الشيخ (عبد الغني ـ)
(1905ـ 1970)
عبد الغني الشيخ، ملحن شعبي سوري ولد في حي السويقة بدمشق وتوفي فيها. درس في الكتّاب مبادئ القراءة والكتابة والتجويد، وعمل حذّاء مع أخيه الأكبر. وبسبب ميله إلى الموسيقى تتلمذ على يد الموسيقي السوري صبحي سعيد الذي صار رئيس فرقة الموسيقى في الإذاعة السورية حين إنشائها زمن الانتداب. وفي وقت مبكر، راح الشيخ يغني في الأفراح والأعراس أدواراً وموشحات. ومع أنه لا يعزف على آلة موسيقية، ولا يقرأ التدوين الموسيقي، إلا أنه برع في التلحين، وكان يستخدم الضرب بيديه للتعبير عن إيقاع الأغنية التي يلحنها. وهذه فرادة تحسب لـه، وكان أول لحن نسب إليه أغنية «عمي يا بياع الخس .. الله الدايم» التي انتشرت في بلاد الشام انتشاراً عجيباً. وبعد احتلال فرنسا لسورية، راح يؤلف ويلحن مونولوغات انتقادية يهاجم فيها الاستعمار الفرنسي. ومن أبرز ما كتب ولحن في هذا الصدد المونولوغ الآتي:
«بلا معاهدات بلا محالفات
بلا اتفاقات وبروتوكولات
ما دام المدفع طرق
والبارود احترق
كل المعاهدات بتصفي قصاصة ورق …»
أنشأ عبد الغني الشيخ، في مطلع العشرينات من القرن العشرين، مسرحاً غنائياً عمل فيه إلى جانبه أفذاذ الكوميديا السورية أمثال عبد اللطيف فتحي[ر]، ومحمد علي عبده، وصبحي الطرابلسي وأحمد أيوب. وفي هذه الفترة تزوج، وسافر إلى اليونان لتسجيل مونولوغاته في أسطوانات، وإثر الثورة السورية اضطر إلى الهرب من حلب واللجوء إلى العراق، حيث تعمل فرقته في الموصل لأن الفرنسيين حكموا عليه بالإعدام بسبب مونولوغاته الانتقادية، وبقي في العراق أربع سنوات يلحن ويغني ويمثل. ثم عاد إلى دمشق، ومنها إلى عمان ثم حيفا، واصطحب معه المطربة اللبنانية سهام رفقي التي غنت لـه أغنية «يا ام العباية حلوة عباتك» التي كانت الشرارة التي أطلقته في العالم العربي ملحناً أول. وفي حيفا، أقام خمس سنوات يغني ويلحن في صالة «زكية القرعة» المشهورة وقتئذٍ.
عندما سمع الملحن والمطرب المصري محمد عبد الوهاب ألحان عبد الغني الشيخ تعاقد معه على تلحين 40 أغنية لمصلحة شركته للأسطوانات «كايروفون» ومنها أغنيته الشهيرة التي غنتها سهام رفقي: «أبو الزلف يا زين» التي قبس لازمتها الأساسية وجعلها اللازمة الأخيرة في أغنيته المعروفة «الحبيب المجهول».
وعندما جلت فرنسا عن سورية احتفل عبد الغني الشيخ، بهذه المناسبة، بلحن غناه بنفسه، مطلعه:
«حلِّي يا فرنسا حلِّي
عن سورية وتخلِّي
لا تهدّي بجبل لبنان
وعلى مرسيليا ولّي».
وسجلت لـه شركات الأسطوانات المحلية كشركة «صناديقي ونوري» الدمشقية، وشركة «سودوا» الحلبية بصوته وبأصوات مطربين ومطربات أكثر من 400 لحن، ومنها ألحانه للمطربة اللبنانية سميرة توفيق التي وجهها لتغني اللون البدوي، ولحن لها أول أغنية في هذا الاتجاه: «يا خيال الزرقا يا ولد».
رحل عبد الغني الشيخ عن عمر يناهز الخامسة والستين سنة تاركاً إرثاً ضخماً من الألحان الشعبية التي ما يزال صداها يتردد في عالم الغناء في العالم العربي.
