الشنفرى الأزديAl-Shanfara al-Azdiشاعر من خلعاء العرب وصعاليكهم في العصر الجاهلي.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشنفرى الأزديAl-Shanfara al-Azdiشاعر من خلعاء العرب وصعاليكهم في العصر الجاهلي.

    الشنفرى الأزدي
    (.../....)

    عمرو بن مالك الأزدي، من بني الحارث بن ربيعة، من الأزد القحطانيين. وفي اسمه خلاف، وقيل إن «الشنفرى» هو اسمه، وقيل: بل لقبه لعِظَم شفته. وهو شاعر من خلعاء العرب وصعاليكهم في العصر الجاهلي. وفي أخبار نشأته وتصعلكه روايات كثيرة، قيل: إن أمه كانت سبيّة، ونشأ في بني فَهْم، ثم صار في بني سلامان حتى شبّ وكبر بينهم، ونشب خلاف بينه وبين الرجل الذي كان يقيم معه، فتركه وهو يتوعده وقبيلتَه بالانتقام الشديد. والتحق بابن أخته تأبط شرّاً وعمرو بن برّاقة وبعض صعاليك العرب، وشرعوا يُغيرون على القبائل، يقتلون وينهبون. وأكثر الشنفرى من الإغارة على بني سلامان، ويقال إنه قتل عدداً كبيراً من رجالهم. وكان أبناء القبائل يتربصون به وبمن معه وينجو منهم، إلى أن دبّروا له مكيدة وكمنوا له فأسروه، وأرادوا قتله، فسألوه أين يقبرونه؟ فقال أبياتاً منها:
    لاتقبروني إن قبري محرّم
    عليكم ولكن أبشري أم عامر
    (أم عامر: الضبع).
    ثم قتلوه. ولما سمع تأبط شراً بذلك رثاه بأبيات جميلة، منها:
    على الشنفرى ساري الغمام ورائح
    غزير الكُلى، وصيِّب الماء باكر
    عليك جزاء مثل يومـك بالجبـا
    وقد أُرعِفت منك السيوف البواتر
    ويُعَدّ الشنفرى من فُتّاك العرب، وكان سريعاً في جريه يسبق الخيل إذا تبعته، فضُرب المثل بشدة عَدْوه فقيل: «أعدى من الشنفرى».
    له شعرٌ ليس بالكثير، تناول فيه قضايا الثأر والقوة وحياة الصعاليك وما فيها من قلق دائم، وضمّن شعره كثيراً من القيم والأخلاق التي يتغنى بها. وقد حققه عبد العزيز الميمني في كتابه «الطرائف الأدبية» ثم طبع مستقلاً.
    واتصف شعره بما عُرف عن شعر الصعاليك عامة من كثرة الألفاظ الغريبة، والبعد عن المنهج الشائع للقصيدة العربية
    وأشهر شعره قصيدته اللامية التي مطلعها:
    أقيموا بني أُمّي صدور مطيكم
    فإنّي إلى قـومٍ سواكم لأَميَـل
    وهي قصيدة طويلة تضمنت كثيراً من القيم الحميدة التي يعتدّ بها العربي ويفاخر، كما أنها تعبّر عن النفس الأبية التي ترفض الظلم، ولذلك أطلقوا على هذه القصيدة اسم «لامية العرب»، وكان عمر بن الخطاب يقول: «علموا أولادكم قصيدة الشنفرى فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق». وحظيت باهتمام القدماء والمحدَثين، فكثُرت الشروح عليها، ومن هذه الشروح «أعجب العجب في شرح لامية العرب» للزمخشري، و«نهاية الأرب في شرح لامية العرب» لعطاء الله بن أحمد الأزهري، و«تفريج الكُرب عن قلوب أهل الأرب في معرفة لامية العرب» لابن زاكور الفاسي، كما أنها تُرجمت إلى عدة لغات.
    وكذلك قصيدته التائية التي مطلعها:
    ألا أمُّ عمرو أجمعت فاستقلّتِ
    وما ودّعت جيرانها إذ تولتِ
    وهي من عيون الشعر العربي.
    علي أبو زيد

يعمل...
X