مقاربة الاستاذ( لحسن قراب) لأثر الأدبية السورية (سمية الإسماعيل)
ققج يقين
عاثوا في الأرض فسادا
وقف شامخا
قد بلغ من العمر عتيا
إركع!
ما أنا براكع.
على مسافة من جسده، بدأ وجهه مبتسما.
بداية أشير إلى انني اعدت توزيع الجمل على السطور بدل استرسالها لضرورة منهجية.فمبضع التحليل يقسم جسد النص إلى أطراف ليسهل الإمساك بها منفردة.
فالعنوان يتألف من كلمة واحدة تختفي وراءها أكمة من الاحتمالات التي تؤازر قمة جبل الثلج (العنوان). لن ابحث عن دلالة العنوان الا من خلال الدراسة الكالغرافية الخطية التي ترسم اللفظة بياءين تتخللها القاف والنون.
فالياء كخط مستقيم يتربع على نقطتين في الأسفل يدل على الانبطاح والخضوع، ونجد حرف القاف الناتئ الذي يحمل فوق رأسه نقطتين في شكل توازي بين الياء الأولى والقاف. ثم نجد عدم التوازي بين الياء الثانية والنون التي ترسم بين السطرين وتنطلق من أسفل السطر ولكنها تتعالى وتحمل في بطنها نقطة هي حمولة تشي بدلالات شتى لذلك فتحت بها إحدى السور القرآنية وارتبطت بالقلم، مما يفيد المد والامتداد، وهذه الصفة، صفة التجاوز القلمي نجدها تواكب النص، فالكبرياء والأنفة ماثلين في النص منذ البداية (وقف شامخا /ما انا براكع /وجهه مبتسما).
النص يُقتحٓم بجملة إخبارية (عاثوا في الأرض فسادا) اقتحام الأمن لوكر من أوكار الجريمة، وانفتاح النص على الفعل( عاثوا) يؤثت لحضور متنوع :
أولا :الجمل الفعلية تستعمل للحركة،والانطلاق من الفعل (عاث) هو مؤشر على الصخب الذي يرافق الحكي،
ثانيا :الفعل (عاثوا) ينقسم كالغرافيا إلى : أ- ثلاثة أقسام (عا/ثو/ا) وهذا الإنشطار على مستوى الرسم يقابله انقسام على مستوى المدلول، فالفعل يؤثت لفعل منشطر وهو عبث وفوضى تقوم بها جماعة مختلفة من حيث الحركة، متحدة في الهدف (الفساد)
-ب-حرف العين من مخرج حلقي يظل منفتحا رسما ودلالة على جميع الاحتمالات، يؤازره حرف (الثاء) التي تستعمل للتفشي والتشتت والانشطار مثل (الشين) وكلمة (ثرثار) تفي بالهدف.
-ج-أن الإ ختلاف في الرأي يؤشر له ذيل الكلمة (الالف) الذي يحضر خطأ ولا يقرا صوتا، وهو دليل على أن من الجماعة من آثر المشاهدة دون الفعل.
-د- العربية تستعمل حركة الرفع للفاعلية وإذا تمتع الفاعل بقوة أكثر مَدَّت العربية حركة الرفع لتصبح حرف مد (الواو) و واو الجماعة يفيد القوة التي تتمتع بها الجماعة التي تعيث في الأرض فسادا.
ثالثا: النص ينطلق من الفعل ويتنكر للفاعل، فلا مرجعية للضمير، وتستعمل هذه التقنية حين يكون الفاعل معلوما أو في حكم المعلوم. فيستغنى عنه، أو حين يكون الفاعل غير مرغوب فيه فيتنكر له الكاتب وتتنكر له اللغة بدورها مؤازرة للمتكلم.
رابعا : حرف الجر (في) للاستغراق في الفعل للدلالة على الإكثار منه، وذلك مثل ما جاء في القرآن الكريم على لسان فرعون (لاصلبنكم في جذوع النخل)
خامسا : هناك نوع من التوازي بين كلمتي عاثوا /و/فسادا) فكلاهما ينتهي بالف غير منطوقة، بل إن الالف الثانية تنطق( نونا)، للدلالة على أن بعض الحاضرين يعيث أكثر من غيره بل ومنهم من يحمل رأيا مخالفا، وحرف السين في آخر الكلام هو للإسرار والتخفي وإضمار ما يستأثربه المتكلم ويكتمه عن الغير.
إن هذا الفساد المسطح ارضيا واحيانا يغوص فيما تحت الثرى يقابله علو وسموق في الجملة الثانية (وقف شامخا) والتي لا تستأنف الخطاب بل ترد عليه في شكل قطيعة، ورد فعل، فهي جملة مستقلة، تعارض الأولى وتحد من تماديها عبر:
1_المفرد في مواجهة الجماعة (وقف≠عاثوا)
2_السكون والهدوء (وقف) كرد فعل على الصخب والفوضى التي يحبل بها المطلع.
