ابن الأجدابي
اجدابي
Ibn Al-Ajdabi - Ibn Al-Ajdabi
الأجدابي (ابن -)
(000- بعد سنة 456هـ)
أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله اللواتي الأجدابي الطرابلسي فقيه متكلم لغوي أديب مصنف. شارك في جمهرة علوم عصره، إلا أن الغالب عليه في تصانيفه اللغة. وأكثر التجاني في «رحلته» من وصفه بالفقه.
ينتسب إلى لواتة، وهي قبيلة من أكبر قبائل البربر، وأجدابية بلد أسلافه لا بلده هو. وهي بلدة بين برقة وطرابلس الغرب. وقد كانت في عصر ابن الأجدابي مدينة كبيرة، وفيها حمامات وفنادق كثيرة، وأسواقها حافلة مقصودة، وأهلها ذوو يسار. ثم تضاءلت مكانتها بعد ذلك، وأجدابية اليوم في ليبية، على مقربة من ساحل خليج سرت، إلى الجنوب الشرقي منه. نشأ ابن الأجدابي في طرابلس الغرب، وفيها حصل علومه، وعاش دهره كله وفيها توفي.
لا يعرف له فيما تميز به من علوم أساتذة معرفون، على ما كان معهوداً في تلك العصور، إلا أنه أقبل على من كان يجتاز بطرابلس من العلماء فأخذ عنهم: من المشارقة المتوجهين إلى الغرب، أو من المغاربة المتوجهين إلى الشرق. وللتجاني في «الرحلة» نص طريف للغاية، يصور ما كان من أمر ابن الأجدابي في ذلك ويدل على مبلغ جده في تحصيل العلم، قال: «ولم تكن له «أي لابن الأجدابي» رحلة عن طرابلس إلى غيرها؛ وقد سئل: أنَّى لك هذا العلم ولم ترتحل؟ فقال اكتسبته من بابي هوارة وزناتة، وهما بابان من أبواب البلد نسبا إلى من نزل بهما في أول الزمان. يشير إلى أنه إنما استفاد ما استفاده من العلم بلقاء من يفد على طرابلس، فيدخل من هذين البابين من المشرقين والمغربين».
ويبدو أن ابن الأجدابي كان من ذوي اليسار، لأن التجاني قال بعقب ذلك: «وكان له اعتناء بلقاء الوفود والقيام بضيافتهم» .
ومن دلائل يساره الذي يتيح لمثله أن يفرغ لنفسه، وهو أيضاً من دلائل حرصه على تحصيل العلم، عنايته بنسخ بعض تصانيف الأئمة بخطه، وكان من أحسن الناس خطاً. ذكر التجاني أن الأمير أبا زكريا الحفصي [ر] - وكان شديد البحث عن خط ابن الأجدابي - سمع أن بطرابلس كتابين بخطه: كتاب «الفصيح» لثعلب، وكتاب «أمثلة الغريب المصنف» لأبي الحسن الهنائي، المعروف بكراع النمل، فأرسل في طلبهما.
توفي ابن الأجدابي في طرابلس، وقبره خارج المدينة إلى الشمال الشرقي منها - بحسب وصف التجاني - قبر معظم، يكثر الناس من زيارته والدعاء عنده. وكانت داره في وسط المدينة لا تزال قائمة إلى السنة التي كتب فيها التجاني «رحلته» (707هـ)، وكان خطه على بعض جدرانها لايزال باقياً. ولا تعرف سنة وفاته، إلا أن هناك من القرائن ما يجعل الباحث يطمئن إلى أنها في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري: بعد سنة 456هـ، بل ربما بعد سنة 463هـ.
أشهر مؤلفات ابن الأجدابي كتابه المختصر في اللغة: «كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ»، انتفع به الناس دهراً طويلاً، وذاع صيته حتى كاد ابن الأجدابي ألا يُعرف إلاّ به وكتابه «الأزمنة والأنواء». ولا يعرف من آثار ابن الأجدابي إلى هذه الغاية غير هذين الكتابين، وكلاهما مطبوع.
وذكر له التجاني كتابين في العروض، أحدهما مختصر والآخر مطول، وكتاباً في الأنساب، اختصر فيه كتاب الزبير بن بكار «نسب قريش» وزاد فيه زيادات، وكتاباً في الرد على ابن مكي الصقلي في كتابه «تثقيف اللسان» وكتاباً في شرح ما آخره ياء مشدودة من الأسماء، وبيان اعتلال هذه الياء، ورسالة في الحُول، وكان ابن الأجدابي أحول؛ وكان سبب تأليفها أنه حضر يوماً بطرابلس عند القاضي بها أبي محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن هانش، فحكم القاضي بحكم أخطأ فيه، فرد عليه ابن الأجدابي، فقال له: «اسكت يا أحول، فما استُدعيت ولا استُفتيت»، فألف تلك الرسالة.
وذكر له ابن عبد المنعم في «الروض» كتاباً سماه «شحذ القريحة» ولم يذكر مضمونه؛ إلا أن عنوانه ربما دل على أنه في الأدب.
