شوقي (فريد ـ)
(1920ـ 1998)
فريد شوقي، ممثل سينمائي، ومسرحي، وكاتب سيناريو مصري، اسمه الأصلي فريد شوقي محمد عبده، ولد في حي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة وتوفي فيها. وهو من أسرة ميسورة، والده موظف بمصلحة الأملاك، وذو ميول أدبية وفنية كان لها أثر كبير في نشأة الابن وتوجهه نحو الفن. درس شوقي في مدرسة الصنائع، وفي أثناء دراسته عمل في فرقة رمسيس المسرحية التي كان يديرها يوسف وهبي. وبعد تخرجه من المدرسة انفصل عن فرقة رمسيس وامتهن وظيفة إدارية في مصلحة الأملاك، وكوَّن مع بعض زملائه في العمل فرقة تمثيلية باسم (الرابطة القومية للتمثيل)، كانت تقدم عرضاً شهرياً على مسرح «بريتانيكا». ثم التحق أعضاء هذه الفرقة بالمعهد البريطاني وفرقته المسماة «فرقة العشرين»، والتي كانت تقدم عروضاً باللغتين: العربية والإنكليزية، ولكن فريد شوقي وزملاءه سرعان ما تركوا المعهد البريطاني، والتحقوا بمعهد التمثيل (حالياً معهد الفنون المسرحية) الذي أعادت وزارة المعارف فتحه عام 1945، بإدارة زكي طليمات. وكان ضمن دفعته عدد ممن صاروا لاحقاً، فنانين مهمين مثل: فاتن حمامة وشكري سرحان وحمدي غيث وعمر الحريري وسميحة أيوب وغيرهم. وقد قدم شوقي مع زملائه هؤلاء مسرحية «الجلف»لأنطون تشيخوف لدى تخرجهم، ثم انضم إلى الفرقة القومية المسرحية، وعمل فيها ثلاث سنوات، واحتك في أثنائها بأقطاب التمثيل المسرحي المصري، مثل: جورج أبيض وزكي رستم وعباس فارس وزينب صدقي وأمينة رزق وغيرهم.
كان أول عمل سينمائي لشوقي في فيلم «ملاك الرحمة» (1947) إخراج وبطولة يوسف وهبي، ثم عمل بعد ذلك مع نيازي مصطفى في فيلمي «غني حرب» (1947)، و«ليالي الأنس» (1948)، ثم تتالت الأفلام، فتخلى عن عمله الإداري وتفرغ للفن. كوَّن فيلم «الأسطى حسن» (1952)، الذي كتب قصته بنفسه وأخرجه صلاح أبو سيف، منعطفاً في المسيرة الفنية لفريد شوقي، فقد تخلى فيه عن دور الشرير الذي لا مهنة له ولا هوية اجتماعية واضحة، ليغدو شخصية واقعية ذات ملامح اجتماعية وإنسانية وبيئية واضحة. ومنذ هذا الفيلم، تكونت ملامح فريد شوقي وبصمته بصفته فناناً، واتسمت بها معظم الأدوار التي أداها لاحقاً؛ فمعظم الشخصيات التي قدمها هي تنويعات من شخصية البطل الشعبي البسيط، الذي يعبر بشكل ما عن جمهور الدرجة الثالثة. وربما لهذا، حاز شوقي تلك الألقاب التي أطلقتها عليه الصحافة الفنية: (ملك الترسو) و(وحش الشاشة) وغيرهما. إلا أن أهم أفلامه في مرحلة الخمسينيات هو فيلم «الفتوة» (1957) الذي أخرجه صلاح أبو سيف، إذ كان محاولة جريئة لتركيز الضوء على مافيا السوق بشخصية «هريدي» (فريد شوقي)، ذلك القروي البسيط الذي حوّله قانون السوق وصراعاته إلى رجل قوي مدافع عن الضعفاء، ثم إلى غول يسعى لابتلاع الجميع بما فيهم هؤلاء الضعفاء.
انضم فريد في الستينيات إلى فرقة الريحاني المسرحية، ولم يكتف بتقديم أعمال الريحاني الكوميدية على المسرح، بل قام بتحويلها إلى أفلام سينمائية مثل: فيلم «صاحب الجلالة» عن مسرحية (الأمير المزيف)، و«العائلة الكريمة» عن (لو كنت حليوة) و«المدير الفني» عن (ياقوت أفندي) وغيرها. واتسمت أفلامه هذه بطابعها الكوميدي الخفيف، وكان قد بدأ هذا الاتجاه قبل انضمامه إلى الفرقة المذكورة في أفلام مثل «النصاب» و«جوز مراتي» (1961) من إخراج نيازي مصطفى.
