فرقة المسرح الوطني مصراتة ...
بقلم / علي يوسف رشدان
تعد فكرة إنشاء المسارح الوطنية كمؤسسات متخصصة تتبع قطاع الإعلام والثقافة خطوة من أهم الخطوات في هذا المجال لأنها أضفت المزيد من التنظيم والفاعلية على الحياة المسرحية في المدن التي أنشئت بها هذه الفرق فبعد أن كان المسرح الوطني بطرابلس والذي انطلقت مسيرته سنة ١٩٦٦ م هو المسرح الوحيد تعدد وجود هذا النوع من المسارح في كل من درنة وبنغازي واجدابيا ومصراتة وسبها.
وإذا اعتبرنا أن فترة الأربعينيات والخمسينيات هي مرحلة البداية للحركة المسرحية بمصراتة وأن مرحلة الستينيات مرحلة مرحلة التعريف بهذا الفن وترسيخه فإن المراحل اللاحقة هي مراحل النضج لهذا الفن ولهذا يعد إنشاء المسرح الوطني نقلة مهمة للمسرح في مصراتة فبعد أن كانت الحركة المسرحية تنضوي تحت لواء الأندية الرياضية وتدخل ضمن أنشطة متعددة منها الرياضي والثقافي والاجتماعي أصبحت بوجود هذا المسرح مؤسسة لها كيان مستقل وأهداف تسعى لتحقيقها مما جعل من العمل المسرحي المقدم أكثر حرفية لوجود خبرات عربية تمت الاستعانة بها في هذه الفرقة أسوة بغيرها من الفرق المماثلة مما ساهم في الكشف عن عديد القدرات المتميزة في مختلف جوانب العملية الفنية من كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين.
انطلقت مسيرة هذه الفرقة بصدور قرار وزير الإعلام والثقافة رقم ٣٤٥ بتاريخ يوم ١ الربيع - مارس ١٩٦٩ وحملت في بداية انطلاقتها اسم (المسرح القومي) وقد تشكلت لجنة من قبل إدارة الفنون والشؤون المسرحي بوزارة الإعلام والثقافة ، لإجراء الاختبارات اللازمة للأخوة الفنانين المتقدمين للحصول على عضوية هذه الفرقة ، وكلف بإدارتها الأستاذ عبدالله الترجمان وانتدب للعمل بها الممثل والمخرج المصري المعروف الفنان عبدالبديع العربي ، الذي أعد للأعضاء المنتسبين دورة مكثفة في الجوانب الفنية المختلفة ، ولعل أهم جانبين تم التركيز عليهما جانب الأداء التمثيلي وجانب الإلقاء المسرحي ، مما ساهم في الرفع من كفاءتهم الفنية ، وبسبب عدم وجود عناصر نسائية من بين المنتسبين للفرقة ، وقع الاختيار على مسرحية (المروءة المقنعة) من تأليف الشاعر / محمود غنيم لتكون أول عمل مسرحي تقدمه ، وكان أول عرض لها على مسرح دار عرض مصراتة يوم ٢٤-٧-١٩٦٩ وأما عرضها الثاني فكان بعد قيام ثورة الفاتح وعلى نفس المسرح يوم ٢٨-٣-١٩٧٠ واشترك في تقديم هذا العمل كافة الفنانين المنتسبين للفرق منهم :-
عبدالله الدناع - عبدالله الزروق - المبروك المجعوك - الصديق الولده - يوسف خشيم - محمد الزعلوك - عمر الكميلي - محمد الدلفاق - علي قدح - أحمد الشامي - إبراهيم الكميلي - حسين الزروق - مصباح الفرجاني - محمد الشعافي - عبدالله أبوعليم - أبوبكر عطية - علي النحائسي - عاشور مسعود - علي القويري - رمضان بعيو - عبدالهادي شنيشح - ميلاد أبوصيد - مصطفى تنتون - محمد السنوسي - محمد النوال - حسين القرقني - عبدالكريم الدناع وغيرهم .
