الأمّ للكاتبة العذبة هالة الأخرس

من زنبقةٍ تراقصُ الحياةَ،
تزهرُ في مدائنِ الرّوحِ،
من أنينِ النّواعيرِ الذي يتسرّبُ داخلي،
ويمتدُّ جسراً من الحبِّ والانتماءِ،
إليك أمي،
-
أمي
امرأةٌ بِلونِ الفصولِ،
مواسمُ حبٍّ في مهرجانِ الحياةِ،
في صدرِها وسادةٌ بحجمِ الوطنِ،
وناعورةٌ تحكي تاريخَ الماءِ، ترتّلُ أناشيدَ قدسِ السّماءِ على ثغرِ الأطفالِ.
-
من ابتسامتِها ينبعثُ النّورُ ،
ومن لمسةِ أصابعِها يتدفّقُ ماءُ الحياةِ في كلِّ تفاصيلِي و أجزائِي الصّغيرةِ التي نبتَتْ على يدَيها،
-
أمي ،
أيُّها الصَّباحُ
الذي يُمطرُني بأساطيرِ الفرحِ،
دعاؤُكِ لي ترتيلةٌ قدسيّةٌ،
أحملُها معي بشغفٍ بينَ الضّلوعِ،
ألِجُ سرَّكِ لأرويَ من طهرِ كفَّيكِ
جنّةً من خمرٍ وأعنابٍ.
لكِ أمّي،
يركعُ الكونُ في قصيدةٍ،
ويقيمُ صلاةَ الوفاءِ على حدودِ الشّمسِ.
حروفي يا أمّي وحدَها
تستبيحُ غفوةَ الحنينِ ،
لتؤرِّخَ عيدَكِ على جدرانِ معابدِ القلبِ بشَذا الياسمين.