القشلة حديقة صغيرة وسط العاصمة دمشق، لا تتجاوز مساحتها 800 م2، تقعُ على بُعد مئات الأمتار من قوس باب شرقي، عند زاوية التقاء شارع باب توما مع الشارع المستقيم الحجري. تضم عدداً قليلاً من المقاعد وبعض الأعمدة الأثرية الرومانية.
تعود تسمية القشلة إلى الحقبة العثمانية، وتعني الثكنة التي كان يجتمع فيها الجنود الأتراك، وفيما بعد استخدمها الجنود الفرنسيين للغرَض ذاته، وتم ترميمها بين عامي 2008-2009 .
بين عامي 2008 و2010، كانت حديقة القشلة مركزاً لفعاليات ثقافية وحفلات موسيقى على الطريق؛ المشروع الذي بدأه مجموعة من الفنانين السوريين عام 2008. وفي الملجأ القديم تحت الحديقة افتُتح غاليري رِواق القشلة، لكن محافظة دمشق أغلقتهُ مجدداً.
في عام 2015 أصبح اسمها الرسمي حديقة النصب التذكاري لشهداء مذابح الإبادة العثمانية بحق السريان الذي دُشّن فيها، وعلى خرائط غوغل تُسمى بحديقة الفطر (الماشروم)، لكن بالنسبة لمحبي وروّاد الحديقة وأهالي المنطقة فإن اسمها لم يتغير؛ حديقة القشلة.
مع بدايات الثورة والتضييق الأمني، توقّفت أغلب الفعاليات الثقافية في الحديقة ومحيطها، لكنها احتفظت بأهميتها كمساحة عامة ومُتنفَّس لأهالي المنطقة وفئة من الشباب يقصدونها للّقاء والتجمُّع، خاصةً في ظل ارتفاع الأسعار في بارات ومطاعم منطقة باب توما وباب شرقي، كما لعب حاجز التفتيش العسكري الذي نُصب بالقرب من الحديقة دوراً أيضاً في تخفيف تجمعات الناس فيها، فلم تعُد مكاناً حيوياً ومرغوباً بالنسبة إلى الكثيرين.
قبل ثلاث سنوات، ضاقت أعينُ لجنة الحي على هذه المساحة العامة الضيّقة أصلاً، فدجّجت السور الرُخامي للحديقة بأحواض بازلتية، بحجّة منع التجمعات «المشبوهة» والحفاظ على صورة المدينة الحضارية، غير آبهين بحفظ حقّ الناس في امتلاك المساحات العامة في مدينتهم.