واعتبرت هذه المسرحية درساً عملياً تطبيقياً لما تلقاه الأعضاء من معلومات نظرية ، وبعد أن أنهت الفرقة تقديم عرضها لهذه المسرحية شرعت في تنفيد أكثر من عمل مسرحي فقدمت مسرحية فصل واحد بعنوان (بريء المشنقة) وقدم لها عرض واحد في إحدى المناسبات.
ثم قدمت مسرحية (وابتسمت الحياة) من تأليف وإخراج / إبراهيم الكميلي وهي مسرحية باللهجة المحلية ، تحكي مساوئ الاستعمار التي أحدثها بوجوده على أرض الوطن ، وقدمت لعرض واحد فقط ، وعلى إثرها ترك بعض الأعضاء الفرقة منهم ، إبراهيم الكميلي - حسين الزروق - محمد الشعافي وآخرون ، وعادوا ليمارسوا نشاطهم من خلال الفرقة التابعة للنادي الأهلي المصراتي كما ذكرنا سابقا ، كذلك قدمت مسرحية (المحنة) من إعداد الكاتب / عبدالكريم الدناع ، وقدمت لعرضين الأول على مسرح دار عرض مصراتة والثاني بمدينة هون .
كما قدمت الفرقة مسرحية (شعب لن يموت) من تأليف فتى الثورة من إخراج الفنان / عبدالبديع العربي ، غير أنه لم يحضر العرضين اللذين أقيما لهذه المسرحية ، بسبب مغادرته مصراتة وتركه العمل بالفرقة ، نظراً للخلاف الفني الذي نشب بينه وبين الأستاذ / عبدالله الترجمان مدير الفرقة عند تقديم العرض الثاني لمسرحية ( المروءة المقنعة) وأشرف على العرض كل من الفنان التشكيلي / علي القويري . والفنان / المبروك المجعوك. وورد بصحيفة البلاغ في عددها (٧٤) الصادر بتاريخ ٧ النوار - فبراير ١٩٧١ خبر مفاده ، أن المسرح القومي بمصراتة يستعد لتقديم مسرحية (شعب لن يموت) ، وقدم العرض الأول لها على مسرح دار عرض مصراتة ، أما عرضها الثاني فخصص للنساء على مسرح المدرسة الثانوية بمصراته .وهذه المسرحية تناقش قضية الشعب الفلسطيني والظلم الذي يتعرض له من قبل المحتلين وتعد هذه المسرحية أول عمل في مصراتة تجسد فيه امرأة دوراً نسائياً مسرحياً ، فقد كان يتم تجسيد هذه الأدوار عن طريق ممثلين رجال ،وفي هذا العمل تمت الاستعانة بالأختين نورية السنوسي ، وفايزة رجب العضوتين بفرقة المسرح العام ببنغازي ، والتي أبدت استعدادها للتعاون مع المسرح الوطني في هذا الشأن ، وذلك خلال زيارتها لمدينة مصراتة لعرض مسرحية (يوم في الجنة) ومسرحية (الشقة جوها هلها) . ويغادر الأستاذ / عبدالله الترجمان. مدير الفرقة مصراتة ليتولى مهام عمله بوزارة التربية والتعليم بطرابلس ، ليتم تكليف الفنان عبدالله الدناع بتولي إدارة الفرقة التي تستعد للمشاركة في المهرجان المسرحي الوطني الأول على مستوى ليبيا المقام في الفترة من ١٠ إلى ٣٠-٩-١٩٧١ ووقعت الفرقة في حيرة ، بأي عمل ستشارك في أول ظهور لها بالمهرجانات المحلية .
