احتفاء بشخصية مزدحمة بالأفكار والطاقة الفنية
مهرجان مسرح الرحالة يستذكر تجربة المسرحي عبدالرحمن عرنوس
الندوة جاءت في ثلاثة محاور صاحبتها شهادات إبداعية لكل محور.
الخميس 2023/07/13
عمان - استذكر مسرحيون أردنيون وعرب مؤخرا في ندوة فكرية عقدها مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة بدورته الثانية، المخرج المسرحي والأكاديمي الفنان المصري الراحل الدكتور عبدالرحمن عرنوس.
وجاءت الندوة التي أدارها المخرج والأكاديمي مخلد الزيودي في ثلاثة محاور صاحبتها شهادات إبداعية لكل محور؛ الأول منها آفاق في الكتابة والإخراج وتدريب الممثل عند عرنوس، والثاني تجربة عرنوس مع فرقة شباب البحر الأحمر في مدينة بورسعيد ومسرح المقهى في القاهرة وفلسفة الفضاءات المفتوحة في مسرحه، والثالث رحلة عرنوس الى الأردن: نقطة انطلاق جديدة بتأسيسه مختبر جامعة اليرموك المسرحي.
وفي المحور الأول ألقى مدير المهرجان المخرج حكيم حرب ورقة الأكاديمي والباحث والمخرج المسرحي المغربي الدكتور عبدالكريم برشيد الذي تعذر حضوره، وحملت عنوان “عبدالرحمن عرنوس بين الوجودية الصوفية” قال فيها “إنه في المسرح، هو الممثل المخرج وهو المهندس والمنظر، وهو اللاعب الجاد، وهو الفنان المفكر، وهو الضاحك الباكي، وهو المهموم بهموم الحياة وبهموم الناس، كل الناس”.
وفي ذات المحور، تناول المخرج المسرحي المصري عصام السيد في ورقة حملت عنوان “منهج الدكتور عرنوس في تدريب الممثل”، منهج عرنوس في تدريب التمثيل، مشيرا إلى كتابه “المختبرات المسرحية ونظائرها في تدريب الممثل”.
عرنوس وضع لنفسه منهجا لتدريب الممثل يرتكز إلى دراسة سلوك الناس وعاداتهم وتقاليدهم وبيئتهم وطقوسهم وتراثهم
وقال إننا نجد في المحتوى الذي يقدمه الدكتور عرنوس في مختبره اتفاقا مع بعض المناهج أو الطرق التي سبقته كما نجد بعض الاختلافات، مشيرا إلى أن الدكتور عرنوس اتفق في منهجه مع منهج ستانسلافسكي في موضوع الاسترخاء وأسماها الرياضة المسرحية كطريقة للوصول إلى الاسترخاء النفسي والعضلي من خلال عدد من الطرق منها ملاحقة الجسد لإيقاعات متنوعة ذات نغمات متدرجة صعودا وهبوطا واستجابة الجسد لها.
وفي هذا المحور قدم شهادات إبداعية عن الدكتور عرنوس المخرج والناقد المسرحي الأردني حاتم السيد، والأكاديمي والباحث والناقد المسرحي التونسي محمد المديوني، والناقد المصري محمد الروبي، استذكروا فيها المناقب والخصال الشخصية ومنهجية العمل والفكر المسرحي لدى الراحل عرنوس وتجاربهم الشخصية معه.
وفي المحور الثاني، قال الكاتب والناقد والمخرج والممثل المسرحي اللبناني عبيدو باشا في ورقة حملت عنوان “يكرمه مهرجان الرحالة لمسرح الفضاءات المفتوحة” إن “عرنوس صديق للطلاب وصديق للمسرحيين”، مستعرضا فيها مناقب ومناهج التفكير لديه وطغيان حسه الإنساني الشفيف.
وتحدث الناقد والأكاديمي العراقي رياض موسى السكران في ورقة حملت عنوان “رحلة عبدالرحمن عرنوس المسرحية والإنسانية”، تناول فيها تجربة عرنوس وفلسفة الفضاءات الجمالية المفتوحة.