عادل أبو شنب
(1905ـ 1970)
عبد الغني الشيخ، ملحن شعبي سوري ولد في حي السويقة بدمشق وتوفي فيها. درس في الكتّاب مبادئ القراءة والكتابة والتجويد، وعمل حذّاء مع أخيه الأكبر. وبسبب ميله إلى الموسيقى تتلمذ على يد الموسيقي السوري صبحي سعيد الذي صار رئيس فرقة الموسيقى في الإذاعة السورية حين إنشائها زمن الانتداب. وفي وقت مبكر، راح الشيخ يغني في الأفراح والأعراس أدواراً وموشحات. ومع أنه لا يعزف على آلة موسيقية، ولا يقرأ التدوين الموسيقي، إلا أنه برع في التلحين، وكان يستخدم الضرب بيديه للتعبير عن إيقاع الأغنية التي يلحنها. وهذه فرادة تحسب لـه، وكان أول لحن نسب إليه أغنية «عمي يا بياع الخس .. الله الدايم» التي انتشرت في بلاد الشام انتشاراً عجيباً. وبعد احتلال فرنسا لسورية، راح يؤلف ويلحن مونولوغات انتقادية يهاجم فيها الاستعمار الفرنسي. ومن أبرز ما كتب ولحن في هذا الصدد المونولوغ الآتي:
«بلا معاهدات بلا محالفات
بلا اتفاقات وبروتوكولات
ما دام المدفع طرق
والبارود احترق
كل المعاهدات بتصفي قصاصة ورق …»
أنشأ عبد الغني الشيخ، في مطلع العشرينات من القرن العشرين، مسرحاً غنائياً عمل فيه إلى جانبه أفذاذ الكوميديا السورية أمثال عبد اللطيف فتحي[ر]، ومحمد علي عبده، وصبحي الطرابلسي وأحمد أيوب. وفي هذه الفترة تزوج، وسافر إلى اليونان لتسجيل مونولوغاته في أسطوانات، وإثر الثورة السورية اضطر إلى الهرب من حلب واللجوء إلى العراق، حيث تعمل فرقته في الموصل لأن الفرنسيين حكموا عليه بالإعدام بسبب مونولوغاته الانتقادية، وبقي في العراق أربع سنوات يلحن ويغني ويمثل. ثم عاد إلى دمشق، ومنها إلى عمان ثم حيفا، واصطحب معه المطربة اللبنانية سهام رفقي التي غنت لـه أغنية «يا ام العباية حلوة عباتك» التي كانت الشرارة التي أطلقته في العالم العربي ملحناً أول. وفي حيفا، أقام خمس سنوات يغني ويلحن في صالة «زكية القرعة» المشهورة وقتئذٍ.
عندما سمع الملحن والمطرب المصري محمد عبد الوهاب ألحان عبد الغني الشيخ تعاقد معه على تلحين 40 أغنية لمصلحة شركته للأسطوانات «كايروفون» ومنها أغنيته الشهيرة التي غنتها سهام رفقي: «أبو الزلف يا زين» التي قبس لازمتها الأساسية وجعلها اللازمة الأخيرة في أغنيته المعروفة «الحبيب المجهول».
وعندما جلت فرنسا عن سورية احتفل عبد الغني الشيخ، بهذه المناسبة، بلحن غناه بنفسه، مطلعه:
«حلِّي يا فرنسا حلِّي
عن سورية وتخلِّي
لا تهدّي بجبل لبنان
وعلى مرسيليا ولّي».
وسجلت لـه شركات الأسطوانات المحلية كشركة «صناديقي ونوري» الدمشقية، وشركة «سودوا» الحلبية بصوته وبأصوات مطربين ومطربات أكثر من 400 لحن، ومنها ألحانه للمطربة اللبنانية سميرة توفيق التي وجهها لتغني اللون البدوي، ولحن لها أول أغنية في هذا الاتجاه: «يا خيال الزرقا يا ولد».
رحل عبد الغني الشيخ عن عمر يناهز الخامسة والستين سنة تاركاً إرثاً ضخماً من الألحان الشعبية التي ما يزال صداها يتردد في عالم الغناء في العالم العربي.
عادل أبو شنب