السقوط في دائرة الحيرة خرجت منه الفرقة عن طريق (دوائر الرفض والسقوط) للكاتب الصحفي وأحد أعضاء الفرقة الأستاذ/ عبدالكريم الدناع هو في حقيقة الأمر لم يكن غريبا عن الحركة المسرحية في مصراتة فقد واكبها منذ أن كان طالباً، ثم عضواً في فرقة البعث بالنادي الأهلي المصراتي ، كما كان عضواً بفرقة المسرح الليبي بطرابلس خلال فترة عمله هناك ، عبدالكريم الدناع في بداية انطلاقته غلبت عليه ميوله الصحفية ومع هذا ظل لصيقاً بالمسرح في علاقة غير مباشرة به ، ولكن بانطلاق فرقة المسرح الوطني في مسيرتها ، كانت تجربته المباشرة التي هي أكثر قرباً وعمقاً ، فقد عرفته الساحة الأدبية في ليبيا باعتباره كاتبا مسرحياً متميزاً إضافة إلى كونه كاتبا صحفياً معروفاً، ولعل قربه من الحركة المسرحية في بداية حياته أكسبته خبرة مكنته فيما بعد أن يكون مبرزاً كمؤلف مسرحي على مستوى ليبيا، وكانت هذه الفرقة قد قدمت له أول عمل يقوم بإعداده وهو مسرحية (المحنة) وكذلك مسرحية (القضية) أما من تأليفه فأنتجت له مسرحيات (دوائر الرفض والسقوط - باطل الأباطيل - سعدون - العاشق) وهي آخر عمل للفرقة قبل توقفها ، وتبقى مسرحية (دوائر الرفض والسقوط) وهي مدار حديثنا أهم أعمال هذه الفرقة وأكثرها شهرة وعرضا أيضا ، فقد أعدت الفرقة عدتها للمشاركة بها في المهرجان المسرحي الوطني الأول ، وتصدى لإخراجها الفنان / عبدالله الطاهر الزروق في أول محاولة إخراجية له ،. وإن كان له من الخبرة والتجربة ما يؤهله لذلك ، فهو ليس بغريب عن الحركة المسرحية بمصراتة ، بل نتاج مباشر لها ، ابتداء بالتمثيل من على مقاعد الدراسة في الخمسينيات ، مروراً بتجربة فرقة البعث ليختتمها ممثلاً ومخرجاً بالمسرح الوطني، وخلال هذه الرحلة استفاد من تجارب من سبقه في هذا المجال ، فعمل تحت إشراف الأستاذ / عبدالله الترجمان والأستاذ / مختار معافى والفنان خالد خشيم كما استفاد استفادة كبيرة من وجود الفنان الكبير عبدالبديع العربي بالفرقة ، إضافة إلى رغبته الصادقة وحبه لهذا العمل ، كل ذلك ساعده على أن يقدم عملاً ناجحاً ، وكانت إدارة الفنون والشؤون المسرحية وعندما كانت الفرقة تستعد لإجراء تدريباتها على هذا العمل ، قد أرسلت خبيرين مسرحيين للعمل مع هذه الفرقة ، وهما الفنان / محمد عبدالرحمن ، مخرج وناقد مسرحي ، والفنان نبيل الشاذلي في مجال الإدارة المسرحية ، ولم يستمرا في العمل طويلاً بالفرقة وعادا إلى طرابلس ، وبذلك تحمّل الفنان عبدالله الزروق كمخرج للعمل كامل مسؤولياته بالتعاون مع زملائه فكانت (دوائر الرفض والسقوط) عملاً محلياً في كامل جوانبه نصاً وتمثيلاً وإخراجاً ، وبعد الانتهاء من إجراء التدريبات عليها قدم لها عرض تجريبي على مسرح دار عرض مصراتة ثم سافرت الفرقة إلى طرابلس لتقدم عرضها بالمهرجان على خشبة مسرح الكشاف يوم ٢٦-٩-١٩٧١ ولتميز هذا العرض أوفدت الفرقة ممثلة للمسرح الليبي إلى المهرجان الوطني الأول للمسرح في الجزائر الشقيقة ، فقدمت ثلاثة عروض ، على خشبة المسرح الوطني الجزائري عرضين يومي ٢٦و ٢٧ / ١٠ / ١٩٧١ وعرض بمدينة قسنطينة ، ولاقت هذه العروض