جيل الرائدات .." سعاد الحداد "..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جيل الرائدات .." سعاد الحداد "..


    " سعاد الحداد " .....
    جيل الرائدات


    حضورها في تلك الفترة في أواخر الستينيات من القرن الماضي لم يكن مجرد سد ثغرات غياب الحضور النسائي في المسرح الليبي فحسب ، بل قطعت خط العودة على الرجال الذين يجسدون الأدوار النسائية ونهائياً . فحضورها بعد رائدة المسرح الليبي بسنوات قليلة " الفنانة " حميدة الخوجة " وبصحبة صديقتها الدائمة الإذاعية والممثلة " فاطمة عمر ، والمرحومة فاطمة عبدالكريم / ببنغازي " وفاطمة وعائيشة الحاجي " اللواتي لم يواصلن المسيرة ، وأخريات غيرهن ، لم يكن سد فراغ لمرحلة أنتهت فقط ، بل يعد فتحاً حقيقيا للمسرح الليبي أشبه بالفتح الذي أحدتتاه الممثلثان الفرنسيتان الممثلة " أدريان " في مطلع القرن الثامن عشر ومواطنتها " سارة برنار" ( 1844 _ 1932 م ) في المسرح الفرنسي . فحضورهن عبد طرقاً كانت محفوفة بألغام المجتمع ردهاً من الزمن . فلولاهن ..... ومن أين سندري متى ستنتهي هذه المرحلة ؟
    لم تكن الصدفة وحدها التي قادت ضيفتنا " سعاد الحداد " الى خشبات المسارح السورية حيث إقامتها كمهاجرة هناك شأن العديد من الأسر الليبية . ولكن حدس المخرج الليبي الكبير " صبري عياد " _ الذي تربطه صداقة ودودة مع والدها_ هو الذي قاده اليها وهي في مستهل صباها ، عندما رشحها لتشارك في مسرحية " قيس و ليلى " . التي قدمتها " فرقة مصرية زائرة " من بطولة الفنان " حسين رياض " لتشارك في فعاليات " معرض دمشق الدولي " .
    سعاد :- ......... تغيب الفنانة " فاطمة رشدي " _ أخت " شادية " _ هو الذي أتاح لي هذه المساهمة التي كانت عبارة عن قراءة أربعة أبيات من الشعر ... لكن الحادثة التي لم تفارق ذاكرتي عندما قال لي الفنان الكبير " حسين رياض " :- " يابنتي انت غاوية مسرح يعني غاوية فقر " .... وقتها تقاضيت على دوري مبلغ خمسون ليرة سورية وهذا اول اجر اتقاضاه في المسرح الذي يعد مبلغاً لا بأس به .
    * : - كعائلات مهاجرة .... كيف كان نمط الحياة السائد فيما بينكم ؟
    * :- نحن كنا نشكل عائلات المغاربة التي هاجرت الى سوريا مع بدايات القرن العشرين " عائلة القابسي ، وبن موسى ، والباجقني ، والحمروني.....الخ " كانت تربطنا دونما شك أواصر طيبة فقد حملنا الوطن في قلوبنا وعلى أكفنا صحبة تقاليدنا وعاداتنا في أفراحنا والأتراح . الأمر الذي لم يمنعنا من الإندماج في نسيج المجتمع السوري الذي أستقبلنا بود خالص .
    * :- المهاجرون الليبيون أنتجوا العديد من الأسماء المبدعة الفنانة " نجاح حفيظ " والفنان " ياسين بقوش " وأنت و " صبري عياد " و " فاطمة عمر " فيما بعد .
    سعاد :- " نجاح " كانت جارتي وهي من أسرة ليبية تنتمي لعائلة الحمروني و" ياسين بقوش " ينتمي لعائلة من مدينة صبراتة ...... " صبري عياد " بعد عودته لأرض الوطن سنة 1969 م قدم مسرحية " وتشرق الشمس من جديد " التي شاركنا بها في مهرجان المغرب العربي . التي لاقت صدى طيباً في ذلك المهرجان . حتى أن الفنان الجزائري " مصطفى كاتب " قال : - " إذا كان ثمة ممثلة في المغرب العربي لكانت سعاد " .
