قصة ق. بعنوان
الدّخيل
باغَتها على حين غفلة، وهي تسترد سردَ آخر تفاصيل مأساتها، تعكسها نافذة القطار المتجه إلى المجهول ، كأنها تمارس طقوس الفلاَش باكْ، تنحّت عنه مستاءة، لأنها لم تعد تطيق صنف الرجال.
قال المتحدث الغلس :ما هذا الجمال أيتها الجميلة ، هل نتحدث قليلا. فالطريق ما زال طويلا. وكل الوقت ملكا لنا.
قالت بصمت، كأنها تستأذن آهاتها، فلينصرف للجحيم هذا الفضولي، مقرف. لم أعد أطيقكم. قالت تتمتم بين شفتيها لا تسمعه ردها.
عادت بناظرها للنافذة ، تسترد سلسلة الفلاش باك وهي تخرج من بيتها تجر ذيول الخيبة والقهر، حملت في حقيبتها أقل ما استطاعت حمله،في سرعة من أمرها،فلم يسمح لها السكير المتوحش بفرصة لحمل كل لوازمها، تهرول بالهروب قبل استيقاظه من سبات عميق بسبب سكره.
وهي تمرر شريط حياتها المأساوي، مع زوج انتهك كل حقوقها الإنسانية والحياتية والنفسية، طيلة عشرة سنوات مضت، يذكرها بعجزها عن الإنجاب، وعدم قدرتها على أن تأتي له بولد يرث كل ثروته. ليدمر كل إحساس بالحياة في عمقها، رحلت تاركة رسالة تطلب الطلاق بعد محاولات عدة فاشلة ، ربما يضع رحيلها حدّاً لحالها مع الزوج الظالم.
عاود الرجل محاولته ،ولم يتوان عن مضايقتها، وتمتم بصوت خفي في أذنها:
هل حديثي لم يعجبك أيتها الجميلة، أنا المحامي بييرPier تستطيعين مناداتي. Pier فقط ، فكيها خيتي. يلا شنو،بك.
قالت جانيت : بصوت خانق ذليل كأنها تتوسله:
أرجوك دعني وشأني. لا أعرفك كي أحدثك.
قال: مهلا مهلا، نتعرف، وما المانع...
قالت : ماذا تريد مني .
قال : لا شيء، لكن الطريق طويل. وأقترح ان نتعرف على بعض.
قالت أرجوك. دعني وشأني أنا مستاءة جدا .
قال وهذا ما يزيد فضولي، أريد أن أسمعك ،فربما تجدين في حديثنا مواساة لمأساتك.
صمتت جانيت لوهلة، واسترجعت حديثه عن طبيعة عمله، فقالت
لم لا ،ربما يفيدني باقتراح بخصوص قضيتي.
سمحت له بالجلوس في مقعدها المجاور، وبدأت في سرد حكايتها مع pier العجيب، الذي اقترح أن يرفع قضية خلع في قضيتها،
استأنست *جانيت* بالحديث وهدأت من روعاتها اقتراحات المحامي المعاكس .
حاولت أن تلملم أجزاءها، دقات قلبها متسارعة، تسبقها صرخة حقها المسلوب، ورعشة يدها التي انتبه لها* بير* وأخذها بين يديه في محاولة لطمأنتها، إذ بها تنتفض من مكانها، صارخة في وجهه .
تقول مزمجرة: يديك أزحها عني.
قال : ماذا بك. هوني عليك، أنا أواسيك فقط.
لم يشفع حديث Pier له عندها، ففي نظرها كل الرجال أوغاد.
نامت جانيت المسافة المتبقية لوجهتها. لتفتح عينيها، على بسمة Pier، الذي لم يغادر نظره وجهها الملائكي طيلة الطريق.
وصل القطار لمحطة المدينة المجاورة لبلدتها، ونزلت جانيت تبحث عن سيارة نقل لوسط البلد حيث بيت والديها المتوفين،
لتجد زوجها عند مدخل البيت، وصل بسيارته الفارهة،قبل موعد وصول القطار، يؤكد له حدسه وجهتها لبيت أهلها .
