الشِّنْقِيْطِيّ (أحمد بن الأمين ـ)
(1280 ـ 1331هـ/1863 ـ1913م)
أحمد بن الأمين بن محمد الأمين ابن عثمان العلوي الشِّنقيطي، وأمه خديجة بنت سالم من قبيلة الأغلال، وعائلته مشهورة بالذكاء والحفظ.
ولد بين بلدة (العقل) و(بحيرة الركيز) جنوبي موريتانيا، ودرس في أعوامه الأولى القرآن الكريم ومبادئ العلوم الإسلامية والعربية، ومال في وقت مبكر إلى حفظ الشعر، وكان من شيوخه وأساتذته في ذلك: عمه مأمون بن محمد الأمين، محمد فال بن بابا، المختار بن ألما، يحظيه بن عبد الودود.
بدأ سنة 1315هـ رحلة علمية زار فيها: تكانت ومكناس والسمارة وفاس، ثم زاوية الشيخ ماء العينين، وفي سنة 1317هـ ذهب إلى الحج فالتقى علماء مكة والمدينة وأدباءهما فأخذ عنهم، ثم زار الدول الإسلامية في روسيا القيصرية، ثم بلاد الأناضول فزار المعاهد العلمية والمكتبات النفيسة في الآستانة وإزمير، وفي سنة 1319هـ ذهب إلى سورية فالتقى أفاضلها وعلماءها، ثم ألقى عصا التسيار في مصر سنة 1320هـ، فأكب على الدرس والتصنيف والتحقيق، وكان من الأعلام الذين اشتد اتصاله بهم فيها ثلاثة هم: محمد توفيق البكري نقيب الأشراف وشيخ الطرق الصوفية، فشرح كتابه «صهاريج اللؤلؤ» وأحمد تيمور باشا صاحب الخزانة النفيسة الذي أمدّه بنسخة خطية من ميمية حميد بن ثور الهلالي، وكان تطلّبها في كثير من البلاد التي رحل إليها دون جدوى، فأثبتها في كتاب «الوسيط» مع معارضتها للشاعر محمد بن الطلب اليعقوبي، ومحمد أمين الخانجي الكتبي المعروف الذي هيأ له وسائل التأليف والتحقيق، ويسر له طبع جميع ماأخرجه من الآثار تقريباً، وأعد له سكناً خاصاً في بناء مطبعته الجمالية في القاهرة.
كان الشنقيطي زاهداً متقشفاً ومتصوفاً على الطريقة التيجانية، فلم يتزوج، ولم يكتب في أي من تآليفه شيئاً عن نفسه مما أحاط شخصيته ببعض الغموض، وقد أشار محمد المختار في مقدمته للوسيط إلى قيام أحمد باب مسكة ببحث مستقل حوله.
كان الشنقيطي علاّمة من نوابغ عصره في الحفظ والضبط، على فهم تام ومعرفة كبيرة بالأصول والفقه والتصوف، فضلاً عن علو كعبه في علوم العربية وآدابها، وقد عرف من آثاره المطبوعة التي هي على ضربين: تآليف أو شروح وتعليقات (18) كتاباً، أنبهها كتابه «الوسيط في تراجم أدباء شنقيط» الذي طبع أربع مرات، ويعد أول وثيقة تناولت شعراء موريتانيا وتاريخها وآدابها وعاداتها الاجتماعية والثقافية، وقد ألّفه دفعاً للقول: إن الآداب العربية يتصف بها المشارقة فقط. فالتقى أكثر الأعلام الذين ترجم لهم فيه وروى عنهم أشعارهم.
أما في مؤلفاته الأخرى فقد بدا اهتمامه باللغة واضحاً في طريقة نقده للشعر، فاهتم بسلامته من اللحن وضبطه وشرح غوامضه، فأتت شروحه على نوعين: شروح يسيرة لبعض المواضع تزيل لبسها، أو مفصلة لغوية دقيقة تتناول القصيدة بيتاً بيتاً وكلمة كلمة.
ومن آثاره: «الدرر اللوامع على همع الهوامع شرح جمع الجوامع» في علوم العربية (مجلدان) و«الدرر في منع عمر»: رد على محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي في صرف عمر.
وقد نشر عدداً من المخطوطات، منها: «ليس في كلام العرب» لابن خالويه و«الإعلام بمثلث الكلام» لابن مالك و«تحفة المودود في المقصور والممدود» لابن مالك و«الأضداد في اللغة» لابن الأنباري و«الملاحن» لابن دريد و«أمالي المرتضى» و«أمالي الزجاجي» و«الأغاني» للأصفهاني و«ديوان طرفة» و«ديوان الشماخ» و«ديوان الحطيئة».