    *:- لم أسمع بأي تكريم من المؤسسات الثقافية لهذا المبدع .
    سعاد :- بينما الإذاعة السورية أفردت أسبوعاً كاملاً لأعماله إثر وفاته ...... نتمنى لزوجته الشفاء .
    * :- نعود للشام ..... ماذا قدمت مع " صبري عياد " ؟
    سعاد : - الأستاذ " صبري عياد " كان مؤسساً لفرقة أهلية لا أذكر أسمها التي قدمنا من خلالها مسرحية وطنية دعما لحرب الجزائر . القضية الأكثر حضوراً في قلوب الملايين في ذلك الوقت إسمها " ابن الجزائر" مع الفنان " طلعت حمدي " الذي كان في بداياته وهي من تأليف وإخراج " صبري عياد " . كما عملت مع الفنان " محمود جبر " في مسرحية " الضرة مرة " كانت بدايات تشكيل المسرح العسكري في سوريا ...... الأستاذ صبري كان دعمأ ومبرراً لإستمراريتي أمام والدي الذي يحترمه كثيراً .
    *:- هل مازلت تحتفظين بعلاقات مع مبدعين من الشام ؟
    سعاد :- علاقة ود وصداقة مع " منى واصف " ، و "طلحت حمدي " و "عبد الرحمن ال رشي " ، والمخرج "البير كيلو " الذي قدم لي عرضاً دائماً للعمل معه .... ولم أذهب طبعاً .
    * : - عودتك لليبيا كانت في بداية الستينيات من القرن الماضي من من الممثلاث اللواتي سبقنك في هذا المجال ؟
    سعاد :- كانت عودتي سنة 1965 م وجدت أمامي الفنانة " حميدة الخوجة " .. كانت بدايتي مع الوطنية في مسرحية " أهل الكهف " من إخراج " عمران راغب المدنيني ".
    * :- الأستاذ " شرف الدين " يسند إخراجها للمرحوم " محمد العقربي " ؟!.
    سعاد :- كان الأستاذ " العقربي " أستاذاً ل" عمران " فقام بالأشراف على سير العمل ولكني لا أنكر مجهود " عمران " كمخرج . فالمسرحية من إخراج " عمران راغب المدنيني" وبتث على الهواء عبر إذاعة الملاحة .
    * :- عملت مع عمران في مسرحية " شركان في بيت زارة " مع المسرح القومي " الوطني حالياً " .
    سعاد :- نعم ..... فقد شاركنا بها في الدورة الأولى لمهرجان دمشق الدولي .
    * :- ولكنها لم تلقى صدى في هذا المهرجان حسب علمي ؟!! .
    سعاد :- كانت طويلة يانوري " أطول من ليلة من غير قمر "...." أعقبتها بضحكة ثم أضافت " .... كان بإمكان المخرج أختزالها وتشذيبها... وكم قلنا هذا .... عملت أيضاً مع الوطنية في مسرحية " غرام يزيد " من إخراج " العقربي " .
    * :- كان تواجدك مع بدايات تأسيس المسرح القومي _ الوطني _ وعملت مع العديد من المخرجين ، العقربي ، الأمين ناصف ، خالد مصطفى خشيم ، عمران المدنيني ، الطاهر القبايلي .
    سعاد :- أين " الطاهر القبايلي " الأن ؟ عملت معه " وطني عكا " وكان عملاً متقناً وجيداً ... ليته لم يتوقف ..... الطاهر" كسلان " .
    * :- أخرج مؤخراً مسرحية " عريس لبنت السلطان " ... نتوقف عند " الأمين ناصف " .
    سعاد :- عندما قدم لي الأستاذ " الامين ناصف " نص مسرحية " الزير سالم " لألفريد فرج . اخترت دور " سعاد " الذي حفظته وكنت جاهزة للعرض ... الى ان اسند لي الاستاذ " الأمين " دور " الجليلة " بعد اعتذار زوجة الفنان المصري " زين العشماوي " واسند دوري للفنانة " لطفية ابراهيم " التي كانت عنصراً جديدا في المسرح الوطني ولعبت الدور بإتقان ملفت للنظر ..