نجاحاً كبيراً وتناولتها الصحافة الجزائرية بالنقد والتحليل ، هذا النجاح جاء بعد رحلة برية صعبة قامت بها الفرقة من مصراتة إلى الجزائر ، لكن النجاح الذي لقيته أنسى الفرقة مشاق السفر ، وكانت مشاركة شرفت المسرح الليبي وكشفت عن إمكانات فنية متميزة . كما قُدم لنفس المسرحية عرض بمدينة بنغازي على خشبة المسرح الشعبي ، ولما لاقته هذه المسرحية من حفاوة وترحيب في كل عروضها التي قدمتها ، رأيت أن أتطرق إلى ما قالته بعض الصحف عن هذه العروض :-
ففي مجلة المرأة الجديدة وتحت عنوان / دوائر الفرض والسقوط نزاع بين التسييس والمسرح التقدمي .. مولد مؤلف هل جاء طبيعياً ، كتب سعيد المزوغي يقول (... أبرزت هذه المسرحية ضمن عناصرها التي ساعدتها على أن تكون في مثل هذا التوفيق .. المؤلف الوطني بالصورة التي نطلب وجودها ..) أما عن عرض بنغازي فكتب الصحفي / محمد مفتاح أبوشعالة في صحيفة الجندي مقالاً تحت عنوان : الرفض والسقوط والتجربة المسرحية الناجحة ، قال فيه ... وبصورة عامة كانت المسرحية ناجحة وهادفة التمثيل كان ناجحاً والإخراج مبدعاً ولا أعتقد أن المتفرج الليبي وخاصة في بنغازي شهد مثل هذه المسرحية نصاً وإخراجاً وأداء .. لقد جمعت المسرحية بين الدقة في التعبير والمرونة في الإخراج إذ أحسن الأخ / الزروق استعمال الأضواء والموسيقا والمؤثرات الصوتية وأحسن الممثلون التنقلات على الخشبة وتقمص الشخصيات مما جعل المسرحية تسير سيراً حسناً .. ولا أضيف شيئاً سوى أن العمل المركز والطيب يفرض نفسه ...)
أما عن عرض الجزائر فقالت صحيفة الشعب الجزائرية في عددها الصادر ٢٨ الحرث - نوفمبر ١٩٧١ في مقال تحليلي عن عرض المسرحية كتبه الصحفي محمد علي الهراري تحت عنوان " دوائر الرفض والسقوط بين الموت وقوفاً والموت بالمجان .. قاتل حارس السجن الذي تحول إلى حارس قتيل .(إن أول ما يمكن أن يقال عن هذه المسرحية من حيث النص إنها عمل جيد في بنائه الدرامي ... ويمكن القول وبكل تجرد وموضوعية إن عبدالكريم الدناع اسم يجب ألا ننساه من أذهاننا في المغرب العربي مستقبلاً .. بعد ذلك لابد من التنويه بأداء كل من مثل دور مراد والسجناء الثلاثة وعارف والشيخ والقاضي... المسرحية من حيث الإخراج غلب عليها الطابع الكلاسيكي الذي يتنافى وموضوعها واللغة التي كتبت بها والتكنيك المستعمل في بنائها الدرامي في حين أن الحوار كان ممطوطاً نوعاً ما ...) أما صحيفة الأحداث وهي جزائرية أسبوعية فتناولت عروض المسرحية في أكثر من مقال جاء في أحدها (ولاحظنا أن المسرح الليبي متطور في السنوات الأخيرة بطريقة جميلة) ، وفي مقال آخر للكاتب / كمال بن دمرد .. جاء فيه (.. كان العرض منسقاً من حيث الإضاءة والملابس والديكور والممثلين كانوا منضبطين ولم يبخلوا على الجهور بالبسمة ..) وشارك في تنفيذ هذا العمل :-
ممثلون
يوسف خشيم - المبروك المجعوك - محمد الزعلوك - عبدالله الصيد - مصباح الفرجاني - علي النحائسي - ابوبكر عطية - علي قدح - محمد الدلفاق - عبدالله الزروق - أحمد الشامي - عبدالله ابوعليم - عبدالله الدناع - عمر الكميلي - ميلاد ابوصيد - عبدالوهاب كبلان .