3_علو شخصية المفرد (شامخا) في مقابل الانحدار والتدني الذي تتصف به الجماعة (في الأرض)
4_ أن مشهد الجماعة خُص بالوصف في جملة واحدة ومن خلال فعل واحد، بينما مشهد الفرد تكرر في جملتين :
وقف شامخا
قد بلغ من العمر عتيا
الجملة الأولى تذهب لتمسك بصلابة المشهد(وقف) وسموقه وكبريائه وشموخه(شامخا) والجملة الثانية تؤشر لاستمراريته وعمق تاريخه وحرف (قد) مع الفعل الماضي يفيد التحقيق. و(مِن) للتبعيض ،اي جزء من عمره قد مر ولازال جزء آخر، في نوع من التوازي والخبرة والحكمة، لذلك تأتي الصفة (عتيا) للدلالة على الاستمرارية ولا يأتي الفعل الذي يربط الحدث بزمن محدد.
كذلك كلمة (عتيا) على مستوى الرسم تعيد تشكيل العنوان ليأخذ توازنه عبر حرفين الأول يحمل فوق كتفيه (نقطتين) وهو (التاء) والآخر يحمل نقطتين تحت جسده (الياء) وتنتهي الصفة بالألف المكتوبة خطا، المنعدمة صوتا، للدلالة على أفق انتظار الواقف الشامخ (الالف) الذي سينبطح (كحرف النون) ممتدا وحاملا كبرياءه (نقطة النون).
جملتي :اركع !
ما انا براكع،
هي تناص مع حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل حين دعاه للقراءة وهو الأمي بقوله (إقرأ) فقال (ما انا بقارئ)
والكاتبة تعمدت وضع علامة تعجب بدل علامة استفهام، لأن المخاطِب يسأل الركوع ولكنه سؤال ينطوي على معرفة بعدم الامتثال، لذلك يتطور السؤال الي مزج بين الأمر والتعحب.
وفي مقابل تذبذب الجماعة وحيرتها بين السؤال والجواب، ينبثق ضمير الأنا شامخا (أنا) ولكنه منفي، ليشي بشموخ لا تكسره ارادة الغير ولكن تؤدي به غطرسة الآخر وتماديه في استعمال القوة، فيموت مبتسما ويموت الجلاد غيظا.
هذه قصة قصيرة جدا تحمل لافتة أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وان الظالم قد ينال من الجسد ولا ينال من الروح، ومتى ارتفع السوط ارتفع الغيظ (قل موتوا بغيظكم).
==================
لحسن قراب /المغرب. في 2023 /20/06
ققج يقين
عاثوا في الأرض فسادا
وقف شامخا
قد بلغ من العمر عتيا
إركع!
ما أنا براكع.
على مسافة من جسده، بدأ وجهه مبتسما.
بداية أشير إلى انني اعدت توزيع الجمل على السطور بدل استرسالها لضرورة منهجية.فمبضع التحليل يقسم جسد النص إلى أطراف ليسهل الإمساك بها منفردة.
فالعنوان يتألف من كلمة واحدة تختفي وراءها أكمة من الاحتمالات التي تؤازر قمة جبل الثلج (العنوان). لن ابحث عن دلالة العنوان الا من خلال الدراسة الكالغرافية الخطية التي ترسم اللفظة بياءين تتخللها القاف والنون.
فالياء كخط مستقيم يتربع على نقطتين في الأسفل يدل على الانبطاح والخضوع، ونجد حرف القاف الناتئ الذي يحمل فوق رأسه نقطتين في شكل توازي بين الياء الأولى والقاف. ثم نجد عدم التوازي بين الياء الثانية والنون التي ترسم بين السطرين وتنطلق من أسفل السطر ولكنها تتعالى وتحمل في بطنها نقطة هي حمولة تشي بدلالات شتى لذلك فتحت بها إحدى السور القرآنية وارتبطت بالقلم، مما يفيد المد والامتداد، وهذه الصفة، صفة التجاوز القلمي نجدها تواكب النص، فالكبرياء والأنفة ماثلين في النص منذ البداية (وقف شامخا /ما انا براكع /وجهه مبتسما).
النص يُقتحٓم بجملة إخبارية (عاثوا في الأرض فسادا) اقتحام الأمن لوكر من أوكار الجريمة، وانفتاح النص على الفعل( عاثوا) يؤثت لحضور متنوع :
أولا :الجمل الفعلية تستعمل للحركة،والانطلاق من الفعل (عاث) هو مؤشر على الصخب الذي يرافق الحكي،
ثانيا :الفعل (عاثوا) ينقسم كالغرافيا إلى : أ- ثلاثة أقسام (عا/ثو/ا) وهذا الإنشطار على مستوى الرسم يقابله انقسام على مستوى المدلول، فالفعل يؤثت لفعل منشطر وهو عبث وفوضى تقوم بها جماعة مختلفة من حيث الحركة، متحدة في الهدف (الفساد)
-ب-حرف العين من مخرج حلقي يظل منفتحا رسما ودلالة على جميع الاحتمالات، يؤازره حرف (الثاء) التي تستعمل للتفشي والتشتت والانشطار مثل (الشين) وكلمة (ثرثار) تفي بالهدف.