خير الله الشريف
(1280 ـ 1331هـ/1863 ـ1913م)
أحمد بن الأمين بن محمد الأمين ابن عثمان العلوي الشِّنقيطي، وأمه خديجة بنت سالم من قبيلة الأغلال، وعائلته مشهورة بالذكاء والحفظ.
ولد بين بلدة (العقل) و(بحيرة الركيز) جنوبي موريتانيا، ودرس في أعوامه الأولى القرآن الكريم ومبادئ العلوم الإسلامية والعربية، ومال في وقت مبكر إلى حفظ الشعر، وكان من شيوخه وأساتذته في ذلك: عمه مأمون بن محمد الأمين، محمد فال بن بابا، المختار بن ألما، يحظيه بن عبد الودود.
بدأ سنة 1315هـ رحلة علمية زار فيها: تكانت ومكناس والسمارة وفاس، ثم زاوية الشيخ ماء العينين، وفي سنة 1317هـ ذهب إلى الحج فالتقى علماء مكة والمدينة وأدباءهما فأخذ عنهم، ثم زار الدول الإسلامية في روسيا القيصرية، ثم بلاد الأناضول فزار المعاهد العلمية والمكتبات النفيسة في الآستانة وإزمير، وفي سنة 1319هـ ذهب إلى سورية فالتقى أفاضلها وعلماءها، ثم ألقى عصا التسيار في مصر سنة 1320هـ، فأكب على الدرس والتصنيف والتحقيق، وكان من الأعلام الذين اشتد اتصاله بهم فيها ثلاثة هم: محمد توفيق البكري نقيب الأشراف وشيخ الطرق الصوفية، فشرح كتابه «صهاريج اللؤلؤ» وأحمد تيمور باشا صاحب الخزانة النفيسة الذي أمدّه بنسخة خطية من ميمية حميد بن ثور الهلالي، وكان تطلّبها في كثير من البلاد التي رحل إليها دون جدوى، فأثبتها في كتاب «الوسيط» مع معارضتها للشاعر محمد بن الطلب اليعقوبي، ومحمد أمين الخانجي الكتبي المعروف الذي هيأ له وسائل التأليف والتحقيق، ويسر له طبع جميع ماأخرجه من الآثار تقريباً، وأعد له سكناً خاصاً في بناء مطبعته الجمالية في القاهرة.
كان الشنقيطي زاهداً متقشفاً ومتصوفاً على الطريقة التيجانية، فلم يتزوج، ولم يكتب في أي من تآليفه شيئاً عن نفسه مما أحاط شخصيته ببعض الغموض، وقد أشار محمد المختار في مقدمته للوسيط إلى قيام أحمد باب مسكة ببحث مستقل حوله.
كان الشنقيطي علاّمة من نوابغ عصره في الحفظ والضبط، على فهم تام ومعرفة كبيرة بالأصول والفقه والتصوف، فضلاً عن علو كعبه في علوم العربية وآدابها، وقد عرف من آثاره المطبوعة التي هي على ضربين: تآليف أو شروح وتعليقات (18) كتاباً، أنبهها كتابه «الوسيط في تراجم أدباء شنقيط» الذي طبع أربع مرات، ويعد أول وثيقة تناولت شعراء موريتانيا وتاريخها وآدابها وعاداتها الاجتماعية والثقافية، وقد ألّفه دفعاً للقول: إن الآداب العربية يتصف بها المشارقة فقط. فالتقى أكثر الأعلام الذين ترجم لهم فيه وروى عنهم أشعارهم.
أما في مؤلفاته الأخرى فقد بدا اهتمامه باللغة واضحاً في طريقة نقده للشعر، فاهتم بسلامته من اللحن وضبطه وشرح غوامضه، فأتت شروحه على نوعين: شروح يسيرة لبعض المواضع تزيل لبسها، أو مفصلة لغوية دقيقة تتناول القصيدة بيتاً بيتاً وكلمة كلمة.
ومن آثاره: «الدرر اللوامع على همع الهوامع شرح جمع الجوامع» في علوم العربية (مجلدان) و«الدرر في منع عمر»: رد على محمد محمود بن التلاميد التركزي الشنقيطي في صرف عمر.
وقد نشر عدداً من المخطوطات، منها: «ليس في كلام العرب» لابن خالويه و«الإعلام بمثلث الكلام» لابن مالك و«تحفة المودود في المقصور والممدود» لابن مالك و«الأضداد في اللغة» لابن الأنباري و«الملاحن» لابن دريد و«أمالي المرتضى» و«أمالي الزجاجي» و«الأغاني» للأصفهاني و«ديوان طرفة» و«ديوان الشماخ» و«ديوان الحطيئة».
خير الله الشريف