جوڤاني ڤِرغا Giovanni Verga روائي وكاتب مسرحي إيطالي من كبار ممثلي الحركة الحقائقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جوڤاني ڤِرغا Giovanni Verga روائي وكاتب مسرحي إيطالي من كبار ممثلي الحركة الحقائقية

    ڤِرغا (جوڤاني -)
    (1840-1922)

    جوڤاني ڤِرغا Giovanni Verga روائي وكاتب مسرحي إيطالي، ولد وتوفي في كاتانيا Catania. يُعد من كبار ممثلي الحركة الحقائقية Verismo التي سادت خاصة في جنوبي إيطاليا في نهاية القرن التاسع عشر، والتي انبثقت من الحركة الطبيعية naturalisme الفرنسية، وتميّزت منها بخصائص نُسبت إلى الوسط الأدبي الإيطالي.
    أمضى سـنواته الأولى في صقلية Sicilia وتخلى عن دراسة الحقوق ملتزماً دوراً سياسياً في الحرس الوطني التابع لكاتانيا، وأسهم في الصحافة بكتابة مقالات في «إيطاليا المعاصرة»Italia contemporanea . كتب روايته الأولى «حب ووطن» Amore e patria بطابعها الرومنسي وهو في السادسة عشرة، ثم اتجه نحو الروايات التاريخية ونشر عام 1861-1862 «فحّامو الجبل» I Carbonari della montagna التي رمز فيها إلى المقاومة في كلابريا Calabria، وإلى أعضاء الجمعية السرّية الذين كانوا يناضلون في سبيل الحرية الوطنية في بداية القرن التاسع عشر. كما نشر عام 1863 «فوق البحيرات الشاطئية» Sulle lagune التي روى فيها قصة حب بين شابة إيطالية وضابط هنغاري في أثناء الاحتلال النمساوي.
    تنقل ڤِرغا في أرجاء إيطاليا فعاش في فلورنسا بين عامي 1865 و1871 وكانت آنذاك العاصمة، ثم استقر في ميلانو 1872-1893 مدينة المنتديات الأدبية معززّاً صلاته بالأوساط الأدبية. وكتب في هذه الفترة روايات وأقاصيص تتناول الطبقة العلـيا من المجتمع والـوسـط الفني، فرواية «الخاطئة» Una Peccatrice عام (1866) تحكي قصة حب بين طالب فقير وكونتيسة انتحرت بعد تخليه عنها. وتصف قصة «الدُّخلة» (طائر صغير) Storia di una Capinera عام (1870)، على شكل يوميات حبس شابة من صقلية في دير، كرهاً. أما رواية «حواء» Eva عام (1873) فتعرض حباً مأساوياً بين رسام وراقصة. وفي «النمر الحقيقي» Tigre reale عام (1874) يبين ڤِرغا كيف يفقد رب أسرة صوابه أمام فتاة روسية قاسية القلب بارعة الجمال، لم تدم قسوة قلبها طويلاً، إذ عادت لتموت في صقلية مريضة بالسّل. ويختتم ڤِرغا سلسلة هذه الروايات الرومنسية والعاطفية برواية «إيروس» (إله الحب عند اليونان) Eros عام (1875) الذي وضع نهاية لحياته برصاصة، بعد أن عاش مغامراته العاطفية.
    حاول ڤِرغا في رواياته الكشف عن عيوب المجتمع المعاصر اللاأخلاقي مع إبراز عُقَدِه النفسية وتلاعبه بالمشاعر. وبعد أن هاجم طبقة الأثرياء كتب عام 1874 أقصوصة مختلفة عن رواياته في الأسلوب والموضوع وعنوانها «ندّا» Nedda، وهي تتحدث عن قاطفة الزيتون التي كانت تبحث عن الوجدان والعاطفة الحقيقية في ضيعة في صقلية، وكانت ضحية الفقر المدقع. وقد انتقد ڤِرغا موقف المتفرج إزاء مآسي الحياة سواء أكان من الطبقة الفقيرة أم الثرية، فمن مآسي الحياة يذكر على سبيل المثال محطة يتقابل فيها قطاران أحدهما ينقل جثة ضحية الحب البارونة المقهورة، والثاني كان يركبه عشيقها مع زوجته وابنته مسافرين إلى المصيف.
    لم يلجأ ڤِرغا إلى التحليل النفسي لشخصياته، بل كان يتركها تتحرك وفق سجيّتها وكانت تصرفاتها تدّل على نواياها. وقد أوضح ذلك للنقاد في مقدمة روايته «حواء» قائلاً: «لا تلقوا اللوم والمسؤولية على الفن، فله قلب لا تملكونه، وأحاسيس لا تشعرون بها ترى البؤس الذي ترونه وتضحكون». كذلك يقول ڤِرغا واصفاً هدفه: «أفكر في عمل ضخم يقدم صورة عن كفاح الإنسان من أجل الحياة مروراً بالعامل البسيط والوزير والفنان. كفاح يأخذ أشكالاً مختلفة من طموح ومكاسب ومشاعر نبيلة ودنيئة تعطي صورة مضحكة عن البشرية التي تسعى نحو الحقائق، كل وفق خُلُقه وطباعه».
    أراد ڤِرغا أن يكون شاعر المقهورين Vinti، ضحية أنانية الآخرين أو زيف مشاعرهم، ففي روايته «حياة الأرياف» Vita dei campi عام (1880) يصور اصطحابه إحدى سيدات المجتمع الراقي إلى الريف، وقد أبدت السيدة حماساً في البداية للعيش في هذه البيئة، وفي اليوم التالي فقط أبدت نفورها واشمئزازها متسائلة كيف يمكن أن يتحمل الآخرون العيش هناك. أما روايته «عديمو الإرادة» I Malavoglia عام (1881) فتصف مأساة عائلة من صيادي السمك، عانت أهوال الإدمان والبغاء والموت والغرق. وقد أوحت هذه القصة للمخرج السينمائي ڤيسكونتي Visconti بفيلم سينمائي.
    كان ڤِرغا يقدّر عالياً شجاعة أولئك الذين يقاسون مرارة العيش، وبما أنه لم يكن يؤمن بشيء فقد مال إلى التشاؤم وسيطر اليأس عليه، ومن ثمَّ باءت محاولات شخصياته كلها لتحقيق العدالة أو إيجاد مستقبل أفضل بالإخفاق. لم يعرف هذا الأديب السعادة، وحتى زواجه من بيانكا تراو Bianca Trao كان تغطية لعلاقة مشبوهة.
    أسهم ڤِرغا في نشأة مسرح واقعي وساعده نجاح مسرحيته «النخوة القروية»Cavalleria rusticana عام (1884) على متابعة أعماله المسرحية، منها «على البوابة» In portineria عام (1885) و«الذئبة» La Lupa عام (1896).
    يؤخذ على الروائي الرتابة في الأسلوب، وإن تدارك ذلك لاحقاً بالسعي إلى إدخال بنية خيالية أكثر تعقيداً، متناولاً أكثر من فئة اجتماعية. أما لغته فكانت مزيجاً من اللغة المكتوبة والمحكية نتيجة تحدثه بألسن شخصيات مختلفة.
    بقي ڤِرغا الأديب الذي طالب أن يتوخى الأدب دراسة الحقيقة، كما بقي وصفه فريداً من نوعه في الأدب الإيطالي.
    حنان المالكي
يعمل...
X