإنسان “ذات فاعلة” كما قال فرانسيس بيكون، بغضِّ النظر عن أنَّ الفَنّ صورةٌ كبرى لوجودٍ ما. فما مدى ارتباطه بالواقع؟ وما مدى ارتباطه بالخيال؟ ما هو غرضه؟ ومتى نقول عن فَنٍّ ما أنَّه جميلٌ؟
    يجعلنا الأمر نتساءل أيضًا عن ما إذا كان الفَنّ غاية أم وسيلة؟ من دون استيعاب حقيقة الجواب. فالفن مثل “الزمن“الذي قال عنه أوغسطين أنَّه يعرفه، فإذا سُئِل عنه صار لا يعرفه!.
    يقول الناقد روجر فراي: “يصبح الفَنّ الحقيقيّ أكثر احتجابًا وابتعادًا عن الفهم، وإمعانًا في النزعات الخفية كأنَّه نِحْلَة من النِّحل الدينيَّة ذات الأسرار العويصة تذهب في الهرطقة بعيدًا، أو -كأنَّه- العِلم في القرون الوسطى وهو لا يخاطب إلا أفرادًا معدودين”
    ويشاء البعض أن يقوم بعقلنته ضمن مبادئه الفَلْسَفيَّة والدينيَّة وتقويمه لصناعة ما هو خير وجميل معًا فلا يقبل بالمتعة واللَّذَّة فحسب، ولا بالأسرار المُبْهمَة، إنَّما البساطة والوضوح والانسجام حتى تتمظهر النُظُم الأخلاقيَّة والمعرفيَّة داخله ولدى متلقّيه، ففي النهاية هناك محاولات مختلفة تحاول تطويعه بما يتوافق مع تقاليدها.
    استخدامها في القرابين والتضحيات”
    إنَّ للفَنّ قِيَم أخلاقيَّة وموضوعيَّة في جوهرها وليست انطباعيَّة، وهذا ما يعتقده أشخاص مثل كونفوشيوس وبعض من النُّخَب والعامة حُمَاة الأخْلاَق، وكما يقول أستاذ الأدب و. ب. ستانفورد :
    “إنَّ الأخلاقيين يبحثون عن الفضيلة، أما الشُّعراء والفَنَّانِين فهم يبحثون عن الجَمَال”
    إنَّ الجَمَال حسبهم مرتبط بالخير، كما أنَّه متصِّلٌ بالكمال بطريقةٍ تجعلنا نَضيع داخل تلك الدهاليز الثقافيَّة الثلاث، فلا يستطيع الفَنّ الدخول إلى واحدة منها من غير الاثنتين لكثرة ما هي مُتداخِلة ومُتشابِكَة.
يعمل...
X