فرومنتان (اوجين)
Fromentin (Eugene-) - Fromentin (Eugene-)
فرومنتان (أوجين -)
(1820-1876)
أوجين فرومنتان Eugène Fromentin أديب وفنان فرنسي ولد في مدينة لاروشيل La Rochelle وتوفي في سان موريس Saint-Maurice. نشأ في عائلة برجوازية تعتني بالثقافة مما أتاح له صقل موهبته الفنية ومعرفة أعمال كبار الفنانين والأدباء الفرنسيين. وقد أثَّرت قراءته المبكرة لبعض أعمال بلزاك[ر] Balzac وسانت بوڤ[ر] Sainte-Beuve في شخصيته وأكسبته حساسية مفرطة زادها عشقه لصديقة طفولته جيني شيسيه Jenny Chessé التي تزوجت رجلاً آخر وماتت وهي في ريعان الشباب، مما دفعه إلى المزيد من الانطواء والعزلة، فترك تحضير رسالته الجامعية في الحقوق وتوجه نحو الفن والأدب.
في عام 1846 قام فرومنتان، برفقة عدد من أترابه، برحلة إلى الصحراء الجزائرية. ووقع تحت سحر الصحراء فرجع إليها مرة ثانية، وأقام فيها قرابة سنة كاملة 1847-1848، ثم مرة ثالثة عام 1853، كما زار مصر. وقد رسم في هذه الرحلات عدداً كبيراً من اللوحات ذات الموضوعات الاستشراقية الفجّة (أحصنة تعدو، جاريات جميلات، شيوخ قبائل...)، كما جمع فيها كثيراً من الانطباعات، نشرها في ثلاثة مجلدات: «صيف في الصحراء الكبرى» Un été dans le Sahara عام (1857)، «عام في منطقة الساحل» Une année dans le Sahel عام (1859)، «انطباعات من رحلة إلى مصر» Notes d’un voyage en Egypte عام (1881). وكما هي الحال لدى غالبية كتاب الرحلات الأوربيين يضيف فرومنتان إلى الوصف الظاهري للمناطق التي زارها والشعوب التي قابلها أحكام قيّمة مبنية على معايير مركزية أوربية eurocentrisme، وهذا ما يجعله يقول مثلاً: « إن العرب هم الشعب الوحيد الذي استطاع الاحتفاظ بكبريائه لأنه عرف كيف يبقى بسيطاً في حياته وتقاليده وأسفاره وسط الشعوب الأخرى المتمدنة».
أصدر فرومنتان عام 1876 كتاباً في النقد الفني بعنوان «المعلمون القدماء» Les Maîtres d’autrefois، يدرس فيه أعمال فناني العصور السابقة ويبدي إعجابه بتقنيتهم وبقدرتهم على رسم شفافية الفضاء و«ألوان الأثير». كما نشر عام 1863 روايته اليتيمة «دومينيك» Dominique التي جاءت سيرة ذاتية تسترجع قصة حبه المخفقة، فالبطل دومينيك يعشق منذ طفولته مادلين قريبة صديقه، ويبلغ العشق ذروته عندما يقرر العاشقان وضع حد لعلاقتهما.
تميّز إبداع فرومنتان بالتعلق المرَضي بقيم البراءة والصفاء والطهرانية، فجاءت كل أعماله محاولة في الكشف عن هذه القيم في الأشياء وفي الناس وراء السكون والصمت الظاهريين.
حسان عباس
Fromentin (Eugene-) - Fromentin (Eugene-)
فرومنتان (أوجين -)
(1820-1876)
أوجين فرومنتان: «بلد العطش» (صالون عام 1869) |
في عام 1846 قام فرومنتان، برفقة عدد من أترابه، برحلة إلى الصحراء الجزائرية. ووقع تحت سحر الصحراء فرجع إليها مرة ثانية، وأقام فيها قرابة سنة كاملة 1847-1848، ثم مرة ثالثة عام 1853، كما زار مصر. وقد رسم في هذه الرحلات عدداً كبيراً من اللوحات ذات الموضوعات الاستشراقية الفجّة (أحصنة تعدو، جاريات جميلات، شيوخ قبائل...)، كما جمع فيها كثيراً من الانطباعات، نشرها في ثلاثة مجلدات: «صيف في الصحراء الكبرى» Un été dans le Sahara عام (1857)، «عام في منطقة الساحل» Une année dans le Sahel عام (1859)، «انطباعات من رحلة إلى مصر» Notes d’un voyage en Egypte عام (1881). وكما هي الحال لدى غالبية كتاب الرحلات الأوربيين يضيف فرومنتان إلى الوصف الظاهري للمناطق التي زارها والشعوب التي قابلها أحكام قيّمة مبنية على معايير مركزية أوربية eurocentrisme، وهذا ما يجعله يقول مثلاً: « إن العرب هم الشعب الوحيد الذي استطاع الاحتفاظ بكبريائه لأنه عرف كيف يبقى بسيطاً في حياته وتقاليده وأسفاره وسط الشعوب الأخرى المتمدنة».
أصدر فرومنتان عام 1876 كتاباً في النقد الفني بعنوان «المعلمون القدماء» Les Maîtres d’autrefois، يدرس فيه أعمال فناني العصور السابقة ويبدي إعجابه بتقنيتهم وبقدرتهم على رسم شفافية الفضاء و«ألوان الأثير». كما نشر عام 1863 روايته اليتيمة «دومينيك» Dominique التي جاءت سيرة ذاتية تسترجع قصة حبه المخفقة، فالبطل دومينيك يعشق منذ طفولته مادلين قريبة صديقه، ويبلغ العشق ذروته عندما يقرر العاشقان وضع حد لعلاقتهما.
تميّز إبداع فرومنتان بالتعلق المرَضي بقيم البراءة والصفاء والطهرانية، فجاءت كل أعماله محاولة في الكشف عن هذه القيم في الأشياء وفي الناس وراء السكون والصمت الظاهريين.
حسان عباس