فنييون
بقلم / علي يوسف رشدان
تعد فكرة إنشاء المسارح الوطنية كمؤسسات متخصصة تتبع قطاع الإعلام والثقافة خطوة من أهم الخطوات في هذا المجال لأنها أضفت المزيد من التنظيم والفاعلية على الحياة المسرحية في المدن التي أنشئت بها هذه الفرق فبعد أن كان المسرح الوطني بطرابلس والذي انطلقت مسيرته سنة ١٩٦٦ م هو المسرح الوحيد تعدد وجود هذا النوع من المسارح في كل من درنة وبنغازي واجدابيا ومصراتة وسبها.
وإذا اعتبرنا أن فترة الأربعينيات والخمسينيات هي مرحلة البداية للحركة المسرحية بمصراتة وأن مرحلة الستينيات مرحلة مرحلة التعريف بهذا الفن وترسيخه فإن المراحل اللاحقة هي مراحل النضج لهذا الفن ولهذا يعد إنشاء المسرح الوطني نقلة مهمة للمسرح في مصراتة فبعد أن كانت الحركة المسرحية تنضوي تحت لواء الأندية الرياضية وتدخل ضمن أنشطة متعددة منها الرياضي والثقافي والاجتماعي أصبحت بوجود هذا المسرح مؤسسة لها كيان مستقل وأهداف تسعى لتحقيقها مما جعل من العمل المسرحي المقدم أكثر حرفية لوجود خبرات عربية تمت الاستعانة بها في هذه الفرقة أسوة بغيرها من الفرق المماثلة مما ساهم في الكشف عن عديد القدرات المتميزة في مختلف جوانب العملية الفنية من كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين.
انطلقت مسيرة هذه الفرقة بصدور قرار وزير الإعلام والثقافة رقم ٣٤٥ بتاريخ يوم ١ الربيع - مارس ١٩٦٩ وحملت في بداية انطلاقتها اسم (المسرح القومي) وقد تشكلت لجنة من قبل إدارة الفنون والشؤون المسرحي بوزارة الإعلام والثقافة ، لإجراء الاختبارات اللازمة للأخوة الفنانين المتقدمين للحصول على عضوية هذه الفرقة ، وكلف بإدارتها الأستاذ عبدالله الترجمان وانتدب للعمل بها الممثل والمخرج المصري المعروف الفنان عبدالبديع العربي ، الذي أعد للأعضاء المنتسبين دورة مكثفة في الجوانب الفنية المختلفة ، ولعل أهم جانبين تم التركيز عليهما جانب الأداء التمثيلي وجانب الإلقاء المسرحي ، مما ساهم في الرفع من كفاءتهم الفنية ، وبسبب عدم وجود عناصر نسائية من بين المنتسبين للفرقة ، وقع الاختيار على مسرحية (المروءة المقنعة) من تأليف الشاعر / محمود غنيم لتكون أول عمل مسرحي تقدمه ، وكان أول عرض لها على مسرح دار عرض مصراتة يوم ٢٤-٧-١٩٦٩ وأما عرضها الثاني فكان بعد قيام ثورة الفاتح وعلى نفس المسرح يوم ٢٨-٣-١٩٧٠ واشترك في تقديم هذا العمل كافة الفنانين المنتسبين للفرق منهم :-
عبدالله الدناع - عبدالله الزروق - المبروك المجعوك - الصديق الولده - يوسف خشيم - محمد الزعلوك - عمر الكميلي - محمد الدلفاق - علي قدح - أحمد الشامي - إبراهيم الكميلي - حسين الزروق - مصباح الفرجاني - محمد الشعافي - عبدالله أبوعليم - أبوبكر عطية - علي النحائسي - عاشور مسعود - علي القويري - رمضان بعيو - عبدالهادي شنيشح - ميلاد أبوصيد - مصطفى تنتون - محمد السنوسي - محمد النوال - حسين القرقني - عبدالكريم الدناع وغيرهم .
