رتشارد برنزلي شِريدان Richard Brinsley Sheridan مسرحي وخطيب وسياسي إنكليزي،

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رتشارد برنزلي شِريدان Richard Brinsley Sheridan مسرحي وخطيب وسياسي إنكليزي،

    شِريدان (رتشارد برِنزلي ـ)
    (1751 ـ 1816)

    رتشارد برنزلي شِريدان Richard Brinsley Sheridan مسرحي وخطيب وسياسي إنكليزي، ولد في دبلن في إيرلندا، ونشأ في عائلة مثقفة، إذ كان والده مدرساً للإلقاء ومؤلفاً لمعجم مهم، كما قدّمت والدته بعض الكتابات للمسرح. بعد انتقال العائلة للعيش في لندن أُدخل الابن مدرسة هارو Harrowالعريقة. وفي عام 1770 انتقلت العائلة من جديد إلى مدينة باث Bath المعروفة بحماماتها الرومانية، وتعرف شِريدان هناك إليزابيث لِنلي Elizabeth Linley التي هربت وإياه إلى فرنسا بسبب مطاردة شاب لها، مما اضطره إلى مبارزة الشاب المنافس أكثر من مرة، ثم تزوجا في لندن عام 1773. عمل شريدان في المسرح وحل محل المخرج والممثل ديفيد غاريك David Garrick في إدارة مسرح دروري لين Drury Lane الذي انتقلت ملكيته في النهاية إليه وإلى والد زوجته. ضعف بعد ذلك اهتمامه بالمسرح على حساب اهتماماته السياسية، فشغل مناصب عدة، إذ صار عام 1780 عضواً في البرلمان عن حزب الأحرار، ومساعداً لوزير الشؤون الخارجية، ومستشاراً وأميناً لسر المالية والبحرية. كان من مناصري مبادئ الثورة الفرنسية وفي خطاباته أمام البرلمان كان مدافعاً بليغاً عنها، وانتقد الغبن الذي عاناه أولئك الذين تعاطفوا مع الثورة والإصلاح، وأكد حق الفرنسيين في اختيار الحكم الذي يريدون. دخل متاهة النزاعات السياسية ففقد حظوته لدى ولي العهد الذي صار لاحقاً الملك جورج الرابع. وبعد وفاة زوجته الأولى عام 1795 تزوج مرة أخرى، إلا أن زوجته الثانية عانت الكثير من المرض، ومع احتراق مسرح دروري لين عام 1809 وقع شِريدان في ضائقة مالية كبيرة لاحقته حتى وفاته في لندن.
    كانت مدينة باث في ذلك الوقت المدينة الثانية بعد لندن من حيث نفوذها وسطوتها على الذوق العام والسلوك و(الموضة) في إنكلترا، فكانت مسرحاً لباكورة نتاج شريدان المسرحي الفعلي ملهاة «المتنافسون» The Rivals ت(1775)، وكانت أحداث حياته الشخصية التي مر بها حتى ذلك الوقت موضوعاً لها. والمسرحية من نوع «ملهاة السلوك» Comedy of Manners الشائعة التي تميزت بالكثير من التصنع والحذلقة في الحوار بهدف السخرية من التكلف والنفاق والادعاء الذي صبغ سلوك طبقة المجتمع المخملي، وهي وصف حي للحياة الاجتماعية في إنكلترا القرن الثامن عشر. وفي هذا النوع من الكتابة المسرحية تأخذ الشخصيات أسماء مجردة (صفات) تعبر عن فحواها، وتتسم بالسطحية وادعاء ما ليس فيها من مثل شخصية السيدة مالابروب Mrs. Malaprop، التي يدل اسمها على المرأة الثرثارة التي تستخدم على الدوام الكلمات في غير محلها. وهكذا فالشخصيات كاريكاتورية بامتياز، إذ يبالغ في الصفات لتصبح مدعاة للضحك والسخرية والاستخفاف. لم تحظ المسرحية بنجاح لدى الجمهور فأعاد شريدان صياغتها وتوزيع أدوارها فلاقت نجاحاً باهراً فاق كل التوقعات.
    يعود الفضل لشريدان في إعادة التقدير لملهاة عصر إعادة الملكية Restoration بعد انتهاء حكم جمهورية كرومويل Cromwellعام 1660، فقدم مسرحيات وليم كونغريفWilliam Congreve من تلك الفترة، كما قدم عام 1777 مسرحية «رحلة إلى سكاربْره» A A Trip to Scarborough، وهي اقتباس عن مسرحية جون فانبرو John Vanbrugh«الانتكاس» The Relapse التي هذبها وشذبها شريدان لتلائم ذوق جمهور عصره، وتعلم من ذلك الكثير مما عاد عليه بالفائدة. وكان قد قدم قبل ذلك أوبرا كوميدية بعنوان «الدوينة» أو «الوصيفة» The Duenna فاق نجاحها أي عمل آخر مشابهٍ حتى ذلك الوقت.
    منظر من مسرحية "مدرسة للفضائح" من مهرجان ستراتفورد الكندية
    كتب شريدان «مدرسة للفضائح» The School for Scandal التي تُرجمت إلى العربية «مدرسة الفضائح»، وهي أفضل مسرحياته على الإطلاق، استفاد في كتابتها من قدرته على استخدام المؤثرات على خشبة المسرح. وتجتمع في هذه المسرحية الخصائص التي ميزت «ملهاة السلوك» كافة، إضافة إلى الحوار الذكي السريع، في جو من التنكر والتآمر والتلصص والتنصت والاختباء وراء الستائر والعلاقات المتداخلة المشبوهة، وأخيراً الحل المفاجئ حين تنكشف الدسائس ويحق الحق. وهنا أيضاً قدم شريدان الشخصيات المسطحة الأحادية الخاصية ذات الأسماء المجردة، فهناك الأخوان النقيضان سرفِس Surface (سطحي)، وليدي تيزل Lady Teazle (ذات الشوك) المزعجة، وسير باك بايت Backbite (النمَّام)، وسير بريميوم Premium (مكافأة) المرابي. وتعد هذه المسرحية من أفضل ما كُتب في القرن الثامن عشر، وأفضل ما كُتب في «ملهاة السلوك». وقد قدَّم شريدان أيضاً في مسرحيته «الناقد» The Critic ت(1779)عرضاً لموهبته في النقد اللاذع للأعراف المسرحية السائدة آنئذ، وهي صورة ساخرة (كاريكاتورية) حول الغرور الذي يصيب الكتّاب.
    طارق علوش

يعمل...
X