    * :- هل ثمة مايقال للطفية ؟
    سعاد :- " شن بنقول ...خسرناها مظبوط ... خسارة لطفية.. لطفية عفوية ... ممثلة بمعنى الكلمة " قيلت هذه الجملة بحسرة " .
    * :- كما خسرناك انت في الساحة المسرحية .... نعود للأمين .
    سعاد :- كان مجتهد في عمله وفنان حقيقي ..... في مسرحية " راشمون " أختار هو الدور لي ..... " الأمين " كان من أكثر المخرجين الحريصين على عملهم .
    *:- تتقلدين الأن ريئاسة إدارة التمثيل والإخراج خلفاً للأستاذ " محمد ماهر فهيم " ... .يبدو أن عملك في الإذاعة كمخرجة مرئية ومسموعة إضافة لحضورك فيها كممثلة أبعدك فترة من الزمن عن المسرح لا تقل عن الخمسة عشر سنة .
    سعاد :- أريد هنا أن أنقل تمنياتي بالشفاء والصحة للأستاذ " ماهر فهيم " الذي من خلاله أطلعت على روائع " المسرح العالمي " في السلسلة الإذاعية " من المسرح العالمي " التي كان يعدها ومن إخراج " عمران المدنيني " ..... فقد كانت بدايتي مع المسرح متزامنة مع عملي الإذاعي _ مسموع ومرئي _ وبحكم وضيفتي في الإذاعة..... إلا أن االفترة التي ذكرتها كنت متفرغة تماماً للإذاعة المرئية والمسموعة تمثيلاً وإخراجاً .
    * :- بعد هذا الغياب عدت مع " فرقة المسرح الليبي " بعمل ل "البوصيري عبدالله " تأليفاً وإخراجاً ، وهو من الأعمال التي تظل في الذاكرة " لعبة السلطان والوزير " مع عدم حظها في العروض .
    سعاد :- هذه هي المشكلة الحقيقية ... ليست هنالك استمرارية في العروض فالمبدع يقوم بالتجهيز للمسرحية ستة اشهر و سنة ثم تعرض عرضا أو عرضين. المشكلة ليست من الجمهور مشكلتنا في الإستمرارية .
    * :- هذه المشكلة ليست جديدة .... مثلث ليبيا في الأسبوع الثقافي اللليبي بالكويت في النصف الأول من السبعينيات من القرن الماضي بمسرحية " الصوت والصدى " من إخراج " محمد القمودي " وتأليف " عبدالله القويري " استقبلتها الصحافة بحفاوة يليق بها نصاً وعرضاً ، رغم أشفاق أحد الصحفيين عليكم من طول الحوار .
    سعاد :- نعم كان يعنيني انا وعلي القبلاوي ..... كان عملاً جيداً ..... أذكر جيداً عنوان لأحد المقالات التي كتبت " الصوت لسعاد الحداد من ليبيا والصدى في الكويت " .
    ا*:- أغلب أعمالك باللغة الفصحى . هل هذا مرده طغيان اللكنة الشامية على لهجتك بخلاف " فاطمة عمر " مثلاً ؟!
    سعاد :- فاطمة عادت طفلة الى ليبيا بينما أنا أنهيت دراستي الثانوية بالشام . رغم هذا فقد لعبت العديد من الأدوار باللهجة المحلية .... حتى إني عملت مع المرحوم " عبدو الطرابلسي " و " حسن التركي " في السانية " و " حمل الجماعة ريش " مع محمد القمودي " و " شكسبير في ليبيا " للمرحوم " الأزهر ابوبكر حميد " .
    * :- أخر عمل مسرحي لك كان مع المخرج " فتحي كحلول " في مسرحية " السندباد " تحت مظلة " المسرح الوطني / طرابلس " ... من يعجبك من الأجيال التي بعدك ؟
    سعاد :- أنا أشتغلت مع " فرقة المسرح الحر " في مسرحية "العادلون " للمخرج المصري " أبوضيف علام " ...... خدوجة دائماً حاضرة ومجتهدة وودودة وتدافع على الحركة المسرحية بكل ماتملك ...كما أحترمها لتواجدها الدائم مع الفنانة " حميدة الخوجة " .