واعتبرت هذه المسرحية درساً عملياً تطبيقياً لما تلقاه الأعضاء من معلومات نظرية ، وبعد أن أنهت الفرقة تقديم عرضها لهذه المسرحية شرعت في تنفيد أكثر من عمل مسرحي فقدمت مسرحية فصل واحد بعنوان (بريء المشنقة) وقدم لها عرض واحد في إحدى المناسبات.
ثم قدمت مسرحية (وابتسمت الحياة) من تأليف وإخراج / إبراهيم الكميلي وهي مسرحية باللهجة المحلية ، تحكي مساوئ الاستعمار التي أحدثها بوجوده على أرض الوطن ، وقدمت لعرض واحد فقط ، وعلى إثرها ترك بعض الأعضاء الفرقة منهم ، إبراهيم الكميلي - حسين الزروق - محمد الشعافي وآخرون ، وعادوا ليمارسوا نشاطهم من خلال الفرقة التابعة للنادي الأهلي المصراتي كما ذكرنا سابقا ، كذلك قدمت مسرحية (المحنة) من إعداد الكاتب / عبدالكريم الدناع ، وقدمت لعرضين الأول على مسرح دار عرض مصراتة والثاني بمدينة هون .
كما قدمت الفرقة مسرحية (شعب لن يموت) من تأليف فتى الثورة من إخراج الفنان / عبدالبديع العربي ، غير أنه لم يحضر العرضين اللذين أقيما لهذه المسرحية ، بسبب مغادرته مصراتة وتركه العمل بالفرقة ، نظراً للخلاف الفني الذي نشب بينه وبين الأستاذ / عبدالله الترجمان مدير الفرقة عند تقديم العرض الثاني لمسرحية ( المروءة المقنعة) وأشرف على العرض كل من الفنان التشكيلي / علي القويري . والفنان / المبروك المجعوك. وورد بصحيفة البلاغ في عددها (٧٤) الصادر بتاريخ ٧ النوار - فبراير ١٩٧١ خبر مفاده ، أن المسرح القومي بمصراتة يستعد لتقديم مسرحية (شعب لن يموت) ، وقدم العرض الأول لها على مسرح دار عرض مصراتة ، أما عرضها الثاني فخصص للنساء على مسرح المدرسة الثانوية بمصراته .وهذه المسرحية تناقش قضية الشعب الفلسطيني والظلم الذي يتعرض له من قبل المحتلين وتعد هذه المسرحية أول عمل في مصراتة تجسد فيه امرأة دوراً نسائياً مسرحياً ، فقد كان يتم تجسيد هذه الأدوار عن طريق ممثلين رجال ،وفي هذا العمل تمت الاستعانة بالأختين نورية السنوسي ، وفايزة رجب العضوتين بفرقة المسرح العام ببنغازي ، والتي أبدت استعدادها للتعاون مع المسرح الوطني في هذا الشأن ، وذلك خلال زيارتها لمدينة مصراتة لعرض مسرحية (يوم في الجنة) ومسرحية (الشقة جوها هلها) . ويغادر الأستاذ / عبدالله الترجمان. مدير الفرقة مصراتة ليتولى مهام عمله بوزارة التربية والتعليم بطرابلس ، ليتم تكليف الفنان عبدالله الدناع بتولي إدارة الفرقة التي تستعد للمشاركة في المهرجان المسرحي الوطني الأول على مستوى ليبيا المقام في الفترة من ١٠ إلى ٣٠-٩-١٩٧١ ووقعت الفرقة في حيرة ، بأي عمل ستشارك في أول ظهور لها بالمهرجانات المحلية .
