اسماء بكر
Asma bint Abi Bakr - Asmaa bint Abu Bakr
أَسْمَاء بِنْت أبي بكر
(000 نحو 73هـ/ 000 نحو 692م)
صحابية من الفضليات، أبوها أبو بكر الصدّيق وأمها قُتَيْلة بنت عبد العزى، وهي أكبر من أختها لأبيها عائشة أم المؤمنين بعشر سنين. كانت أسماء ممن سبق إلى الإسلام بمكة المكرمة، ولقيت الكثير من عذاب المشركين وأذاهم. وقد سميت ذات النطاقين لأنها شقت نطاقها نصفين ليلة خرج الرسول r مع أبيها إلى غار حِراء، فجعلت واحداً لتضع فيه الطعام والآخر لربط قربة الماء.
تزوجها الزُبير بن العوّام [ر] بعد الهجرة، وكان من الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام، فولدت له خمسة أبناء وثلاث بنات أكبرهم عبد الله. وكان الزبير ضيّق ذات اليد لا يملك إلا فرسه، فكانت تعينه على كسب قوتهما، وتقوم من أجل ذلك بالأعمال الصعبة، وكان زوجها قاسياً شديد الغيرة عليها، فكانت تحتمل ذلك منه صابرة. وشهدت معه معركة اليرموك، وأبلت فيها بلاءً حسناً. ولما طلقها زوجها عاشت مع ابنها عبد الله.
اشتهرت أسماء برواية الحديث عن النبي r، فروت ستة وخمسين حديثاً، منها اثنان وعشرون في الصحيحين. وكانت ذات منطق وبيان، ولها شعر قليل. وعرفت بالجود والكرم والصلاح، فكانت لا تدّخر شيئاً من مالها، وتعتق حين مرضها كل مملوك لها، وتحث أهلها على الصدقة. وكانت تعاني من ورم في رقبتها وصداع يعتريها، ومع ذلك فقد عاشت مئة سنة محتفظة بسداد تفكيرها وحضور ذهنها.
عرفت بالقناعة، كما اشتهرت بالشجاعة والعزّة ومضاء العزيمة، وعندما جاءها ابنها عبد الله بن الزبير مودّعاً لخوض معركته الأخيرة مع بني أمية طالباً نصحها ـ وكانت قد فقدت بصرها ـ شجعته على متابعة القتال مادام على حقٍ يؤمن به. وعندما صلب بعد مقتله لم يسمح لها بدفن جثته حتى كلّمت الحجاج بأمره فأذن لها.
توفيت بعد مقتل ابنها بأيام قلائل، وكانت آخر المهاجرين والمهاجرات وفاةً.