الواقعية الرمزية الى اين تقود الهواة
أبو البارق محمد جبار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
كان مدرس التخطيط الاستاذ ( ...... ) قد وجه طلبة المرحلة الثانية / تشكيل / معهد الفنون الجميلة الى اطلاق العنان لمخيلاتهم ليأتوا بما اتى به ( موندريان ) من تخطيطات تجريدية مدهشة .
وكنت قد اعترضته بسؤال : كيف ذلك وفاقد الشيء لا يعطيه ؟
كل مدارسنا ( الابتدائية والمتوسطة والثانوية ) في العراق لا تولي الرسم اهتماما يُذكر وغالبا ما تستبدل ذلك الدرس بدرس تعتقده الادارة مهماً وعلى هذا النحو باتت مخيلات الطلاب ساذجة يستعصى عليها رسم وردة حتى .
سألته ثانية وكان سؤالي مستفزاً بعض الشيء
: ما مهمتك يا استاذ ؟ وما العنوان الذي يدل عليك الآن ؟
اجاب : انا مدرس تخطيط
: الا يفترض بك تعليم الطلبة الف باء التخطيط من ( منظور ومساقط وتشريح ) حتى يكونوا مصورين ( تصويرا يدويا كما يصفه ـ ريتشارد ايتينكهاوزن ـ ) وليتسنى لهم فيما بعد تحقيق منجز تشكيلي مبني على اسس سليمة خاضعة لضوابط لا يختلف عليها ناقدان اكاديميان .. بعد ذلك لهم مالهم من اختيار مواضيعهم وتأكيد بصماتهم كل وقناعته .
سألني : الا تعتقد ان الكاميرا تخطأ بالابعاد
أجبته : الكاميرا لا تخطأ لأنها مصنوعة على وفق معايير فيزياوية دقيقة جدا واذا ما اختل البعد البؤري جرّاء تقادم الاستعمال فسيكون الخطأ الصوري نتاج ذلك العطب .
قال : ولكن غالبا ما تكون النسب شبه مختلة .. احيانا تكون اليد المتقدمة على الجسم اكبر بكثير واحيانا اخرى ترى الرأس اكبر من القياس الطبيعي وعلى هذا المنوال .
: ليس كما تعتقد يا استاذ ( وقدمت يدي باتجاهه ) متسائلا ماذا ترى ؟ الا تبدو يدي اكبر من الجسم ؟ اذن المشكلة تكمن في تصورنا للمرئيات تكمن في التقرير الابتدائي للعقل لما تجود به الشبكية والقرنية .. هذه التصورات الابتدائية والتقارير الزائفة هي اساس المشكلة لا الكاميرا .
ولنفترض جدلاً ان الكاميرا تخطأ .. لا بأس .. ولا بأس كذلك اذا ما اخطأ الطالب او اخطأ المحترف حتى .. ذلك لأن الكمال لله وحده وكل ابن آدم خطّاء .
انا لا ادعو الى واقعية تسجيلية ساذجة فقد انتفت الحاجة اليها بوجود الات التصوير .
وكذلك لا ادعو الى التجريد المطلق الذي يحيل المنجز التشكيلي الى محض شخابيط ليس الا .
( بيت موندريان ) لم يأت بتجريداته من فراغ ولا ( كاندنسكي ) ببقعه كذلك ( انا اطلعت على البوم لوحات كاندنسكي قبل انتقالته .. كانت تخطيطاته الاكاديمية مبهرة بالمعنى العظيم للوصف )
اذن هي دعوة لإعادة النظر في مناهج التعليم الاولي ( الابتدائية .. المتوسطة .. الثانوية .. ومعاهد الفنون الجميلة حتى ) .
لا يصح الا الصحيح ولابد مما ليس منه بد
قال بيكاسو : ( عندما كنا صغاراً كنا نرسم مثل روفائيل ولما كبرنا صرنا نرسم مثل الاطفال ) .
هذا يعني ان على مؤسساتنا التربوية آنفة الذكر الاستفادة مما قاله بيكاسو ( ومنه يستفاد ) .
الواقعية الرمزية اراها بوسترات تعبوية كل ما تقدمه للمتلقي اعلانا مضببا اراد مبدع العمل ايصاله على ذاك المنوال وهنا تكمن المشكلة اذ ان المتلقي سيستدرج شاء ام ابى الى المضمون متجاهلا الشكل وان كان ذلك الشكل دون المستوى المطلوب .. وكذلك سيكون فيما بعد شبه قانون يعتمده ذلك المتلقي في كل مشاهداته مستقبلا .. وهذا ماهو عليه واقعنا الثقافي بمجمله اذ ان السؤال العتيد ( عماذا تعبر هذه اللوحة ؟ ) كان ومازال وسيبقى متسيدا ملازما لكل العروض التشكيلية ( وإن كانت مناظر طبيعية ) .
كل المتلقين يبحثون عن معنى .. وكأن الفنون محض معنى لا اكثر .
هذا الحال ستختلط به اوراق التقييم حيث سيغبن الفنان المقتدر وسيرفع شأن من لا شأن له وهذا هو الخراب بعينه
سيحبَط الأصيل وسيزدهي الدخيل وسبب ذلك مردّه الى بؤس المقدمات وكذلك الى التقصير المتعمد من قبل المعنيين .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الخطاطون الاتراك يعتقدون بأن كل من اخطأ بكتابة حرف عربي متعمدا فهو آثم .