محاولا احتضانها، يحاول تفهم موقفها، واستيعاب قرارها الذي استطاعت أن تحققه بالهروب بعيدا عن حياته وثروته و أذيته،
يطلب منها السماح والرجوع للبيت معه .فقد افتقدها بعدما رحلت وأدرك أن البيت بدونها جحيم لا يطيقه.
صعقت جانيت من وجود زوجها المفاجئ والغير متوقع، وتنكرت لتوسلاته وإلحاحه، محاولة فتح باب البيت متجاهلة وجوده، جن جنون الرجل، من موقف زوجته ، و بدأ يدق الباب المغلق في وجهه، محاولا اقتحامه بالقوة، ليجد يدا تحط على كتفه بقوة،وتجره إلى الخلف.
من أنت ؟ ماذا تريد؟
وأنت. من تكون؟ ولماذا تقتحم البيت على جانيت؟
هل تعرف زوجتي يا وغد؟ من تكون كي تسألني عن زوجتي.
عاود الزوج طرق الباب بقوة صارخا في وجه الباب ، وهو يعلم أنها تسمع حديثهما.
أيتها الخائنة، مخادعة، قد اكتشف أمرك الآن.
يصرخ بأعلى صوته،متهما إياها بالخداع والخيانة.
ليتشابك مع pier بالأيدي ، محاولا الأخير تهدأته، وتوضيح الأمر له، لكن الشيطان أعمى بصره وبصيرته، لا يمنح الرجل فرصة الشرح ،ومن فرط غضبه أخد عصا كبيرة من سيارته، لينهال بالضرب على Pier على غفلة منه محاولا هذا الأخير الدفاع عن نفسه لتخونه قواه، فتصيبه ضربة قوية من عصا الزوج على رأسه لينزف دما غزيرا أرداه قتيلا.
.عفاف العرابي من المملكة المغربية
الدّخيل
باغَتها على حين غفلة، وهي تسترد سردَ آخر تفاصيل مأساتها، تعكسها نافذة القطار المتجه إلى المجهول ، كأنها تمارس طقوس الفلاَش باكْ، تنحّت عنه مستاءة، لأنها لم تعد تطيق صنف الرجال.
قال المتحدث الغلس :ما هذا الجمال أيتها الجميلة ، هل نتحدث قليلا. فالطريق ما زال طويلا. وكل الوقت ملكا لنا.
قالت بصمت، كأنها تستأذن آهاتها، فلينصرف للجحيم هذا الفضولي، مقرف. لم أعد أطيقكم. قالت تتمتم بين شفتيها لا تسمعه ردها.
عادت بناظرها للنافذة ، تسترد سلسلة الفلاش باك وهي تخرج من بيتها تجر ذيول الخيبة والقهر، حملت في حقيبتها أقل ما استطاعت حمله،في سرعة من أمرها،فلم يسمح لها السكير المتوحش بفرصة لحمل كل لوازمها، تهرول بالهروب قبل استيقاظه من سبات عميق بسبب سكره.
وهي تمرر شريط حياتها المأساوي، مع زوج انتهك كل حقوقها الإنسانية والحياتية والنفسية، طيلة عشرة سنوات مضت، يذكرها بعجزها عن الإنجاب، وعدم قدرتها على أن تأتي له بولد يرث كل ثروته. ليدمر كل إحساس بالحياة في عمقها، رحلت تاركة رسالة تطلب الطلاق بعد محاولات عدة فاشلة ، ربما يضع رحيلها حدّاً لحالها مع الزوج الظالم.
عاود الرجل محاولته ،ولم يتوان عن مضايقتها، وتمتم بصوت خفي في أذنها:
هل حديثي لم يعجبك أيتها الجميلة، أنا المحامي بييرPier تستطيعين مناداتي. Pier فقط ، فكيها خيتي. يلا شنو،بك.
