قد أكون واحدا من الناس الذين منحوا فرصا غير نادرة للوقوف والتحدث على منابر الخطابة، والكتابة متحدثا عن شهادتي في الحياة، اكانت بوسائطها الافتراضية او الواقعية عبر منابر النشر والتأليف المحكمة.
لقد اتيح لي مساحة الحرية، قد لا تتح للآخرين ومنهم من كان اكثر قيمة وشأنا وفكرا وابداعا، مني انا شخصيا، يرزحون الى الآن تحت وطأة الخوف والمعتقلات الكبيرة والصغيرة الممتدة من المحيط الى الجحيم.
وقد أكون واحدا من قلة اخترقوا فيها مستنقعات الاستبداد والاسلاك الشائكة، والمحرمات، بسقف حرية أعلى من البعض، دون خوف من احكام الاستبداد بوجهيه الظلامي السياسي والديني، فلا احسب حسابا للشرطي الذي تم حشره عنوة ليسكن في رأسي، ان تجرأت على تمزيق صورة سيده ولا لسيف السلفي الذي يخيفني يقطع اصابعي، ان تجرأت على نتف لحية مولاه، وكشف الجهة الاستخباراتية التي مولته وسرحت له لحيته، ولفت العمامة على رأسه.
كنت دائما لأحتفي بانجازات الاصدقاء وكأنها انجازاتي التي تمثلني وليس بعيد ميلادي، كما لايعنيني الاحتفاء باعياد ميلاد الآخرين، واشعر بالانتماء الأكبر لكل من كتب قصيدة شعر او صور لوحة او انجز كتابا او كتب مقالا، أنار فيه عقلا، او فتح من خلاله نافذة على شعاع ضوء الشمس او القمر .. او حتى خيوط ضوء النجوم البعيدة التي كانت عدستي تشق الظلمة سعيا لالتقاط ضوئها الخافت منذ أزمان بعيدة.
تحية لكل الاصدقاء الكرماء وودت ان اقول انني كنت سعيدا بصحبتكم ومحظوظا برفقتكم وهي مستمدة منكم ومستمرة للدفاع عن الحرية والكرامة الانسانية، بلا شعارات فارغة، او اوهام متكررة .. واعلم ان قلمي شديد الوطأة والقسوة .. ولكن ما نحياه وما سبق ان عشناه كان أقسى وأشد هولا ..من مداد العالم وكلماته..