اللوحة المرفقة من اعمال
أبو البارق محمد جبار
أبو البارق محمد جبار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
كان مدرس التخطيط الاستاذ ( ...... ) قد وجه طلبة المرحلة الثانية / تشكيل / معهد الفنون الجميلة الى اطلاق العنان لمخيلاتهم ليأتوا بما اتى به ( موندريان ) من تخطيطات تجريدية مدهشة .
وكنت قد اعترضته بسؤال : كيف ذلك وفاقد الشيء لا يعطيه ؟
كل مدارسنا ( الابتدائية والمتوسطة والثانوية ) في العراق لا تولي الرسم اهتماما يُذكر وغالبا ما تستبدل ذلك الدرس بدرس تعتقده الادارة مهماً وعلى هذا النحو باتت مخيلات الطلاب ساذجة يستعصى عليها رسم وردة حتى .
سألته ثانية وكان سؤالي مستفزاً بعض الشيء
: ما مهمتك يا استاذ ؟ وما العنوان الذي يدل عليك الآن ؟
اجاب : انا مدرس تخطيط
: الا يفترض بك تعليم الطلبة الف باء التخطيط من ( منظور ومساقط وتشريح ) حتى يكونوا مصورين ( تصويرا يدويا كما يصفه ـ ريتشارد ايتينكهاوزن ـ ) وليتسنى لهم فيما بعد تحقيق منجز تشكيلي مبني على اسس سليمة خاضعة لضوابط لا يختلف عليها ناقدان اكاديميان .. بعد ذلك لهم مالهم من اختيار مواضيعهم وتأكيد بصماتهم كل وقناعته .
سألني : الا تعتقد ان الكاميرا تخطأ بالابعاد
أجبته : الكاميرا لا تخطأ لأنها مصنوعة على وفق معايير فيزياوية دقيقة جدا واذا ما اختل البعد البؤري جرّاء تقادم الاستعمال فسيكون الخطأ الصوري نتاج ذلك العطب .
قال : ولكن غالبا ما تكون النسب شبه مختلة .. احيانا تكون اليد المتقدمة على الجسم اكبر بكثير واحيانا اخرى ترى الرأس اكبر من القياس الطبيعي وعلى هذا المنوال .
: ليس كما تعتقد يا استاذ ( وقدمت يدي باتجاهه ) متسائلا ماذا ترى ؟ الا تبدو يدي اكبر من الجسم ؟ اذن المشكلة تكمن في تصورنا للمرئيات تكمن في التقرير الابتدائي للعقل لما تجود به الشبكية والقرنية .. هذه التصورات الابتدائية والتقارير الزائفة هي اساس المشكلة لا الكاميرا .
ولنفترض جدلاً ان الكاميرا تخطأ .. لا بأس .. ولا بأس كذلك اذا ما اخطأ الطالب او اخطأ المحترف حتى .. ذلك لأن الكمال لله وحده وكل ابن آدم خطّاء .
انا لا ادعو الى واقعية تسجيلية ساذجة فقد انتفت الحاجة اليها بوجود الات التصوير .
وكذلك لا ادعو الى التجريد المطلق الذي يحيل المنجز التشكيلي الى محض شخابيط ليس الا .
( بيت موندريان ) لم يأت بتجريداته من فراغ ولا ( كاندنسكي ) ببقعه كذلك ( انا اطلعت على البوم لوحات كاندنسكي قبل انتقالته .. كانت تخطيطاته الاكاديمية مبهرة بالمعنى العظيم للوصف )
اذن هي دعوة لإعادة النظر في مناهج التعليم الاولي ( الابتدائية .. المتوسطة .. الثانوية .. ومعاهد الفنون الجميلة حتى ) .
لا يصح الا الصحيح ولابد مما ليس منه بد
قال بيكاسو : ( عندما كنا صغاراً كنا نرسم مثل روفائيل ولما كبرنا صرنا نرسم مثل الاطفال ) .
هذا يعني ان على مؤسساتنا التربوية آنفة الذكر الاستفادة مما قاله بيكاسو ( ومنه يستفاد ) .
الواقعية الرمزية اراها بوسترات تعبوية كل ما تقدمه للمتلقي اعلانا مضببا اراد مبدع العمل ايصاله على ذاك المنوال وهنا تكمن المشكلة اذ ان المتلقي سيستدرج شاء ام ابى الى المضمون متجاهلا الشكل وان كان ذلك الشكل دون المستوى المطلوب .. وكذلك سيكون فيما بعد شبه قانون يعتمده ذلك المتلقي في كل مشاهداته مستقبلا .. وهذا ماهو عليه واقعنا الثقافي بمجمله اذ ان السؤال العتيد ( عماذا تعبر هذه اللوحة ؟ ) كان ومازال وسيبقى متسيدا ملازما لكل العروض التشكيلية ( وإن كانت مناظر طبيعية ) .
كل المتلقين يبحثون عن معنى .. وكأن الفنون محض معنى لا اكثر .
هذا الحال ستختلط به اوراق التقييم حيث سيغبن الفنان المقتدر وسيرفع شأن من لا شأن له وهذا هو الخراب بعينه
سيحبَط الأصيل وسيزدهي الدخيل وسبب ذلك مردّه الى بؤس المقدمات وكذلك الى التقصير المتعمد من قبل المعنيين .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الخطاطون الاتراك يعتقدون بأن كل من اخطأ بكتابة حرف عربي متعمدا فهو آثم .
اللوحة المرفقة من اعمال
أبو البارق محمد جبار