قام فريد في السبعينيات بنقلة أخرى تجسدت في اختياره للميلودراما، أو ما عرف بمرحلة الأدوار الإنسانية، والتي بدأت بفيلم «كلمة شرف» (1972) للمخرج حسام الدين مصطفى، عن محام شهير دخل السجن ظلماً، وفشل في إثبات براءته حتى أمام زوجته. وضمت هذه المرحلة عـدة أفلام أهمها: «ومضى قطـار العمر» (1975) إخراج عاطف سالم، و«كفاني يا قلب» (1977) إخراج حسن يوسف، و«هكذا الأيام» (1977) إخراج عاطف سـالم، و«لا تبك يـاحبيب العمر» (1979) إخراج أحمد يحيى، و«عيون لا تنام» (1981) إخراج رأفت الميهي، و«مرزوقة» (1983) إخراج سعد عرفة، و«آه يا بلد» (1986) إخراج حسين كمال، و«قلب الليل» (1989) إخراج عاطف الطيب عن قصة لنجيب محفوظ، و«شاويش نص الليل» (1991) إخراج حسين عمارة.
قام فريد شوقي كذلك بالتمثيل في أفلام سينمائية لبنانية وسورية وتركية، وشارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية منها: «صابر يا عم صابر» و«البخيل وأنا»، و«الشاهد الوحيد» وغيرها. وقد تولى بنفسه إنتاج الكثير من أفلامه وكتابة قصصها.
حاز فريد شوقي عدة جوائز، منها:جائزة الدولة عن قصة فيلم «جعلوني مجرماً»، وجائزة الإنتاج عن فيلم «الفتوة» من مهرجان برلين السينمائي، وجائزة الدولة عن الإنتاج والقصة والتمثيل عن الفيلم نفسه. وحاز جائزة أفضل ممثل عن فيلم «لا تبك يا حبيب العمر» (1977). وقُلِّد وسام العلم من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1964، وقُلِّد وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1978، وكرّمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والمهرجان القومي للسينما المصرية.
محمود عبد الواحد
(1920ـ 1998)
فريد شوقي، ممثل سينمائي، ومسرحي، وكاتب سيناريو مصري، اسمه الأصلي فريد شوقي محمد عبده، ولد في حي البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة وتوفي فيها. وهو من أسرة ميسورة، والده موظف بمصلحة الأملاك، وذو ميول أدبية وفنية كان لها أثر كبير في نشأة الابن وتوجهه نحو الفن. درس شوقي في مدرسة الصنائع، وفي أثناء دراسته عمل في فرقة رمسيس المسرحية التي كان يديرها يوسف وهبي. وبعد تخرجه من المدرسة انفصل عن فرقة رمسيس وامتهن وظيفة إدارية في مصلحة الأملاك، وكوَّن مع بعض زملائه في العمل فرقة تمثيلية باسم (الرابطة القومية للتمثيل)، كانت تقدم عرضاً شهرياً على مسرح «بريتانيكا». ثم التحق أعضاء هذه الفرقة بالمعهد البريطاني وفرقته المسماة «فرقة العشرين»، والتي كانت تقدم عروضاً باللغتين: العربية والإنكليزية، ولكن فريد شوقي وزملاءه سرعان ما تركوا المعهد البريطاني، والتحقوا بمعهد التمثيل (حالياً معهد الفنون المسرحية) الذي أعادت وزارة المعارف فتحه عام 1945، بإدارة زكي طليمات. وكان ضمن دفعته عدد ممن صاروا لاحقاً، فنانين مهمين مثل: فاتن حمامة وشكري سرحان وحمدي غيث وعمر الحريري وسميحة أيوب وغيرهم. وقد قدم شوقي مع زملائه هؤلاء مسرحية «الجلف»لأنطون تشيخوف لدى تخرجهم، ثم انضم إلى الفرقة القومية المسرحية، وعمل فيها ثلاث سنوات، واحتك في أثنائها بأقطاب التمثيل المسرحي المصري، مثل: جورج أبيض وزكي رستم وعباس فارس وزينب صدقي وأمينة رزق وغيرهم.
