ابن الشاطر (علي بن ابراهيم-) (Al-Shatir (Ali ibn Ibrahim ibnعالم دمشق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن الشاطر (علي بن ابراهيم-) (Al-Shatir (Ali ibn Ibrahim ibnعالم دمشق

    ابن الشاطر (علي بن إبراهيم-)
    (704 ـ 777هـ/1304 ـ 1375م)

    عالم دمشق، علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن محمد بن الهمام ابن محمد بن إبراهيم بن حسن الأنصاري الأوسي الدمشقي، المشهور بابن الشاطر، المطَعِّم لشهرته بفن التطعيم وصناعته الذي اكتسبه منذ صغره من زوج خالته الذي كفله بعد موت والده، فأتقنهما ومارسهما، وجنى منهما ثروة كبيرة ساعدته على حياة مترفة.
    درس علومه الأولى في مجالس شيوخ دمشق، مسقط رأسه، ورحل إلى القاهرة والإسكندرية للاستزادة بالعلم. ثم عاد إلى دمشق، وتولَّى التوقيت والآذان في جامعها الكبير، الأموي. وترأَّس المؤذّنين فيه.
    برع ابن الشاطر بما اكتسبه وجناه في مجالس العلم في علوم الرياضيات والفلك والتوقيت والميكانيك، وبخاصة صناعة الساعات، واشتهر بما أبدعه من منجزات علمية في الفلك وابتكارات في صناعة الساعات المعدنية الميكانيكية، ففي مجال علم الفلك سبق العالم البولوني كوبرنيك (ت950هـ/1543م) بنحو قرنين من الزمن في وضع نظريته عن حركة الكواكب ودورانها حول الشمس أو يُسمى (بالنظام الشمسي)، وفي ذلك يقول المستشرق (ديفيد كنج) في مقال له منشور في كتاب «قاموس الشخصيات العلمية» ما نصُّه: «عٌثر في بولونيا موطن العالم الفلكي كوبرنيك على مخطوطات عربية عام 1973م، تثبت أن كوبرنيك كان يأخذ عنها ويدعي لنفسه ما يأخذ» ثم يتابع قائلاً: «لقد ثبت منذ عام 1905 أن نظريات كوبرنيك في الفلك هي في أصلها مأخوذة عن ابن الشاطر الفلكي العربي المشهور وادعاها كوبرنيك لنفسه».
    وكان من أهم إبداعات ابن الشاطر في مجال علم الفلك بعد دراسته لحركة الأجرام السماوية بكل دقة ومراقبة دائبة متعمقة، أنه توصل إلى إثبات أن زاوية انحراف دائرة البروج تساوي (23 درجة و31 دقيقة) عام 767هـ/1365م، ومن المعروف أن القيمة الدقيقة التي توصل إليها علماء الفلك في القرن العشرين، باستخدامهم الآلات الراصدة والحاسبات الحديثة هي (23 درجة و31 دقيقة و19.8ثانية) أي إن الفارق بين حساب ابن الشاطر، بوسائله البسيطة، وبين ما أبرزته الآلات الحديثة الفائقة الدقة كان فارقاً بسيطاً (19.8ثانية).
    وكان العالم جورج سارتون، وهو من أوائل علماء الغرب وباحثيه، ممن قدروا جهود ابن الشاطر واعترفوا بأسبقيته على علماء أوربا.

    "ذات الربع" آلة قياس الارتفاع الزاوي
    ابتكر ابن الشاطر اسطرلاباً لا يزال موجوداً في مكتبة باريس الوطنية محفوظاً بها، مسطراً عليه أنه قُدِّم إلى الشيخ علي بن محمد الدربندي. كما ابتكر أيضاً آلة سماها «البسيط» لمعرفة أوقات الصلاة وضبطها بدقة، كانت موضوعة في إحدى مآذن الجامع الأموي بدمشق؛ ومن المعروف أن أكبر علماء الفلك كانوا يشرفون على الآذان، وهذا الابتكار يدل على أن ابن الشاطر أول مبدع لأول ساعة ميكانيكية معدنية، بعد أن كانت صناعة الساعات تعتمد على الخشب القاسي وعلى قوة الماء في دورانها. وفي ذلك يقول محمد أحمد دهمان في مقدمته لكتاب «علم الساعات والعمل بها» لرضوان الساعاتي: «وانتهى علم الساعات إلى علي بن إبراهيم المعروف بابن الشاطر المتوفى عام 777هـ، فأخرجها من دائرة الماء إلى دائرة الميكانيك، ومن دائرة الخشب إلى دائرة المعدن، وصنع ساعة صغيرة بعد أن كانت عدة أمتار، فجعلها نحو ثلاثين سنتمتراً، وأدخل فيها الآلات المعدنية، واستغنى عن الماء والآلات الخشبية الطويلة...».
    ولابن الشاطر مؤلفات نافت على الثلاثين مؤلفاً، ومن المؤسف أن بعضها لا يزال مفقوداً، ومن أهم مؤلفاته في الفلك: «رسالة في العمل بالرُبْع الهلالي» (آلة رصد)، و«رسالة في العمل بالربع الشيكازية» (آلة رصد)، و«زيج ابن الشاطر»، يقول: إنه وضعه بالاعتماد على المشاهدة المباشرة بنفسه بعد إتقانه علم الحساب والهندسة والمساحة، وإطلاعه على كتب من تقدمه بهذا الفن كما يقول في مقدمة الزيج. وكتاب «لمعة ابن الشاطر»، و«رسالة في العمل بالدقائق باختلاف الآفاق المرئية»، و«أرجوزة في الكواكب ورسالة في استخراج التأريخ»، و«آلة صندوق التواقيت» في الميقات.
    زهير حميدان

يعمل...
X