المسرحي الفرنسي يوجين يونسكو-الـدرس.رؤية مغايرة"المسرح لعبة عظيمة عمل حرولغة حية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسرحي الفرنسي يوجين يونسكو-الـدرس.رؤية مغايرة"المسرح لعبة عظيمة عمل حرولغة حية


    الـدرس .... رؤية مغايرة
    " المسرح لعبة عظيمة عمل حر ولغة حية "
    يوجين يونسكو


    يمر على رحيل الكاتب المسرحي الفرنسي الروماني الأصل " يوجين يونسكو " 1909- 1994 ف " أكثر من إحدى عشر سنة ، ولم تخلو أجندة مسرح من مسارح العالم من عمل ليونسكو منذ بداياته _ وإن كانت البدايات أتفق على استهجانها الجمهور والنقاد معاً _ إلى هذه اللحظة فهو كاتب مثير للجدل ومحركاً للساكن وهو ضمن نخبة من الكتاب من مؤسسي مسرح العبث " اللامعقول " " صمؤئيل بيكت ، فرناندو أرابال ، هارولد بنتر ، إدوارد ألبي ... الخ " تعد " الدرس " من أشهر مسرحيات " يونسكو " ولا تقل شهرة عن بقية أعماله " المغنية الصلعاء و الكراسي " . " المستأجر الجديد " " فتاه في سن الزواج " .الجوع والعطش " مشاجرة رباعية " . تخريف ثنائي " . لعبة الموت" " الخرتيت " . كتب يونسكو الدرس سنة 1951م والمفارقة بأن عرضها الأول كان في لندن قبل عرضها بباريس _ مسقط رأسه _ بإحدى عشر سنة فقد عرضت في بريطانيا سنة م 1955 من إخراج " بيتر هول " وباريس سنة 1966 م من اخراج " مارسيل كوفالييه " على مسرح الجيب .
    تحرك أحداث العمل ثلاث شخصيات " الأستاذ ، الفتاة ، الأخت الكبرى " التي تدور في منزل " الأستاذ " بغرفة الأستقبال التي تقوم بمهام فصل دراسي يعطي فيه " الأستاذ " دروسه الخصوصية لرواده فهو بمثاية مصيدة وفخ لضحاياه . أستطيع إختزال المسرحية في جملة " للأخت " العانس الستينية محذرة أخيها" الأستاذ " من مغبة الدخول في درس الرياضيات لأن " الرياضيات تؤدي لفقه اللغة وفقه اللغة يؤدي للقتل " أشتغل " يونسكو " على تقنية اللغة وتطورها في النص التي تكون نتيجتها " القتل _ الأغتصاب " للضحية الأربعين " الطالبة _ الفتاة " ينتهي العمل بمحاولة جادة من "الأخت والأستاذ " وكيفية إخفاء الأربعين جثة ، حتى يصلنا جرس المنزل إذاناً منه بقدوم ضحية جديدة .
    في إعداده لمسرحية الدرس " أعتمد المخرج المعد " علي بحيري " " المونو دراما _ الممثل الواحد " كتقنية مغايرة للنص الأصلي محملاً شخصية " الأستاذ " كل حواريات المسرحية ليقوم بمهمة توصيل الفكرة عن طريق إسناد بعض حواريات " الفتاة " للأستاذ _ التي استبدلها المعد ب " دمية " _ فكان حضورها في النص من خلال حواريات " الاستاذ " كما اعتمد اللغة العربية لغة لحواره ، في الوقت الذي نسف فيه شخصية الأخت العانس . هذه الفكرة التي أعطت للنص مذاقاً مختلفاً ورؤية مغايرة .
    عرضت " الدرس " في بنغازي ، ومصراته بالملتقى الأول للإبداع ، وطرابلس بالتعاون المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر . والمركز العالي للمهن الموسيقية والمسرحية . وأخيراً بمهرجان 24 ساعة مسرح دون توقف بمدينة " الكاف " بتونس . كان لي فرصة مشاهدتها في " مصراته " بقاعة فندق " قوز التيك " و" طرابلس " بقاعة المركز العالي للمهن الموسيقية والمسرحية . وهذان العرضان قد يجعلانك اللجؤ إلى المقارنة بينهما رغم أختلاف الزمان والظرف . أريد هنا أن أسجل بعض النقاط السريعة وربما بدون ترتيب .
    المشهد عبارة عن غرفة إستقبال كما يشير النص الأصلي للكاتب أضاف له المخرج " سرير " لتوضيفه في عملية " الأغتصاب _ القتل " وكان من الممكن توضيف " الطاولة " لتقوم بهذه المهمة إذا ما تمت العملية بالأتفاق مع مهندس الديكور " عادل جربوع " الذي لم يكن حاضراً في هذا العرض فالتشكيل في المجمل يشعرك بالأكتظاظ من كثرة المفردات الغير متجانسة _ ويبدو المخرج قد تلافى هذا الخلل في عرضه بتونس . في تقديري بأن العرض الذي أقيم بمدينة مصراته كان أكثر تجانساً وتناسقاً كمنظور عام للمشهد .
    أعتمد المخرج المعد في تطور الحالة على قنينة " الشراب " التي يخرجها الممثل " خالد الفاضلي " من جسد " الدمية " لتصل به الى دروة الحدث الذي يؤدي لمشهد " القتل _ الاغتصاب " مع أن منطقية الأحداث تشير_ سواء كان هذا في النص الأصلي أو النص المعد " _ بأن الأحداث تسير وفق خطة محكمة من قبل الأستاذ عبر غرفته التي استطع تسميتها بالمصيدة وعبر خبرة أربعين " جثة " ضحية لمنهجه اللغوي ولم يكن تحت تأثير الخمر ، أي بمعنى لا وجود لإمكانية التواصل مع الأخر الذي يؤدي بدوره للطريق الدموي المسدود " القتل _ الأغتصاب " أو أي مفاهيم أخرى .
    تألق الفتاة " الدمية " وتوهجها في بداية العرض أنسياقاً مع مفهوم النص الأصلي والمعد من قبل المخرج ، جعلنا نتسأل عن مبرر لتهميشها وإهمالها والعبث بها بطريقة تخلو من الأنسنة من خلال الحركة التي أعطيت للممثل ف " الدمية " تضل هي نفسها " الفتاة _ الطالبة " المتوهجة . السؤال لماذا لم يتم أنسنة الدمية في طريقة تعامل الممثل معها وتحديداً في النصف الثاني من زمن العرض ؟ .
    ثمة العديد من الدلالات المستوردة في النص كان بودنا مشاهدة دلالات محلية كرقصة التانغو والترنيمات التي يتغنى بها.
    الممثل " خالد الفاضلي " حافظ وبجدارة على ايفاع العرض العام وهو من الممثلين الذين يملكون قدرة عالية على التعبير الجسدي والصوتي ونحن نعلم جميعاً ماذا يعني ان يقوم ممثل بأعباء عرض كامل لا تقل مدته عن الساعة إضافة لهذا فقد قام بأعباء مجموعة الشخوص التي ألغيت في المسرحية . أسجل تقديري ل" خالد الفاضلي " في عرض مصراتة والعرض الأول في المركز العالي للمهن المسرحية وإن كانت بعض الهنات التي وقع فيها الممثل نتيجة عدم كثرة التدريبات ..
يعمل...
X