تويت
[ATTACH=JSON]n133515[/ATTACH]
يوميات ضابط طبيب في الجيش العراقي الحلقة الحادي والعشرون
بعد استقراري في لواء/ 99
تم تكليفي بمراقبه والإشراف على مطعم الضباط
ومتابعه تغذيه الجنود التي تتكون من التمن والمرق
( القصعه ) في الغداء.
واحياناً يوجد لحم واحياناً دجاج
والشوربه والاجبان والحليب صباحاً
وبشكل عام الارزاق والتجهيزات والماء والحمامات
جيده ومتوفره للضباط والجنود.
وبعد ان تعرفت على الضباط والمراتب
اكتشفت بان هنالك حالات انسانيه
يجب الوقوف عندها لأن اكثر الجنود
يحبون البوح بأسرارهم للطبيب اكثر من الغير
منها بعض الجنود لديه اخوه في جبهات القتال
لم يلتقوا بهم منذ اشهر او حتى سنه او اكثر
لان من ينزل في اجازه الى البيت
يكون اخوته في الجبهه
وهكذا حاولنا مع ضابط الركن
والضابط الاداري لتغيير مواعيد إجازاتهم.
والبعض متزوجين وليس لديهم أطفال
وبعد الاستفسار تبين ان إجازاتهم لا تقع
ضمن فتره الإخصاب لزوجاتهم
وهكذا كل جندي متزوج حديثاً او من لا يوجد
لديه أطفال نسأله عن الدوره الشهريه لزوجته
ونرتب له إجازته ضمن فترة الاخصاب .
واليكم هذه المفارقة التي حدثت في احد الايام
سانوبه منطقه جبليه وعره ومتداخلة بيننا وبين الإيرانيين والمسافه التى تفصلنا
عنهم تقترب في بعض الأماكن من ١٥٠-٢٠٠متر وبعض الاحيان اقل
ويقول الجنود في الخطوط الاماميه
عندما يتكلم الجنود الإيرانيون باصوات عاليه نسمعهم
ونحن كذلك اذا تكلمنا يسمعونا
بحيث نعرف أسمائهم ويعرفون أسمائنا
وفِي بعض الأوقات يتكلموا مع جنودنا
وجنودنا يردوا عليهم
وكان تقريباً هناك اتفاق غير معلن بين الطرفين
اذا احدهم يرمي نحن نرمي عليهم
وبالعكس
فكانت هناك هدنه مبطنه بحيث لا نرمي عليهم ولا يرمون علينا
وكان آمري الأفواج وأكثرهم تتراوح رتبهم بين رائد الى مقدم
فكان احدهم اذا أستحق الاجازه (وهي أسبوع كل ثلاثه أسابيع )
ينسب آمر اللواء احد ضباط مقر اللواء لتمشيه الأمور في ذلك الفوج
آمر اللواء من أهالي البصره وكان شديد بتعامله
وجاداً بعمله وكنا نسميه داود القيسي
لأنه يشبه المطرب داود القيسي الله يرحمه
المهم استحق احد آمري الأفواج الاجازه
فنسب آمر اللواء الضابط الاداري المقدم..... الى ذلك الفوج لأداره الأمور لحين رجوع آمر الفوج من إجازته
بعد انتهاء الاجازه
رجع آمر الفوج من اجازته
ورجع الضابط الاداري الى مقر اللواء.
وكان آمر اللواء مجتمع بِنَا في بهو الضباط.
فبادر آمر اللواء الضابط الاداري بالسؤال
عن اوضاع الفوج واحوال الجنود بالخطوط الاماميه.
هذا الضابط ضعيف الشخصبه الى حد ما. وفطير ( كما يقولون ).
فقال : الحمد لله سيدي الأمور جدا جيده والجبهة هادئه لكن.
قال الآمر: شنو لكن.
قال المقدم : احد الايام جماعه التوجيه السياسي في الفوج عملوا فعالية.
آمر اللواء: وهي.
قال :جريده الثوره ناشره صور الجنود
الإيرانيين الأسرى في المعارك الاخيرة.
فجماعه التوجيه السياسي قاموا
بلف الجريدة التي فيها الصور وربطوها على صاروخ
r. B. G.7
بعد ان رفعوا الصاعق ( حتى لا ينفجر)
ورموه على الجنود الإيرانيين حتى يروا أسراهم المنشورين بالجريدة.
قال آمر اللواء: عفيه. خوش فعاليه.
هذولي لازم نكرمهم جماعه التوجيه السياسي.
وأردف آمر اللواء قائلاً: وماذا فعل الإيرانيين.
قال المقدم : والله سيدي بعد كم دقيقه
إجا فد شي يفتر بالهوى وكل الضباط والجنود
اخذوا انبطاح وقسم منهم دخلوا في الملاجيء.
وفد شيء وقع مع صوت عالي.
وبعد فتره من الانتظار والترقب لحدوث انفجار
لكن لم يحدث.
فانبرى احد الضباط ليكتشف ويرى ما هو ذلك
الشيء الذي وقع.
عندما اقترب الضابط بحذر شديد من ذلك الشيء
فوجده. بسطال ربطوه بصاروخ ال r b g 7
بعد رفعهم الصاعق ورموه علينا
فثارت ثائرة آمر اللواء من الغضب .
وقال: أرمو جماعه التوجيه السياسي في السجن
واعملوا مجلس تحقيقي بالفعالية.
حتى ينالوا عقابهم.
