إسرية Esserye - مدينة قديمة في بادية الشام اسمها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إسرية Esserye - مدينة قديمة في بادية الشام اسمها


    اسريه

    Esserye - Esserye

    إِسرية

    إسرية Esserye مدينةٌ قديمة في بادية الشام من العصر الروماني، واسمُها القديم سيريان Syrian، وسيريانا Siriana. وهي إلى الشّمال الشّرقيّ من حماةَ، وتبعد عنها نحو مئة كيلو متر. وقد خُرِّبتْ هذه المدينةُ، وطُمِرَتْ أنقاضُها، ولم يَبْقَ ناهضاً منها سوى جزء من مَعْبدِها، وهو حُجْرة التمثال.
    كان يحيطُ بها سُور بنيت أجزاؤه السُّفلية من الحجارة الكلسيّة الضّخمة، أمَّا العُلْويّةُ فقد بُنيت من اللِّبن (حجارة طينيّة مربّعة)، دَلَّ على ذلك أطلالُها الدارسة.
    معبد إسرية الذي يعود إلى العصر السفيري (القرن الثالث الميلادي)
    سَبَرَتْ منطقة الَمعْبد، ونقّبتْ فيها بعثة مَعْهَدُ الآثار الألمانيُّ بدمشقَ، أشرفت عليها المديريّةُ العامّة للآثار والمتاحف، إبانّ مواسم 1991م و1992و1993و1994، وانتهتْ إلى أَنَّ الجزءَ الأساسيَّ من أبنية السكن المرفوعة تألّفَ من مساحاتٍ واسعةٍ، توسّطَ كُلاً منها باحةٌ، ولم يَبْقَ من أساسات البناء إِلاّ مدماكان من حجر غشيم (غير مسّوى)، ينهضُ فوقها جدران طينية زال أو تهدم معظمها، ولعلّ هذا النّمط السّكني كان خاصّاً بالمزارعين، وتختلف الأبنية في مركز المدينة عما في أطرافها، ذلك أنها عمائر من آجر، يكسوها بعض الرُّخام، ولعلّها كانت خاصّةً بالتُّجار والحرفيين.
    ترجع قطعُ الخزف والفخار المتناثرة في أرجاء المدينة إلى الحقبة بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين، مما يدلُّ على كثافة السكان، أما أقدم قطع الخزف «السجلاتا» Sigillata (أي الأواني المختومة) فترتدُّ إلى القرن الأوّل قبل الميلاد، وقد عُثر عليها في منطقة الحصن الذي يقع قريباً من مركز المدينة.
    أهمُّ ما تبقّى من هذه المدينة حُجرة التمثال، وقد بُنيت من الحجارة الكلسية المشذّبة، ويقع مدخلها من جهة الشرق، و يعلوه ساكف مزخرف lintel، فوقه قوسٌ نصف دائري مزخرفٌ أيضاً، وعلى يمين الداخل ما يشبه البرج، في جوفه درج ينتهي إلى سقف حجرة التمثال، إِلاّ أَنَّ هذا البرج لم يسلم من عوادي الزمن ولم يعد له وجود.
    كشفتْ بعثة التنقيب عن بعض الأجزاء الخارجيّة لحجرة التمثال، وانتهت إلى أَنّ ثمّة ثلاث سويّات متدرّجة من الحجارة، يرقد تحتها السّريرُ الصخريُّ في الجهة الغربيّة من المعبد، كما استبانت أجزاء الجدار الشمالي من بهو المعبد، وأجزاء من جداره الجنوبي الذي عدت عليه العوادي، على أن نهايات هذه الجدران لم تكتشف بعد وإنْ كانت بقاياها توحي بأنَّ البهو كان عميقاً وواسعاً. ومن جملة كشوفهم في حجرة التمثال قبو أقيم فوق السّرير الصخري مباشرةً، إلاّ أنَّهُ لمّا يعرفْ له مدخلٌ.
    وقد أزيل بهو المعبد المتصل بحجرة التمثال إزالةً تامّةً، ونهض في موضعه بناء آخر بطراز إسلامي، وليس ثمة ما يثبت أنَّ المعبد قد استخدمته الكنيسةُ في العصر البيزنطي، ولم يُعرف الإلهُ الذي يتبع له هذا المعبد وجاء كشف تمثال برونز يمثل الإله «أبولو» عام 1993م شماليّ حجرة التمثال، إضافة إلى معطيات أثرية أخرى، ليرجح إمكانية وجود معبد في إسرية من النوع الخاص بمهابط الوحي والتنبؤ.
    وإسرية اليوم قرية بدويّة صغيرة في محافظة حماة، قامت قرب خربة إسرية الأثرية، ويُطلق السكان على معبدها قصر إسرية.
    عبد الرزاق زقزوق

يعمل...
X