-ج-أن الإ ختلاف في الرأي يؤشر له ذيل الكلمة (الالف) الذي يحضر خطأ ولا يقرا صوتا، وهو دليل على أن من الجماعة من آثر المشاهدة دون الفعل.
-د- العربية تستعمل حركة الرفع للفاعلية وإذا تمتع الفاعل بقوة أكثر مَدَّت العربية حركة الرفع لتصبح حرف مد (الواو) و واو الجماعة يفيد القوة التي تتمتع بها الجماعة التي تعيث في الأرض فسادا.
ثالثا: النص ينطلق من الفعل ويتنكر للفاعل، فلا مرجعية للضمير، وتستعمل هذه التقنية حين يكون الفاعل معلوما أو في حكم المعلوم. فيستغنى عنه، أو حين يكون الفاعل غير مرغوب فيه فيتنكر له الكاتب وتتنكر له اللغة بدورها مؤازرة للمتكلم.
رابعا : حرف الجر (في) للاستغراق في الفعل للدلالة على الإكثار منه، وذلك مثل ما جاء في القرآن الكريم على لسان فرعون (لاصلبنكم في جذوع النخل)
خامسا : هناك نوع من التوازي بين كلمتي عاثوا /و/فسادا) فكلاهما ينتهي بالف غير منطوقة، بل إن الالف الثانية تنطق( نونا)، للدلالة على أن بعض الحاضرين يعيث أكثر من غيره بل ومنهم من يحمل رأيا مخالفا، وحرف السين في آخر الكلام هو للإسرار والتخفي وإضمار ما يستأثربه المتكلم ويكتمه عن الغير.
إن هذا الفساد المسطح ارضيا واحيانا يغوص فيما تحت الثرى يقابله علو وسموق في الجملة الثانية (وقف شامخا) والتي لا تستأنف الخطاب بل ترد عليه في شكل قطيعة، ورد فعل، فهي جملة مستقلة، تعارض الأولى وتحد من تماديها عبر:
1_المفرد في مواجهة الجماعة (وقف≠عاثوا)
2_السكون والهدوء (وقف) كرد فعل على الصخب والفوضى التي يحبل بها المطلع.
3_علو شخصية المفرد (شامخا) في مقابل الانحدار والتدني الذي تتصف به الجماعة (في الأرض)
4_ أن مشهد الجماعة خُص بالوصف في جملة واحدة ومن خلال فعل واحد، بينما مشهد الفرد تكرر في جملتين :
وقف شامخا
قد بلغ من العمر عتيا
الجملة الأولى تذهب لتمسك بصلابة المشهد(وقف) وسموقه وكبريائه وشموخه(شامخا) والجملة الثانية تؤشر لاستمراريته وعمق تاريخه وحرف (قد) مع الفعل الماضي يفيد التحقيق. و(مِن) للتبعيض ،اي جزء من عمره قد مر ولازال جزء آخر، في نوع من التوازي والخبرة والحكمة، لذلك تأتي الصفة (عتيا) للدلالة على الاستمرارية ولا يأتي الفعل الذي يربط الحدث بزمن محدد.
كذلك كلمة (عتيا) على مستوى الرسم تعيد تشكيل العنوان ليأخذ توازنه عبر حرفين الأول يحمل فوق كتفيه (نقطتين) وهو (التاء) والآخر يحمل نقطتين تحت جسده (الياء) وتنتهي الصفة بالألف المكتوبة خطا، المنعدمة صوتا، للدلالة على أفق انتظار الواقف الشامخ (الالف) الذي سينبطح (كحرف النون) ممتدا وحاملا كبرياءه (نقطة النون).
جملتي :اركع !
ما انا براكع،
هي تناص مع حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل حين دعاه للقراءة وهو الأمي بقوله (إقرأ) فقال (ما انا بقارئ)
والكاتبة تعمدت وضع علامة تعجب بدل علامة استفهام، لأن المخاطِب يسأل الركوع ولكنه سؤال ينطوي على معرفة بعدم الامتثال، لذلك يتطور السؤال الي مزج بين الأمر والتعحب.
وفي مقابل تذبذب الجماعة وحيرتها بين السؤال والجواب، ينبثق ضمير الأنا شامخا (أنا) ولكنه منفي، ليشي بشموخ لا تكسره ارادة الغير ولكن تؤدي به غطرسة الآخر وتماديه في استعمال القوة، فيموت مبتسما ويموت الجلاد غيظا.
هذه قصة قصيرة جدا تحمل لافتة أن الحق يعلو ولا يعلى عليه، وان الظالم قد ينال من الجسد ولا ينال من الروح، ومتى ارتفع السوط ارتفع الغيظ (قل موتوا بغيظكم).
==================
لحسن قراب /المغرب. في 2023 /20/06