"سركون بولص خمو".. لوحات تجسّد تناغم الماضي والحاضر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "سركون بولص خمو".. لوحات تجسّد تناغم الماضي والحاضر

    "سركون بولص خمو".. لوحات تجسّد تناغم الماضي والحاضر
    • نجوى عبد العزيز محمود


    الحسكة
    كانت الريشة بالنسبة له عالمه وملجأه للتعبير عن مكنوناته، حيث يعد بيئة "الخابور" والتراث السوري مصدر إلهام له. بحث عن الفن الأصيل من خلال رسوماته التي تعنى بالتاريخ السوري والأساطير القديمة؛ فأبدع بأعمال فنية حصد من خلالها جوائز عدة.

    لمعرفة المزيد عن فنه، مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان التشكيلي "سركون بولص خمو"، ليحدثنا عن مسيرته الفنية بالقول: «نشأت بين مكونات الطبيعة من أشجار ومياه وتربة؛ وهذا الحضور الدائم بين أحضان الطبيعة كان يسحرني ويحرضني على رسم ما أراه من حقول القمح والقطن وشلالات "الخابور"، فقد كنت متأثراً بالبيئة الجزراوية والأزياء والتراث السوري، وطبيعة المنطقة، وكانت ملهمتي قريتي "كبر شامية" التي عشت فيها، واستقيت من جمالها الطبيعي معظم لوحاتي، فقد علمتني الطبيعة هذه العلاقة الجمالية اللطيفة بين الريشة وأناملي التي كانت آنذاك خربشات بسيطة وحنونة، كما هي الطبيعة التي لم تفقد شيئاً من رونقها، فهذا الصفاء الروحي هو الذي أغنى وأعطى مخيلتي رغبة في أن تكون حاضرة لترسم لوحات فنية من وحي الواقع المعاش على المساحة الكبيرة والصغيرة من اللوحة، لإظهارها بطريقة فنية ومبتكرة».
    الدراسة الأكاديمية لم تعطني جديداً، فقد درست في "دمشق"، و"بغداد"، و"إيطاليا"، وانقطعت عنها، لكنها لم تكن إلا زيادة في الثقافة، فالموهبة هي الأساس، والتجربة والممارسة هي التي تصقل وتغني تجربة الفنان، فالتكنيك اللوني والنشاط المستمر المترافق مع العمل اليومي، هو من يخلق الفنان

    وعن بداياته يقول: «أول عمل فني لي كان منذ سنوات طويلة، حين كنت في المرحلة الابتدائية أرسم وأخطط، حيث أتقنت فن الخط العربي في تلك المرحلة، فقد كان المعلمون يعتمدون عليّ في تصميم وكتابة مجلة الحائط المدرسية، وعندما كنت بعمر 12 سنة شاركت في أول معرض لي بمدرسة "الوحدة العربية". وبعدها عملت معرضاً في المركز الثقافي بـ"الحسكة"، إضافة إلى العديد من المعارض التي أقامتها الشبيبة، وقد لاقت لوحاتي الإعجاب من أهلي وأصدقائي، وخصوصاً أن معظم أعمالي ارتبطت ارتباطاً مطلقاً ببيئتهم وحضارتهم وثقافتهم. لقد كان جدي ينحت على الخشب، وأخي الأكبر يرسم بالحبر الصيني. وبرأيي، إن الفنان الناجح لا ينفصل عن بيئته وواقعه، فكل مرحلة من حياته تفرض حالة شعورية، وأخرى لا شعورية معينة تنعكس على أعماله، ويمكن ملاحظتها مباشرة بعين الناظر، فأغلب رسوماتي تعبر عن الواقع والمجتمع السوري من خلال إعادة قيم التاريخ وحضارته، فقد رسمت الإرث السومري والآشوري، وإنجازات الإنسان السوري في الماضي والحاضر، وكانت ريشتي وألواني تجول وترسم وتؤرخ في كل ما هو محرك للحياة».


