اشجع سلمي
Ashja’ Al- Sulami - Achja’ Al- Sulami
أَشْجَعُ السُّلَميُّ
(….ـ نحو 200 هـ)
أبو الوليد أشجع بن عمرو، من بني الشّريد بن مطرود السُّلَميّ، شاعر عبّاسيّ مُحْدَثٌ. تزوّجَ أَبوه امرأةً من أَهْلِ اليمامة، فشَخَص معَها إلى بلدِها، فولدَت له هناك أشْجَع، ثم مات أبوه، فقدمت به أمُّه البَصْرة تطلبُ ميراثَ أبيه، وكانَ من لا يعرفُه يدفعُ نسبَه، فلمّا صَعُدَ نجمُه الشّعريّ، وَعُدّ في الفُحول احْتفتْ به قَيْسٌ وأَثْبَتَتْ نسبَه.
قدم إلى بغداد في أواخر عهد المنصور (136-158هـ)، وامتدحَ ابنَه جعفراً، فأُعجبَ به، وسَبَّبَ له رزقاً. ثمّ اتّصل أشجعُ بالبرامكة، وانقطعَ إلى جعفر خاصّة، وأصفاه مَدْحَه، فأُعجب به ووصلَه إلى الرشيد، ومدحَه فأُعجب به أيضاً، فأثْرى وحَسُنَتْ حالُه في أيّامه وتقدّم عنده، وغدا شاعر الخليفة، وتغنّى بانتصارات الرشيد على الروم وقائدهم نقفور بعد فتح مدينة هرقلة.
وشعر الرجل بالجملة جزل وتركيبه متين، غزير المعنى رشيق الأسلوب، وكان صاحبَ بديهةٍ لا يقولُ القصائدَ الطِّوالَ، ومِمّا قاله في مدح هارون الرشيد:
إلى مَلِكٍ يستغرِقُ المالَ جُودُه | مكارمُه نَثْرٌ ومعروفُه سَكْبُ | |
جهدْتُ فلم أبلغ عُلاك بِمدْحَةٍ | وليس على مَنْ كانَ مُجْتهداً عَتْبُ |
أَدْنَتْك من ظلِّ النّبيّ وصيّةٌ | وقرابةٌ وشَجَت بها الأَرْحَامُ | |
وعلى عدوِّك يا بِن عمِّ مُحمَّدٍ | رَصَدَان ضَوْءُ الصُّبْح والإِظْلامُ |
عُمِّرَ أشجعُ حتى شهد مصرع الأمين سنة 198هـ، ويُرجَّح أَنَّه تُوفّي بعد ذلك بقليل .
ج.ت