السقوط في دائرة الحيرة خرجت منه الفرقة عن طريق (دوائر الرفض والسقوط) للكاتب الصحفي وأحد أعضاء الفرقة الأستاذ/ عبدالكريم الدناع هو في حقيقة الأمر لم يكن غريبا عن الحركة المسرحية في مصراتة فقد واكبها منذ أن كان طالباً، ثم عضواً في فرقة البعث بالنادي الأهلي المصراتي ، كما كان عضواً بفرقة المسرح الليبي بطرابلس خلال فترة عمله هناك ، عبدالكريم الدناع في بداية انطلاقته غلبت عليه ميوله الصحفية ومع هذا ظل لصيقاً بالمسرح في علاقة غير مباشرة به ، ولكن بانطلاق فرقة المسرح الوطني في مسيرتها ، كانت تجربته المباشرة التي هي أكثر قرباً وعمقاً ، فقد عرفته الساحة الأدبية في ليبيا باعتباره كاتبا مسرحياً متميزاً إضافة إلى كونه كاتبا صحفياً معروفاً، ولعل قربه من الحركة المسرحية في بداية حياته أكسبته خبرة مكنته فيما بعد أن يكون مبرزاً كمؤلف مسرحي على مستوى ليبيا، وكانت هذه الفرقة قد قدمت له أول عمل يقوم بإعداده وهو مسرحية (المحنة) وكذلك مسرحية (القضية) أما من تأليفه فأنتجت له مسرحيات (دوائر الرفض والسقوط - باطل الأباطيل - سعدون - العاشق) وهي آخر عمل للفرقة قبل توقفها ، وتبقى مسرحية (دوائر الرفض والسقوط) وهي مدار حديثنا أهم أعمال هذه الفرقة وأكثرها شهرة وعرضا أيضا ، فقد أعدت الفرقة عدتها للمشاركة بها في المهرجان المسرحي الوطني الأول ، وتصدى لإخراجها الفنان / عبدالله الطاهر الزروق في أول محاولة إخراجية له ،. وإن كان له من الخبرة والتجربة ما يؤهله لذلك ، فهو ليس بغريب عن الحركة المسرحية بمصراتة ، بل نتاج مباشر لها ، ابتداء بالتمثيل من على مقاعد الدراسة في الخمسينيات ، مروراً بتجربة فرقة البعث ليختتمها ممثلاً ومخرجاً بالمسرح الوطني، وخلال هذه الرحلة استفاد من تجارب من سبقه في هذا المجال ، فعمل تحت إشراف الأستاذ / عبدالله الترجمان والأستاذ / مختار معافى والفنان خالد خشيم كما استفاد استفادة كبيرة من وجود الفنان الكبير عبدالبديع العربي بالفرقة ، إضافة إلى رغبته الصادقة وحبه لهذا العمل ، كل ذلك ساعده على أن يقدم عملاً ناجحاً ، وكانت إدارة الفنون والشؤون المسرحية وعندما كانت الفرقة تستعد لإجراء تدريباتها على هذا العمل ، قد أرسلت خبيرين مسرحيين للعمل مع هذه الفرقة ، وهما الفنان / محمد عبدالرحمن ، مخرج وناقد مسرحي ، والفنان نبيل الشاذلي في مجال الإدارة المسرحية ، ولم يستمرا في العمل طويلاً بالفرقة وعادا إلى طرابلس ، وبذلك تحمّل الفنان عبدالله الزروق كمخرج للعمل كامل مسؤولياته بالتعاون مع زملائه فكانت (دوائر الرفض والسقوط) عملاً محلياً في كامل جوانبه نصاً وتمثيلاً وإخراجاً ، وبعد الانتهاء من إجراء التدريبات عليها قدم لها عرض تجريبي على مسرح دار عرض مصراتة ثم سافرت الفرقة إلى طرابلس لتقدم عرضها بالمهرجان على خشبة مسرح الكشاف يوم ٢٦-٩-١٩٧١ ولتميز هذا العرض أوفدت الفرقة ممثلة للمسرح الليبي إلى المهرجان الوطني الأول للمسرح في الجزائر الشقيقة ، فقدمت ثلاثة عروض ، على خشبة المسرح الوطني الجزائري عرضين يومي ٢٦و ٢٧ / ١٠ / ١٩٧١ وعرض بمدينة قسنطينة ، ولاقت هذه العروض نجاحاً