الشبيبي (محمد جواد-)(Al-Shibibi (Mohammad Jawadشاعر وأديب عراقي من أهل النجف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشبيبي (محمد جواد-)(Al-Shibibi (Mohammad Jawadشاعر وأديب عراقي من أهل النجف

    الشَّبيبي (محمد جواد ـ)
    (1281 ـ 1363هـ/1864 ـ 1943م)

    محمد جواد (أو جواد) بن محمد ابن شَبيب بن إبراهيم بن صقر النجفي، المعروف بالشَّبِيبي، شاعر وأديب عراقي من أهل النجف، بل هو شيخ شعراء العراق وأدبائه في عصره، وأحد أعلامه وأعيانه. وهو والد الشاعر المشهور محمد رضا الشبيبي.
    ولد محمد جواد ببغداد، كما جاء في سيرته التي كتبها ابنه في حياته، وبعد ولادته بأيام قليلة توفي والده، وكان مقيماً ببغداد فراراً من تحكم بعض شيوخ لواء (محافظة) «المنتفق».
    وبعد موت والده أرسل جده لأمه «الشيخ صادق» في طلب ابنته وحفيده، وأنفذ من حملهما إليه في «المنتفق»، وكان فقيهاً كبيراً وأديباً ضليعاً، فنشأ محمد جواد في كنف جده هذا الذي تعهده بالعناية والرعاية، فتعلم القراءة والكتابة، وشدا الشعر صبياً، كما جوّد الخط حتى اشتهر فيه.
    ولما توفي جده سنة 1296هـ، انتقل من «المنتفق» إلى النجف، ومنها إلى بغداد متردداً بينها وبين «الكاظمية» مقبلاً على درس العلوم، ثم عاد إلى النجف ثانية لدرس الفقه والأصول والأدب على يد أشهر العلماء في ذلك الوقت، ومنهم: عبد الكريم الأعرجي الكاظمي، وأحمد المشهدي، ومهدي الحكيم، ومحمد بن الشيخ خضر، وغيرهم.
    وكان ميالاً منذ نشأته إلى الأدب، منظومه ومنثوره، فاستفرغ جهده فيهما، وصرف همّته إليهما، وراح ينظم الشعر ويحبّر النثر حتى برع فيهما وبرّز، وصار من كبار رجال هذين الفنّين. وتميز بالترسّل والبيان ووُصف بأنه أكتب كتّاب تلك الديار، حتى لقد دُعي إلى زيارة بعض البلاد الأوربية، فأبى ولم يشأ أن يغادر وطنه مهما بُذل له من المال.
    وقد بقي على صلة قوية بعلماء عصره وأدبائه، وكان يتردد إلى مجالسهم أينما حل، في بغداد أو المنتفق أو الكاظمية، فضلاً عن النجف الأشرف، من أمثال: هادي بن عباس الجعفري، وعبد الكريم الجزائري، وجعفر الحلّي، وباقر الهندي، وعبد الحسين الحلي، ... وكلّهم ممن لهم ـ بمختلف طبقاتهم ـ تاريخ حافل بالفضيلة والمآثر الكريمة، وإليهم يرجع الفضل في بناء النهضة الأدبية. وله مع هؤلاء العلماء نوادر وطرائف غاية في الرّقة، ومساجلات شعرية كثيرة، وكان هو المجلّي في شعره ونثره ونوادره وسرعة خاطره، على الرغم من كثرة عددهم.
    وقد أمضى محمد جواد الشبيبي مدة طويلة في النجف على هذه الحالة، وأخيراً فارق النجف إلى بغداد مقيماً في إحدى ضواحيها «الكرادة الشرقية» بين أولاده وأحفاده، في كرامة موفورة، متوقفاً عن النظم والكتابة، حتى وافاه الأجل. فنقل إلى بلده النجف ودفن هناك بتشييع كبير في كلٍ من بغداد والنجف، حيث اشتركت فيه جموع غفيرة من مختلف الطبقات الرسمية والشعبية. ورثاه بعض الشعراء بقصائد طويلة جياد.
    وقد ترك الشبيبي عدداً قليلاً من المؤلفات التي لا تزال مخطوطة عند أسرته ومنها: «حياة الشيخ خزعل خان»، وهذا الرجل كان أمير المحمّرة، من مقاطعة الأهواز المسماة اليوم خوزستان بين إيران والعراق، توفي سنة 1936م، «الدرّ المنثور على صدور الدهور» وهو مجموع يشتمل على ثمان وثمانين رسالة، كاتب بها جمهرةً من أصحابه وأحبابه. «ديوان شعره» وهو ضخم، فُقد في حياة صاحبه مع ما فقد من المسوّدات المهمة الخاصة به، بسبب الكوارث الداخلية التي ألمّت بالبلاد.
    على أن كثيراً من شعره تناقله الرواة، ونُشر بعضٌ منه في عدد من الصحف والمجلات، وأثبت شيئاً منه بعضُ من ترجموا له، كمحمد صبري، ومحسن الأمين العاملي.
    ثم قام أحد أقربائه، وهو الشاعر محمود الحبوبي النجفي، بجمع شعره المتفرق حتى تجمع لديه ما يربو على 2500 بيت، في نحو 400 صفحة، من عيون الشعر ومختاراته، ولكن هذا الديوان المجموع ما يزال مخطوطاً.
    وشعر الشبيبي جيد، يدل على ثقافة عربية راسخة، وإطلاع مكين على علوم العربية ومفرداتها. وقد ظهر أثر ذلك في شعره الذي امتلأ بالألفاظ الغريبة والتراكيب الجزلة القوية، على طريقة الشعراء القدامى من جاهليين وأمويين، يضاف إلى ذلك ما في شعره من تكلف وعناية ببعض المحسنات البديعية.
    أما موضوعات هذا الشعر فهي متنوعة، فيها المراثي والحكم والآداب والغزل والتخميس لقصائد مشهورة، والوصف ولا سيما المخترعات الحديثة كالباخرة، والتلغراف، والبالون (المنطاد)، وله أيضاً شعر اجتماعي صوّر فيه بعض العيوب وجوانب النقص في المجتمع، فجاء شعره هذا صادقاً وجميلاً. كقوله وقد أبصر أمامه القصر الشاهق الرفيع، وإلى جانبه الكوخ المتهدم الوضيع:
    أجارةَ هـذا القصر نـوحُكِ مزعج
    لآنسةٍ فيـه أكبَّـتْ على العزف
    أدرتِ الرّحى في الليل، يقلق صوتها
    وجارتُـكِ الحسناء تنقُـر بالدّفّ
    وجاورت هاتيك القصور شواهقـاً
    بدارٍ بلا بَهْـوٍ، و بيتٍ بلا سقفِ
    وقوله في وصف البالون (المُنطاد):
    وكم طائرٍ في الجو يخترق الفضا
    ويَذْعَـرُ أسرابَ القطـا طيرانُـه
    يَخِـفّ به روح السَّديِم لمـــرتمىً
    بعيـدٍ على ذاتِ الجنـاحِ مكانُـه
    محمود فاخوري

يعمل...
X