قالت جانيت : بصوت خانق ذليل كأنها تتوسله:
أرجوك دعني وشأني. لا أعرفك كي أحدثك.
قال: مهلا مهلا، نتعرف، وما المانع...
قالت : ماذا تريد مني .
قال : لا شيء، لكن الطريق طويل. وأقترح ان نتعرف على بعض.
قالت أرجوك. دعني وشأني أنا مستاءة جدا .
قال وهذا ما يزيد فضولي، أريد أن أسمعك ،فربما تجدين في حديثنا مواساة لمأساتك.
صمتت جانيت لوهلة، واسترجعت حديثه عن طبيعة عمله، فقالت
لم لا ،ربما يفيدني باقتراح بخصوص قضيتي.
سمحت له بالجلوس في مقعدها المجاور، وبدأت في سرد حكايتها مع pier العجيب، الذي اقترح أن يرفع قضية خلع في قضيتها،
استأنست *جانيت* بالحديث وهدأت من روعاتها اقتراحات المحامي المعاكس .
حاولت أن تلملم أجزاءها، دقات قلبها متسارعة، تسبقها صرخة حقها المسلوب، ورعشة يدها التي انتبه لها* بير* وأخذها بين يديه في محاولة لطمأنتها، إذ بها تنتفض من مكانها، صارخة في وجهه .
تقول مزمجرة: يديك أزحها عني.
قال : ماذا بك. هوني عليك، أنا أواسيك فقط.
لم يشفع حديث Pier له عندها، ففي نظرها كل الرجال أوغاد.
نامت جانيت المسافة المتبقية لوجهتها. لتفتح عينيها، على بسمة Pier، الذي لم يغادر نظره وجهها الملائكي طيلة الطريق.
وصل القطار لمحطة المدينة المجاورة لبلدتها، ونزلت جانيت تبحث عن سيارة نقل لوسط البلد حيث بيت والديها المتوفين،
لتجد زوجها عند مدخل البيت، وصل بسيارته الفارهة،قبل موعد وصول القطار، يؤكد له حدسه وجهتها لبيت أهلها .
محاولا احتضانها، يحاول تفهم موقفها، واستيعاب قرارها الذي استطاعت أن تحققه بالهروب بعيدا عن حياته وثروته و أذيته،
يطلب منها السماح والرجوع للبيت معه .فقد افتقدها بعدما رحلت وأدرك أن البيت بدونها جحيم لا يطيقه.
صعقت جانيت من وجود زوجها المفاجئ والغير متوقع، وتنكرت لتوسلاته وإلحاحه، محاولة فتح باب البيت متجاهلة وجوده، جن جنون الرجل، من موقف زوجته ، و بدأ يدق الباب المغلق في وجهه، محاولا اقتحامه بالقوة، ليجد يدا تحط على كتفه بقوة،وتجره إلى الخلف.
من أنت ؟ ماذا تريد؟
وأنت. من تكون؟ ولماذا تقتحم البيت على جانيت؟
هل تعرف زوجتي يا وغد؟ من تكون كي تسألني عن زوجتي.
عاود الزوج طرق الباب بقوة صارخا في وجه الباب ، وهو يعلم أنها تسمع حديثهما.
أيتها الخائنة، مخادعة، قد اكتشف أمرك الآن.
يصرخ بأعلى صوته،متهما إياها بالخداع والخيانة.
ليتشابك مع pier بالأيدي ، محاولا الأخير تهدأته، وتوضيح الأمر له، لكن الشيطان أعمى بصره وبصيرته، لا يمنح الرجل فرصة الشرح ،ومن فرط غضبه أخد عصا كبيرة من سيارته، لينهال بالضرب على Pier على غفلة منه محاولا هذا الأخير الدفاع عن نفسه لتخونه قواه، فتصيبه ضربة قوية من عصا الزوج على رأسه لينزف دما غزيرا أرداه قتيلا.
.عفاف العرابي من المملكة المغربية