طبعا لم نستطع تمالك أنفسنا من الضحك
تلك هي احدى المفارقات التي حدثت
في تلك الفتره من الزمن
الصوره..... صمون الجيش الذي كان يوزع لنا مع الارزاق
ما اطيبه
طابت اوقاتكم
د. عبدالزهره الراجحي
يوميات ضابط طبيب في الجيش العراقي الحلقة الحادي والعشرون
بعد استقراري في لواء/ 99
تم تكليفي بمراقبه والإشراف على مطعم الضباط
ومتابعه تغذيه الجنود التي تتكون من التمن والمرق
( القصعه ) في الغداء.
واحياناً يوجد لحم واحياناً دجاج
والشوربه والاجبان والحليب صباحاً
وبشكل عام الارزاق والتجهيزات والماء والحمامات
جيده ومتوفره للضباط والجنود.
وبعد ان تعرفت على الضباط والمراتب
اكتشفت بان هنالك حالات انسانيه
يجب الوقوف عندها لأن اكثر الجنود
يحبون البوح بأسرارهم للطبيب اكثر من الغير
منها بعض الجنود لديه اخوه في جبهات القتال
لم يلتقوا بهم منذ اشهر او حتى سنه او اكثر
لان من ينزل في اجازه الى البيت
يكون اخوته في الجبهه
وهكذا حاولنا مع ضابط الركن
والضابط الاداري لتغيير مواعيد إجازاتهم.
والبعض متزوجين وليس لديهم أطفال
وبعد الاستفسار تبين ان إجازاتهم لا تقع
ضمن فتره الإخصاب لزوجاتهم
وهكذا كل جندي متزوج حديثاً او من لا يوجد
لديه أطفال نسأله عن الدوره الشهريه لزوجته
ونرتب له إجازته ضمن فترة الاخصاب .
واليكم هذه المفارقة التي حدثت في احد الايام
سانوبه منطقه جبليه وعره ومتداخلة بيننا وبين الإيرانيين والمسافه التى تفصلنا
عنهم تقترب في بعض الأماكن من ١٥٠-٢٠٠متر وبعض الاحيان اقل
ويقول الجنود في الخطوط الاماميه
عندما يتكلم الجنود الإيرانيون باصوات عاليه نسمعهم
ونحن كذلك اذا تكلمنا يسمعونا
بحيث نعرف أسمائهم ويعرفون أسمائنا
وفِي بعض الأوقات يتكلموا مع جنودنا
وجنودنا يردوا عليهم
وكان تقريباً هناك اتفاق غير معلن بين الطرفين
اذا احدهم يرمي نحن نرمي عليهم
وبالعكس
فكانت هناك هدنه مبطنه بحيث لا نرمي عليهم ولا يرمون علينا
وكان آمري الأفواج وأكثرهم تتراوح رتبهم بين رائد الى مقدم
فكان احدهم اذا أستحق الاجازه (وهي أسبوع كل ثلاثه أسابيع )
ينسب آمر اللواء احد ضباط مقر اللواء لتمشيه الأمور في ذلك الفوج
آمر اللواء من أهالي البصره وكان شديد بتعامله
وجاداً بعمله وكنا نسميه داود القيسي
لأنه يشبه المطرب داود القيسي الله يرحمه
المهم استحق احد آمري الأفواج الاجازه
فنسب آمر اللواء الضابط الاداري المقدم..... الى ذلك الفوج لأداره الأمور لحين رجوع آمر الفوج من إجازته
بعد انتهاء الاجازه
رجع آمر الفوج من اجازته
ورجع الضابط الاداري الى مقر اللواء.
وكان آمر اللواء مجتمع بِنَا في بهو الضباط.
فبادر آمر اللواء الضابط الاداري بالسؤال
عن اوضاع الفوج واحوال الجنود بالخطوط الاماميه.
هذا الضابط ضعيف الشخصبه الى حد ما. وفطير ( كما يقولون ).
فقال : الحمد لله سيدي الأمور جدا جيده والجبهة هادئه لكن.
قال الآمر: شنو لكن.
قال المقدم : احد الايام جماعه التوجيه السياسي في الفوج عملوا فعالية.
آمر اللواء: وهي.
قال :جريده الثوره ناشره صور الجنود
الإيرانيين الأسرى في المعارك الاخيرة.
فجماعه التوجيه السياسي قاموا
بلف الجريدة التي فيها الصور وربطوها على صاروخ
r. B. G.7
بعد ان رفعوا الصاعق ( حتى لا ينفجر)
ورموه على الجنود الإيرانيين حتى يروا أسراهم المنشورين بالجريدة.
قال آمر اللواء: عفيه. خوش فعاليه.
هذولي لازم نكرمهم جماعه التوجيه السياسي.
وأردف آمر اللواء قائلاً: وماذا فعل الإيرانيين.
قال المقدم : والله سيدي بعد كم دقيقه
إجا فد شي يفتر بالهوى وكل الضباط والجنود
اخذوا انبطاح وقسم منهم دخلوا في الملاجيء.
وفد شيء وقع مع صوت عالي.
وبعد فتره من الانتظار والترقب لحدوث انفجار
لكن لم يحدث.
فانبرى احد الضباط ليكتشف ويرى ما هو ذلك
الشيء الذي وقع.
عندما اقترب الضابط بحذر شديد من ذلك الشيء
فوجده. بسطال ربطوه بصاروخ ال r b g 7
بعد رفعهم الصاعق ورموه علينا
فثارت ثائرة آمر اللواء من الغضب .
وقال: أرمو جماعه التوجيه السياسي في السجن
واعملوا مجلس تحقيقي بالفعالية.
حتى ينالوا عقابهم.
طبعا لم نستطع تمالك أنفسنا من الضحك
تلك هي احدى المفارقات التي حدثت
في تلك الفتره من الزمن
الصوره..... صمون الجيش الذي كان يوزع لنا مع الارزاق
ما اطيبه
طابت اوقاتكم
د. عبدالزهره الراجحي