جان فرانسوا شامبوليون Jean- François Champollion عالم فرنسي،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جان فرانسوا شامبوليون Jean- François Champollion عالم فرنسي،

    شامبوليون (جان فرانسوا ـ)
    (1790 ـ 1832)

    جان فرانسوا شامبوليون Jean- François Champollion عالم فرنسي، يعود الفضل إليه في فك رموز الكتابة الهيروغليفية بعد أن ظلت عصية على الفهم ما يقارب 1400 سنة، وهو واضع حجر الأساس لعلم الدراسات المصرية Egyptology. ولد شامبوليون في بلدة فيجاك Figeqc وكان أبوه قيّم مكتبتها، وورث عنه حب القراءة والمعرفة، وفي سن الخامسة تعلم القراءة وحده قبل أن يدخل إلى المدرسة.
    درس التاريخ في كلية غرينوبلGrenoble وتخصص في اللغات القديمة، فتعلم اللاتينية واليونانية والعبرية والقبطية، واستكمل دراسته في باريس بين عامي 1807ـ 1808، فدرس السنسكريتية والفارسية والعربية، ووضع قاموساً ضخماً عن اللغة القبطية التي رأى فيها المرحلة الأخيرة من اللغة المصرية القديمة.

    حجر رشيد
    في أثناء دراسته وقعت في يده نسخة عن «حجر رشيد»، الذي عثر عليه مصادفة خلال حفريات أجراها الجيش الفرنسي في مدينة رشيد، وكان محط اهتمام العلماء المرافقين للحملة الفرنسية على مصر، وعلى الحجر نص مرسوم ملكي أصدره الملك «بطلميوس الخامس» عام 196ق.م، مكتوب بالهيروغليفية والديموطقية واليونانية، وكان النص اليوناني الوحيد الممكن قراءته، وقد ذكر فيه أنه أعيدت كتابة المرسوم ذاته بالهيروغليفية والديموطقية.
    حاول «دي ساسي» عام 1802، ومن بعده «توماس يونغ» عام 1814، تفسير رموز الهيروغليفية اعتماداً على مقارنة النصوص الثلاثة لحجر رشيد، ومع أن جهودهما باءت بالإخفاق لكنهما خرجا ببعض الملاحظات التي أفاد منها شامبوليون فيما بعد، من قبيل أن الأسماء الملكية كانت تحاط بإطار (خرطوش) يميزها من بقية النص.
    درس شامبوليون أيضاً نص معبد جزيرة فيلة المكتوب بالخط الهيراطيقي، وتحته مقدمة باللغة اليونانية إلى بطلميوس وكليوباترة، وأثبت أن الهيراطيقية هي اختصار للهيروغليفية بدليل تكرار الإشارات الموجودة في اسم بطلميوس على حجر رشيد وفي نص فيلة، وبمقارنة الإشارات المتشابهة الموجودة في اسمي بطلميوس وكليوباترة، تمكن من استخراج ثلاثة أحرف جديدة (ق، ر، أ)، وبتطبيق الأحرف الصوتية التي استخرجها تمكن من قراءة المزيد من الخراطيش العائدة إلى العصر البطلمي والتي كانت تحوي أسماء الملوك الإغريق والقياصرة الرومان، وكلما قرأ المزيد ظهرت لديه أحرف جديدة، حتى تمكن من صنع جدول كامل بها. وكانت النتيجة المهمة التي فطن شامبوليون إليها، والتي ساعدته على فك رموز اللغة كاملة هي برهانه على أن الهيروغليفية ليست كتابة تصويرية صرفاً، بل تحتوي أحرفاً ومقاطع صوتية تأتلف معاً وفق نظام دقيق معقد، وهذا ما أغفله الباحثون قبله. وبرهن على ذلك عند قراءته خرطوش رعمسيس، فهو يعلم من كتابات المؤرخين القدماء أن الدائرة تمثل قرص الشمس أي الإله رع، ويعلم أيضاً أن الإشارتين الأخيرتين من الاسم هما الحرف الأخير نفسه من اسم بطلميوس الذي قرأه مسبقاً، فقرأها س س، أما الإشارة الوسطى التي ليست حرفاً ولا صورة، فقد فسرها مستعيناً بمعرفته باللغة القبطية، التي هي شكل متأخر من أشكال اللغة المصرية القديمة أضحى يكتب بأحرف يونانية، ولدى عودته إلى حجر رشيد ومقارنة الإشارة الواردة فيه نفسها مع مقابلها من النص اليوناني اتضح أن معناها هو «يوم الولادة» وتلفظ في اللغة القبطية «مس»، وبترتيب هذه العناصر معاً قرأ الاسم كاملاً: رعمسيس ومعناه الحرفي «رع يلده» أي ابن رع.
    طبق شامبوليون النتائج التي توصل إليها على عدد من الخراطيش وأثبت صحتها، وهكذا تمكن من قراءة النصوص كافة التي تعود إلى ما قبل العصر اليوناني والروماني، ووضع قاموساً ونظاماً قواعدياً للهيروغليفية.
    زار شامبوليون مصر بين عامي 1828ـ1830، وألف كتاباً عن مشاهداته فيها أسماه «آثار مصر وبلاد النوبة». وعند عودته أسند إليه كرسي علم المصريات الذي أحدث خصيصاً له في «الكوليج دو فرانس»، ولكن عمله المتواصل طوال السنوات العشر التي قضاها في حل رموز الهيروغليفية أثّر كثيراً في صحته، فتوفي في باريس عن عمر يناهز 42 عاماً، وبعد وفاته نَشَرَ أخوه الأكبر مؤلفاته: «القواعد المصرية» Grammaire Egyptienne و«القاموس المصري للكتابة الهيروغليفية» Le Dictionnaire egyptien en ecriture hieroglyphique.
    لميس الخباز

يعمل...
X