عز الدين البدوي النجار
اجدابي
Ibn Al-Ajdabi - Ibn Al-Ajdabi
الأجدابي (ابن -)
(000- بعد سنة 456هـ)
أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله اللواتي الأجدابي الطرابلسي فقيه متكلم لغوي أديب مصنف. شارك في جمهرة علوم عصره، إلا أن الغالب عليه في تصانيفه اللغة. وأكثر التجاني في «رحلته» من وصفه بالفقه.
ينتسب إلى لواتة، وهي قبيلة من أكبر قبائل البربر، وأجدابية بلد أسلافه لا بلده هو. وهي بلدة بين برقة وطرابلس الغرب. وقد كانت في عصر ابن الأجدابي مدينة كبيرة، وفيها حمامات وفنادق كثيرة، وأسواقها حافلة مقصودة، وأهلها ذوو يسار. ثم تضاءلت مكانتها بعد ذلك، وأجدابية اليوم في ليبية، على مقربة من ساحل خليج سرت، إلى الجنوب الشرقي منه. نشأ ابن الأجدابي في طرابلس الغرب، وفيها حصل علومه، وعاش دهره كله وفيها توفي.
لا يعرف له فيما تميز به من علوم أساتذة معرفون، على ما كان معهوداً في تلك العصور، إلا أنه أقبل على من كان يجتاز بطرابلس من العلماء فأخذ عنهم: من المشارقة المتوجهين إلى الغرب، أو من المغاربة المتوجهين إلى الشرق. وللتجاني في «الرحلة» نص طريف للغاية، يصور ما كان من أمر ابن الأجدابي في ذلك ويدل على مبلغ جده في تحصيل العلم، قال: «ولم تكن له «أي لابن الأجدابي» رحلة عن طرابلس إلى غيرها؛ وقد سئل: أنَّى لك هذا العلم ولم ترتحل؟ فقال اكتسبته من بابي هوارة وزناتة، وهما بابان من أبواب البلد نسبا إلى من نزل بهما في أول الزمان. يشير إلى أنه إنما استفاد ما استفاده من العلم بلقاء من يفد على طرابلس، فيدخل من هذين البابين من المشرقين والمغربين».
ويبدو أن ابن الأجدابي كان من ذوي اليسار، لأن التجاني قال بعقب ذلك: «وكان له اعتناء بلقاء الوفود والقيام بضيافتهم» .
ومن دلائل يساره الذي يتيح لمثله أن يفرغ لنفسه، وهو أيضاً من دلائل حرصه على تحصيل العلم، عنايته بنسخ بعض تصانيف الأئمة بخطه، وكان من أحسن الناس خطاً. ذكر التجاني أن الأمير أبا زكريا الحفصي [ر] - وكان شديد البحث عن خط ابن الأجدابي - سمع أن بطرابلس كتابين بخطه: كتاب «الفصيح» لثعلب، وكتاب «أمثلة الغريب المصنف» لأبي الحسن الهنائي، المعروف بكراع النمل، فأرسل في طلبهما.
توفي ابن الأجدابي في طرابلس، وقبره خارج المدينة إلى الشمال الشرقي منها - بحسب وصف التجاني - قبر معظم، يكثر الناس من زيارته والدعاء عنده. وكانت داره في وسط المدينة لا تزال قائمة إلى السنة التي كتب فيها التجاني «رحلته» (707هـ)، وكان خطه على بعض جدرانها لايزال باقياً. ولا تعرف سنة وفاته، إلا أن هناك من القرائن ما يجعل الباحث يطمئن إلى أنها في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري: بعد سنة 456هـ، بل ربما بعد سنة 463هـ.
أشهر مؤلفات ابن الأجدابي كتابه المختصر في اللغة: «كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ»، انتفع به الناس دهراً طويلاً، وذاع صيته حتى كاد ابن الأجدابي ألا يُعرف إلاّ به وكتابه «الأزمنة والأنواء». ولا يعرف من آثار ابن الأجدابي إلى هذه الغاية غير هذين الكتابين، وكلاهما مطبوع.
وذكر له التجاني كتابين في العروض، أحدهما مختصر والآخر مطول، وكتاباً في الأنساب، اختصر فيه كتاب الزبير بن بكار «نسب قريش» وزاد فيه زيادات، وكتاباً في الرد على ابن مكي الصقلي في كتابه «تثقيف اللسان» وكتاباً في شرح ما آخره ياء مشدودة من الأسماء، وبيان اعتلال هذه الياء، ورسالة في الحُول، وكان ابن الأجدابي أحول؛ وكان سبب تأليفها أنه حضر يوماً بطرابلس عند القاضي بها أبي محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن هانش، فحكم القاضي بحكم أخطأ فيه، فرد عليه ابن الأجدابي، فقال له: «اسكت يا أحول، فما استُدعيت ولا استُفتيت»، فألف تلك الرسالة.
وذكر له ابن عبد المنعم في «الروض» كتاباً سماه «شحذ القريحة» ولم يذكر مضمونه؛ إلا أن عنوانه ربما دل على أنه في الأدب.
عز الدين البدوي النجار