    * :- وأنا أحترمها في هذا الجانب ، فثمة علاقة خاصة بينها وبين حميدة أشبه بعلاقة أمومة .
    سعاد : - .... أنا لعبت دور الأم أمام أغلب الممثلين الليبيين فكنت أم لعلي الخمسي ، وعياد الزليطني ، ومحمد بن يوسف وكنت أماً حتى للأمين ناصف منذ بداياتي وأنا أمثل دور الأم .
    *:- نستطيع القول بأنك أم الممثليين الليبيين" لم تخف سعاد سرورها بهذا اللقب " ... عاصرت الفرق الأهلية في الستينيات والسبعينيات أي فرقة كانت تتمتع بالحضور الأكثر في الساحة المسرحية و الجماهيرية ؟
    سعاد :- لكل فرقة أجندتها الخاصة في تقديم برنامجها ، ولكن تظل " الفرقة القومية " تحظى بالحظ الأوفر من هذاالتواجد .... نعود لحميدة الخوجة " التي أبهرتني في تقديمها لدور " جولدامائير " مع هذه الفرقة في مسرحية " دوختونا " مع " شرف الدين والأمير " .
    * :- كم كان عمرك في ذلك الوقت ؟
    سعاد :- والله لا أذكر " شن تقصد ؟ " أطمئن فالسنة القادمة أبلغ سن التقاعد ؟ وساحتفل بعيد ميلادي الستين .
    * : - " اللهم صلي على النبي ... مايبانش عليك " .. ماذا قدم لك الفن وأين تجدين نفسك ... وهل جملة المرحوم " حسين رياض " مازالت تلاحقك؟
    سعاد : - أجل ... مازلت تلاحقني كلمة الفنان " حسين رياض " ... ولكن متعة الفن لا تضاهيها أي متعة ففيه أجد نفسي ويمدني بإحساس التصالح مع الذات ... وأجد نفسي مع المسرح .
    * :- لمن تقرأين ؟
    سعاد :- قرأت عيون المسرح العالمي في مرحلة متقدمة ، قرأت ل " عبدالله القويري " و" كامل المقهور " يرحمهما الله . و يعجبني " مفتاح العماري " ويوسف الشرسف " و " البوصيري عبدالله " ، كما أقراء ل " منصور أبوشناف " الذي أتمنى بأن يتفرغ للمسرح فنحن بحاجة إليه .
    *:- مشاريعك المستقبلية ؟
    سعاد :- أنا الأن أمر بفترة فراغ وعندي رغبة شديدة للعمل المسرحي .
    *:- أعتبر هذا وعداً منك للعمل مع أي مخرج هنا أو بنغازي ..... أضافة لعملك الإذاعي ماذا تمارسين ؟
    سعاد :- أمارس رياضة المشي لا تقل عن الساعة يومياً ، وبحكم مهنتي صرت مدمنة أخبار التي أهدتني " السكر " مع دخول الأمريكان للعراق . هذا التاريخ لا ينتسى من ذاكرتي .
    *:- تستقبل المؤتمر السنة الثالثة لصدورها .... هل تريدين بأن تقولي شياءً ؟
    سعاد :- أنا لأول مرة التقي بهذه المطبوعة فهي مجلة شاملة وفيها الكثير من الثراء .... حتى إني استغرب عدم تواجدها في مكتبة صوت أفريقيا.
    تاريخ " سعاد الحداد " الإبداعي جعلها محط تقدير وتكريم في العديد من المناسبات فقد تحصلت على وسام الريادة في عيد الوفاء كأول مخرجة مرئية ، كما كرمت من قبل معهد جمال الدين الميلادي ، أكاديمية الفنون ، جامعة الفاتح ، اللجنة الشعبية للأعلام بشعبية طرابلس في أيام طرابلس المسرحية ، مهرجان المسرح التجريبي بالبيضاء ، مؤتمر الساحة الخضراء .

يعمل...
X