شكري (عبد الرحمن-)(Shukri (Abd al-Rahman شاعر وأديب وناقد مصري من أصل مغربي،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شكري (عبد الرحمن-)(Shukri (Abd al-Rahman شاعر وأديب وناقد مصري من أصل مغربي،

    شكري (عبد الرحمن ـ)
    (1304ـ 1378هـ/1886ـ 1958م)
    عبد الرحمن بن محمد شكري عيّاد، شاعر وأديب وناقد مصري من أصل مغربي، وهو واحد من ثلاثة يشكّلون جماعة الديوان (العقاد ـ المازني ـ شكري)، كان والده (محمد شكري عياد) من رجال الثورة العرابية، وسجن معهم، وهو ضابط وأديب، فشجّع ابنه على الكتابة، وقد ولد عبد الرحمن في بور سعيد، ودرس بها وبالإسكندرية، ثمّ التحق بمدرسة المعلّمين العالية في القاهرة، وتخّرج فيها سنة 1909م، ثمّ ذهب في بعثة إلى إنكلترا، فدرس في جامعة شفيلد، وعاد منها سنة 1912، فـزاول التدريـس في الإسكندرية منذ سنة 1912، ثمّ عُيّن مفتّشاًفـي التعليم (1935ـ 1938), ولكنّه وجد أنّ كثيراً من الحيف قد لحق به، سواء أكان ذلك على صعيد التعليم أم على صعيد الشعر، فاعتزل الناس سنة 1939، وأحيل إلى التقاعد سنة 1944، ثمّ أصيب بشلل في جانبه الأيمن، وتوفي بدارته في الإسكندرية.
    وقد شكّل ثقافَةَ شكري رافدان: عربي، وهو الشعر العربي القديم الذي أحبّه، وأوروبي، وبخاصة الشعر والنقد الرومانسيّان، فكان من دعاة التجديد في الأدب، مع محافظة على صحة الأسلوب وقوة التعبير.
    ولعبد الرحمن شكري ديوان مؤلف من ثمانية أجزاء حقّقه وجمعه نقولا يوسف ونشره عام 1960، وهو مجموعة أعماله التي كان قد نشرها بالتتابع، فالجزء الأول «ضوء الفجر» نشر في عام 1909، ونشر الجزء الثاني «لآلئ الأفكار» في عام 1913، والثالث «أناشيد الصبا» في عام 1915، ونشر الجزء الرابع «زهر الربيع» والجزء الخامس «الخطرات» في عام 1916، ونشر الجزء السادس «الأفنان» في عام 1918 والسابع «أزهار الخريف» في عام 1919. أما الجزء الثامن فهو مجموعة من القصائد كانت منشورة في عدد من الدوريات والصحف جمعها نقولا يوسف في الديوان المذكور.
    ولعبد الرحمن خمسة كتب نثرية هي: الاعترافات (1916) والثمرات (1916) والصحائف (1918) وقصة نفسية (سيكولوجية) بعنوان «الحلاق والمجنون» وكتاب «نظرات في النفس والحياة»، وهو مجموعة من المقالات كان قد نشرها في مجلات المقتطف والهلال والرسالة والثقافة.
