احمد محمد ابراهيم Ahmad ibn Mohammad ibn Ibrahimالسلطان العثماني الثالث والعشرون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • احمد محمد ابراهيم Ahmad ibn Mohammad ibn Ibrahimالسلطان العثماني الثالث والعشرون

    أحمد بن محمد بن إبراهيم

    احمد محمد ابراهيم

    Ahmad ibn Mohammad ibn Ibrahim - Ahmad ibn Mohammad ibn Ibrahim


    أحمد بن محمد بن إبراهيم

    (1083-1149هـ /1673-1736م)



    السلطان العثماني الثالث والعشرون(1115-1143هـ /1703-1730م) ويعرف بالسلطان أحمد الثالث. خلف أخاه مصطفى الثاني في الحكم في 10 ربيع الثاني/ 21 آب إثر تخلي مصطفى عن الحكم في أعقاب ثورة الجيش الانكشاري.
    بدأ السلطان أحمد حكمه بالقضاء على زعماء الثورة ومعاقبة مؤيديهم, وبالعودة إلى نظام «الدفشرمة» (وهو نظام تجنيد الشبان من البلقان, وكان قد تم التخلي عنه من قبل, وتجنيد المسلمين الأحرار, وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي طبقت فيها الدفشرمة). عانى السلطان أحمد في السنوات الأولى من حكمه من خطر الفتن وعدم وجود صدر أعظم قوي لدرئها. وكانت السلطنة آنذاك تعاني من نتائج معاهدة كارلوفيتز Carlovitz التي وقعت في 26 كانون الثاني 1699 مع آل هابسبورغ, وتخلت لهم السلطنة بموجبها عن جميع هنغارية وترانسلفانية, وبودولية, وكانت هذه أول خسارة كبيرة للعثمانيين منذ نحو ثلاثمئة سنة حين هزمهم تيمورلنك (1402م), وأول مرة وقع فيها العثمانيون الصلح منهزمين, وتخلوا بموجبه عن مناطق سيطروا عليها منذ مدة طويلة. ولم يتمكن العثمانيون بعد ذلك من استعادة ما خسروه.

    ولكن العثمانيين تمكنوا بموجب معاهدة بسّاروفيتز Passarovitz عام 1718م من استعادة شبه جزيرة المورة من جمهورية البندقية بعد أن احتلتها عشرين عاماً, وبذلك ظهر عجز البندقية عن الاحتفاظ بسلطتها في البحر المتوسط. وبالمقابل كسبت الامبراطورية النمسوية وحكامها من آل هابسبورغ بموجب هذه المعاهدة من العثمانيين مناطق بنات تمسفار والأفلاق (فالاشية) الصغرى وبلغراد وأجزاء من شمالي صربية. ولكن العثمانيين, وبدعم من فرنسة استعادوا هذه المناطق بموجب معاهدة بلغراد (1739م) ولم تعد النمسة مصدر خطر كبير عليهم.

    كانت علاقات الدولة العثمانية مع روسية عدائية في عهد القيصر بطرس الأكبر الذي هزم الملك شارل الثاني عشر ملك السويد (1709م), فلجأ الملك السويدي إلى العثمانيين. وقد حرض ملك السويد وسفراء فرنسة والبندقية السلطان أحمد على محاربة روسية وإلغاء الامتيازات التي منحتها الدولة العثمانية لها في عام 1700 ومواجهة طموحات قيصر روسية في البحر الأسود. وأعلنت السلطنة الحرب على روسية في عهد الصدر الأعظم بلطجي محمد باشا في 20 تشرين الثاني 1710 بحجة بناء روسية أسطولاً حربياً في بحر آزوف, وإقامة القلاع على طول حدودها مع الدولة العثمانية, والتدخل في شؤون خان التتر, ونشر الدعاية بين رعايا الدولة من الأرثوذكس لتحريضهم على الانفصال عن الدولة. وجرى القتال في تموز 1711, وتوغلت القوات الروسية في مولدافية, ولكن صعوبة تموين هذه القوات, وهجوم الجيش العثماني عليها, وهي تتجه نحو نهر بروث Pruth, جعلها تتراجع وتطلب الصلح. وتم ذلك في اتفاقية بروث 23 تموز 1711 م وبموجبها تخلى القيصر للعثمانيين عن بحر آزوف, وهدم القلاع التي أقامها, وتعهد بعدم التدخل في شؤون القرم وبولونية, وبالكف عن التدخل في شؤون الأرثوذكس. ولكن القيصر لم يف بتعهداته, فاستؤنفت الحرب (1711-1713), وانتهت باتفاقية أدرنه (1713) التي أكدت الاتفاقية السابقة, وكانت مدتها خمسة وعشرين عاماً, وذلك بفضل السياسة الحكيمة للصدر الأعظم سلحدار علي باشا.

    وعلى الجبهة الفارسية, استغل العثمانيون الاضطرابات التي تعرضت لها الدولة الصفوية نتيجة غزوات الأفغان بزعامة أشرف, فاحتلوا تفليس وجورجية (بلاد الكرج) وأريوان وشروان وأذربيجان وجميع المنطقة الفارسية غرب خط أردبيل - همذان, وأوجدوا فيها عشر ولايات جديدة. واستمر العثمانيون في هذه المناطق على الرغم من محاولة سيد إيران أشرف الأفغاني طردهم, إلى أن تمكن نادرشاه, الذي أطاح أشرف, من استعادتها عام 1730.

    أدى الصراع بين العثمانيين والقوى الأفغانية المسيطرة في بلاد فارس, والتي أطاحت الأسرة الصفوية, إلى ظهور حكام أقوياء في العراق, كان أولهم حسن باشا والي بغداد (1704-1723) وابنه أحمد باشا (1724-1747) ثم مماليكهما من بعدهما. وتمكن هؤلاء من الوقوف في وجه حكام فارس.

    أدت انتصارات نادرشاه على العثمانيين إلى قيام ثورة شعبية في اصطنبول (1730) بقيادة انكشاري من أصل ألباني هو باترونا خليل Patrona, أطاحت الصدر الأعظم الذي قتل, وأجبرت السلطان أحمد على النزول عن عرش السلطنة.

    شهدت السنوات الأخيرة من حكم السلطان أحمد الثالث تطورات ملحوظة في مجالات الأدب والموسيقى وفن العمارة المتأثرة بالغرب, وعرفت هذه السنوات بالحقبة الزنبقية (نسبة إلى زهرة الزنبق التي راجت على نحو واسع جداً بين الناس) واشتهر فيها الشاعر نديم, وترجمت الكتب عن العربية والفارسية, وبنيت المكتبات في اصطنبول, ونشطت صناعة الخزف, وبنيت السفن الحربية, كما بني سد لتموين اصطنبول بالماء. وفي عهد السلطان أحمد الثالث صدر الفرمان بإنشاء المطبعة عام 1140 هـ/ 1727م وذلك بمبادرة من إبراهيم متفرقة(ر).

    عبد الكريم رافق
يعمل...
X