كبيراً وتناولتها الصحافة الجزائرية بالنقد والتحليل ، هذا النجاح جاء بعد رحلة برية صعبة قامت بها الفرقة من مصراتة إلى الجزائر ، لكن النجاح الذي لقيته أنسى الفرقة مشاق السفر ، وكانت مشاركة شرفت المسرح الليبي وكشفت عن إمكانات فنية متميزة . كما قُدم لنفس المسرحية عرض بمدينة بنغازي على خشبة المسرح الشعبي ، ولما لاقته هذه المسرحية من حفاوة وترحيب في كل عروضها التي قدمتها ، رأيت أن أتطرق إلى ما قالته بعض الصحف عن هذه العروض :-
ففي مجلة المرأة الجديدة وتحت عنوان / دوائر الفرض والسقوط نزاع بين التسييس والمسرح التقدمي .. مولد مؤلف هل جاء طبيعياً ، كتب سعيد المزوغي يقول (... أبرزت هذه المسرحية ضمن عناصرها التي ساعدتها على أن تكون في مثل هذا التوفيق .. المؤلف الوطني بالصورة التي نطلب وجودها ..) أما عن عرض بنغازي فكتب الصحفي / محمد مفتاح أبوشعالة في صحيفة الجندي مقالاً تحت عنوان : الرفض والسقوط والتجربة المسرحية الناجحة ، قال فيه ... وبصورة عامة كانت المسرحية ناجحة وهادفة التمثيل كان ناجحاً والإخراج مبدعاً ولا أعتقد أن المتفرج الليبي وخاصة في بنغازي شهد مثل هذه المسرحية نصاً وإخراجاً وأداء .. لقد جمعت المسرحية بين الدقة في التعبير والمرونة في الإخراج إذ أحسن الأخ / الزروق استعمال الأضواء والموسيقا والمؤثرات الصوتية وأحسن الممثلون التنقلات على الخشبة وتقمص الشخصيات مما جعل المسرحية تسير سيراً حسناً .. ولا أضيف شيئاً سوى أن العمل المركز والطيب يفرض نفسه ...)
أما عن عرض الجزائر فقالت صحيفة الشعب الجزائرية في عددها الصادر ٢٨ الحرث - نوفمبر ١٩٧١ في مقال تحليلي عن عرض المسرحية كتبه الصحفي محمد علي الهراري تحت عنوان " دوائر الرفض والسقوط بين الموت وقوفاً والموت بالمجان .. قاتل حارس السجن الذي تحول إلى حارس قتيل .(إن أول ما يمكن أن يقال عن هذه المسرحية من حيث النص إنها عمل جيد في بنائه الدرامي ... ويمكن القول وبكل تجرد وموضوعية إن عبدالكريم الدناع اسم يجب ألا ننساه من أذهاننا في المغرب العربي مستقبلاً .. بعد ذلك لابد من التنويه بأداء كل من مثل دور مراد والسجناء الثلاثة وعارف والشيخ والقاضي... المسرحية من حيث الإخراج غلب عليها الطابع الكلاسيكي الذي يتنافى وموضوعها واللغة التي كتبت بها والتكنيك المستعمل في بنائها الدرامي في حين أن الحوار كان ممطوطاً نوعاً ما ...) أما صحيفة الأحداث وهي جزائرية أسبوعية فتناولت عروض المسرحية في أكثر من مقال جاء في أحدها (ولاحظنا أن المسرح الليبي متطور في السنوات الأخيرة بطريقة جميلة) ، وفي مقال آخر للكاتب / كمال بن دمرد .. جاء فيه (.. كان العرض منسقاً من حيث الإضاءة والملابس والديكور والممثلين كانوا منضبطين ولم يبخلوا على الجهور بالبسمة ..) وشارك في تنفيذ هذا العمل :-
ممثلون
يوسف خشيم - المبروك المجعوك - محمد الزعلوك - عبدالله الصيد - مصباح الفرجاني - علي النحائسي - ابوبكر عطية - علي قدح - محمد الدلفاق - عبدالله الزروق - أحمد الشامي - عبدالله ابوعليم - عبدالله الدناع - عمر الكميلي - ميلاد ابوصيد - عبدالوهاب كبلان .
فنييون