    من أعماله

    وعن المراحل التي أنجزها في حياته الفنية، يقول: «مرت تجربتي بعدة مراحل، الأولى: تأسيس اللوحة والتجارب الخاصة بها (اللون والمزج والتكنيك). والثانية "السوداء والزرقاء"، وكانت عن القضية الأم. وفي السبعينات، بدأت رسم خط يلائم مواضيعي بأسلوب واقعي يستمد من تراث "الخابور" وأزيائه وثقافته؛ من خلال المدرستين الانطباعية والتعبيرية، ورؤيتهما للوجود، وبساطة الإحساس والتعبير الصادق، فاللوحة مرآتي، التي تعكس انطباعي وإحساسي، والتي أبتغي منها أن توصلني إلى جمهوري المتذوق لما أطرحه من جمال ولون وموضوعات متنوعة. فاللوحة هي ثقافة حب وجمال وإبداع فكري وثقافي، متمنياً أن تكون لوحاتي مقروءة من المتذوق بمنظور محلي وعالمي، لكونها قريبة بموضوعاتها من وحي المجتمع والبيئة والتراث، وإرث أمة عريقة. فاللوحة مجتمعة هي الوطن والإنسان والمرأة والطفولة والتراث، لكن كل شيء بلون وريشة وخطوط تعبر عنه، فهي تمثل بلدي "سورية" بحضارته وتراثه وماضيه ومستقبله. كما أنني أعشق اللون وهو يتمدد بلطف على مساحة اللوحة البيضاء، لتشكل لوحتي المستوحاة من واقع وترات وفلكلور، فحين تنجز تروي قصة أو رواية أو أنشودة من حياة أمة وشعب ووطن، لتكون جسراً لطيفاً يربط الواقع مع المستقبل، وتستمد من الحضارة القديمة أصالتها، ولا بد أن تكون ذات صبغة محلية وعالمية».

    وأضاف: «الدراسة الأكاديمية لم تعطني جديداً، فقد درست في "دمشق"، و"بغداد"، و"إيطاليا"، وانقطعت عنها، لكنها لم تكن إلا زيادة في الثقافة، فالموهبة هي الأساس، والتجربة والممارسة هي التي تصقل وتغني تجربة الفنان، فالتكنيك اللوني والنشاط المستمر المترافق مع العمل اليومي، هو من يخلق الفنان».


    بورتريه للبطريرك مارافرام الثاني

    الفنان والناقد التشكيلي "أديب مخزوم"، حدثنا عن تجربة الفنان التشكيلي "سركون بولص خمو" بالقول: «تنوعت أعماله ما بين الواقعية والتعبيرية والرمزية، وأول ما يلفت النظر في لوحاته، تنوع مواضيعه وتقنياته وأساليبه، وهذا التنوع فتح له المجالات الشاسعة لرحلة الكشف التلقائي عن الأفكار التشكيلية التي تحمل تطلعات الحداثة، ضمن إطار الواقعية والتعبيرية والرمزية، وغيرها. وهو يستعيد في لوحاته مجد اللمسة اللونية التلقائية أو العفوية، ويركز لإظهار لونية محلية متوهجة ومخزنة في ذاكرته البصرية، ويبدو في لوحات كثيرة (تحمل رموز المرأة والحصان والحمامة) مدافعاً عن إنسانية الإنسان، ومجاهراً بالسلام الآتي على الرغم من كل الاستحالات المتعاقبة، فقد أنجز العديد من اللوحات، وأقام مجموعة واسعة من المعارض الفردية والمشتركة. وفي جميع لوحاته الفنية بقيت العناصر الشعبية والفولكلورية المحلية مطبوعة في مخيلته وظاهرة في لوحاته، فهو لم يقدم لنا لوحات تجريدية أوروبية، وإنما قدم لوحات مرتبطة بهاجس تراثي للبيئة، وتطلع حيوي نحو الاستعانة بالرموز المحلية المختلفة.

    أضف إلى أن لوحاته تعالج مواضيع الأسطورة، بهدف الوصول إلى حالة توفيقية بين نبض الحكاية القديمة ونبض اللوحة الملتزمة بقضية الإنسان، فقد ازدادت قناعته يوماً بعد آخر بضرورة التعلق بالوهج اللوني الموجود في لباس المرأة في مدينته "الحسكة"، وضمن حالات جمالية مرتبطة بتطلعات وثقافة فنون العصر».


    من أعماله أيضاً
يعمل...
X