كان أول عمل سينمائي لشوقي في فيلم «ملاك الرحمة» (1947) إخراج وبطولة يوسف وهبي، ثم عمل بعد ذلك مع نيازي مصطفى في فيلمي «غني حرب» (1947)، و«ليالي الأنس» (1948)، ثم تتالت الأفلام، فتخلى عن عمله الإداري وتفرغ للفن. كوَّن فيلم «الأسطى حسن» (1952)، الذي كتب قصته بنفسه وأخرجه صلاح أبو سيف، منعطفاً في المسيرة الفنية لفريد شوقي، فقد تخلى فيه عن دور الشرير الذي لا مهنة له ولا هوية اجتماعية واضحة، ليغدو شخصية واقعية ذات ملامح اجتماعية وإنسانية وبيئية واضحة. ومنذ هذا الفيلم، تكونت ملامح فريد شوقي وبصمته بصفته فناناً، واتسمت بها معظم الأدوار التي أداها لاحقاً؛ فمعظم الشخصيات التي قدمها هي تنويعات من شخصية البطل الشعبي البسيط، الذي يعبر بشكل ما عن جمهور الدرجة الثالثة. وربما لهذا، حاز شوقي تلك الألقاب التي أطلقتها عليه الصحافة الفنية: (ملك الترسو) و(وحش الشاشة) وغيرهما. إلا أن أهم أفلامه في مرحلة الخمسينيات هو فيلم «الفتوة» (1957) الذي أخرجه صلاح أبو سيف، إذ كان محاولة جريئة لتركيز الضوء على مافيا السوق بشخصية «هريدي» (فريد شوقي)، ذلك القروي البسيط الذي حوّله قانون السوق وصراعاته إلى رجل قوي مدافع عن الضعفاء، ثم إلى غول يسعى لابتلاع الجميع بما فيهم هؤلاء الضعفاء.
انضم فريد في الستينيات إلى فرقة الريحاني المسرحية، ولم يكتف بتقديم أعمال الريحاني الكوميدية على المسرح، بل قام بتحويلها إلى أفلام سينمائية مثل: فيلم «صاحب الجلالة» عن مسرحية (الأمير المزيف)، و«العائلة الكريمة» عن (لو كنت حليوة) و«المدير الفني» عن (ياقوت أفندي) وغيرها. واتسمت أفلامه هذه بطابعها الكوميدي الخفيف، وكان قد بدأ هذا الاتجاه قبل انضمامه إلى الفرقة المذكورة في أفلام مثل «النصاب» و«جوز مراتي» (1961) من إخراج نيازي مصطفى.
قام فريد في السبعينيات بنقلة أخرى تجسدت في اختياره للميلودراما، أو ما عرف بمرحلة الأدوار الإنسانية، والتي بدأت بفيلم «كلمة شرف» (1972) للمخرج حسام الدين مصطفى، عن محام شهير دخل السجن ظلماً، وفشل في إثبات براءته حتى أمام زوجته. وضمت هذه المرحلة عـدة أفلام أهمها: «ومضى قطـار العمر» (1975) إخراج عاطف سالم، و«كفاني يا قلب» (1977) إخراج حسن يوسف، و«هكذا الأيام» (1977) إخراج عاطف سـالم، و«لا تبك يـاحبيب العمر» (1979) إخراج أحمد يحيى، و«عيون لا تنام» (1981) إخراج رأفت الميهي، و«مرزوقة» (1983) إخراج سعد عرفة، و«آه يا بلد» (1986) إخراج حسين كمال، و«قلب الليل» (1989) إخراج عاطف الطيب عن قصة لنجيب محفوظ، و«شاويش نص الليل» (1991) إخراج حسين عمارة.
قام فريد شوقي كذلك بالتمثيل في أفلام سينمائية لبنانية وسورية وتركية، وشارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية منها: «صابر يا عم صابر» و«البخيل وأنا»، و«الشاهد الوحيد» وغيرها. وقد تولى بنفسه إنتاج الكثير من أفلامه وكتابة قصصها.
حاز فريد شوقي عدة جوائز، منها:جائزة الدولة عن قصة فيلم «جعلوني مجرماً»، وجائزة الإنتاج عن فيلم «الفتوة» من مهرجان برلين السينمائي، وجائزة الدولة عن الإنتاج والقصة والتمثيل عن الفيلم نفسه. وحاز جائزة أفضل ممثل عن فيلم «لا تبك يا حبيب العمر» (1977). وقُلِّد وسام العلم من الرئيس جمال عبد الناصر عام 1964، وقُلِّد وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1978، وكرّمه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والمهرجان القومي للسينما المصرية.
محمود عبد الواحد