    والشعر عند شكري تعبير عن النفس والطبيعة وأسرارهما، وهو نافذة على العالم، وقد طرق هذا الشاعر موضوعات جديدة على شعرنا العربي، كاهتمامه بوصف الطبيعة والمرأة وقضاياها الاجتماعية، ومحاولاته الكشف عن المجهول، والنظر في القوانين التي تحكم الكون والحياة والمصير الإنساني، وقضية الحياة والموت، وهو صاحب مدرسة الوجدان في الشعر العربي، فقصائده ذاتية وجدانية نزع فيها نزعة رومانسية خالصة منذ ديوانه الأول الذي أثبت على غلافه البيت الشهير الذي صار شعاراً لمدرسة «الديوان»، وهو:
    ألا يا طائرَ الفردو
    سِ إنَّ الشّعرَ وجدانُ
    ومن العلامات الدالة على شعره الرومانسي، أن الشعر عنده إحساس خالص فيقول:
    وإنّما الشعرُ إحساسٌ بما خفََقت
    له القلوبُ كأقدارٍ وحِدْثان
    متى يتاح لهم شادٍ بما رقصتْ
    له القلوبُ وتحنانٌ كتحناني؟
    ومن جميل شعره الغزلي الدال على رومانسيتة تعبده للحسن والجمال في قصيدته «ملك القلوب» ومنها قوله:
    حجبوكَ عن طَرفي وأنت سَميرُهُ
    ونَفَوْكَ عن قلبي وأنتَ أميرُهُ
    فوحقَِّ حُسْنِكَ وهو خـيرُ أِليَةٍ
    الحُسنُ فيكَ غَريبُه وغريرُه
    أوما أويَتَ لعاشقٍ متعبدٍ
    بجليلِ حُسْنكَ دينُه وضميره
    ومن علاقات شعره الرومانسي أيضاً تقديسه للألم والدموع وتقديم ذلك على العقل:
    أقسى الأنامِ من استبدّ به الحِجَا
    فسها عن العَبَرات والآلام
    وقد قرّظ العقاد الجزء الثاني من ديوان شكري، ورأى فيه «نظرة المتدّبر، وسجدة العابد، ولمحة العاشق، وزفرة المتوجّع، وصيحة الغاضب، ودمعة الحزين»، وللدكتور شوقي ضيف رأي صائب في شعر شكري حين قال: «كان شعر شكري شعراً جديداً، بل كان حَدَثاً جديداً في شعرنا المصري الحديث، إلاَّ أنّ الجمهور لم يقبل عليه لسببين: أما أولهما فيرجع إلى أنّه لم يكن قد بلغ من النضج العقلي ما يمكنه تذوّق هذا اللون الجديد من الشعر، وأما ثانيهما فيرجع إلى شكري نفسه، لأنّه لم يستطع أن يوازن بين جديده وبين الصياغة القديمة كما وازن شعراء النهضة».
    كان شكري ناقداً مجيداً في مقدمات بعض دواوينه، ففي ديوانه الثالث «أناشيد الصبا» مقدمة بعنوان: «العاطفة في الشعر» يتحدث فيها عن أهمية العاطفة في الشعر، ويذهب إلى أنّ الشعر من دون عاطفة لا يستحقّ هذه التسمية، بل إنّ الشعر لا بدّ من أن يكون ذا عاطفة، ويصدّر ديوانه الرابع «زهر الربيع» بمقدمة بعنوان «في الشعر» يوضّح فيها وظيفة الشاعر، فهو رسول الطبيعة الخلاّبة إلى البشرية، ويرى أن الشعر هو كلمات العواطف والخيال والذوق السليم، ويعلن شكري في هذه المقدمة رفضه لشعر المناسبات. أما الجزء الخامس «الخطرات» فقد استهلّه بمقدمة طويلة بعنوان «في الشعر ومذاهبه» تحدّث فيها عن الصدق الفنّيّ، والفرق بين التخيّل والتوّهم، وأهمية الوحدة العضوية في القصيدة، كما تحدّث فيها عن لغة الشعر وضرورة الثقافة للشاعر والأديب، وكشف النقاب فيها عن سرقات المازني من الشعراء الغربيين، فكان ذلك بداية لحرب ضروس بين الشاعرين الصديقين.
    وعبد الرحمن شكري هو الذي فتح أبواب التجديد على مصراعيه إزاء زميليه في جماعة الديوان شعريّاً ونقديّاًً، فمجموعته الشعرية التي حملت شعار شعر الوجدان الذي كان علامة على غلاف ديوانه الأول (1909)، تبنّته جماعة الديوان شعاراً أساسيّاً في مبادئها. أما آراؤه النقدية الجديدة التي جاءت في مقدمات دواوينه الطويلة، فهي الآراء التي تبنّتها أيضاً هذه الجماعة، فقد سبق شكري زميله العقاد في المناداة بضرورة أن تشكّل القصيدة وحدة عضوية، وذلك في الجزء الخامس من ديوانه (1916)، وهذه النظرية النقدية هي التي دلف منها العقاد في هجومه على شوقي في «الديوان» 1921.
    خليل موسى

يعمل...
X