شرحبيل بن حسنة Sharhabil ibn Hasanah

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرحبيل بن حسنة Sharhabil ibn Hasanah

    شرحْبيل بن حَسَنةْ
    (50ق.هـ ـ 18هـ/574 ـ 639م)

    شُرَحْبيل بن حَسَنةْ بن عبد الله بن المطاع بن عمرو بن كندة حليف بني زُهرة، ويكنى أبا عبد الله، صحابي من القادة. غلب عليه اسم أمه حسنة، لأن والده مات وهو صغير فبقي في حجرها حتى بعد زواجها. وشُرَحْبيل من أهل اليمن.
    وما إن بُعث الرسول العربي الكريم محمدr، حتى سارع شُرَحْبيل إلى الدخول في دين الإسلام مع أمه حَسَنةْ وزوجها سفيان بن معمر بن حبيب الجمحي وأبنائه.
    وكان شُرَحْبيل بن حَسَنةْ ضمن أسرة سفيان التي هاجرت إلى الحبشة الهجرة الثانية، أقاموا بالحبشة حتى هاجر النبيr إلى المدينة المنورة.
    وفي المدينة المنورة نزل شُرَحْبيل بن حَسَنةْ وأسرة الجمحي على بني زريق وهم من قومهم أو من ربعهم.
    وقد لزم شُرَحْبيل بن حَسَنةْ رسول اللهrمنذ أن هاجر إلى المدينة، وكان من عِلية أصحاب رسول اللهr، وغزا معه عدّة غزوات، وبذلك نال شرف الصحبة وشرف الجهاد تحت لواء الرسول القائد.
    شارك شُرَحْبيلْ بن حَسَنةْ في حروب الردة[ر]، ثم ولاّه الخليفة أبو بكر أحد الجيوش الموجهة إلى الشام لتحريرها من سيطرة البيزنطيين، وكان مع شُرَحْبيل ثلاثة آلاف رجل سلك بهم طريق تبوك، فلم يزل أبو بكر يمد الأمراء بالرجال حتى صار مع كل أمير سبعة آلاف وخمسمئة. وروي عن الواقدي أن أبا بكر ولّى عمرو بن العاص فلسطين، وشُرَحْبيل بن حَسَنةْ الأردن ويزيد بن أبي سفيان دمشق، وأبا عبيدة بن الجراح حمص.
    وحينما أمر أبو بكر خالد بن الوليد الذي كانت عملياته الحربية في العراق قد تكللت بالنجاح، أن يتوجه مع قسم من جيشه إلى الشام، قصد بصرى حيث التقى بيزيد وشُرَحْبيل وأبي عبيدة، واشترك معهم في فتح بصرى، وكانت بصرى أول مدن الشام التي فتحت في خلافة أبي بكر، ثم اتجه الجميع جنوباً لنجدة عمرو بن العاص في وادي عربة، ولما عرف البيزنطيون بهذا التجمع العسكري، قصدوا أجنادين[ر] حيث تمكنت القوات العربية من الفوز عليهم فوزاً ساحقاً في جمادى الأولى سنة 13هـ.
    وفي معركة اليرموك الحاسمة التي كانت القيادة العامة فيها لخالد بن الوليد، جعل خالد على كراديس القلب أبا عبيدة بن الجَراح، وعلى كراديس الميمنة عمرو بن العاص وتحت إمرته شُرَحْبيل بن حَسَنةْ، وعلى كراديس الميسرة يزيد بن أبي سفيان، وفي أثناء معركة اليرموك توفي أبو بكر وانتقلت الخلافة إلى عمر بن الخطاب الذي عزل خالد بن الوليد عن قيادة الجيش وولىّ أبا عبيدة بن الجراح القيادة العامة.
    توجه المسلمون بعد انتصارهم في معركة اليرموك باتجاه دمشق لضرب الحصار عليها، فنزل خالد بن الوليد على بابها الشرقي، وعمرو بن العاص على باب توما، ونزل شُرَحْبيل على باب الفراديس، وأبو عبيدة على باب الجابية، ويزيد بن أبي سفيان على الباب الصغير، وفتح المسلمون دمشق بعد حصار اختلف الرواة في المدة التي حوصرت فيها.
    بعد أن أتمّ المسلمون فتح دمشق خلّف أبو عبيدة يزيدَ بن أبي سفيان في دمشق، وساروا إلى فحل، وعلى الناس شُرَحْبيل بن حَسَنةْ، فبعث شُرَحْبيل خالد بن الوليد على المقدمة، وأبا عبيدة وعمرو بن العاص على مجنبتيه، وكان شُرَحْبيل لا يبيت ولا يصبح إلا على تعبئة، واقتتلوا بفحل وانتصر المسلمون، ولم يفلت من جيش الروم إلاّ الشريد، ولما فرغ شُرَحْبيل من وقعة فحل توجه بجيشه إلى بيسان ومعه عمرو بن العاص فحوصرت بيسان حتى طلب أهلها الصلح، وبلغ أهل طبرية خبر بيسان فصالحوا شُرَحْبيل على مثل صلح دمشق، وبذلك أكمل شُرَحْبيل فتح الأردن.
    في سنة 17هـ عزل الخليفة عمر بن الخطاب، حين قدم الجابية شُرَحْبيل ابن حَسَنةْ عن الأردن، فسأله إذا كان قد عزله لأنه ساخط عليه فأجابه «لا إنك كما أحب، ولكن أريد رجلاً أقوى من رجل».
    كان شُرَحْبيل مؤمناً صادقاً تقياً ورعاً، كريماً مضيافاً شهماً غيوراً له رواية عن النبيr، وكان يحسن القراءة والكتابة، وقد توفي بطاعون عمواس بالشام، وله سبع وستون سنة.
    أحمد سعيد هواش


يعمل...
X