الشرتوني (سعيد بن عبد الله-)Al-Shartouni (Said ibn Abdullah

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشرتوني (سعيد بن عبد الله-)Al-Shartouni (Said ibn Abdullah

    الشرتوني (سعيد بن عبد ـ)
    (1266 ـ 1331هـ/1849 ـ 1912م)

    سعيد بن عبد الله بن ميخائيل الخوري شاهين الرامي، من الأدباء والخطباء المشهورين، استوطنت أسرته في قرية رام ميفوق، ثم رحلت إلى قرية شرتون من قضاء الشوف في لبنان، وإليها نسب، وهو شقيق رشيد الخوري الشرتوني.
    ولد في شرتون، ونشأ أمياً، ولما بلغ الثالثة عشرة من عمره شاء القدر أن يغادر قريته ويتوجه إلى قرية اسمها عبية، فدخل مدرستها عام 1862م، وتلقى فيها العلم عامين، ثم رحل إلى مدرسة سوق الغرب التي أنشأها إلياس الصليبي، وتلقى فيها الجغرافيا والحساب وقليلاً من العربية والإنكليزية، ثم عين مدرساً في مدرسة عين تراز للروم الكاثوليك، ومكث يدرِّس فيها خمس سنوات، ثم انتقل إلى دمشق وتولَّى فيها التدريس إلى عام 1875م، ثم انتقل إلى كلية الآباء اليسوعيين وبقي يدرس فيها وفي مدرسة الناصرة للراهبات ثم في المدرسة البطريركية ومدرسة الحكمة خمسة عشر عاماً، وعلى الرغم من أنه قضى أعواماً طويلة في التدريس فإنه لم يفلح فيه ولم يبلغ الغاية المطلوبة منه، لأنه كان يؤثر الاستطراد والتعمق في المسائل العلمية التي تُعَدُّ فوق مستوى الطلاب، على حين أنه برع في الكتابة والتأليف.
    كان الشرتوني ذكياً مجتهداً أمضى معظم وقته في المطالعة، وقد اكتسب بالقراءة والمطالعة أضعاف ما تلقَّاه من المدرسة، برع في الإنشاء والتأليف وتضلع من العربية وغدا واحداً من المنشئين المشهورين في لبنان، وسلك في الإنشاء سبيلين إحداهما سهلة المنال قريبة المأخذ واضحة المنهج رقيقة الألفاظ، وثانيهما صعبة خشنة لا يقف القارئ على المقصود منها إلا بعد لأي، وأجاد في ترسُّله، ونظم الشعر كلما دعته الحال إليه، ومن شعره قصيدة رثى بها أحمد فارس الشدياق قال فيها:
    إن المنية أنشبت بالكاتب
    أظفارها فغدا صريع معاطب
    قد كان يلعب بالعقول بيانه
    لعب المدامة بالنزيف الشارب
    وعني بالبحث في مظان اللغة العربية وأمهات مصادرها، وأسند إليه تصحيح مطبوعات اليسوعيين مدة اثنين وعشرين عاماً.
    وكان بليغاً في كتاباته، واشتهر بقوة ذاكرته وكثرة محفوظاته، وآثر السهولة والوضوح في مؤلفاته ونأى عن الغموض والإبهام وترك كتباً أهمها: «أقرب الموارد في فُصَح العربية والشوارد»، مطبوع في مكتبة لبنان. «السهم الصائب في تخطئة غنية الطالب»، وهو مطبوع في بيروت عام 1874م، وهذا الكتاب خصصه الشرتوني لنقد كتاب «غنية الطالب ومنية الراغب» الذي ألفه أحمد فارس الشدياق. «الشهاب الثاقب في صناعة الكاتب»، مطبعة اليسوعيين 1884م، ويشتمل هذا الكتاب على رسائل في موضوعات مختلفة. «مطالع الأضواء في مناهج الكتاب والشعراء»، طبع في بيروت 1908م، وهو كتاب وضعه الشرتوني لتعليم الإنشاء. «المعين في صناعة الإنشاء»، طبع في بيروت. «نجدة اليراع»، وهو معجم مرتب على أبواب المعاني، طبع في بعبدا 1905.
    واشتغل بالتحقيق، ومن الكتب التي حققها كتاب «النوادر في اللغة» لأبي زيد الأنصاري.
    وأهم مؤلفاته هو كتابه «أقرب الموارد في فُصح العربية والشوارد» وهو من أسهل المعجمات من حيث تناول مادته العلمية، جمع فيه الكلمات التي استخرجها من أمهات العربية بعد ما ظُنَّ أنها ليست من العربية وأغفلتها المعاجم، وجعل أمام كل كلمة استخرجها حرف (س) إشارة إلى سعيد. وقد قسم هذا الكتاب إلى قسمين، الأول في مفردات اللغة الصرفة، والثاني في المصطلحات العلمية والكلم المولد والأعلام.
    وجعل لكل حرف هجائي باباً، فبدأ بباب الهمز وثنَّى بباء الباء ثم باب التاء وهكذا.، وراعى في كل باب الترتيب الهجائي، ففي باب الباء مثلاً بدأ بالكلمات التي تبدأ بالباء ويليها الألف ثم جاء بالكلمات التي تبدأ بالباء ويليها الباء ثم بالكلمات التي تبدأ بالباء ويليها التاء وهكذا..
    وابتغى بهذا الكتاب أن يتحدَّى قاموس «محيط المحيط» للبستاني، لكنه لم يزد على ما جاء فيه، ولم يصحح ما وقع فيه من أخطاء فكان مقلداً لا ناقداً مصحِّحاً.
    وجعل لكتابه «أقرب الموارد» ذيلاً وقسمه ثلاثة أقسام، الأول: ذكر فيه ما كان تركه أو سها عنه في «أقرب الموارد»، والثاني: ذكر فيه ما استدركه على معجمي اللسان والتاج، والثالث: أشار فيه إلى ما وقع في كتابه من خطأ وسهو.
    إبراهيم عبد الله

يعمل...
X