كما تحدث في المحور الثاني المخرج والأكاديمي فراس الريموني في ورقة حملت عنوان “محطات في رحلة عبدالرحمن عرنوس المسرحية” لفت فيها إلى أن عرنوس وضع لنفسه منهجا لتدريب الممثل يرتكز إلى دراسة سلوك الناس وعاداتهم وتقاليدهم وبيئتهم وطقوسهم وتراثهم المحكي والمكتوب والحركي ليساعد الممثل للوصول إلى حالة الصدق والإبداع في المسرح.
ولفتت الكاتبة والناقدة المسرحية المصرية هند سلامة في ورقتها المعنونة بـ”الدوشجي”، إلى أن شخصية عرنوس كانت مزدحمة بالأفكار والطاقة الفنية المتفجرة.
عبدالرحمن عرنوس المولود بالإسكندرية عام 1934 هو مؤلف ومخرج مسرحي على مدار نحو خمسين عاما
واستعرضت بداية تجربته في مسرح المقهى بالقاهرة إثر هجرة عدد كبير من أهالي مدينة بورسعيد ومنهم عرنوس وأسرته على أثر نكسة حرب حزيران عام 1967.
وفي ورقته المعنونة “عبدالرحمن عرنوس وريادة مسرح الفضاءات المفتوحة في مصر” لفت الناقد المسرحي والأكاديمي العراقي الدكتور بشار عليوي إلى أن فترة مكوث عرنوس في الأردن شهدت تسجيله لحضور راسخ ومؤثر داخل المشهد المسرحي الأردني بعد ما عمد الى تأسيس مختبر اليرموك المسرحي والذي اتصف بالعمل الورشي المستدام مفضيا إلى مخرجات نوعية جرّت معها جيل كامل من المسرحيين الأردنيين ممن اشتغلوا بمعية الدكتور عرنوس وتأثروا به وبطروحاته وبآليات اشتغاله المسرحية.
وفي نفس المحور قدم كل من الفنان نبيل نجم والمخرج المصري عمرو قابيل شهادات إبداعية حول تجاربهم مع عرنوس.
فيما اتسم المحور الثالث بتقديم رؤى وشهادات إبداعية عن تجارب شخصية وقراءات وإطلالات على رحلة عرنوس قدمها كل من المخرج والأكاديمي الدكتور مخلد الزيودي أحد طلبة الدفعة الأولى من قسم المسرح في عهد الراحل عرنوس، ورئيس منتدى النقد الدرامي المخرج والناقد باسم دلقموني وهو ممن زاملوا الراحل عرنوس في جامعة اليرموك، وعبر تسجيل فيديو الكاتب والمخرج المسرحي غنام غنام، كما شارك المخرج المصري سمير العصفور من خلال تسجيل صوتي، فيما قدم ابن شقيقة الراحل عرنوس، حازم الإسكندراني الذي حضر الندوة، شكره للأردن وإدارة المهرجان على الحفاوة والتكريم بخاله الراحل عرنوس.
يذكر أن عبدالرحمن عرنوس المولود بالإسكندرية (مصر) عام 1934 هو مؤلف ومخرج مسرحي على مدار نحو خمسين عاما، أنتج خلالها ما يزيد على مئتي أغنية وطنية والعشرات من التجارب المسرحية نذكر منها “مسرح المقهى” و”مسرح العربة” و”مسرح الشارع”.
الفنان خريج أكاديمية الفنون القاهرة عام 1965. عمل في الأكاديمية مدرسا من 1965 إلى 1983، ثم بدأ عمله في دائرة الفنون الجميلة بجامعة اليرموك (الأردن) وأنشأ فيها مختبر اليرموك المسرحي مؤسس فرقة شباب البحر الجامعية التي طافت بعروضها معظم المدن المصرية وقدمت عروضا صامتة عن التراث العربي.